سيمون لـ"الوفد": صيد العقارب أسطورة درامية مليئة بالمفاجآت والصراعات
تاريخ النشر: 26th, March 2024 GMT
تميزت النجمة سيمون منذ بدايتها بأعمالها الفنية المتنوعة التي حققت بها قاعدة جماهيرية عريقة، وأصبحت من أهم نجوم الوطن العربي، وذلك بسبب إتقانها للأدوار التي تقدمها واختيارها لشخصيات تجذب قلوب الجمهور إليها، كما إنها تألقت كالعادة بعمل مختلف هذا العام فى "صيد العقارب" الذي يعرض ضمن مسلسلات الماراثون الرمضاني الحالي 2024، وتصدر قائمة أكثر الأعمال متابعة على مواقع التواصل الإجتماعي، وفقا لإحصائيات موقع جوجل بمصر، ويضم كوكبة من النجوم، أبرزهم: غادة عبدالرازق، أحمد ماهر، رياض الخولي، محمد علاء، محمود عبد المغني، من تأليف باهر دويدار وإخراج أحمد حسن.
وتكشف سيمون، خلال تصريحاتها لـ"بوابة الوفد الإلكترونية" عن شخصيتها في مسلسل صيد العقارب، قائلة: "بجسد شخصية "سماسم" فى دور مختلف ومتنوع شكلاً وموضوعاً، وهي سيدة أعمال تفضل أسرتها بالمقام الأول فى حياتها من شدة حبها واهتمامها بهم جميعاً، وبالأخص أبنها المدلل، حتى أصبحت تعيش من أجل عائلتها، كما أنها تمر بالكثير من التغيرات والتحولات النارية وسط الصراع القائم بين عائلتين "ضرغام" و"الغول" بالإضافة لقوة شخصيتها وتذبذب انفعالاتها بين "القوة والضعف"، وخلال الأحداث القادمة سنكتشف تفاصيل حقيقة الصراع ونتائجه، المليئة بالعديد من المفاجآت والأحداث المثيرة والمشوقة، كما أننا لم ننتهي من التصوير بعد في "صيد العقارب".
أعربت سيمون عن سعادتها بردود أفعال الجمهور على مسلسل صيد العقارب، قائلاً: "الحقيقة أسعدتني ردود الأفعال القوية التي تلقتها خلال تجسيدي لشخصية "سماسم"، بالرغم من يقيني بنجاح العمل ولكني لم أتوقع أن يحدث ذلك منذ طرح الحلقات الأولى لصيد العقارب، وبالنسبة لي كانت هذة مكافأة عظيمة رداً على المجهود الكبير الذى بذلته فى تقديم الدور، كما أنني استقبلت أيضاً إشادات كثيرة من قِبل جموري على "مواقع التواصل الإجتماعي" ومازلت أتابع ردود أفعالهم واهتماماتهم بكل تفاصيل الشخصية والتفاعلات مع الصراعات القائمة بين العائلتين".
أحداث مسلسل صيد العقاربتشارك الفنانة غادة عبدالرازق في السباق الرمضاني هذا العام من خلال تجسيد شخصية الدكتورة عايدة في مسلسل صيد العقارب، الذي تدور أحداثه في إطار اجتماعي مليء بالتشويق والإثارة من خلال وقوع حرب شديدة ومثيرة بين عائلتين من الصعيد، وتتحول الصداقة بين الجميع إلى عداوة قاتلة.
سيمونأبطال مسلسل صيد العقاربيشارك في بطولة مسلسل صيد العقارب نخبة كبيرة من الفنانين من بينهم، غادة عبد الرازق، أحمد ماهر، رياض الخولي، محمد علاء، محمود عبد المغني، سيمون، ميار الغيطي، أحمد جمال سعيد، والعمل من تأليف باهر دويدار وإخراج أحمد حسن.
وشهد العمل خلال حلقات عرضه الأولى العديد من الأحداث الدرامية المشوقة التي من المتوقع تطورها في الحلقات المقبلة.
مسلسل صيد العقارب الحلقة 13| ماذا يحدث بعد مواجهة سيمون وغادة عبدالرازق؟المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: سيمون مسلسل صيد العقارب أبطال مسلسل صيد العقارب أحداث مسلسل صيد العقارب قصة مسلسل صيد العقارب تفاصيل مسلسل صيد العقارب مسلسل صید العقارب
إقرأ أيضاً:
أسطورة للبيع
تشكل الأسطورة أولى المخيلات الشعبية التي تقوم عليها المنظومة الاجتماعية، حيث إنها تعمل عمل المجيب عن الأسئلة التي لا إجابة منطقية لها عند المجتمع، ولذا فإنها محدد مهم يجب النظر إليه في حال الدراسة السوسيولوجية والتركيز على السلوكيات والمعتقدات الشعبية؛ لأنها تشكل جانبًا مهمًا لا يُمكن إغفاله وتركه دون محاولة فهم أو تقارب معه. وفي ذات الوقت فإن فهم آلية تطور الأسطورة أيضا مهم؛ لأنه يبيّن المقدار الذي يسير فيه المجتمع باتجاه العلمية والمنطقية في التفكير، فكلما ابتعد المجتمع عن الإجابات الأسطورية وتعمق أكثر في الإجابات العلمية والمنطقية أصبح أكثر وعيًا ونقدًا لذاته. لكن هذا لا يعني ترك الأسطورة دون محاولة دراستها والاستفادة منها، ومن صور الاستفادة من الأسطورة استثمارها في مختلف الجوانب للوصول إلى أقصى امتصاص لها، فإن كانت سابقًا تفيد الراحة الذهنية، فإنها الآن تفيد العقلية الأدبية أو الاقتصادية أو السياحية، واستغلالها يشكل خطوة مهمّة للترويج للمجتمع الذي نشأت فيه.
في إطار دراسة الأسطورة وتأثيرها على المجتمع وتأثره بها، أقام النادي الثقافي ندوة مهمة تتعلق بالطبيعة والميثولوجيا في عُمان، ناقش فيها الحضور وجود الأسطورة في المجتمع العماني ومواطن نشوئها سواءً في الجانب الأدبي أو الأثري (الأركيولوجي) أو غيره. ومثل هذه الندوات تساعد على تسريع عملية استغلال الأسطورة واستخدامها في الأعمال، وفي هذا المقال ثلاثة مجالات يُمكن أن تحضر الأسطورة فيها وتعمق من الفكرة الموجودة.
أما المجال الأول فهو استثمار الأسطورة في الأدب، ويُمكن القول إن الأدب قادر على حفظ الأساطير وإعادة تشكيلها بما يخدم النص الأدبي وسياقه، فنجد العمانيين قد استخدموها في شعرهم ونثرهم، فمن الأمثلة الشعرية التي حضرت فيها الأسطورة في الشعر الشعبي سرد لقصة النبي سليمان-عليه السلام- يقول فيها الشاعر سالم بن عبدالله السوطي:
يوم طاح عنه الخاتم من صبعه البهام/ ما قدر يسيّر عصفور بأمارته
نبي وتمنى سار بّه البساط وشام/ والمشتكي آزت قصيرة حيلته
وفي الشعر الفصيح، مما يتعلق بسكّان الوديان من أساطير، بيت للشاعر هلال بن سعيد بني عرابة يقول فيه:
مع أثلة الوادي صحبتُ خرائدًا/ عنقاء مع غثاء مع غيداءِ
وأما في الشعر الحديث فذكر الأساطير كثيرٌ بسبب اهتمام هذا النوع من الشعر بالرمز، فاستعملت الأسطورة رموزًا للمعنى المراد. كما أن كتب التاريخ تزخر كثيرًا بذكر القصص الشعبية الأسطورية، فليس يخفى ما يرد من أخبار عن مالك بن فهم مثلا والتي تبدو فيها الأسطورة -بسبب التناقل الشفهي قبل التدوين- واضحة حيّة.
وفي العصر الحديث، وظفت كثير من الروايات العمانية الأسطورة بين سطورها لخدمة المعنى، وليس الأمر بحاجة لسوق الأمثلة هنا، بل يُمكن الإشارة إلى مجمل عناوين الروايات، فقد استخدمتها -على سبيل المثال- هدى حمد في روايتها «لا يذكرون في مجاز»، والأمر ذاته مع زهران القاسمي في رواياته، وبشرى خلفان، وغيرهم.
إن ثراء المخيلة العمانية يُمكّن من استخدام الأسطورة التي أنتجتها في الأعمال الأدبية بشكل مستمر بما يخدم المعنى الأدبي المستخدم في النص، حيث إن الأساطير كثيرة ومتنوعة، أحيانا متشابهة، لتشابه الطبيعة الجغرافية، فعلى سبيل المثال، أسطورة الأشخاص (وعادة تكون أمًا وبناتها) الذين حولهم الله إلى صخور بسبب كفرهم بالنعمة، فهي متكررة في الداخلية وفي بعض أجزاء شمال الشرقية، وكذلك الأساطير المتعلقة بالبحر، وفي أحيان أخرى مختلفة بسبب خصوصية الجغرافيا والمجتمع والتفكير. وكلها قابلة للاستخدام الأدبي.
أما المجال الثاني، فهو المجال السينمائي، وقد استفادت العديد من الأعمال السينمائية من الأساطير لإقامة قصصها التي تروى على شكل أفلام أو مسلسلات، فاستخدام مصاصي الدماء والوحوش كثير في السينما الغربية، حتى أصبحت أساطير عالمية بسبب كثرة ورودها وتزايد المعجبين بها، بل إن هناك مسلسلات طويلة جدًّا مثل مسلسل (سوبرناتشرال) تم إنتاج القصة فيه على أساس الأسطورة مع الاستفادة من الأساطير المختلفة حول العالم، الغربية منها والشرقية. وفي الجانب العربي كذلك تم استخدام الأسطورة في المجال السينمائي، فعلى سبيل المثال، استخدمت الأساطير الشعبية حول الدجالين والعرافين في فيلم (البيضة والحجر) من بطولة أحمد زكي لبيان هيمنتها في المجتمع، وكذلك الأمر في مسلسل (الكنز)، ومسلسل (ما وراء الطبيعة) المستوحى من قصص أحمد خالد توفيق.
يُمكن أن تشكل الأساطير العمانية ثراءً سينمائيًا وتلفزيونيًا كبيرًا بسبب كثرتها، فإن استخدامها في القصص قادرٌ على تعريف الآخرين بالمخيلة الشعبية العمانية، وقد صدر فيلم قصير مؤخرًا من طلبة جامعة السلطان قابوس في قسم الإعلام بعنوان (عودة) مبني على أسطورة «المغيّب/ المغصوب» في عمان، وعلى الرغم من الأدوات البسيطة التي يمتلكها الطلبة إلا أن استغلال الأسطورة في بناء حبكة الفيلم جعله قادرًا على الفوز بجائزة وعرضه في أمسية سينمائية، كذلك استخدمت أفلام قصيرة أخرى مثل هذه القصص لتعميق حبكاتها، إلا أن الأمر بحاجة لتطوير أكبر بحيث يُمكن أن تنتج أفلام طويلة مبنية على الأساطير، أو مسلسل كامل تكون السيناريوهات فيه منطلقة من وجود هذه الأساطير، فمن خلال المواد المرئية يُمكن أن تصل المخيلة الشعبية العمانية إلى الخارج والترويج لزيارة أماكن خلق هذه الأساطير.
وهذا يقود للجانب الثالث وهو المجال السياحي، فإن خلق الأسطورة يكون عادة مبنيًا على طبيعة المكان الجغرافية والاجتماعية، إذ إن هذا الإنتاج يكون من خلال ما يتناسب مع تلك الطبيعة ويتوافق معها، ولذلك تجد على سبيل المثال أساطير الجن المستخدمة في بعض الفنون الشعبية مثل الزار عادة ما تكون متوافقة مع الطبيعة الجغرافية للمكان الذي وُلدت فيه، ففي المناطق الجبلية تكون القصص متناسقة مع السياق الجبلي من حيث إن الجن يسكنون الجبل أو قيعان الوديان فيهبطون من الأول أو يتجولون في الثاني. وكذلك الأمر في المناطق الساحلية التي لها أساطيرها المختلفة عن المناطق الجبلية.
هذه الطبيعة الجغرافية التي وُلدت فيها الأسطورة تكون عادة محل جذب للزائر من الخارج، ولذا فإن تنوع الأساطير وأماكن الميلاد يُمكن أن تشكل محل جذب للآخرين، خاصة أولئك المهتمين بفهم المخيلة الشعبية وطبيعة تشكُّل السلوك البشري. من ضمن المواقع التي ارتبطت بالأساطير مثلا كهف جرنان في إزكي مع أسطورة العجل الذهبي، وكهف مجلس الجن في قريات، وكهف أبو هبان في دماء والطائيين، وفلج الدن وفلج معول في بهلا، ومسجد القبلتين والمسجد الأحمر في إبراء، وغيرها الكثير، حيث إن في كل ولاية في عمان تقريبا يوجد معلمٌ يرتبط بالأساطير ارتباطًا وثيقًا.
يُمكن استغلال هذه الأساطير للتسويق الثقافي، بحيث تكون محطات للسياح من الداخل أو الخارج، ففي السياحة الداخلية، يودّ كثير من العمانيين الذهاب إلى مثل هذه الأماكن من أجل التعرف عليها ومدى ارتباطها بالسلوكيات البشرية في تلك المجتمعات المختلفة -أحيانا- عن مجتمعاتهم العمانية التي نشأوا فيها، وأما السياح من الخارج فإن الأشخاص القادمين إلى عمان تجذبهم كثيرًا الأماكن التي ترتبط بالأساطير أو بالقصص الشعبية للتعرف على الطبيعة الاجتماعية والفكرية الشعبية العمانية عند زيارتهم لها.
وبسبب أنها حبيسة معرفة أهل المكان بها ولا يوجد ما يعرّف القادمين إلى هذه الأماكن بها، فإن المكان يفقد قدرًا كبيرًا من قصته وتشويقه؛ لأن القصة هي ما تصنع للأماكن معانٍ تكون محفِّزًا لشدّ الرحال إليها، فانظر مثلا إلى التشويق الذي يصنعه كهف جرنان في إزكي بسبب شهرة قصته، أو الخيال الصوري الذي تولّده قصة قبر ابن المقرب العيوني مما يجعل العارف بها متشوّقا لزيارة المكان.
في الخاتمة، يُمكن استغلال الأسطورة لأن تكون محلّا للبيع، حيث إن الأسطورة واحدة من المحددات الهوياتية للمجتمعات البشرية، وقد استحوذت الأساطير على أماكن مركزية في ثقافة كثير من المجتمعات إن لم تكن كلها، حتى وصلت إلى وضعها الحديث، فلا يُمكن عندئذٍ إغفال الأسطورة، بل استغلالها الاستغلال الجيد بحيث تكون مروّجة للمنطقة أو معمّقة لفكرة أدبية أو سينمائية.