بمناسبة اليوم العالمي لأبو الفنون، أراد المهندس محمد سيف الأفخم، رئيس الهيئة الدولية للمسرح ITI، أن يُهنئ جميع مسرحيّي العالم، مُعبِّرًا عن تقديره واحترامه لهم ولجهودهم المخلصة في خدمة الفن المسرحي. وقد أكد الأفخم على الدور الهام الذي تقوم به الهيئة في تطوير وتعزيز مستوى الفنون الأدائية على المستوى العالمي، وتبادل الأفكار والتجارب بين مسرحي العالم، بما يتماشى مع رؤية منظمة اليونسكو في دعم الفنون والثقافة.

وفي هذا الإطار، اختارت الهيئة الدولية للمسرح الكاتب المسرحي النرويجي يون فوسيه، الحائز على جائزة نوبل في الأدب لعام 2023، لكتابة رسالة اليوم العالمي للمسرح لعام 2024. وتمثلت هذه الرسالة في موضوع "الفن هو السلام"، الذي يعكس أهمية الفن والمسرح في تعزيز قيم السلام والتسامح في العالم.

وفي ختام تصريحه، أعرب الأفخم عن أمله في أن تلهم رسالة يون فوسيه الجميع لتعزيز التفاهم والتعاون الدولي من خلال الفن والمسرح، وأن تكون محفزًا للمسرحين لمواصلة جهودهم في خدمة هذا الفن النبيل والمهم في بناء المجتمعات المتحضرة والمتسامحة.

حيث جاء نص الرسالة: لكل شخص ما يميّزه عن غيره ولكنه أيضا مشابهٌ شخص آخر، إن مظهرنا الخارجي المرئي متفرد ويختلف عن الأخرين، وهذا بالطبع أمر جيد، ولكن هناك أيضا شيء داخل كل واحد منا ينتمي إلى ذلك الشخص وحده - وهو روح الشخص أو نفسه، أو يمكننا أن نقرر عدم تصنيف هذاالشيء بالكلمات على الإطلاق، فقط نتركه وشأنه.

وعلى الرغم من اختلافنا عن بعضنا البعض، إلا إننا لا زلنا متشابهين، فالناس من كل أنحاء العالم متشابهون في جوهرهم، بغض النظر عن اللغة التي نتحدثها، أو لون بشرتنا، أو لون شعرنا.

وهنا تكمن المفارقة: أننا متشابهون تماما ومختلفون تماما في الوقت نفسه. ربما يكون الشخص متناقضا بطبيعته، في توازنه بين الجسد والروح - فإننا نجمع بين الوجود الملموس أكثر ارتباطا بالأرض والشيء الذي يتجاوز هذه الحدود المادية والأرضية.

الفن، وبالتحديد الفن الجيد، ينجح بطريقته الرائعة في دمج الشيئ الفريد تماما مع الشيء الشامل. فهو يتيح لنا أن نفهم ما هو المختلف - ما هو أجنبي - باعتباره شاملا من خلا الفن. وبذلك، يتجاوز الفن حدود اللغات والمناطق الجغرافية والبلدان. فهو   يجمع بين الصفات الفردية لكل فرد فحسب، بل أيضا وبمعنى آخر، الخصائص الفردية لكل مجموعة من الناس، لكل أمة على سبيل المثال.

ولا يقوم الفن بذلك من خلا تسوية الاختلافات وجعل كل شيء متماثلا، بل على العكس من ذلك، يقوم بذلك من خ ل اظهار ما هو مختلف عنا، وما هو غريب أو أجنبي. يحتوي كل فن جيد على وجه التحديد على شيء غريب، شيء نستطيع فهمه تماما، ولكننا في الوقت نفسه نستطيع فهمه بطريقة ما. أنه يحتوي على لغز، إذا جاز التعبير. شيء يبهرنا وبالتالي يدفعنا إلى ما هو أبعد من حدودنا، وهكذا يخلق السمو الذي يجب أن يحتويه ويقودنا إليه كل عمل فني.

لا أعرف طريقة أفضل للجمع بين الأضداد، وهذا هو النهج المعاكس تماما لنهج الصراعات العنيفة التي نشهدها في كثير من الأحيان في العالم، والتي تنغمس في الإغراء المدمر لإبادة أي شيء أجنبي، أي شيء فريد ومختلف، غالبا باستخدام أكثر الاختراعات الإنسانية التي وضعتها التكنولوجيا بين أيدينا. هناك إرهاب في العالم. هناك حروب. فالبشر لديهم جانب حيواني أيضا، مدفوعا بغريزة تجربة الآخر، ويعتبرون الأجنبي والمختلف تهديدا لوجود الفرد بدلاً من أن يكون لغزا ساحراً.

هكذا يتلاشى التفرد والاختلافات التي يمكننا رؤيتها جميعا، تاركا وراءه تجانسا جماعيا حيث يشكل أي شيء مختلف تهديدا يجب القضاء عليه. وما يُنظر إليه من الخارج على أنه اخت ف، على سبيل المثال في الدين أو الأيديولوجية السياسية، يصبح شيئاً يجب هزيمته وتدميره.

الحرب هي المعركة ضد ما يكمن في أعماقنا جميعا: شيء فريد من نوعه. وهي أيضا معركة ضد الفن، ضد ما يكمن في أعماق كل الفنون.

لقد تحدثت هنا عن الفن بشكل عام، وليس عن المسرح أو الكتابة المسرحية على وجه الخصوص، ولكن هذا يرجع إلى أن الفنون كلها جيدة، كما قلت، جيدة في أعماقها، وتدور حول نفس الشيء: أخذ ما هو فريد تماما، ومحدد تماما، وجعله شاملاً . والجمع بين المحدد والشامل من خلال التعبير الفني، دون القضاء على تفرده ولكن بتأكيد هذا التفرد، مما يسمح لما هو غريب وغير مألوف أن يتألق بوضوح.
الحرب والفن متضادان، تماما كما أن الحرب والسلام متضادان، الأمر بهذه البساطة "الفن هو السلام".
 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: ی العالم

إقرأ أيضاً:

"لأول مرة بالمحافظة " محافظ أسيوط: ختام الدورة الـ18 للمهرجان القومي للمسرح المصري مساء اليوم

تشهد محافظة أسيوط مساء اليوم الجمعة فاعلية استثنائية لختام الدورة الثامنة عشرة من المهرجان القومي للمسرح المصري، تحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة، وحيث تستضيف المحافظة حفل الختام لأول مرة في أسيوط وخارج القاهرة، في خطوة تعكس توجه الدولة نحو اللامركزية الثقافية، وتأكيدًا على أن الفنون رسالة وطنية تتجاوز حدود الجغرافيا

 

ويقام الحفل في تمام الساعة السابعة مساءًا على مسرح قصر ثقافة أسيوط بحي غرب، بحضور نخبة من نجوم المسرح والفن المصري، وعلى رأسهم الفنان محمد رياض رئيس المهرجان، واللواء خالد اللبان رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، والمخرج عادل عبده مدير المهرجان، ونخبة من الفنانين والإعلاميين وهم الفنانة رانيا فريد شوقي، والفنان ميدو عادل، والإعلامية بوسي شلبي، والفنان ضياء عبدالخالق، والدكتور حسام عطا، والدكتور أحمد مجاهد، والمخرج الكبير خالد جلال، والمخرج الكبير نادر صلاح الدين، والكاتب الكبير وليد يوسف، والعديد من الفنانين وكبار الإعلاميين وسط حضور جماهيري واسع

 

وأوضح اللواء هشام أبوالنصر محافظ أسيوط، أن استضافة المحافظة لحفل ختام هذا الحدث الفني الكبير لأول مرة يمثل فخرًا كبيرًا لأبناء الصعيد، وفرصة حقيقية لتعزيز الحراك الثقافي في المحافظة، مشيرًا إلى أن تنظيم حفل ختام المهرجان خارج القاهرة يعكس رؤية وزارة الثقافة نحو دعم الفنون في مختلف ربوع الوطن، ومد جسور التواصل الثقافي بين العاصمة والمحافظات.

ويبدأ الحفل بما يعرف بـالريد كاربت حيث يستقبل الضيوف في أجواء احتفالية، وتقدم الفعالية الإعلامية بوسي شلبي، التي تستعرض خلال الحفل فقرات التكريم والعروض الافتتاحية ويتضمن البرنامج كلمات ترحيبية ثم تكريم عدد من الرموز الفنية والكوادر الثقافية التي أسهمت في إنجاح الورش والفعاليات التحضيرية للمهرجان

 

ومن بين المكرمين، الفنان خالد أبوضيف عن ورشة التمثيل، والمخرج أسامة عبدالرؤوف عن ورشة الإخراج، والكاتب حسام عبدالعزيز عن ورشة الكتابة المسرحية، والفنان ضياء عبدالخالق عن ورشة التمثيل، والدكتور حسام عطا عن إدارته للندوات كما يكرم كل من الدكتور جمال عبدالناصر مدير عام إقليم وسط الصعيد الثقافي، وخالد خليل مدير عام فرع ثقافة أسيوط، إلى جانب تكريم خاص للكاتب الكبير درويش الأسيوطي، أحد أبرز رموز المسرح بمحافظة أسيوط.

ويختتم الحفل بعرض مسرحي مميز بعنوان حاجة تخوف وهو العرض الحائز على جائزة لجنة التحكيم الخاصة، من إخراج المخرج الكبير خالد جلال، ويعد بمثابة هدية فنية راقية لجمهور أسيوط في هذه الليلة التاريخية.

وأكد المحافظ على أن المهرجان من تنظيم من وزارة الثقافة، ويعد منصة سنوية لعرض حصاد الحركة المسرحية المصرية في مختلف جهاتها ومؤسساتها، سواء كانت تابعة للدولة، أو القطاع الخاص، أو المسرح الجامعي، أو الفرق الحرة والهواة، ويهدف المهرجان إلى دعم وتشجيع الفنانين، وتحفيز الإبداع المسرحي، بما يعكس عراقة وتنوع المسرح المصري ويُسهم في إعادة إحياء ريادته

مقالات مشابهة

  • أكبر نجم في العالم.. وفاء عامر توجه رسالة للزعيم عادل إمام |خاص
  • يسرا تهنئ الزعيم عادل إمام بمناسبة حفل زفاف حفيده
  • القطار الكهربائي.. تقليل زمن التقاطر إلى 15 دقيقة بعد 5 مساءً بدءًا من اليوم
  • رئيس مجلس النواب يهنئ نظيره الجزائري بمناسبة ذكرى الاستقلال
  • المستشار بولس فهمي يهنئ رئيس محكمة النقض بمناسبة توليه منصبه الجديد
  • تركي آل الشيخ يُوجّه رسالة للزعيم عادل إمام بعد حفل زفاف حفيده
  • وزارة البيئة تنظم فعاليات توعوية بمناسبة اليوم العالمي للحد من استخدام الأكياس البلاستيكية
  • الاتحاد الجزائري لكرة القدم يهنئ الشعب الجزائري بمناسبة الذكرى 63 لعيد الاستقلال والشباب
  • جلالة السلطان يهنئ رؤساء الجزائر وفنزويلا والرأس الأخضر
  • "لأول مرة بالمحافظة " محافظ أسيوط: ختام الدورة الـ18 للمهرجان القومي للمسرح المصري مساء اليوم