لا تزال أصداء مسلسل «الحشاشين» تزلزل أركان جماعة «الإخوان المسلمين» الإرهابية، فرغم أن مسلسل الحشاشين يحكي عن طائفة تمتد لمئات السنين، إلا أنها فجرت الألغام الفكرية التي نشأت عليها جماعة الإخوان المسلمين، وأهمها وأولها فكرة «الانغلاق»، فالقلعة التي عاش بها «الحشاشين» ترمز لتلك الحالة، فقد استغنو عن العالم الخارجي، ونمت قوتهم واقتصادهم داخل تلك القلعة، وأصبحو تنظيما قويا، بل ربما دولة مستقلة بذاتها.

مسلسل «الحشاشين»، احتل المركز الأول في قائمة المسلسلات الأعلى نسبة مشاهدة على منصة «واتش إت» في دراما رمضان ٢٠٢٤، كما أصبح تريند أول على منصة «إكس» في اليوم الخامس من عرضه، كما تصدر البحث عن مواعيد عرضه خلال الساعات الماضية محرك البحث جوجل، وتصدرت النقاشات حول أحداثه على مواقع التواصل الاجتماعي، ما يثير للاهتمام والبحث، خاصة مع استنفار مواقع وصفحات أشخاص تابعين لجماعة الإخوان الإرهابية ضد المسلسل وصُناعه.

لماذا يهاجم الإخوان المسلمين مسلسل الحشاشين؟

لا شك أن هجوم جماعة الإخوان الإرهابية، ولجانها، وأتباعها على مسلسل الحشاشين شيء طبيعي، فمثل هذه النوعية من الأعمال هي القوة الناعمة التي تزلزل أفكار هذه الجماعة التي ترسخت على مدار أكثر من 80 عاما، منذ تأسيسها على يد حسن البنا عام 1928.

وبحسب دراسة لـ مركز «رع للدراسات الاستراتيجية» أكدت أن مسلسل «الحشاشين» كشف الغطاء الفكري عن هذه الجماعة التي تنغلق على نفسها، حتى لو ادعت أن دعوتها لكل بلاد العالم والمسلمين كافة على وجه الأرض.

مسلسل «الحشاشين» الحلقة 16

فالدراما بحسب الدراسة تشكل خطرا علي ما تبقى منها، حيث تهدد هذه النوعية من الأعمال المنظومة الفكرية التي تسعى الجماعة إلى امتداد أثرها من السيطرة على الجماعة وأتباعها إلى المجتمع وأفراده بالكلية، بالتالي محاولة فهم مخاوف الجماعة وأتباعها واستنفارهم وتربصهم بمسلسل الحشاشين، يقودنا إلى محاولة الإجابة على الأسئلة التالية، هي: ما المفاهيم التي تخشى الجماعة من تجسيدها وتحليلها من خلال المسلسل، وعلاقة هذه المفاهيم بالجماعة؟، لماذا تتحسس الجماعة من مناقشة تاريخ أي جماعة إرهابية، من خلال الأعمال الدرامية أو الإعلام؟، وما سبب زخم الاهتمام ونسب المشاهدة المرتفعة لمسلسل «الحشاشين»، مقارنة بغيره من الأعمال التاريخية في سنوات سابقة؟

«الح

شاشون» في التاريخ والواقع

:

تحمل طائفة «الحشاشين»، أيديولوجية متطرفة، تسعى لفرضها عن طريق استخدام العنف، وهم من الشيعة «الإسماعيلية»، كان هدفهم القضاء على النظام السني القائم في القرن الخامس الهجري والحادي عشر الميلادي في بلاد فارس والشام وفرض المذهب الشيعي «النذاري الباطنية»، اتخذ الحشاشون بقيادة الحسن بن الصباح من القلاع مركز لنشر مذهبهم، وانفصلت الحركة عن الدولة الفاطمية في مصر أواخر القرن الخامس الهجري لتدعوا إلى إمامة نزار المصطفى لدين الله ونسله وكونت فرقة «الفدائيون» التي عرفت بالاغتيالات عن طريق الخنجر.

اهتم حسن الصباح، بالمكان الذي تنطلق منه دعوته، ليتحصن به وأتباعه، فوقع اختياره على قلعة فوق صخرة عالية تقع ـشمال إيران، سميت بـ قلعة «آلموت»، لقد استخدم الصباح هذه القلعة كـ مكان لتجنيد أتباعه الذين وقع اختيارهم من الشباب الصغير، حتى يسهل تدريبهم، والسيطرة عليهم فكرياً ونفسياً، بالتالي يكون حسن الصباح، شكل مجموعات نوعية عنقودية مجهزة للقيام بأعمال إرهابية، وكون خلايا نائمة يسهل زرعها كجواسيس في الدول والممالك المعادية لدعوته.

مفاهيم مركزية وجماعات مختلفة:

بحسب دراسة «مركز رع للدراسات الاستراتيجية»، بدأ الهجوم من قبل عناصر جماعة الإخوان الإرهابية، على مسلسل الحشاشين منذ إعلان عرضه رمضان الحالي، وتصاعد الهجوم بصورة شكلت حالة هستيرية لعناصر الجماعة، خاصة على تطبيق «أكس» بالتزامن مع عرض كل حلقة، حيث أسقطت عناصر الجماعة، خاصة التنظيمين والمنتفعين، المفاهيم الرئيسية للجماعات المتطرفة التي تعرض لها المسلسل على جماعتهم، حيث تتشاطر كل الجماعات الإرهابية نفس المنظومة الفكرية والحركية المتطرفة.

لقد تعرض المسلسل خلال الخمس حلقات الأولى التي تم عرضها، إلى مجموعة من المفاهيم التي استخدمها «حسن الصباح» زعيم «الحشاشين» للتعامل في المواقف المختلفة، وأوصى بها أتباعه، وهي المفاهيم التي أسست لها كل الجماعات المتطرفة مثل، التقية، السرية، السمع والطاعة، الثقة، الولاء والبراء، وتلك المفاهيم تمثل جزءا من المنطلقات التي أصل لها مؤسس جماعة الإخوان الإرهابية «حسن البنا».

الحلقات الأولى لـ مسلسل الحشاشين تربك حسابات جماعة الإخوان الإرهابية

بناء عليه، بقراءة وتحليل الحلقات الأولى للمسلسل، ترصد الدراسة من خلال المتخصصين تجسيد أبطال العمل لمفاهيم حركية وتنظيمية للجماعات المتطرفة من خلال الأحداث الدرامية، ما أدى إلى فهمها من قبل المتابع بشكل أبسط، أربك بناء عليه حسابات عناصر جماعة الإخوان الإرهابية، التي تعمل منذ سنوات لتصوير نفسها لدى المتابعين كجماعة معارضة، في محاولة لمحو تاريخها الإرهابي من الأذهان، أو غسيل سمعتها في الوعي الجمعي للجماهير العربية، لذلك سوف نقرأ ونحلل ونقارن بعض المفاهيم التي تعرض لها مسلسل حسن الصباح زعيم الحشاشين، وعند حسن البنا المرشد الأول لجماعة الإخوان، وهذا على النحو التالي:

(1)- مفهومي السمع والطاعة والثقة: جسد المسلسل مفهوم السمع والطاعة لدى جماعة الحشاشين في مشهد ظهر فيه “حسن الصباح” الذي قام بدوره كريم عبد العزيز يأمر أحد أتباعه بالتضحية من أجل الدعوة، والأخير ينفذ الأمر بالانتحار من فوق الجبل أو القلعة، حيث يعد السمع والطاعة أحد أركان البيعة الذي يلتزم بها الشخص الذي بايع أميره في كل الجماعات المتطرفة، فكانت مبايعة «حسن الصباح» جزء من التاريخ الدموي يجسد مبدأ السمع والطاعة داخل أخطر التنظيمات السرية المتطرفة.

مسلسل الحشاشين ومفهوم السمع والطاعة

بالتالي، يكون نفس المفهوم أسس له «حسن البنا» مؤسس جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية، خاصة إذا علمنا أن حسن البنا قبل تأسيسه لجماعته، كان قد قرأ عن كافة التنظيمات السرية عبر عصور التاريخ المختلفة، وعليه أسس جماعته، وأهم ما أدركه حسن البنا من خلال قراءاته، هو ضمان السيطرة الكاملة على أتباعه، من خلال ركني السمع والطاعة والثقة من أركان البيعة، حيث تنص البيعة التي يقسم عليها الفرد، لكي يصبح عضوًا في جماعة الإخوان الإرهابية على: «أبايعك بعهد الله وميثاقه على أن أكون جندياً مخلصاً في جماعة الإخوان المسلمين، وعلى أن أسمع وأطيع في العسر واليسر والمنشط والمكره إلا في معصية الله، وعلى ألا أُنازع الأمر أهله…»، وهذا القسم مأخوذ من رسالة التعاليم للبنا حيث قال: «وأريد بالطاعة: امتثال الأمر وإنفاذه توا في العسر واليسر، والمنشط والمكره.. ».

وليضمن البنا الانقياد التام لأتباعه لتنفيذ التعليمات، أكد على نفس الفكرة في مفهوم الثقة، وهو الركن العاشر من أركان البيعة الإخوانية، فقد ربط البنا بين مدى إيمان الفرد الإخواني وانقياده التام لقيادته، حيث قال: «لهذا يجب أن يسأل الأخ الصادق نفسه هذه الأسئلة، ليعرف مدى ثقته بالقيادة: هل هو مستعد لاعتبار الأوامر التي تصدر من القيادة، لا مجال فيها للجدل ولا تردد؟، هل هو مستعد لأن يفترض في نفسه الخطأ، وفي القيادة الصواب؟، هل هو مستعد لوضع ظروفه الحياتية تحت تصرف الدعوة؟، هل تملك القيادة حق الترجيح بين مصلحته الخاصة، ومصلحة الدعوة العامة؟

حسن البنا

(2)- مفهوم السرية: ظهر حسن الصباح» قائد الحشاشين أثناء أحداث المسلسل، وهو يوصى أحد أتباعه بالتزام السرية في الدعوة، كما ظهر «الصباح» في الحلقة الخامسة يستخدم التلخيص المشفر للمعلومات على هيئة رموز كنوع من السرية، مما يعكس أن شخصيته مُتجذر بها طابع السرية، كمنهج كل الجماعات المتطرفة في مرحلة الاستضعاف، يُؤكد «سيد قطب» قبل انضمامه للجماعة على أن:«حسن البنا» يشبه «حسن الصباح» في منهجه الفكري والحركي، حيث قال: «حسن البنا مغلف بالسرية، ويشبه زعيم حركة الحشاشين».

مسلسل «الحشاشين» السرية والانغلاق

وتقول الدراسة التي نشرها مركز «رع للدراسات الاستراتيجية »، «لقد أسس البنا لأتباعه من الإخوان في رسائله لمفهوم «السرية»، حيث قال، إن « أساس النجاح منهج محدود وقوم يعملون وفق هذا المنهج، لا يملون ولا يسأمون، ذلك واضح جلى في دعوة الإخوان الأولى، فقد وضع الله لها منهاجاً محدوداً يسير بالمسلمين الأولين رضوان الله عليهم إليه دعوة في السر، ثم إعلان بهذه الدعوة ونضال في سبيلها لا يمل، ثم هجرة إلى حيث القلوب الخصبة والنفوس المستعدة.. »، ثم يبرر «البنا» في رسالة أخرى لأتباعه سبب اللجوء للسرية، واستخدام التقية في هذه المرحلة، حيث قال تحت عنوان «العقبات في طريقنا»: «دعوتكم مازالت مجهولة عند كثير من الناس، ويوم يعرفونها ويدركون مراميها ستلقى منهم خصومة شديدة وعداوة قاسية، وفي هذا الوقت وحده تكونون قد بدأتم تسلكون سبيل أصحاب الدعوات».

(3)- مفهوم “التقية”: استخدم “حسن الصباح “التقية” في أكثر من موقف خلال الخمس حلقات الأولى من المسلسل، لتسهيل انتقاله من مصر إلى أصفهان، كما يوصي زوجته باستخدام “التقية” لمساعدته في تحقيق أهدافه، الجدير بالذكر أن “التقية” إحدى عقائد الشيعة الإسماعيلية (الباطنية) على وجه الخصوص، يعتبرونها أصل من أصول الدين، لا يجوز رفعها حتى يخرج القائم (الاثنا عشرية)، رواية يعتقدون فيها (الشيعة): “لو قلت إن تارك التقية كتارك الصلاة لكنت صادقاً”.

لقد أسس حسن البنا، لمفهوم «التقية» أيضاً في رسائله لأتباعه، حيث قال في رسالة «المؤتمر الخامس» تحت عنوان «بعض خصائص دعوة الإخوان»: «البعد عن مواطن الخلاف»: «فأما البعد عن مواطن الخلاف الفقهي فلأن الإخوان يعتقدون أن الخلاف في الفرعيات أمر ضروري لابد منه.. كانت هذه النظرة ضرورية لجماعة تريد أن تنتشر فكرة، في بلد لم تهدأ بعد فيه ثائرة الخلاف»، كما أشار البنا لاستخدام «التقية» في أجزاء من رسائل أخرى، حيث قال: «ما كان يخشاه الإخوان من معالجة الدعوة بخصومة حادة، أو صداقة ضارة، ينتج عنهما تعويق في السير، أو تعطيل عن الغاية».

(4) مفهوم «الولاء والبراء»: هو المفهوم الذي تستحل به التنظيمات الإرهابية تشويه وبث الشائعات ضد خصومهم، ومعارضي فكرهم، حيث أوصىحسن الصباح أتباعه في الحلقة الخامسة من مسلسل «الحشاشين» بتشويه سمعة الشيخ أبو حامد الغزالي، وبث الشائعات ضده، لما هو معروف عن الغزالي من محاربة الفكر الباطني، ولما لدى الشيخ من مئات التلاميذ، والمريدين الذين يثقون في علمه، وهو نفس المنهج الذي تتبعه جماعة الإخوان الإرهابية عبر العصور إلى عصرنا الحالي، من تشويه خصومهم، وتدوير الشائعات ضد معارضيهم، لبناء حاجز نفسي بين الجماهير والنخب، التي تسعى لرفع الوعي الجمعي للمجتمع ضد خطر أفكار الجماعات المتطرفة.

لقد أصل حسن البنا لأتباعه استحلال تشويه الخصوم والشماتة بهم، وترويج الشائعات ضدهم من خلال مفهوم «الولاء والبراء»، حيث قال في رسالة «التعاليم»: «أريد بالتجرد: أن تخلص لفكرتك مما سواها من المبادئ والأشخاص.. «قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برآء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده» الممتحنة:٤، والناس عند الأخ الصادق واحد من ستة أصناف: مسلم مجاهد، أو مسلم قاعد، أو مسلم أثم، أو ذمي معاهد، أو محايد، أو محارب. ولكل حكمه في ميزان الإسلام، وفي حدود هذه الأقسام توزن الأشخاص والهيئات ويكون الولاء والعداء”.

مسلسل «الحشاشين»

كما أصل البنا بأية قرآنية يتبرأ فيها سيدنا إبراهيم من قومه عبدة الأصنام ومما يعبدون، مما يشير إلى أمرين، الأول: البنا أصل لأتباعه أفكاره باستخدام آيات في غير سياقها وحرف تفسير الآيات لخدمة أهدافه.

أما الأمر الثاني: البنا يؤمن ويؤكد لأتباعه أن كل من هم خارج الجماعة كفار، كعبدة الأصنام، هكذا خلط البنا متعمداً التدليس بين المنطلقات الفكرية التي يؤمن بها والعقيدة، حيث جعل من كل المفاهيم التي يتبناها عقائد، حيث قال «البنا» تحت عنوان «العقائد»: «تعريف العقائد: هي الأمور التي يجب أن يصدق بها قلبك، وتطمئن إليها نفسك وتكون يقينا عندك».

وأخيرا وليس آخرا، فإن مسلسل «الحشاشين»، حتى الآن وخلال 15 حلقة، في ظني أنه رفع من درجة الوعي الفكري لمتابعيه، وأثار حالة من الجدل في الشارع المصري والعربي، واستطاع مسلسل الحشاشين، أن يشرح بشكل غير مباشر في وجدان الشعب مخاطر مثل هذه الجماعات، ولمس المسلسل عصب القضية، وهي المواجهة الفكرية لتنظيم ظل يعمل في الخفاء منذ نشأته، وهي أخطر مراحل الوعي وأهمها لكشفه.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: مسلسل كريم عبدالعزيز حسن البنا مسلسلات رمضان الإخوان المسلمين الحشاشين مسلسل الحشاشين فرقة الحشاشين مسلسل الدالي مسلسل الحشاشين كريم عبد العزيز الحشاشين مسلسل قصة مسلسل الحشاشين مسلسل الحشاشين الحلقة 1 مسلسل الحشاشين رمضان مسلسل الحشاشين كامل مسلسل الحشاشين الحلقة ٣ مسلسل الحشاشين الحلقة 15 جماعة الإخوان الإرهابیة الجماعات المتطرفة الإخوان المسلمین مسلسل الحشاشین المفاهیم التی السمع والطاعة الشائعات ضد کل الجماعات حسن الصباح حسن البنا حیث قال من خلال

إقرأ أيضاً:

قانون حماية الملكية الفكرية: خطوة نحو الابتكار أم عقبة أمام الإبداع؟

أكتوبر 1, 2024آخر تحديث: أكتوبر 1, 2024

المستقلة/- في خطوة قد تُعيد تشكيل المشهد الثقافي والعلمي في العراق، أدرج مجلس النواب على جدول أعماله قانون حماية الملكية الفكرية خلال جلسته اليوم الثلاثاء.

يهدف هذا القانون إلى تنظيم حقوق الابتكار والاختراع في المجالات الثقافية والعلمية والصناعية، ويُعتبر خطوة هامة في تعزيز الابتكار وتنمية الاقتصاد المعرفي في البلاد.

محاور القانون: حماية الإبداع أم تقييد حرية الفكر؟

يتكون القانون من 167 مادة تهدف إلى حماية حقوق المفكرين والمبدعين، مما يعكس حاجة العراق إلى إطار قانوني متين لحماية اختراعات وإبداعات أبنائه. ووفقًا لما صرح به عضو اللجنة القانونية محمد جاسم، يسعى هذا القانون إلى حصر حقوق هذه الإبداعات لأصحابها، وبالتالي تحفيز العقل العراقي المبتكر الذي يبرز بقوة في الساحة الفكرية والعلمية.

ومع ذلك، تثير بعض جوانب القانون جدلاً واسعًا بين مختلف الأوساط الثقافية والعلمية. فبينما يرى البعض أن تنظيم حقوق الملكية الفكرية ضروري لحماية الإبداع، يشكك آخرون في تأثيره على حرية التعبير والإبداع. هل سيفرض القانون قيودًا تُعيق الابتكار، خاصة في بيئة تفتقر إلى الموارد والدعم الكافي للمبدعين؟

مركز الحماية الفكرية: أداة للتطبيق أم وسيلة للرقابة؟

يتطلب القانون إنشاء “مركز الحماية الفكرية” الذي سيرتبط بمجلس الوزراء، مما يجعله الجهة المعنية بتطبيق وتنفيذ القوانين المتعلقة بالملكية الفكرية. هنا يظهر تساؤل آخر: هل سيكون هذا المركز فعّالاً في حماية الحقوق، أم أنه سيصبح وسيلة للرقابة على الأفكار والمبدعين؟ كثيرون يخشون أن يُستخدم القانون كوسيلة لتقييد الآراء، خاصة في مجتمعات تعاني من ضعف الحريات.

الحاجة للمناقشة: التحديات والفرص

قبل إدراج القانون في جدول الأعمال، تم طرحه سابقًا للقراءة الأولى، لكنه لم يُستكمل نظرًا لطول مواده التي تتطلب مناقشات مطولة. وهذا يعكس الحاجة إلى حوار موسع بين الحكومة والمبدعين والمثقفين حول كيفية تحقيق التوازن بين حماية الحقوق وحرية الفكر. إن غياب هذا الحوار قد يؤدي إلى قانون يُعزّز التحديات بدلاً من فرص الابتكار.

مقالات مشابهة

  • قانون حماية الملكية الفكرية: خطوة نحو الابتكار أم عقبة أمام الإبداع؟
  • القسام تفجر حقل ألغام بقوة إسرائيلية في خان يونس
  • كتائب القسام تعلن تفجير حقل ألغام معد مسبقًا ومقتل جنود من الاحتلال
  • القسام تعلن تفجير حقل ألغام في قوة هندسية إسرائيلية شرق خان يونس
  • عاجل | القسام تعلن تفجير حقل ألغام في قوة هندسية إسرائيلية شرق خان يونس
  • خبير إيراني يفجر مفاجأة عن طريقة حصول اسرائيل على المعلومات السرية لاجتماعات قادة حزب الله وقتل نصر الله ”شاهد”
  • ”وطن الشموخ“.. رسالة طلاب التربية الفكرية في احتفالات اليوم الوطني بالشرقية
  • من الإخوان الإرهابية.. إلى السودان.. لكِ الله يا مصر ( ٩ )
  • عمان تشارك في "اجتماع الرابطة الصينية العربية للمؤسسات الفكرية"
  • نحيب نساء الضاحية الجنوبية يفجر المشهد.. بكاء هستيري على روح نصرالله