البيان الختامي لاجتماع مناقشة الأزمة الإنسانية في السودان
تاريخ النشر: 26th, March 2024 GMT
اختتمت تنسيقية القوي الديمقراطية المدنية “تقدم"، اجتماعهًا مع الفاعلين المدنيين من قطاعات مختلفة في العمل الانساني المحليين وأصحاب الأعمال والقيادات الدينية والأهلية والمبدعين والمثقفين والسودانيين/ات العاملين في المنظمات الدولية، حيث تداولوا بشكل مستفيض حول الأزمة الإنسانية التي خلفتها حرب 15 أبريل وتداعياتها الكارثية، برئاسة الدكتور عبدالله حمدوك رئيس الهيئة.
استعرض الاجتماع الوضع الإنساني، منذ اندلاع الحرب التي انطلقت من العاصمة الخرطوم لتنتشر بعدها في مناطق مختلفة بدءاً، بكافة ولايات دارفور وكردفان وصولاً لولاية الجزيرة وتخوم ولايات القضارف وسنار ونهر النيل والنيل الأبيض.
حيث فاقت حصيلة الضحايا عشرات الآلاف بنهاية 2023م وفق الأرقام المسجلة وشهدت هذه الأشهر الإحدى عشر ارتكاب فظائع واسعة تجاه المدنيين من مجازر وعنف على أساس عرقي واغتيالات وجرائم اغتصاب وعنف جنسي وتهجير وسلب للممتلكات الخاصة وقصف للمدنيين وتهديم للبنى التحتية والمؤسسات الخدمية.
فاقم كل ما تقدم من الآثار الإنسانية، وقاد البلاد في اتجاه المجاعة وأكثر 8 مليون نازح ولاجئ وأدى لانهيار النظام الصحي وقطاع الخدمات وانتشار الأوبئة وتفاقم الإشكالات الصحية نسبة لضعف توفر الخدمات للمرضى خاصة أصحاب الامراض المزمنة وتزايد وطأة الاثار الاقتصادية للحرب وتعثر جهود الإغاثة والعمل الإنساني وإغلاق مسارات توفير العون الإنساني.
رغم أن الكارثة الإنسانية في السودان هي الأكبر على مستوى العالم وفقاً لتقارير وأرقام مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الانسانية (أوشا - UNOCHA) فإن الاستجابة للتصدي لهذه الكارثة لم تكن بقدر حجم الأزمة.
حيث قدرت خطة الاستجابة والاحتياجات الإنسانية في السودان الاحتياجات المطلوبة لتغطية 14.7 مليون شخص بالسودان بحوالي 2.7 بليون دولار للعام 2024م، وبعد مرور الربع الأول من العام لم تتوفر منها حاليا سوى 130 مليون دولار (5%)، الأمر الذي يشكل تحدياً كبيراً للاستجابة للاحتياجات الانسانية العاجلة.
وفقاً لاستعراض الموقف الإنساني المستفيض أعلاه، خرج الاجتماع بتوصيات محددة على النحو التالي:-
1- تكثيف التواصل الدبلوماسي مع الدول والمؤسسات لممارسة أقصى قدر من الضغط على الأطراف المتحاربة لوقف الأعمال العدائية، والامتناع عن استخدام تجويع السكان المدنيين كوسيلة للحرب، وحماية البنية التحتية والخدمات الحيوية والالتزام بفتح المسارات الداخلية والخارجية لوصول المساعدات الإنسانية.
2- رفع مستوى الوعي العالمي بالمعاناة الإنسانية والعواقب الكارثية للحرب المستمرة على السكان المدنيين داخل السودان واللاجئين في البلدان المجاورة من خلال استراتيجية إعلامية/مناصرة جيدة التصميم ومتعددة الأوجه تتضمن الاستفادة من القدرات الحالية لمجتمعات السودانيين في الخارج.
3- شرح وتوضيح الظروف الاستثنائية في السودان والتي تتطلب استجابة إنسانية فورية وواسعة النطاق وممولة بشكل جيد لتجنب المجاعة التي تلوح في الأفق، مدعومة بنهج يدعو إلى قدر أقل من التدقيق من قبل شركاء التمويل / مجتمع المانحين وقبول هامش مخاطر تحويل المساعدات، ويجب أن تكون الاستجابة الإنسانية الفورية مصحوبة بدعم كبير في مجال الاستثمار في الإنتاج الزراعي لمنع حدوث مستويات كارثية من الجوع.
4- العمل على تمويل الموسم الزراعي في الولايات التي لا تشهد نزاعاً أو عمليات عسكرية للتخفيف من وطأة انعدام الامن الغذائي الذي وصل إلى مراحل الأزمة والكارثة.
5- اعتماد نهج مرن للمساعدات الإنسانية بما في ذلك استخدام التحويلات النقدية حيثما كان ذلك مناسباً، واستخدام الخدمات المصرفية الإلكترونية بالإضافة إلى الدعم العيني.
6- إنشاء وكالة سودانية للغوث الإنساني تنسق الجهود بين الفاعلين المحليين ومع المانحين الدوليين وتتعامل مع قضايا الأزمة الإنسانية في صورتها الكلية.
7- الدعوة لإطلاق مشروع شريان حياة عالمي لتوفير الموارد اللازمة لتغطية الاحتياجات الإنسانية وضمان وصولها لمستحقيها.
8 - إنشاء فريق عمل يضم تمثيلاً متنوعًا للسودانيين/ات لمتابعة وتوسيع وتنسيق تنفيذ التوصيات؛
9- نأمل أن تساهم هذه التوصيات في إثراء المناقشات في المؤتمر الإنساني الدولي للسودان وجيرانه المقرر عقده في باريس منتصف أبريل القادم والذي نأمل أن يوفر الموارد اللازمة لمعالجة الكارثة الإنسانية وللفت انتباه العالم لما يدور في السودان.
10- الدعوة إلى توطين الاستجابة الإنسانية بما يقوى المنظمات المحلية وإحكام التنسيق بينها، كما ينبغي للمنظمات الدولية مضاعفة جهودها للدخول في شراكة مع المنظمات المحلية لتوسيع نطاق الاستجابة الإنسانية والوصول إلى السكان المتضررين؛
11- تشكيل منصة تعنى بتنسيق الجهود الانسانية المحلية وعرض الأوضاع الإنسانية بصورة دورية والتواصل مع المنظمات الأممية والاقليمية وتوظيف التكنولوجيا والإعلام بالصورة التي تحقق الغايات المنشودة.
ختاماً فإن هذه الخطوة نسيرها بصورة جماعية من أجل معالجة الكارثة الإنسانية التي تضرب بلادنا بسبب استمرار الحرب التي لا مشروعية أخلاقية ولا سياسية ولا وطنية ولا دينية لها، والتي يجب أن تتوقف اليوم قبل الغد، فهي حرب تستهدف الأبرياء الذين لا ذنب لهم وتدمر البلاد ومقدراتها.
نؤكد أننا سنعمل سوياً حتى تنتهي هذه المعاناة وحتى تخرج بلادنا من هذه الهوة السحيقة التي سقطت فيها بفعل حرب 15 أبريل.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: السودان الإنسانیة فی فی السودان
إقرأ أيضاً:
كاميرون هدسون: لا يوجد مؤشرات تلوح في الآفق بشأن اتفاق للتهدئة في السودان
مع استمرار الحرب في السودان تزداد معاناة ملايين المدنيين من انعدام الأمن الغذائي، بينما لا تلوح في الأفق أي مؤشرات لحل سياسي ينهي القتال الدائر في البلاد منذ 15 أبريل 2023، الدبلوماسي الأميركي السابق ومدير الشؤون الأفريقية الأسبق في مجلس الأمن القومي، كاميرون هدسون أكد أنه لا يوجد مؤشرات تلوح في الآفق بشأن اتفاق للتهدئة في السودان.
ويرى أن تركيز الجهود الدولية حاليا يتعلق بإيصال المساعدات الإنسانية، ولا جهود تتعلق بالعملية السياسية في السودان، مشيرا إلى أن مساعي واشنطن في جمع الأطراف المتحاربة في السودان لم تنجح.
وأعلنت واشنطن الخميس عن تخصيصها مبلغا إضافيا بقيمة 200 مليون دولار لمواجهة الأزمة الإنسانية في السودان، ليرتفع بذلك إجمالي المساعدات الأميركية إلى 2.3 مليار دولار.
وأضاف هدسون أن واشنطن أيضا لم تنجح في وضع حدود للقوى الدولية التي تغذي الصراع في السودان، لافتا إلى أن الولايات المتحدة "في وضع صعب" فيما يتعلق بالتعامل مع الأزمة في السودان، خاصة مع تبقي شهر واحد لإدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن.
ولا يعتقد أن الأزمة في السودان تتصدر أولويات إدارة الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب.
منذ أبريل 2023، يشهد السودان حربا بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو الملقب حميدتي.
وقال هدسون إن تقديم المساعدات لوحدها للسودان غير كافية، ولكن ما نحتاج إليه هناك هو حل سياسي للأزمة، مشيرا إلى أن واشنطن لم تستخدم كل الأدوات المتاحة لها للضغط في هذا الإطار، إذ لم تفرض عقوبات، ولم يتم إيقاف تغذية الصراع من قوى إقليمية.
والخميس، حذر برنامج الأغذية العالمي من أن السودان قد يشهد أكبر مجاعة في التاريخ الحديث، مع 1.7 مليون شخص في البلد إما يعانون الجوع أو هم معرضون له، إضافة إلى ذلك، يعاني حوالي 26 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي في البلد.
القتال في السودان تسبب في أكبر أزمة إنسانية عالمية حسب الأمم المتحدة
واشنطن تحذر من تفكك السودان أو تحوله إلى "دولة فاشلة"
حذر المبعوث الأميركي الخاص للسودان، توم بيرييلو، من تداعيات الحرب في السودان، قائلا إنها تفاقم الأزمة الإنسانية وتعطلُ فرص السلام.
وأوضح هدسون أنه تم فرض عقوبات على بعض الأفراد في قوات الدعم السريع، والتي لم تكن فعالة لتغيير سلوكيات هذه القوات، وفي الوقت الذي ظهرت فيه دلائل على تقديم دولة الإمارات لأسلحة في السودان إلا أن واشنطن لم تتحدث بصرامة معها بهذا الشأن، تم الاكتفاء بنفي أبو ظبي إرسال أسلحة، وهذا يعني أن الولايات المتحدة تفضل علاقاتها مع الإمارات وإن كان ذلك على حساب مقتل العديد من المدنيين في السودان.
وقال هدسون إن رد وكالات الأمم المتحدة لم يكن كافيا في السودان، وهذا يعود للتمويل وللأولويات التي تفرضها الدول الأعضاء على المشهد، إذ أنها لا تحظى بذات الأولوية مثل ما يحدث في حرب أوكرانيا، أو حرب إسرائيل في غزة.
وتسيطر قوات الدعم السريع بشكل شبه كامل على إقليم دارفور ومساحات واسعة من منطقة جنوب كردفان ومعظم وسط السودان، بينما يسيطر الجيش النظامي على شمال وشرق البلاد.
وحتى الآن، لم يتمكن أي من المعسكرين من السيطرة على كامل العاصمة الخرطوم التي تبعد ألف كيلومتر شرق مدينة الفاشر.
وأودت الحرب بحياة عشرات الآلاف وشردت أكثر من 11 مليون شخص وتسببت بما تعتبره الأمم المتحدة أسوأ أزمة إنسانية في الذاكرة الحديثة.
ويتهم الجيش وقوات الدعم السريع باستهداف المدنيين والمرافق الطبية بشكل عشوائي، وبقصف مناطق سكنية عمدا.
الحرة الليلة