مع حلول شهر رمضان المعظم، تنتعش في قلوب المسلمين مشاعر الإيمان والروحانيات، وتزداد رغبة كل مسلم في اغتنام هذه الأيام المباركة، خاصةً «ليلة القدر» ليلةٌ مباركةٌ، خصّها الله تعالى بفضائل عظيمة، وجعلها خيرًا من ألف شهر.

فضل ليلة القدر

تُعدّ ليلة القدر من أهم الليالي في الإسلام، حيث نزل فيها القرآن الكريم، وفضلها عظيمٌ عند الله سبحانه وتعالى، حيث قال تعالى: «لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ»، وهي ليلة مغفرة الذنوب: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه» (رواه البخاري)، وليلة نزول الملائكة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تنزل الملائكة في تلك الليلة حتى تُصبح الأرض مملوءة بالملائكة».

(رواه الترمذي).

الدعاء المستجاب في ليلة القدر

فضل الدعاء في ليلة القدر عظيمٌ، حيث يُغفر الله فيها الذنوب، ويُستجاب الدعاء، ولذلك يندب للمسلمين أن يجتهدوا في الدعاء في هذه الليلة المباركة.. ومنها:

- اللهم إن كانت هذه ليلة القدر فاقسم لى فيها خير ما قسمت، واختم لي في قضائك خير مما ختمت، واختم لي بالسعادة فيمن ختمت.

- اللهم اجعل اسمي وذريتي في هذه الليلة من السعداء، وروحي مع الشهداء، وإحساني في عليين، وإساءتي مغفورة.

- اللهم افتح لي الليلة باب كل خير فتحته لأحد من خلقك وأوليائك وأهل طاعتك ولا تسدّه عني، وارزقني رزقا تغيثني به من رزقك الطيب الحلال.

- اللهم ما قسمت في هذه الليلة المباركة من خير وعافية وصحة وسلامة وسعة رزق فاجعل لي منه نصيبًا، وما أنزلت فيها من سوء وبلاء وشر وفتنة فاصرفه عني وعن جميع المسلمين.

- اللهم اجعلني في هذه الليلة ممن نظرت إليه فرحمته وسمعت دعاءه فأجبته.

- اللهم أسالك في ليلة القدر وأسرارها وأنوارها وبركاتها أن تتقبل ما دعوتك به وأن تقضي حاجتي يا أرحم الرحمين.

العلامات الصحيحة لليلة القدر

تقول دار الإفتاء: اقتضت حكمة الله أن يُخفي ليلة القدر في رمضان ليجتهد الصائم في طلبها وخاصة في العشر الأواخر منه ويوقظ أهله كما كان يفعل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؛ أملًا في أن توافقه ليلة القدر التي قال الله تعالى فيها: ﴿لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ۝ تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ ۝ سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ﴾ [القدر: 3-5]، فتكون حظه من الدنيا وينال رضاء الله في دنياه وفي آخرته؛ لذلك أخفى الله ليلة القدر في أيام شهر رمضان؛ حثًّا للصائمين على مضاعفة العمل في رمضان، وقد كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يجتهد في طلبها في العشر الأواخر من رمضان.

ولكن من ضمن علامات ليلة القدر:

- هدوء الرياح: حيث تكون الرياح في هذه الليلة هادئةً لا تهبّ.

- صفاء الجو: ويكون الجوّ فيها صافياً لا غبار فيه.

- طولها: حيث تكون هذه الليلة طويلةً كأنّها نهار.

- سكون الشمس: حيث تسكن الشمس في هذه الليلة لا شعاع لها.

- رؤية المنامات الصالحة: حيث يرى المسلمون في هذه الليلة أحلاماً صالحةً.

 

ليلة القدر ليلةٌ عظيمةٌ، تُؤَمِّلُ فيها الأمة الإسلامية الخير والبركة، فنسأل الله تعالى أن يُعيننا على اغتنامها، وأن يكتبنا من عتقائها.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: دار الإفتاء الأزهر الشريف ليلة القدر صلى الله علیه فی هذه اللیلة لیلة القدر ی لیلة

إقرأ أيضاً:

هل ليلة القدر متغيرة أم ثابتة عند يوم محدد؟.. الإفتاء تجيب

هل ليلة القدر ثابتة أم متغيرة ؟ .. يتساءل الكثيرون في كل عام حول هل ليلة القدر ثابتة أم متغيرة ؟، وما هي العلامات التي اجتمعت حولها الأمة وأقرت بصحتها؟.

هل ليلة القدر ثابتة أم متغيرة ؟

اقتضت الحكمة الإلهية على أن يتحرى المسلم في كل ليلة وترية من ليالي العشر الأواخر من رمضان، موعد ليلة القدر باعتبارها ليلة خير من ألف شهر تتنزل فيها الملائكة، كما أنزل فيها كلام الله المعجز والوحي الباقي إلى يوم القيامة.

وفي بيان تلك الحكمة قالت دار الإفتاء المصرية، إن حكمة الله اقتضت أن يُخفي ليلة القدر في رمضان ليجتهد الصائم في طلبها وخاصة في العشر الأواخر منه فيوقظ أهله كما كان يفعل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؛ أملًا في أن توافقه ليلة القدر التي قال الله تعالى فيها: ﴿لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ • تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ • سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ﴾ [القدر: 3-5]، فتكون حظه من الدنيا وينال رضاء الله في دنياه وفي آخرته.

وتابعت دار الإفتاء : لذلك أخفى الله ليلة القدر في أيام شهر رمضان؛ حثًّا للصائمين على مضاعفة العمل في رمضان، وقد كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يجتهد في طلبها في العشر الأواخر من رمضان.

دعاء اليوم الثاني عشر من رمضان.. ردده تفتح أبواب الجنة وتحقق أمنياتكخاب وخسر من ضيعها.. أثمن 3 ساعات في رمضان يستجاب فيها الدعاء

وقد اختلف الفقهاء في تعيينها، ونظرًا للخلاف القائم بين العلماء ينبغي للمسلم ألا يتوانى في طلبها في الوتر من العشر الأواخر، وقد ورد في فضل إحيائها أحاديث، منها ما رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ».

وجاء في الدعاء المأثور عن النبي إذا أكرم الله المسلم بهذه الليلة أن يقول كما ورد عن عائشة رضي الله عنها قالت: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ وَافَقْتُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ، بِمَ أَدْعُو؟ قَالَ: «قُولِي: اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي» أخرجه الترمذي وصححه، والنسائي وابن ماجه وأحمد، وصححه الحاكم.

هل ليلة القدر ثابتة أم متغيرة ؟

ليلة القدر هي ليلةٌ من ليالي شهر رمضان، تنزل فيها مقادير الخلائق إلى السماء الدنيا، ويستجيب الله فيها الدعاء، وهي اللَّيلة التي نزل فيها القرآن العظيم.

جاء عن أبى هريرة رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال: «مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ. أما بالنسبة للدعاء المأثور إذا أكرم الله المسلم بهذه الليلة فعن عائشة _رضي الله عنها_ قالت: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ وَافَقْتُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ، بِمَ أَدْعُو؟ قَالَ: «قُولِي: اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي» أخرجه الترمذي وصححه.

ليلة القدر من الليالي التي عظم أجرها وكثر الحديث عن مكانتها في القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة وأقوال العلماء، بل إن فضلها لا جدال عليه، ففيها أنزلت سورة من سور القرآن الكريم، بل إنها ليلة أنزل فيها القرآن الكريم على خاتم الرسل وسيد المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، يقول تعالى: “إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ”.

والقَدَرُ: وقتُ الشيء أَو مكانه المقدَّر له، وهو القضاءُ الذي يَقضي به الله على عباده، فالقدر: مبلغُ كلِّ شيء. يقال: قَدْرُه كذا، أي مبلغُه، والجمع أَقْدَارٌ، وهو في اللغة: اسم مصدر من قدر الشيء يقدره تقديراً، وقيل إنه مصدر من قدر يقدر قدراً، عبارة عما قضاه الله وحكم به من الأمور.[ابن الأثير]، وقيل: هو كون الشيء مساوياً لغيره من غير زيادة ولا نقصان، وقدّر الله هذا الأمر بقدره قدراً: إذ جعله على مقدار ما تدعو إليه الحكمة، أما في الشرع فهو ما يقدره الله من القضاء ويحكم به من الأمور.

ويشير الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إلى أن ليلة القدر ستظل مجهولة لحكمة يعلمها الله تبارك وتعالى، مشيراً إلى أن يقوم على الطاعة في العشر الأواخر من رمضان لا يعنيه متى كانت أو متى تكون بينما من يرصد يقول بإنها ليلة كذا أو ليلة كذا.

ولفت جمعة إلى أن الإمام الغزالي ذكر في الجدول أنها ليلة متحركة، بينما يقول جابر بن عبدالله إنها ليلة 27 وكان يقسم على ذلك، ومثله قال النحاس حيث إن كلمة “هي” في القرآن أتت مع الحرف السابع والعشرين، مشدداً على أنها ستظل مجهولة ونسعى وراءها كي ندركها.

هل ليلة القدر ثابتة أم متغيرة ؟

نوه الشيخ عويضة عثمان، مدير إدارة الفتوى الشفوية بدار الإفتاء وأمين الفتوى، بأن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كاد أن يُخبر الصحابة بليلة القدر، ويكشف عن موعدها، لولا أنهم تجادلوا وارتفت أصواتهم.

وألمح «عويضة» إلى أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كاد أن يُخبرهم بليلة القدر لولا جدالهم، حيث تجادلوا وارتفعت الأصوات، فخرج الرسول -صلى الله عليه وسلم- وقال لهم: «لقد رُفعت، أوشكت أن أعلمها ولكنها رُفعت».

واستشهد بما روي عن أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ يُخْبِرُ بِلَيْلَةِ القَدْرِ، فَتَلاَحَى رَجُلاَنِ مِنَ المُسْلِمِينَ فَقَالَ: «إِنِّي خَرَجْتُ لِأُخْبِرَكُمْ بِلَيْلَةِ القَدْرِ، وَإِنَّهُ تَلاَحَى فُلاَنٌ وَفُلاَنٌ، فَرُفِعَتْ، وَعَسَى أَنْ يَكُونَ خَيْرًا لَكُمْ، التَمِسُوهَا فِي السَّبْعِ وَالتِّسْعِ وَالخَمْسِ».

ونبه «مدير الفتوى» إلى أن الجدال هو أكثر الأفعال شرًا، حيث إنه يذهب بالبركة في المجالس ومن الاتحاد، وحتى البيوت، ويُفرق الجماعات، مشيرًا إلى أن الرسول قد نهى عن الجدل حتى ولو في الحق، مستدلًا بما ورد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «أَنا زَعِيمٌ ببَيتٍ في ربَضِ الجنّةِ لِمَنْ تَرَكَ المِراءَ وَإِنْ كَانَ مُحِقًّا»، والمراء يعني الجدال.

فيما كشف الدكتور محمد الشحات الجندي، عضو مجمع البحوث الإسلامية، عن سر إخفاء ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان، قائلًا: إن سبب إخفائها، يرجع إلى أنها أنزل فيها القرآن، وكذلك ليجتهد طالبوها في العبادة والصلاة والتسبيح والاستغفار بهذه الفترة.

ورأى عضو مجمع البحوث الإسلامية، أن أقل مدة لإحياء ليلة القدر أن يُصلى المُسلم العشاء والفجر في جماعة، منوهًا بأن قيام رمضان ليس المقصود به قيام جميع ليله، وإنما قيام يسير من الليل، كمطلق التهجد وصلاة التراويح، مستشهدًا بحديث الرسول -صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ صَلَّى الْعِشَاءَ فِي جَمَاعَةٍ فَكَأَنَّمَا قَامَ نِصْفَ اللَّيْلِ وَمَنْ صَلَّى الصُّبْحَ فِي جَمَاعَةٍ فَكَأَنَّمَا صَلَّى اللَّيْلَ كُلَّهُ».

مقالات مشابهة

  • ليلة النصف من رمضان 2025 الآن.. اغتنم فضلها كاملا بـ15 كلمة
  • ماهي ليلة القدر
  • موعد ليلة القدر ودعاؤها المستجاب.. الشيخ الشعراوي حدد توقيتها في هذه الليلة
  • خواطر عن ليلة القدر 1446
  • أحاديث عن ليلة القدر
  • دعاء ليلة القدر مستجاب
  • موعد العشر الأواخر من رمضان وليلة القدر 2025 ودعاؤها المستجاب
  • دعاء ليلة القدر مكتوب.. خير من ألف شهر مُستجاب فيها الدعاء
  • هل ليلة القدر متغيرة أم ثابتة عند يوم محدد؟.. الإفتاء تجيب
  • بطاقات تهنئة بمناسبة ليلة القدر