الإسلام دين العلم والمعرفة، دعا إليه وجعله عماداً من أعمدة الدولة والناظر فى شريعة الإسلام يرى أن الإسلام أولى العلم اهتماماً بالغاً، فأول ما نزل من القرآن «اقرأ باسم ربك الذى خلق»، وسمى القرآن سورة بـ«القلم» فقال تعالى: «ن والقلم وما يسطرون» اهتماماً بأدوات العلم ووسائله.
والعلم هو السبيل لمعرفة الله، بالنظر والتدبر والتكامل فى ملكوت الله، فالله لا يعد إلا بالعلم والكون لا يعمر إلا بالعلم، لذلك يقول النبى صلى الله عليه وسلم: «من يرد الله به خيرا يفقهه فى الدين».
والله تعالى قدم العلم على العمل فقال تعالى: «فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات والله يعلم متقلبكم ومثواكم». لذلك قال العلماء «العلم قبل التعبد»، وقال الحسن البصرى: «العامل على غير علم كالسالك على غير طريق».
والقرآن جعل من العلم سلطاناً فقال تعالى: «يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان»، والله أمر نبيه بقوله: «وقل رب زدنى علماً».
لقد فرض الإسلام على الأمة تحصيل العلوم وتطبيقها، فعلم بذلك الأوائل فسادوا الدنيا بالعلم «طب - صيدلة - فلك - كيمياء - فيزياء - أحياء - علوم إنسانية......»، هذا بجوار علوم الشرع «الفقه والتفسير والحديث...»، فسادوا الدنيا فى الوقت الذى كانت أوروبا تتخبط فى ظلام الجهل والتخلف. إنها دعوة للأمة أفراداً ودولاً أن تتخذ من النهج الإسلامى القويم بالعمل على رفق العلم والعلماء وإطلاق العنان للعقل المسلم نحو الابتكار حتى تستعيد الأمة مجدها التليد.
المصدر: بوابة الوفد
إقرأ أيضاً:
معنى الرغبة والرهبة في قوله تعالى: "وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا"
أوضحت دار الإفتاء المصرية معنى قوله تعالى: "وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا"، [الأنبياء: 90] في القرآن الكريم، موضحة أن ما نصّ عليه الفقهاء؛ فقد ذكروا أنَّ الدعاء إذا كان رغبة جعل الداعي باطن كفيه إلى السماء وظهرهما إلى الأرض، وإن كان رهبة جعل ظهر كفيه إلى السماء وباطنهما إلى الأرض.
وروى ابن مردويه عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أنه قال: سُئل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن قول الله سبحانه: ﴿وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا﴾ [الأنبياء: 90] قال: «رَغَبًا هَكَذَا، وَرَهَبًا هَكَذَا»، وبسط كفيه؛ يعني: جعل ظهرهما للأرض في الرغبة، وعكسه في الرهبة؛ كما نقله الحافظ السيوطي في "الدر المنثور" (5/ 670-671، ط. دار الفكر) مختصرًا، وذكره بتمامه العلامة الشوكاني في "فتح القدير" (3/ 502، ط. دار ابن كثير).
قال الإمام السرخسي الحنفي في "المبسوط" (1/ 166، ط. دار المعرفة): [وعن محمد بن الحنفية رضي الله تعالى عنه قال: الدعاء أربعة: دعاء رغبة، ودعاء رهبة، ودعاء تضرع، ودعاء خفية، ففي دعاء الرغبة يجعل بطون كفيه نحو السماء، وفي دعاء الرهبة يجعل ظهر كفيه إلى وجهه كالمستغيث من الشيء، وفي دعاء التضرع يعقد الخنصر والبنصر ويحلق بالإبهام والوسطى ويشير بالسبابة، ودعاء الخفية ما يفعله المرء في نفسه، وعلى هذا قال أبو يوسف رحمه الله تعالى] اهـ.
وقال العلامة ابن مفلح الحنبلي في "الفروع" (2/ 235، ط. مؤسسة الرسالة): [وفي الاستسقاء، وهو ظاهر كلام شيخنا، أو مراده دعاء الرهبة؛ على ما ذكر ابن عقيل وجماعة: أن دعاء الرهبة بظهر الكف؛ كدعاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الاستسقاء، مع أن بعضهم ذكر فيه وجهًا] اهـ.
معنى معنى الرغبة والرهبة في قوله ﴿وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا﴾
وقال الإمام الصنعاني في "سبل السلام" (1/ 455، ط. دار الحديث): [وقد ورد صريحًا في حديث خلاد بن السائب عن أبيه رضي الله عنه: "أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا سأل جعل بطن كفيه إلى السماء، وإذا استعاذ جعل ظهرهما إليها"، وإن كان قد ورد من حديث ابن عباس رضي الله عنهما: «سَلُوا اللهَ بِبُطُونِ أَكُفِّكُمْ وَلَا تَسْأَلُوهُ بِظَهْرِهَا»، وإن كان ضعيفًا فالجمع بينهما: أنَّ حديث ابن عباس رضي الله عنهما يختص بما إذا كان السؤال بحصول شيء لا لدفع بلاء، وقد فسر قوله تعالى: ﴿وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا﴾ [الأنبياء: 90] أن الرغب بالبطون والرهب بالظهور] اهـ.