أكد جلالة الملك عبدالله الثاني أن الأردن مستمر في دعم وتمكين الأشقاء الفلسطينيين في صمودهم على أرضهم وفي بيوتهم ومقدساتهم، ودفاعهم عن القدس الشريف والمقدسات الإسلامية والمسيحية فيها.

وجدد جلالته خلال لقائه في قصر الحسينية، اليوم الثلاثاء، مجلسي أوقاف وكنائس القدس وشخصيات مقدسية، التأكيد على رفض الأردن لأي مخطط لتهجير الفلسطينيين.



وشدد جلالة الملك على التصدي بكل قوة للانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة بالضفة الغربية وخاصة في القدس ومقدساتها، مؤكدا أنه يجب وقف عنف المستوطنين والتصعيد الذي سيدفع بالمنطقة نحو الهاوية.

وبين جلالته أن التوصل إلى وقف إطلاق نار دائم في غزة أولوية قصوى في ظل الكارثة الإنسانية في القطاع، مؤكدا أن على إسرائيل إدخال المساعدات الكافية فورا ولجميع أنحاء غزة.

وأعاد جلالة الملك التأكيد على أن الأردن يوفر كل إمكانياته وجهوده لدعم الأهل في غزة وبكل الطرق، ويعمل من أجل إنهاء هذه الحرب التي بدأ المجتمع الدولي يرى مدى الظلم والقتل والدمار فيها، مبينا أن هنالك تغيرا في الموقف العالمي تجاه الإجراءات التي تقوم بها إسرائيل.

ولفت جلالته إلى أهمية التوصل إلى تسوية سياسية لتحقيق السلام على أساس حل الدولتين.

وخلال اللقاء، ثمن مدير عام أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك الشيخ "محمد عزام" الخطيب التميمي جهود جلالة الملك ومواقفه الراسخة والثابتة في رعاية المقدسات الإسلامية والمسيحية بالقدس، مؤكدا أهمية الوصاية الهاشمية كصمام أمان لحماية هذه المقدسات من انتهاكات المتطرفين والحؤول دون تمادي الاحتلال وغطرسته واعتداءاته عليها.

وأشار إلى ما يتعرض له المسجد الأقصى المبارك من حصار على بواباته، وتثبيت أقفاص حديدية قابلة لأن تتحول لبوابات تغير الوضع التاريخي القائم في الأقصى.

وأشاد التميمي بجهود الأردن في دعم الأهل في غزة، عبر المستشفيين الميدانيين، وإيصال المساعدات للقطاع بكل الطرق الممكنة.

وأكد غبطة البطريرك ثيوفيلوس الثالث، بطريرك القدس وسائر أعمال فلسطين والأردن، أهمية الدور التاريخي الذي يقوم به جلالة الملك، كوصي على الأماكن المقدسة المسيحية والإسلامية، معبرا عن الامتنان الدائم لجلالته على دعمه الثابت وجهده الدؤوب من أجل السلام والعمل الإنساني.

وأشاد بجهود المملكة الأردنية الهاشمية في الإنزالات الجوية للمساعدات الإنسانية في غزة، مقدرا دعم جلالة الملك للكنائس في القدس، والتي تواجه تحديات كبيرة من قبل السلطات الإسرائيلية.

وبين أن الواجب الأخلاقي المتمثل في وقف قتل الأبرياء وإطعام الجائع وكسوة العراة وإيواء المشردين واجب مشترك في تقاليد الديانات التوحيدية، ولا يمكننا أن نتخلى عن هذا الالتزام.

وحذر غبطة البطريرك ثيوفيلوس الثالث من إساءة استخدام القيم الأخلاقية وآيات الكتاب المقدس وتعاليمه لتبرير تدنيس المقدسات والعنف ضد البشر، مؤكدا أن رؤساء الكنائس يقفون ضد هكذا ممارسات متمثلة في التلاعب بالدين لصالح أجندات سياسية.

وأعرب المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية سماحة الشيخ محمد حسين عن تقديره لمواقف جلالة الملك في الدفاع عن المسجد الأقصى المبارك، ودعمه لإخوته من أبناء القدس وفلسطين في رباطهم وحراستهم لمسرى الرسول الأعظم، رغم الظروف الصعبة التي تحدق بالقدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية، وما يتعرض له الشعب الفلسطيني في كل الأراضي الفلسطينية من عدوان وإجراءات تعسفية من الاحتلال الإسرائيلي وصلت إلى جرائم الحرب وتجاوزت كل الأعراف والقوانين الدولية وبخاصة في غزة.

وأشار إلى الإجراءات التي تفرضها سلطات الاحتلال على المدينة المقدسة لا سيما في المسجد الأقصى المبارك من نصب الحواجز والعوائق التي تحول دون دخول المصلين، بخاصة تلك البوابات الحديدية.

وأشار غبطة البطريرك بيرباتيستا بتسابلا، بطريرك اللاتين في القدس إلى احتفال المسيحيين في القدس يوم الأحد الماضي، بأحد الشعانين، الذي خلا من الأهالي والعائلات التي تتواجد سنويا في المدينة المقدسة بهذه المناسبة.

وأعرب عن تقديره لجهود جلالة الملك في إرسال المساعدات الإنسانية إلى غزة، وقال "إن المسيحيين في غزة يهدون إلى جلالتكم التحيات والتقدير والشكر والعرفان على كل مساعدة قدمها الأردن وما زال، لنصرة إخوتهم وأخواتهم".

وبين أن المسيحيين في القدس على عددهم المتناقص يعيشون بأخوة تاريخية مع إخوتهم المسلمين، ويتطلعون إلى حل نهائي للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين.

وهنأ غبطة البطريرك بتسابلا، جلالة الملك باليوبيل الفضي، مشيدا بجهود جلالته الكبيرة في الحفاظ على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس.

وأشار أستاذ وقفية الملك عبدالله الثاني، كرسي تدريس فكر الإمام الغزالي في جامعة القدس والمسجد الأقصى المبارك، الدكتور مصطفى أبو صوي في كلمته إلى جهود الأردن وقيادته في دعم ومناصرة الأهل في غزة، وتسليط الضوء على الأوضاع الخطيرة والمأساوية في القطاع للفت انتباه المجتمع الدولي.

وتطرق إلى أن هذا اللقاء الذي يجمع شخصيات إسلامية ومسيحية في الأردن والقدس يجسد العيش المشترك، الذي يميز الأردن ونهج قيادته الهاشمية.

وعبر عن مخاوفه وقلقه من عواقب التحريض والتلاعب بالدين والتفسير الانتقائي المتطرف لبعض نصوص الكتاب المقدس، لتحويل المسجد الأقصى المبارك لهيكل مزعوم، مؤكدا ضرورة تكاتف الجهود لوقف أخطار التطرف وتسليط الضوء على منابع تغذيته ودعمه.

وثمن رئيس اللجنة الرئاسية العليا لشؤون الكنائس في دولة فلسطين الدكتور رمزي خوري دور جلالة الملك وجهوده الدؤوبة ودفاعه عن الحق الفلسطيني وحق الأهل في قطاع غزة، والذين يتعرضون لحرب أخرى لا تقل بشاعة عن القتل وهي حرب التجويع.

وقال مخاطبا جلالة الملك "لقد حملتم أمانة الدفاع عن المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس المحتلة، وفي القلب منها المسجد الأقصى وكنيسة القيامة"، مشيرا إلى وقوف الأردن إلى جانب المقدسيين الذين يواجهون بصبر وشجاعة وإرادة صلبة أطماع الاحتلال والمستوطنين في مدينتهم المقدسة، وإلى وقوف المملكة في وجه مخططات الاحتلال في التهويد ومحاولات تغيير الوضع القانوني والتاريخي في القدس ومقدساتها.

وأقام جلالة الملك مأدبة إفطار تكريما للحضور من مجلسي أوقاف وكنائس القدس والشخصيات المقدسية.

وحضر اللقاء رئيس الديوان الملكي الهاشمي يوسف حسن العيسوي، ونائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، ومدير مكتب جلالة الملك، الدكتور جعفر حسان، ووزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الدكتور أحمد الخلايلة، وقاضي القضاة سماحة الدكتور عبدالحافظ الربطة، ومفتي عام المملكة سماحة الدكتور أحمد الحسنات، وإمام الحضرة الهاشمية فضيلة الدكتور أحمد الخلايلة، والسفير الأردني لدى فلسطين عصام البدور.

المصدر: رؤيا الأخباري

كلمات دلالية: جلالة الملك عبد الله الثاني الكنائس القدس المقدسات الإسلامیة والمسیحیة المسجد الأقصى المبارک غبطة البطریرک جلالة الملک الأهل فی فی القدس فی غزة

إقرأ أيضاً:

خلال لقائه نظيره الكيني | الرئيس السيسي يعلق على قضية تهجير الفلسطينيين.. ماذا قال؟

تقوم السياسة المصرية الخارجية على أسس قوية حيث تدير علاقتها الخارجية إقليميًا ودوليًا بثوابت راسخة ومستقرة، قائمة على الاحترام المتبادل والجنوح للسلام، وإعلاء قواعد القانون الدولي، كما تسعى إلى تعميق العلاقات الخارجية على كافة المستويات الإقليمية والدولية.

ثوابت الموقف المصري التاريخي بالنسبة للقضية الفلسطينية

علق الرئيس عبدالفتاح السيسي، على ما يتردد حول قضية تهجير الفلسطينيين إلى مصر والأردن.

وقال الرئيس السيسي خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الكيني "ويليام روتو": "دعوني أشير إلى ثوابت الموقف المصري التاريخي بالنسبة للقضية الفلسطينية، وهنا لا يمكن أبدا الحياد أو التنازل بأي شكل كان عن تلك الثوابت، وعندما أشير للثوابت أعني بذلك الأسس الجوهرية التي يقوم عليها الموقف المصري، والتي تشمل بالقطع إنشاء الدولة الفلسطينية والحفاظ على مقومات تلك الدولة وبالأخص شعبها وإقليمها".

وتابع: "أقول ذلك بمناسبة ما يتردد بشأن موضوع تهجير الفلسطينيين، وأود أن أطمئن الشعب المصري بأنه لا يمكن أبدًا التساهل أو السماح بالمساس بالأمن القومي المصري".

وقال الرئيس السيسي أن "ترحيل وتهجير الشعب الفلسطيني هو ظلم لا يمكن أن نشارك فيه".

وأكد الرئيس السيسي أن ثوابت الموقف المصري التاريخي للقضية الفلسطينية لا يمكن أبدا التنازل بأي شكل من الأشكال عن تلك الثوابت والأسس الجوهرية التي يقوم عليها الموقف المصري.

وأضاف: "هناك حقوق تاريخية لا يمكن تجاوزها، والرأي العام المصري والعربي والعالمي يرى أن هناك ظلما تاريخيا وقع على الشعب الفلسطيني طوال 70 عاما".

وقال الرئيس السيسي إن "الجميع رأى أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة عقب عودتهم بعد التدمير الذي استمر على مدار أكثر من ١٤ شهرا".

وأشار إلى تحذير مصر في بداية الأزمة من أن يكون الهدف هو جعل الحياة في قطاع غزة مستحيلة ليتم تهجير الفلسطينيين بعد ذلك، ومصر أعلنت موقفها من البداية برفض ذلك.

لمنع تصفية القضية الفلسطينية

في هذا الصدد قال احمد التايب الكاتب الصحفي والمحلل السياسي إن موقف مصر من التهجير واضح وحاسم منذ الأزمة وبمثابة خط أحمر ، ورأس الدولة الرئيس عبد الفتاح السيسي هو من أعلن هذا أمام العالم كله منذ بدء الأزمة 7 أكتوبر 2023 ، وأيضا قامت الدولة المصرية بتوظيف ثقلها السياسى والاستراتيجى لمنع تصفية القضية الفلسطينية، وبالفعل نجحت خلال مدة الحرب وحتى الوصول إلى وقف إطلاق النار من الوقوف بقوة أمام مخططات نتنياهو وإدارة بايدن.

واضاف خلال تصريحات لــ"صدى البلد " ليأتى دونالد ترامب الرئيس الأمريكي الجديد، ويعتقد أنه سينجح فيما فشل فى تحقيقه بايدن، ويتحدث عن ضرورة التهجير  من جديد، ليأخذ القضية إلى تطور جديد وخطير، لكن موقف مصر فى كل الأحوال معروف ومعلوم وحاسم، لذلك كان الرفض من خلال بيان قوى من وزارة الخارجية،

وتابع: والمهم جدا هو موقف الشعب المصري بكل أطياقه وفئاته والكيانات السياسية والأحزاب والنقابات المهنية ومنظمات المجتمع الدولى،  إضافة إلى مواقع التواصل الاجتماعى الذى تحولت إلى مظاهرات عارمة لرفض تصريحات ترامب، ورفض تهجير الفلسطينيين بأى شكل، وكذلك تأييد القيادة السياسية والرئيس السيسى فى كل الإجراءات اللازمة التى تتطلب حماية الأمن القومى المصرى. 

واردف: وأعتقد أن كل ما يحدث من مواقف مصرية على كل الأصعدة والمستويات والاتفاق على دعم القيادة السياسية ورفض التهجير،  يؤكد الاصطفاف الوطنى ووحدة الجبهة الداخلية،  وأن المصريين يقفون على قلب رجل واحد فى مواجهة أى أزمة تعرض الأمن القومى المصرى للخطر.

مقالات مشابهة

  • العدو يجبر مقدسيين على هدم منزليهما في القدس المحتلة
  • بمشاركة 6 دول.. اجتماع وزاري عربي يؤكد دعمه لصمود الشعب الفلسطيني على ارضه
  • جلالة الملك يعزي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في ضحايا حادث اصطدام الطائرتين
  • أسرة جامعة عمّان الأهلية تهنئ جلالة الملك بعيد ميلاده الميمون
  • أمير قطر يؤكد خلال لقائه الشرع الحاجة للمضي في مشاريع إعادة إعمار سوريا
  • خلال لقائه بالشرع.. بن حمد يؤكد على الحاجة الماسة لتشكيل حكومة سورية
  • عشرات المستوطنين الصهاينة يقتحمون المسجد الأقصى المبارك
  • عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى المبارك بحماية جيش العدو الصهيوني
  • الملك عبدالله الثاني: تثبيت الفلسطينيين بأرضهم ونيل حقوقهم المشروعة موقف أردني ثابت لا يتزعزع
  • خلال لقائه نظيره الكيني | الرئيس السيسي يعلق على قضية تهجير الفلسطينيين.. ماذا قال؟