أثار هجوم موسكو الإرهابي، الذي وقع في 22 مارس 2024، العديد من الدلالات المهمة، إذ اعتبرته روسيا مدعومًا من قبل أوكرانيا، واتهمت الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بـ"التواطؤ مع الإرهابيين"، وهو الأمر الذي نفته أوكرانيا واصفة التصريحات الروسية بالمزاعم الكاذبة.

كما يثير هذا الهجوم تساؤلات حول فعالية الاستخبارات الروسية، خاصةً مع وقوعه في قلب العاصمة موسكو، إذ اتهم البعض السلطات الروسية بالتراخي في تأمين المواقع الحيوية، مما سهل تنفيذ الهجوم، ولا سيما أنه يأتي بعد أيام قليلة من إعلان فوز الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بفترة رئاسية جديدة، لذا قد يؤدي الهجوم إلى مراجعة شاملة لإجراءات الأمن والاستخبارات في روسيا.

ومن المتوقع أن يؤدي هجوم موسكو الإرهابي إلى العديد من التداعيات يأتي على رأسها تنظيم الأجهزة الأمنية والمخابرات الروسية؛ إذ إن أسبقية الجانب الأمريكي في الوصول إلى معلومات تفيد بإمكانية وقوع هجمات، تكشف عن تقدم أمني مخابراتي أمريكي وغربي في مواجهة روسيا، لذا من المؤكد أن يبدأ بوتين ولايته الرئاسية الخامسة بتغييرات جذرية على مستوى القيادات الأمنية الاستخباراتية، وكذلك على مستوى النهج الأمني، الذي استحوذت الحرب الأوكرانية على جزء واسع من عمله.

وبحسب الخبراء من المرجح أن تكون تداعيات هذا الهجوم الإرهابي أشد خطورةً على أوكرانيا في حالة استقرت القيادة الروسية على اتهام واضح للجانب الأوكراني في دعم الهجوم أو التخطيط له، وضمن هذا السيناريو، من الممكن أن يكون الرد الروسي في شكل هجوم عسكري قوي، أو هجمات متلاحقة، تعيد الاعتبار للأجهزة الروسية وترمم صورة بوتين، التي ربما خدشها الهجوم.

ومن المتوقع أن يعيد بوتين نشر قوات خاصة في القوقاز وعلى الحدود مع دول وسط آسيا، وربما تنفذ السلطات عمليات أمنية خاصة خارج حدود البلاد؛ إذ توجد معاقل تنظيم "داعش – خراسان"، في وسط وجنوب آسيا، ولاسيما في أفغانستان وباكستان. وهذا التوجه يمكن أن يقوي التحالف الروسي الإيراني في مجال مكافحة التنظيم؛ إذ تعاني إيران من تهديدات دائمة له. فقبل أشهر، وتحديداً في 3 يناير 2024، فجر انتحاريان ينتميان للتنظيم نفسيهما على الطريق التذكاري لاغتيال الجنرال، قاسم سليماني في مدينة كرمان، مما أسفر عن مقتل 84 شخصاً وإصابة 284 آخرين، في هجوم هو الأكثر دموية في البلاد منذ الثورة الإسلامية عام 1979.

كما أن هجوم موسكو له العديد من الدلالات إذ يأتي هجوم موسكو في وقت تخوض فيه روسيا حرباً في أوكرانيا منذ أكثر من عامين؛ إذ تمت تعبئة كل مقدرات الدولة الأمنية والعسكرية والمعلوماتية للصراع في أوكرانيا. وعلى الرغم من أن البلاد في حالة طوارئ منذ بدء الحرب، فإن المهاجمين تمكنوا من اختراق جميع الحواجز الأمنية ووصلوا إلى العاصمة موسكو ونفذوا هجوماً إرهابياً هو الأكبر، والأكثر دمويةً منذ عام 2002.

كما جرى هجوم موسكو بعد أيام قليلة من إعادة انتخاب الرئيس، فلاديمير بوتين، لولاية رئاسية جديدة. فالرئيس بوتين قد أسس شعبيته على فكرة "الرجل القوي"، بوصفه ينحدر من جهاز المخابرات السوفيتي، وما يمثله من خيال شعبي يتصل بالقوة والسيطرة والتحصين الأمني، لذلك فإن هذا الهجوم قد يخدش هذه الصورة؛ إذ نجح المهاجمون في الوصول إلى قلب البلاد وأوقعوا هذا العدد الكبير من الضحايا.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: هجوم موسكو موسكو الارهاب هجوم موسکو

إقرأ أيضاً:

موسكو وبكين تعززان الشراكة .. بوتين يستقبل وزير الخارجية الصيني لبحث الأزمة الأوكرانية

وصل وزير الخارجية الصيني، وانغ يي، إلى موسكو اليوم، حيث من المقرر أن يلتقي نظيره الروسي، سيرغي لافروف، والرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، لبحث سبل حل الأزمة الأوكرانية وتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين.

أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن لافروف ووانغ يي سيجريان محادثات تركز على آفاق تسوية الأزمة الأوكرانية، بالإضافة إلى مناقشة العلاقات الثنائية والاتصالات على أعلى المستويات. 

أفاد المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، بأن الرئيس بوتين يتوقع استقبال وزير الخارجية الصيني، حيث سيتبادلان وجهات النظر حول القضايا ذات الاهتمام المشترك. 

تأتي هذه الزيارة في إطار تعزيز الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين موسكو وبكين، حيث يسعى البلدان إلى تعميق التعاون في مختلف المجالات، بما في ذلك التنسيق السياسي والاقتصادي.

تسعى الصين إلى لعب دور بنّاء في تسوية الأزمة الأوكرانية، مؤكدة استعدادها للمساهمة في تحقيق سلام عادل ودائم من خلال الحوار والمفاوضات. 

تعكس زيارة وزير الخارجية الصيني إلى موسكو التزام البلدين بتعزيز علاقاتهما الثنائية والتنسيق المشترك في القضايا الدولية، مع التركيز على إيجاد حلول دبلوماسية للأزمات الراهنة، وعلى رأسها الأزمة الأوكرانية

مقالات مشابهة

  • بوتين يستدعي 160 ألف شاب روسي للقتال في الحرب ضد أوكرانيا
  • موسكو وبكين تعززان الشراكة .. بوتين يستقبل وزير الخارجية الصيني لبحث الأزمة الأوكرانية
  • ترامب يوضح ما يريده من بوتين بشأن الحرب في أوكرانيا
  • الخارجية الروسية ترجح مواصلة الاتحاد الأوروبي فرض عقوباته على موسكو حتى لو رفعتها أمريكا
  • عشرات القتلى جراء هجوم إرهابي في بوركينا فاسو
  • ترامب يهدد بفرض رسوم جمركية على النفط الروسي إذا عرقلت موسكو اتفاقا بشأن أوكرانيا
  • بعد سقوط قتيلين..أوكرانيا تتهم روسيا بقصف مستشفى عمداً في خاركيف
  • إصابة شخصين في هجوم بطائرات مسيّرة روسية على خاركيف
  • كييف: موسكو تستعد لشن هجوم عسكري جديد لزيادة الضغط على أوكرانيا
  • أوكرانيا: 143 اشتباكا قتاليا مع القوات الروسية خلال 24 ساعة