خاضت المقاومة الفلسطينية اليوم الثلاثاء اشتباكات عنيفة مع الجيش الإسرائيلي في محاور بمدينة غزة، خاصة في محيط مجمع الشفاء الطبي، بينما ارتكبت قوات الاحتلال سلسلة من المجازر في رفح وخان يونس جنوبي القطاع.

فقد قال مراسل الجزيرة إن اشتباكات عنيفة جرت بين مقاومين وقوات الاحتلال في محيط مجمع الشفاء الذي يقع في القسم الغربي من مدينة غزة واقتحمه الجيش الإسرائيلي قبل أيام.

وبث ناشطون مقطعا مصور تُسمع فيه أصوات الاشتباكات بينما تحلق مروحية إسرائيلية فوق المنطقة وتطلق صواريخ.

كما أفاد مراسل الجزيرة بأن مواجهات مماثلة دارت بين المقاومة وقوات الاحتلال جنوب مخيم الشاطئ غربي مدينة غزة.

وفي سياق المعارك الدائرة حول مجمع الشفاء، أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، أنها استهدفت ناقلة جند إسرائيلية بقذيفة الياسين 105 وقنصت جنديا في شارع الرشيد غرب حي تل الهوا بمدينة غزة.

كما قالت إنها استهدفت دبابتين إسرائيليتين بقذيفتي تاندوم في حي الأمل بخان يونس جنوبي القطاع، وهو ما أدى الى احتراق إحداهما بالكامل.

وكانت كتائب القسام وسرايا القدس أعلنتا أنهما قصفتا أمس مدينتي أسدود وعسقلان ومستوطنات في غلاف غزة.

من جهتها، أعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، أنها استهدفت آلية عسكرية إسرائيلية بقذيفة "تاندوم" مضادة للدروع في المجمع.

ووسط المعارك المحتدمة، قالت وزارة الصحة في قطاع غزة إن الاحتلال يشدد من حصاره للأطقم الصحية والمرضى في مجمع الشفاء الطبي.

جنود مصابون

في المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم عن إصابة 31 عسكريا في معارك غزة خلال الساعات الـ48 الماضية.

وقال الجيش الإسرائيلي إن 288 عسكريا لا يزالون يتلقون العلاج إثر إصابتهم في معارك غزة، لافتا إلى أن 25 منهم جروحهم خطيرة.

وأشار إلى إصابة 3130 ضابطا وجنديا منذ بداية الحرب، منهم 1509 أصيبوا خلال الاجتياح البري لقطاع غزة الذي بدأ أواخر أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

من جانبه كشف مركز شيبا الطبي في إسرائيل أن 60% من الجنود الإسرائيليين الذين أصيبوا في حرب غزة وخضعوا لإعادة تأهيل عانوا من أعراض الارتجاج في المخ وتم تشخيص بعضهم على أنهم يعانون من مشاكل عقلية.

وقال أطباء إسرائيليون لصحيفة يديعوت أحرونوت إن بعض هؤلاء الجنود يعانون أعراض الارتجاج، بدون أن يتم فحصهم على الإطلاق.

مجازر متحركة

في غضون ذلك، نفذ الجيش الإسرائيلي منذ فجر اليوم قصفا جويا ومدفعيا أوقع عشرات الشهداء معظمهم في رفح وخان يونس.

وأفاد مراسل الجزيرة بأن طواقم الإسعاف انتشلت جثامين 17 شهيدا من مناطق متفرقة في مدينة خان يونس منذ فجر اليوم، مشيرا إلى أن 10 من الشهداء من عائلة المدهون وقد استهدفوا في منطقة المواصي.

وفي بلدة النصر شمال شرق مدينة رفح، استشهدت طفلة فلسطينية وأصيب آخرون في قصف منزل يؤوي نازحين شمال رفح إلى 19 بينهم 9 أطفال.

وكان الطيران الحربي الإسرائيلي قصف استراحة تضمُ عائلات نازحة من مدينتي غزة وخان يونس؛ وخياما مقامة داخل فناء الاستراحة.

وفي خان يونس أيضا، أفاد مراسل الجزيرة بأن الاحتلال اعتقل نازحين من مجمع ناصر الطبي وأجبر النساء على التوجه لمنطقة المواصي، كما أفاد بخروج مستشفى الأمل في المدينة عن الخدمة.

وحصلت الجزيرة على شهادات لجرحى وناجين تم إجلاؤهم من مستشفى الأمل الذي يحاصره جيش الاحتلال غربي خان يونس إلى المستشفى الأوروبي.

وفي وسط القطاع، استشهد فلسطينيان وأصيب آخرون إثر قصف قوات الاحتلال مجموعة من المواطنين الذين كانوا ينتشلون جثامين من تحت أنقاض منزل في مخيم النصيرات.

كما تعرضت بلدية الزوايدة وسط القطاع لقصف إسرائيلي، وذلك بعد ساعات من غارة على المنطقة أوقعت شهداء وجرحى.

وفي شمالي القطاع، أفاد مراسل الجزيرة باستهداف منزل في مخيم جباليا مما أسفر عن شهداء ومصابين ومفقودين تحت الركام.

وقالت وزارة الصحة في غزة إن قوات الاحتلال الإسرائيلي ارتكبت خلال الساعات الـ24 الماضية 8 مجازر راح ضحيتها 81 شهيدا وأصيب 93 آخرون، وارتفع بذلك عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي إلى 32 ألفا و414 شهيدا، بينما بلغ عدد المصابين 74 ألفا و787.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ حريات الجیش الإسرائیلی مجمع الشفاء مدینة غزة

إقرأ أيضاً:

الجزيرة نت ترصد أوضاع درعا والقنيطرة بعد توغل الاحتلال الإسرائيلي

القنيطرة- شهدت الأيام الثلاثة الماضية تصعيدا إسرائيليا في محافظتي درعا والقنيطرة جنوبي سوريا في ظل غياب واضح للجانب السوري؛ فقد توغلت قوات الاحتلال الإسرائيلي في عدد من قرى المحافظتين بحجة "البحث عن السلاح لضبط أمن المنطقة وحماية حدودها".

وقال الناشط في المنطقة شادي أبو زيد -للجزيرة نت- إن تصعيد الاحتلال الإسرائيلي بات واضحا في الأيام الماضية على عكس بداية التوغل داخل الأراضي السورية الذي تزامن مع سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد إذ كان يقتصر على التقدم فقط.

وحسب أبو زيد، استهدف عناصر الاحتلال الموجودون في ثكنة عسكرية تابعة للجيش السوري، تُدعى "الجزيرة"، مظاهرة في بلدة معرية غربي درعا تطالب بضرورة وقف التوغل الإسرائيلي، مما أدى إلى إصابة الشاب ماهر الحسين بجروح وهو من أبناء قرية كويا المحاذية للحدود الإسرائيلية.

#درعا24 : لقطات من الظاهرة التي خرجت اليوم في قرية معرية في منطقة حوض اليرموك في الريف الغربي من محافظة درعا، للتنديد بالوجود الإسـ.ـرائيـ.ـلي داخل الأراضي السورية، وتطالبه بالانسحاب، والتي أطلق عليها جنود الاحتـلال النـار، ونتج عن ذلك إصـابة شاب.#سوريا #درعا #معرية… pic.twitter.com/61QBSC1wZa

— Daraa 24 – 24 درعا (@Daraa24_24) December 20, 2024

أضرار ومخاوف

وأشار الناشط أبو زيد إلى تضرر الموسم الزراعي في المنطقة التي يعتمد سكانها على الزراعة كمصدر رزق رئيسي وأنهم منعوا من الوصول إلى أراضيهم من قبل نقطة تفتيش إسرائيلية أنشئت مؤخرا.

إعلان

وأكد شعور الأهالي بمخاوف كبيرة إذ باتت قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم منازل المدنيين السوريين وتفتشها بزعم البحث عن سلاح، و"أهانت بعضهم بالضرب وإجبارهم على خلع جزء من ملابسهم".

وغادرت عشرات العائلات المنطقة باتجاه قرى أخرى كالمزيريب وجلين وتل شهاب، خوفا من التطورات التي تشهدها قراهم وبانتظار استقرار الوضع وعودة عناصر الاحتلال الإسرائيلي إلى مواقعهم.

من جهته، قال عمار النصيرات أحد سكان ريف محافظة القنيطرة، للجزيرة نت، إن التطورات الأخيرة باتت تقلق السكان في ظل عدم وجود أي رادع للاحتلال الإسرائيلي.

وأضاف أن الاحتلال دمر قبل يومين 3 منازل في بلدة الرفيد بريف القنيطرة باستخدام الجرافات، واقتلع أشجار الزيتون في محيط البيوت رغم أن أصحابها مدنيون ولم يسبق لهم المشاركة في أي نشاط مسلح.

مزاعم

ووفق المواطن النصيرات، يجتمع ضباط الاحتلال الإسرائيلي مع وجهاء القرى في ريف القنيطرة يوميا تقريبا "بهدف إيصال رسائل اطمئنان للسكان، لكن الواقع مختلف تماما".

وأشار إلى أن اجتماع أمس الأحد مع أحد وجهاء منطقة مدينة البعث (مركز محافظة القنيطرة) تناول الحديث عن وجود خلية تتكون من 7 أشخاص تعمل لمصلحة حزب الله اللبناني في المنطقة سيتم القضاء عليها، وأن هذا هدفهم من التمركز داخل المدينة برفقة آليات عسكرية وعشرات الجنود منذ أيام.

في المقابل، نفى الأهالي صحة المزاعم الإسرائيلية، وأكدوا أن جميع من كانوا يرتبطون بالحزب غادروا المنطقة مع سقوط النظام السابق.

وحاولت الجزيرة نت الحصول على تعليق من قبل ممثلين عن الإدارة الجديدة في الجنوب السوري حول موقفهم من تقدم القوات الإسرائيلية في درعا والقنيطرة واستمرار وجودها فيها، إلا أنهم رفضوا التعليق.

مواقع توغل القوات الإسرائيلية وظهورها خلف خط وقف إطلاق النار داخل الأراضي السورية (الجزيرة) موقف غامض

وقال قيادي سابق في صفوف المعارضة -فضل عدم ذكر اسمه- للجزيرة نت إن ما تشهده المنطقة الغربية من محافظتي درعا والقنيطرة منذ سقوط نظام الأسد غير واضح وغير مقبول.

إعلان

وأضاف أن إدارة العمليات العسكرية لم ترسل أي رتل عسكري أو ممثلين عنها إلى المنطقة للاطلاع على ما يجري فيها وسماع مطالب سكانها في ظل التوغلات الإسرائيلية اليومية. وأشار إلى أن أبناء المنطقة ممن كانوا يعملون في صفوف المعارضة لم يعد لهم أي نشاط عسكري ولم تبق أي تشكيلات مسلحة.

وحسب المصدر نفسه، انضمت معظم المجموعات المحلية للأفرع الأمنية التابعة للنظام بعد اتفاق التسوية في عام 2018. ومع سقوط النظام، هرب من كان قد تورط في القتل وتم اعتقال من لم يقبل بالانضمام إليه، في حين ينتظر من كانت مهمته الوقوف على الحواجز والحراسة وصول إدارة العمليات لإجراء تسوية على غرار المحافظات الأخرى.

مقالات مشابهة

  • جيش الاحتلال الإسرائيلي يعترف بقصف المنطقة الإنسانية في خان يونس
  • الاحتلال يرتكب 3 مجازر وارتفاع فى ضحايا العدوان الإسرائيلي منذ بداية الحرب
  • الشمال السوري يشتعل: اشتباكات عنيفة و هدنة قسد وأنقرة تنهار 
  • مقتل عنصر بأمن السلطة في اشتباكات عنيفة مع مقاومي جنين
  • ارتفاع عدد ضحايا العدوان على غزة لـ45317 شهيدًا.. والاحتلال يرتكب 5 مجازر خلال 24 ساعة
  • الجزيرة نت ترصد أوضاع درعا والقنيطرة بعد توغل الاحتلال الإسرائيلي
  • متحدث جيش الاحتلال يواصل التحريض على مراسل الجزيرة شمال القطاع
  • جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن بدء عملية عسكرية برية في بيت حانون شمال غزة
  • اشتباكات عنيفة بين جيش الاحتلال الإسرائيلي والفلسطينيين في الضفة الغربية
  • الاحتلال الإسرائيلي يهدد حياة العشرات بمستشفى كمال عدوان وينسف منازل بالنصيرات