لجريدة عمان:
2025-02-28@21:00:59 GMT

الدبلوماسية العمانية وقرار مجلس الأمن

تاريخ النشر: 26th, March 2024 GMT

منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة بداية من هجوم السابع من أكتوبر من قبل المقاومة الفلسطينية وشن الكيان الصهيوني حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني وكل مقومات الحياة الإنسانية وعلى مدى أكثر من ستة أشهر والعالم يبذل جهودا سياسية كبيرة لإجبار الكيان الصهيوني على وقف العدوان الهمجي على المدنيين في قطاع غزة. وسيسجل التاريخ الحديث بأن الدبلوماسية العمانية كانت هي الأعلى صوتا على الصعيد العربي والإقليمي وحتى الدولي، وهذه ليست مبالغة أو نبرة عاطفية وطنية ولكنها الحقيقة الساطعة، حيث كان الموقف الرسمي العماني ومن خلال خطابات جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- واضحة ومعبرة بكل مصداقية حول ضرورة وقف العدوان الصهيوني الغاشم وهو الأمر الذي ترجم بشكل صحيح من خلال التحركات الدبلوماسية واسعة النطاق التي قامت بها وزارة الخارجية ممثلة في معالي السيد بدر بن حمد البوسعيدي وكبار المسؤولين في الوزارة وسفراء سلطنة عمان في العالم، ومن خلال الاتصالات المكثفة مع الدول الكبرى المؤثرة خاصة الدول الغربية، وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية وأيضا على صعيد دول الاتحاد الأوروبي، ومن خلال الزيارات المتعددة لمعالي السيد وزير الخارجية.

وقد كان الموقف الرسمي العماني المشرف والصادق متماشيا مع الموقف الشعبي الذي عبر عنه الشعب العماني بوقوفه وتضامنه مع الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة ومع المقاومة الباسلة والتي ألحقت بالكيان الصهيوني هزيمة كبيرة على صعيد المواجهة العسكرية العربية الإسرائيلية خلال السبعة عقود الأخيرة قياسا بالفترة الزمنية للحرب التي تجاوزت ستة أشهر أو من خلال التوازن العسكري، حيث إن الجيش الإسرائيلي يملك إمكانات كبيرة ودعم أمريكي وغربي كبيرين مقابل مقاومة فلسطينية محدودة الإمكانيات ولكن كان إيمانها كبيرا بضرورة وقف الغطرسة الإسرائيلية على مدى ٧٥ عاما من الانتهاكات والقتل للمدنيين من الأطفال والنساء وسرقة الأراضي في ظل مجتمع دولي متردد، وأحيانا منحاز للرواية الصهيونية، خاصة الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية والتي شاركت فعليا في العدوان على الشعب الفلسطيني. وعلى ضوء ذلك فإن موقف سلطنة عمان قيادة وشعبا كان موقفا مع الحق والعدل والمطالبة المتواصلة بوقف العدوان الصهيوني والاحتكام إلى حل الدولتين.

إن صدور قرار مجلس الأمن الأخير والذي ينص على وقف فوري في قطاع غزة وإطلاق المحتجزين من الجانبين الفلسطيني والصهيوني وإدخال المساعدات الإنسانية لأكثر من مليوني فلسطيني في قطاع غزه جاء بجهود كبيرة من المجتمع الدولي، وخاصة من الدول خارج منظومة مجلس الأمن.

ولا شك أن التحركات الدبلوماسية العمانية النشطة والمتواصلة مع الدول الغربية تحديدا كان لها الأثر الإيجابي في ظل الاحترام الواسع النطاق والمصداقية التي تتمتع بها مواقف بلادنا سلطنة عمان، ومن هنا كان الصوت العماني يصدح بالحق وهو يدعو المجتمع الدولي إلى وقف الإبادة في قطاع غزة بسبب العدوان الصهيوني الظالم على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وعموم فلسطين.

ومن هنا فإنه لا يمكن الفصل بين جهود الدبلوماسية العمانية والاتصالات المكثفة مع دول العالم شرقا وغربا وما نتج عن صدور القرار الدولي وامتناع واشنطن عن التصويت، وهي إشارة إمريكية واضحة بأن رئيس الحكومة الإسرائيلية نتانياهو أصبح غير موثوق به، كما أن الداخل الإسرائيلي يعيش مشكلات وجدلا كبيرا قد يعصف بنتانياهو والذي لا يريد وقف العدوان؛ لأن استمرار الحرب يعني إنقاذ مستقبله السياسي والهروب من المحاكمات حول التهم الموجهة إليه بسبب قضايا الفساد.

إننا كمتابعين ومواطنين نعتز كثيرا بالمواقف المشرفة لبلادنا سلطنة عمان بقيادة جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- وفي ظل التحركات الإيجابية للدبلوماسية العمانية والتي تهدف إلى وقف العدوان الإسرائيلي وإيصال المساعدات للشعب الفلسطيني وإيجاد الحل الشامل والعادل للقضية الفلسطينية من خلال إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وإنهاء الحروب والصراعات في المنطقة وأن تعيش شعوب المنطقة بسلام. وعلى ضوء ذلك تشعر القيادات في الغرب بأن نتانياهو وحكومته المتطرفة أصبحا عبئا على الغرب في ظل المعارضة الشعبية في الغرب والعالم ضد العدوان الإسرائيلي الغاشم ضد الشعب الفلسطيني الذي استشهد منه عشرات الآلاف من الأطفال والنساء وقصف المؤسسات الصحية وتدمير البنية الأساسية لقطاع غزة. وعلى ضوء ذلك فإن قرار مجلس الأمن الدولي هو صفعة قوية للغطرسة الإسرائيلية ولنتانياهو وعصابته التي تحكم الكيان الصهيوني، كما أن الداخل الإسرائيلي يعيش مرحلة فارقة وهناك هجرة كبيرة واسعة لليهود في ظل مناخ الحرب وعدم الاستقرار.

إن نتانياهو وحكومته المتشددة سقطت أخلاقيا وقانونيا وتمت تعريتها وفضحها إعلاميا وقبل ذلك تلقت الهزيمة الأقسى في تاريخ الكيان الإسرائيلي. ومن هنا فإن عدم تنفيذ الكيان الإسرائيلي قرار مجلس الأمن بوقف العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة يعني أن هذا الكيان الصهيوني أصبح منبوذا بشكل أكبر على صعيد المجتمع الدولي وأن مزيدا من الضغط الدبلوماسي على الكيان الإسرائيلي لا بد أن يتواصل فيما يخص تقديم مزيد من ملفات جريمة الإبادة في قطاع غزة وتقديم نتانياهو وعصابته للمحاكمة في محكمة الجنايات الدولية وأيضا على مستوى إدانة سلوك الكيان الإسرائيلي الإجرامي في محكمة العدل الدولية. كما أن دور جنوب إفريقيا والجزائر يعد محوريا وحتى على صعيد عدد من الدول الغربية التي أبدت استعدادها للاعتراف بالدولة الفلسطينية كإسبانيا وإيرلندا وغيرهما من الدول بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية والتي ضاقت ذرعا بسلوك نتانياهو السلبي في ظل بداية حمى المعركة الانتخابية بين الحزبين الديموقراطي والحزب الجمهوري للوصول إلى البيت الأبيض في ظل عودة المنافسة الشرسة بين الرئيس الأمريكي الديمقراطي بايدن وتحفز المرشح الجمهوري والرئيس الأمريكي السابق ترامب.

وأمام هذا المشهد السياسي المعقد والصادم الذي شاهده العالم في فلسطين وخاصة في قطاع غزة نوجه تحية وطنية للدبلوماسية العمانية على جهودها المخلصة والمقدرة والتي كان لها الأثر الإيجابي في الخطوات الدولية نحو وقف العدوان الإسرائيلي الهمجي على الشعب الفلسطيني في ظل التوجيهات السديدة لجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- والذي يقود نهضة سلطنة عمان المتجددة بكل رسوخ وثبات وحكمة داخليا وعلى صعيد العلاقات الإقليمية والدولية بما يعزز مكانة بلادنا سلطنة عمان في المحافل الدولية، لتبقى عاصمة الوطن مسقط هي المحطة الأساسية نحو إيجاد حلول التسوية لعدد من الملفات المعقدة خاصة بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران وأيضا ملف الأمن والاستقرار في المنطقة وإيجاد الحل الشامل والعادل للقضية الفلسطينية على ضوء حل الدولتين.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الولایات المتحدة الأمریکیة الدبلوماسیة العمانیة العدوان الإسرائیلی الکیان الإسرائیلی الشعب الفلسطینی الکیان الصهیونی الدول الغربیة وقف العدوان فی قطاع غزة مجلس الأمن سلطنة عمان من الدول على صعید مع الدول من خلال على ضوء

إقرأ أيضاً:

مصر والأردن تُسقطان مخطط تهجير الفلسطينيين بـ«الدبلوماسية الهادئة»

أبدى الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، تراجعه عن خطته للاستيلاء على قطاع غزة، بعد تهجير ما يزيد على مليونى فلسطينى من أراضيهم وما تبقى من بيوتهم وممتلكاتهم، بحجة إعادة إعمار القطاع المدمر، وإقامة مشروعات عقارية ضخمة تستهدف تحويل الشريط الساحلى فى جنوب شرق البحر المتوسط إلى مركز سياحى واقتصادى، أطلق عليه اسم «ريفيرا الشرق الأوسط»، مؤكداً أن رفض كل من مصر والأردن استقبال الفلسطينيين المهجّرين من غزة، يجعل فكرته «غير قابلة للتنفيذ».

وبينما قال «ترامب»، فى وقت سابق من الشهر الحالى، إنه يريد الاستيلاء على قطاع غزة بعد تهجير السكان الفلسطينيين إلى دول مجاورة، فى مقدمتها مصر والأردن، حتى تتمكن الولايات المتحدة من السيطرة على القطاع وتطويره، رصد تقرير لصحيفة «نيويورك تايمز» تراجعاً من جانب الرئيس الأمريكى عن مطلبه بترحيل أهالى غزة بشكل دائم، خاصة أن كلاً من مصر والأردن رفضتا المقترح بشكل قاطع، كما وصفت الصحيفة الأمريكية فكرة «ترامب» للاستيلاء على غزة بأنها «أحد أكثر المقترحات جرأة فى تاريخ السياسة الخارجية، التى قدّمها رئيس أمريكى على الإطلاق».

ومنذ طرح مقترحه، الذى أثار جدلاً دولياً واسعاً، عمد الرئيس الأمريكى إلى تجاهل الاعتراضات على الفكرة، ورد على «الرفض القاطع»، الذى أبدته كل من القاهرة وعمان، بقوله إنه واثق من قدرته على إقناع قادة الدولتين، وربما دول أخرى فى المنطقة، بقبول الفلسطينيين الذين سيتم تهجيرهم من غزة. وأضاف: «يقولون إنهم لن يقبلوا، وأنا أقول إنهم سيقبلون». واعتبر أنه سيتمكن من تحقيق فكرته «بقوة إرادته»، كما رد على سؤال حول «السلطة» التى سيستند إليها للاستيلاء على قطاع غزة، بقوله: «سلطة الولايات المتحدة الأمريكية»، الأمر الذى أثار موجة انتقادات دولية واسعة.

إلا أن «ترامب» اعترف بفشله فى إقناع كل من مصر والأردن بفكرة تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، وقال فى مقابلة هاتفية مع قناة «فوكس نيوز»، يوم الجمعة الماضى، إن «رفض مصر والأردن قبول الفلسطينيين المهجّرين، سيجعل الفكرة غير قابلة للتنفيذ». وتابع بقوله: «حسناً، نحن ندفع لمصر والأردن مليارات الدولارات سنوياً، لقد فوجئت قليلاً بأنهم قالوا ذلك، لكنهم قالوه». وأضاف: «سأخبرك، طريقتى هى الطريقة الصحيحة، أعتقد أن هذه هى الخطة التى ستنجح حقاً، لكننى لن أفرضها، سأكتفى بطرحها كتوصية».

واعتبرت «نيويورك تايمز» أن تصريحات «ترامب» للقناة الأمريكية تشكل تراجعاً ملحوظاً عن فكرة الاستيلاء على قطاع غزة، والتى تُعد أحد أكثر المقترحات جرأة فى تاريخ السياسة الخارجية الأمريكية على الإطلاق». وأشارت إلى أن هذا التراجع جاء بعد أسابيع من التناقضات داخل الفريق الرئاسى، حيث حاول عدد من المسئولين البارزين فى إدارة «ترامب» التقليل من أهمية المقترح، بينما أصر الرئيس على جدية الفكرة.

وأثار ترامب فكرته علناً لأول مرة أوائل فبراير الحالى، عندما أعلن أن «الولايات المتحدة ستُسيطر على قطاع غزة»، وخلال زيارة رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، إلى البيت الأبيض، مؤخراً، قال «ترامب» إن الولايات المتحدة «ستمتلك قطاع غزة»، وستتولى مسئولية إزالة الذخائر غير المنفجرة، وإعادة بناء القطاع الفلسطينى، وتحويله إلى مركز اقتصادى وسياحى، بل وتعهد بأن يصبح قطاع غزة «ريفيرا الشرق الأوسط».

وبعد قليل من إعلان الرئيس الأمريكى فكرته، التى قُوبلت بانتقادات دولية حادة وموجات رفض واسعة، قال وزير الخارجية الأمريكى، ماركو روبيو، وكذلك المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، إن أى عملية لإعادة توطين الفلسطينيين خارج قطاع غزة ستكون «مؤقتة»، لكن ترامب نشر لاحقاً تعليقاً عبر صفحاته الرسمية على وسائل التواصل الاجتماعى، استبعد فيه احتمالات عودة الفلسطينيين إلى غزة مرة أخرى، بقوله إن «الفلسطينيين سيتم نقلهم إلى مجتمعات سيكونون فيها سعداء وآمنين وأحراراً».

وفى مقابلته مع «فوكس نيوز»، يوم الجمعة الماضى، وصف ترامب خطته بأنها «النهج الأفضل»، قائلاً: «إعادة إعمار غزة دون تهجير الفلسطينيين أمر غير عملى، جزئياً، بسبب وجود مسلحى حماس، الذين يُسيطرون على غزة منذ عقود». وتابع أن «السيطرة الأمريكية على القطاع، وتهجير سكانه الفلسطينيين، سيكون النهج الأفضل». وجدّد تمسكه بالفكرة، قائلاً: «الولايات المتحدة كانت ستملك المنطقة، ولن يكون هناك وجود لحماس، وسيتم تطويرها، وستبدأ الأمور من جديد بصفحة نظيفة». وأضاف: «أحببت خطتى، اعتقدت أنها كانت جيدة، تخرجهم وتنقلهم وتبنى لهم مجتمعاً جميلاً ودائماً»، قبل أن يختتم تصريحه بقوله: «اعتقدت أن الفكرة كانت رائعة، لأن الموقع مذهل كما تعلمون، سنرى ما يحدث». وتساءل قائلاً: «لا أعرف لماذا تخلت إسرائيل عن ذلك، لماذا تخلوا عنه؟».

وفى تعليقها على التصريحات الأخيرة للرئيس الأمريكى، قالت «نيويورك تايمز» إنه كان يتحدّث عن الخطة بصيغة الماضى، مما يشير إلى أنه تخلى عنها، مشيرة إلى أنه بدا «مستسلماً» لحقيقة أن غزة سيتم إعادة إعمارها دون أن تكون تحت سيطرة الولايات المتحدة، أو ترحيل سكانها. وأضافت الصحيفة أنها لم تتلقّ رداً على رسائلها إلى المتحدث باسم مجلس الأمن القومى فى البيت الأبيض، عبر البريد الإلكترونى، عما إذا كانت تصريحات الرئيس ترامب تعنى أنه تخلى تماماً عن فكرة إعادة إعمار قطاع غزة تحت إشراف الولايات المتحدة الأمريكية.

واختتمت الصحيفة تقريرها بالإشارة إلى اجتماع القمة غير الرسمية، الذى عُقد فى العاصمة السعودية الرياض، بمشاركة رؤساء وملوك عدة دول عربية، من بينها مصر والأردن ودول مجلس التعاون الخليجى، لمناقشة بدائل محتملة لخطة ترامب. وأضافت أن الاجتماع الذى جاء قبل قمة عربية موسعة تستضيفها مصر فى الرابع من مارس المقبل، انتهى دون إصدار بيان رسمى حول ما جرت مناقشته أو الاتفاق عليه.

مقالات مشابهة

  • الصناعة العمانية تواصل تعزيز ربحيتها وتواجدها في أسواق التصدير
  • 33 يوما من العدوان الصهيوني على طولكرم و 12 ألف نازح
  • ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 48,365 شهيدا و111,780 مصابا
  • ارتفاع حصيلة الشهداء الفلسطينيين في غزة إلى 48,365 شهيدا منذ بدء العدوان
  • شهيد متأثرا بإصابته جراء العدوان الصهيوني المستمر على طولكرم
  • شهيدان فلسطينيان بانفجار مخلفات العدوان الصهيوني بغزة
  • مصر والأردن تُسقطان مخطط تهجير الفلسطينيين بـ«الدبلوماسية الهادئة»
  • تحقيق مع رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي بتهم فساد
  • نحو 20 شهيداً وجريحا وتدمير 7 منازل بخروق جديدة لقوات الاحتلال الإسرائيلي في غزة
  • حماس تدين العدوان الصهيوني على سيادة سوريا