لجريدة عمان:
2025-03-15@07:54:02 GMT

الدبلوماسية العمانية وقرار مجلس الأمن

تاريخ النشر: 26th, March 2024 GMT

منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة بداية من هجوم السابع من أكتوبر من قبل المقاومة الفلسطينية وشن الكيان الصهيوني حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني وكل مقومات الحياة الإنسانية وعلى مدى أكثر من ستة أشهر والعالم يبذل جهودا سياسية كبيرة لإجبار الكيان الصهيوني على وقف العدوان الهمجي على المدنيين في قطاع غزة. وسيسجل التاريخ الحديث بأن الدبلوماسية العمانية كانت هي الأعلى صوتا على الصعيد العربي والإقليمي وحتى الدولي، وهذه ليست مبالغة أو نبرة عاطفية وطنية ولكنها الحقيقة الساطعة، حيث كان الموقف الرسمي العماني ومن خلال خطابات جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- واضحة ومعبرة بكل مصداقية حول ضرورة وقف العدوان الصهيوني الغاشم وهو الأمر الذي ترجم بشكل صحيح من خلال التحركات الدبلوماسية واسعة النطاق التي قامت بها وزارة الخارجية ممثلة في معالي السيد بدر بن حمد البوسعيدي وكبار المسؤولين في الوزارة وسفراء سلطنة عمان في العالم، ومن خلال الاتصالات المكثفة مع الدول الكبرى المؤثرة خاصة الدول الغربية، وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية وأيضا على صعيد دول الاتحاد الأوروبي، ومن خلال الزيارات المتعددة لمعالي السيد وزير الخارجية.

وقد كان الموقف الرسمي العماني المشرف والصادق متماشيا مع الموقف الشعبي الذي عبر عنه الشعب العماني بوقوفه وتضامنه مع الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة ومع المقاومة الباسلة والتي ألحقت بالكيان الصهيوني هزيمة كبيرة على صعيد المواجهة العسكرية العربية الإسرائيلية خلال السبعة عقود الأخيرة قياسا بالفترة الزمنية للحرب التي تجاوزت ستة أشهر أو من خلال التوازن العسكري، حيث إن الجيش الإسرائيلي يملك إمكانات كبيرة ودعم أمريكي وغربي كبيرين مقابل مقاومة فلسطينية محدودة الإمكانيات ولكن كان إيمانها كبيرا بضرورة وقف الغطرسة الإسرائيلية على مدى ٧٥ عاما من الانتهاكات والقتل للمدنيين من الأطفال والنساء وسرقة الأراضي في ظل مجتمع دولي متردد، وأحيانا منحاز للرواية الصهيونية، خاصة الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية والتي شاركت فعليا في العدوان على الشعب الفلسطيني. وعلى ضوء ذلك فإن موقف سلطنة عمان قيادة وشعبا كان موقفا مع الحق والعدل والمطالبة المتواصلة بوقف العدوان الصهيوني والاحتكام إلى حل الدولتين.

إن صدور قرار مجلس الأمن الأخير والذي ينص على وقف فوري في قطاع غزة وإطلاق المحتجزين من الجانبين الفلسطيني والصهيوني وإدخال المساعدات الإنسانية لأكثر من مليوني فلسطيني في قطاع غزه جاء بجهود كبيرة من المجتمع الدولي، وخاصة من الدول خارج منظومة مجلس الأمن.

ولا شك أن التحركات الدبلوماسية العمانية النشطة والمتواصلة مع الدول الغربية تحديدا كان لها الأثر الإيجابي في ظل الاحترام الواسع النطاق والمصداقية التي تتمتع بها مواقف بلادنا سلطنة عمان، ومن هنا كان الصوت العماني يصدح بالحق وهو يدعو المجتمع الدولي إلى وقف الإبادة في قطاع غزة بسبب العدوان الصهيوني الظالم على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وعموم فلسطين.

ومن هنا فإنه لا يمكن الفصل بين جهود الدبلوماسية العمانية والاتصالات المكثفة مع دول العالم شرقا وغربا وما نتج عن صدور القرار الدولي وامتناع واشنطن عن التصويت، وهي إشارة إمريكية واضحة بأن رئيس الحكومة الإسرائيلية نتانياهو أصبح غير موثوق به، كما أن الداخل الإسرائيلي يعيش مشكلات وجدلا كبيرا قد يعصف بنتانياهو والذي لا يريد وقف العدوان؛ لأن استمرار الحرب يعني إنقاذ مستقبله السياسي والهروب من المحاكمات حول التهم الموجهة إليه بسبب قضايا الفساد.

إننا كمتابعين ومواطنين نعتز كثيرا بالمواقف المشرفة لبلادنا سلطنة عمان بقيادة جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- وفي ظل التحركات الإيجابية للدبلوماسية العمانية والتي تهدف إلى وقف العدوان الإسرائيلي وإيصال المساعدات للشعب الفلسطيني وإيجاد الحل الشامل والعادل للقضية الفلسطينية من خلال إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وإنهاء الحروب والصراعات في المنطقة وأن تعيش شعوب المنطقة بسلام. وعلى ضوء ذلك تشعر القيادات في الغرب بأن نتانياهو وحكومته المتطرفة أصبحا عبئا على الغرب في ظل المعارضة الشعبية في الغرب والعالم ضد العدوان الإسرائيلي الغاشم ضد الشعب الفلسطيني الذي استشهد منه عشرات الآلاف من الأطفال والنساء وقصف المؤسسات الصحية وتدمير البنية الأساسية لقطاع غزة. وعلى ضوء ذلك فإن قرار مجلس الأمن الدولي هو صفعة قوية للغطرسة الإسرائيلية ولنتانياهو وعصابته التي تحكم الكيان الصهيوني، كما أن الداخل الإسرائيلي يعيش مرحلة فارقة وهناك هجرة كبيرة واسعة لليهود في ظل مناخ الحرب وعدم الاستقرار.

إن نتانياهو وحكومته المتشددة سقطت أخلاقيا وقانونيا وتمت تعريتها وفضحها إعلاميا وقبل ذلك تلقت الهزيمة الأقسى في تاريخ الكيان الإسرائيلي. ومن هنا فإن عدم تنفيذ الكيان الإسرائيلي قرار مجلس الأمن بوقف العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة يعني أن هذا الكيان الصهيوني أصبح منبوذا بشكل أكبر على صعيد المجتمع الدولي وأن مزيدا من الضغط الدبلوماسي على الكيان الإسرائيلي لا بد أن يتواصل فيما يخص تقديم مزيد من ملفات جريمة الإبادة في قطاع غزة وتقديم نتانياهو وعصابته للمحاكمة في محكمة الجنايات الدولية وأيضا على مستوى إدانة سلوك الكيان الإسرائيلي الإجرامي في محكمة العدل الدولية. كما أن دور جنوب إفريقيا والجزائر يعد محوريا وحتى على صعيد عدد من الدول الغربية التي أبدت استعدادها للاعتراف بالدولة الفلسطينية كإسبانيا وإيرلندا وغيرهما من الدول بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية والتي ضاقت ذرعا بسلوك نتانياهو السلبي في ظل بداية حمى المعركة الانتخابية بين الحزبين الديموقراطي والحزب الجمهوري للوصول إلى البيت الأبيض في ظل عودة المنافسة الشرسة بين الرئيس الأمريكي الديمقراطي بايدن وتحفز المرشح الجمهوري والرئيس الأمريكي السابق ترامب.

وأمام هذا المشهد السياسي المعقد والصادم الذي شاهده العالم في فلسطين وخاصة في قطاع غزة نوجه تحية وطنية للدبلوماسية العمانية على جهودها المخلصة والمقدرة والتي كان لها الأثر الإيجابي في الخطوات الدولية نحو وقف العدوان الإسرائيلي الهمجي على الشعب الفلسطيني في ظل التوجيهات السديدة لجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- والذي يقود نهضة سلطنة عمان المتجددة بكل رسوخ وثبات وحكمة داخليا وعلى صعيد العلاقات الإقليمية والدولية بما يعزز مكانة بلادنا سلطنة عمان في المحافل الدولية، لتبقى عاصمة الوطن مسقط هي المحطة الأساسية نحو إيجاد حلول التسوية لعدد من الملفات المعقدة خاصة بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران وأيضا ملف الأمن والاستقرار في المنطقة وإيجاد الحل الشامل والعادل للقضية الفلسطينية على ضوء حل الدولتين.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الولایات المتحدة الأمریکیة الدبلوماسیة العمانیة العدوان الإسرائیلی الکیان الإسرائیلی الشعب الفلسطینی الکیان الصهیونی الدول الغربیة وقف العدوان فی قطاع غزة مجلس الأمن سلطنة عمان من الدول على صعید مع الدول من خلال على ضوء

إقرأ أيضاً:

مقررة أممية: العدوان الصهيوني على الضفة الغربية «تطهير عرقي ضد الفلسطينيين»

 

الثورة  / متابعة

أدانت المقررة الأممية المعنية بحالة حقوق الإنسان في فلسطين، فرانشيسكا ألبانيزي، أمس، ما يحدث من عدوان واعتداءات من العدو الصهيوني بالضفة الغربية واعتبرته حملة تطهير عرقي إسرائيلية ضد الفلسطينيين.

وأكدت ألبانيزي في تصريحات صحفية: أن «ما يحدث في الضفة الغربية هو تجربة حقيقية لحملة التطهير العرقي الإسرائيلية ضد الفلسطينيين».

وقالت المقررة الأممية: إنه «تم تهجير 40 ألف فلسطيني من الضفة الغربية في شهر واحد بسبب العمليات الإسرائيلية».

ففي جنين دمرت جرافات العدو الصهيوني، فجر أمس الأربعاء، البنية التحتية في بلدة قباطية جنوب جنين، وسط الدفع بمزيد من التعزيزات العسكرية.

ويواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على مدينة جنين ومخيمها للـ51 على التوالي، في وقت يوسع فيه عدوانه على قرى المحافظة وبلداتها.

وقالت مصادر محلية: «إن مدرعات الاحتلال ودباباته تتمركز في مناطق قريبة من المخيم، كما سير جنود الاحتلال آلياتهم العسكرية في محيط دوار السينما وسط مدينة جنين»..

 

 

وفي مخيم جنين، هدمت جرافات الاحتلال منازل في حارة السمران في عمق المخيم، وأدت عمليات الهدم والتجريف إلى هدم قرابة 120 منزلاً بشكل كلي وعشرات المنازل بشكل جزئي، كما هُجر قرابة 20 ألف مواطن من المخيم.

ولا يزال يحرم عدوان الاحتلال المتواصل الطلبة في مدينة جنين ومخيمها من الوصول إلى مدارسهم، وبحسب مديرية تربية جنين، فإن قرابة 15 ألف طالب وطالبة محرومون من الذهاب إلى مدارسهم في المدينة.

وكان استشهد، يوم أمس، 4 مواطنين بينهم سيدة، احتجز الاحتلال جثامين 3 منهم، وارتفع عدد الشهداء في محافظة جنين منذ بدء العدوان غير المسبوق على محافظة جنين إلى 34 شهيداً وعشرات الإصابات والجرحى.

إلى ذلك شنت قوات العدو الصهيوني، فجر أمس الأربعاء، حملة مداهمات واعتقالات واسعة في صفوف المواطنين الفلسطينيين في مدن وقرى الضفة الغربية والقدس المحتلة، جلهم من جنين.

وشهدت محافظة جنين حملة اعتقالات واسعة، وعُرف من بين المعتقلين ثلاثة عشر شخصًا.

بينما أفادت وسائل إعلام فلسطينية، بأن قوات العدو اعتقلت شابًا خلال اقتحام ضاحية شويكة في طولكرم، وشابين آخرين من ضاحية ذنابة وطولكرم.

وطالت اعتقالات العدو الصهيوني إلى نابلس، حيث اعتقلت قوات العدو شابة، فيما اعتقلت شابًا من مخيم بلاطة، وثلاثة شبان من بلدة حلحول بالخليل، ومن بلدة سعير بالخليل.

كذلك اعتقلت قوات العدو الصهيوني ثلاث معلمات فلسطينيات شقيقات من بلدة بيت كاحل شمال غرب الخليل بالضفة الغربية، عقب دهم وتفتيش منازلهن.

وامتدت مداهمات العدو الصهيوني إلى بلدة بيتونيا في رام الله واعتقل شاب من منزله، فيما داهمت بلدة كفر عقب بالقدس واعتقلت شابًا آخر.

فيما أصيب شاب فلسطيني برصاص العدو الصهيونيفي بلدة الرام شمال مدينة القدس المحتلة.

مقالات مشابهة

  • بيان مجموعة السبع لم يؤكد على الالتزام بحل الدولتين للصراع الفلسطيني- الإسرائيلي
  • وزير الخارجية اللبناني يؤكد أن موضوع التطبيع مع الكيان الصهيوني غير مطروح نهائيًا
  • مجدداً.. الكيان الإسرائيلي في مواجهة الحصار اليمني
  • تحقيق أممي: الكيان الصهيوني ارتكب أعمال إبادة في غزة عبر تدمير قطاع الصحة الإنجابية
  • 9 شهداء و14 إصابة بغزة خلال الـ 24 ساعة الماضية
  • مقررة أممية: العدوان الصهيوني على الضفة الغربية «تطهير عرقي ضد الفلسطينيين»
  • صحة غزة: العدو الصهيوني لم يُدخل أي جهاز طبي منذ بدء العدوان
  • ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الصهيوني على قطاع غزة إلى 48515 شهيدا و111941 مصابا
  • «الاحتلال الإسرائيلي» يقتحم مخيم الدهيشة في بيت لحم بالضفة الغربية
  • ارتفاع حصيلة العدوان الصهيوني على غزة إلى 48,515 شهيدا