عبدالحليم حافظ.. الألم والإبداع
تاريخ النشر: 26th, March 2024 GMT
بتاريخ ميلاد.. وتاريخ وفاة.. يتحدد الإنسان.. أى إنسان، وبين التاريخ الأول والثانى يكون الثراء أو الإفقار.. يكون الوجود الذهبى أو النسيان والتلاشى بلا أى كلمة تذكر.. وقليل من البشر من لديه القدرة أن يحفر اسمه من ذهب لكى يبقى عبر أجيال وأجيال، وقد تطول ذكراه عبر القرون.. لعل أفضل مثال على ذلك.. التاريخ المصرى القديم.
يوم مولده 15يونيه 1929 ماتت أمه! أنه يتيم الأب والأم.. وهذا الأمر ألمه نفسيًا.. ورغم أنه غنى للحب إلا أنه عانى من الحب منذ الصغر.. فهذا اليتيم وجد حب الآخرين، فهو يدرك أن ذلك الحب لا يطال حب الأم والأب.. وهذا الألم ظل معه طيلة حياته ولم يفارقه.. إنه الألم النفسى والشعور الدائم والدفين بألم الوحدة رغم كل الصحاب ورغم الشهرة ورغم الضجيج.
الألم الثانى هو ألم المرض.. فقد جاء عبدالحليم من القرية ومعه جرثومة تعمل فى داخله وهى سبب فنائه.. ومنذ عام 1955 بدأ الألم وبدأت جرثومة الفناء تعمل فى داخله.. وتظهر بين الحين والآخر. لقد عقد المرض والألم حلفًا مع عبدالحليم. كان عبدالحليم يدرك أن الفناء هو المحتوم، وأن تلك الآلام التى يعانيها لا نهاية لها.. وتنقل بين مستشفيات لندن وباريس وأمريكا.. لكن لا فائدة.. كلها محاولات لتأجيل لحظة النهاية.. كان عليه أن يجد التعويض ولا يستسلم لتلك الآلام وجعلها بمثابة القوة الدافعة نحو الإبداع.. نحو مقاومة كل ما هو سلبى وسيئ.. لذلك عليه أن يبدع ويتألق ويترك بصمة من الصعب أن تتلاشى فى مسيرة الغناء والأداء.. مع الألم وقسوته كان الإبداع بكل جمالياته وتألقه.. وعاش عبدالحليم.. وكلما تألق وأبدع واشتهر كلما زاد الألم وتوغلت الجرثومة الداخلية تستفحل وتستفحل وتدمر الكبد والمرارة ويزداد النزيف مع كل مجهود يبذله فى إبداعه وتألقه ونجوميته.. ولم يبق إلا أن تتحقق نبوءة قارئة الفنجان.. فطريقك مسدود ومسدود.. ومات عبدالحليم.. وتألم كثيرًا.. ولكنه ترك لنا الإبداع الجميل الذى نستمتع به.. نستمتع نحن بإبداعه.. وكان لزامًا عليه أن يتألم هو من أجل ذلك الإبداع ومن أجل أن يسعد الأجيال.. كان عبدالحليم يؤمن بقيمة الكلمة المكتوبة وقيمة الثقافة.. يقول: إن الكلمة المكتوبة بقلم نظيف هى أشرف ما فى الوجود. إن سلامة موسى فى كتابه (عقلى وعقلك) أهدانى مفاتيح نفسى، وكل نفس بشرية. وقال: هذه قراءاتى وللمرض فضله فيها.. عسى أن تكرهوا شيئًا وهو خير لكم!.. ورحل حليم فى (30/3/1977) رحم الله عبدالحليم حافظ.
الفلسفة وعلم الجمال– أكاديمية الفنون
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: أكاديمية الفنون
إقرأ أيضاً:
اليوم .. مؤتمر بثقافة الفيوم يناقش دور ذوي الهمم في التنمية والإبداع
يشهد نادي المحافظة بالفيوم اليوم الأربعاء الموافق 20 نوفمبر في العاشرة صباحا، فعاليات مؤتمر اليوم الواحد لذوي الاحتياجات الخاصة، ضمن المبادرة الرئاسية "بداية جديدة لبناء الإنسان".
يأتي هذا تحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة، وتنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة بإشراف الكاتب محمد ناصف نائب رئيس الهيئة، وضمن مبادرة "بداية" .
يشارك في المؤتمر كل من: الدكتور بهجت محمد محمد رشوان عميد المعهد العالي للخدمة الاجتماعية بسوهاج، والفنان علي زكي، والأديب منتصر ثابت، والكاتب أحمد طوسون، والكاتب أحمد قرني، وذلك تحت عنوان "دور ذوي الاحتياجات الخاصة في التنمية والإبداع".
وتتضمن الجلسة البحثية الأولى، التي يديرها الفنان محمود عبد المعطي، مناقشة بحثية بعنوان "مفهوم العلاج بالفن" يقدمها الفنان علي زكي، يليها مناقشة بحثية أخرى للأديب منتصر ثابت بعنوان "دور الفنون مع ذوي الهمم".
وتأتى الجلسة الثانية، التي يديرها الكاتب أحمد حلمي، مناقشة بحثية بعنوان "دراسة عن ذوي الاحتياجات الخاصة في أدب الأطفال" يقدمها كاتب الأطفال أحمد طوسون، ثم يستعرض الكاتب أحمد قرني، في الورقة البحثية الأخيرة في المؤتمر، بعنوان "صورة البطل من ذوي الهمم في أدب الأطفال".
على هامش المؤتمر.. معرض فني للمشغولات اليدوية لقسم التمكين الثقافي بالفيوم
وعلى هامش فعاليات المؤتمر، يقام معرض فني للمشغولات اليدوية لقسم التمكين الثقافي بالفرع، إلى جانب عرض فني لطالبات مدرسة الأمل للصم والبكم، وعروض مواهب لطلاب مدرسة النور للمكفوفين، وتختتم الفعاليات بجلسة التوصيات وتكريم لبعض الشخصيات التي أسهمت في مجال التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة، إلى جانب تكريم ممثلي الجهات التي أسهمت مع ثقافة الفيوم في تنفيذ فعاليات المؤتمر، وتسليمهم شهادات التقدير ومنهم: أحمد فؤاد نظرا لدوره المجتمعي في محافظة الفيوم، ونوره حمدي مسئول قسم التربية المتحفية لذوي الاحتياجات الخاصة بمتحف كوم أوشيم بالفيوم، ومحمد محمود صالح محاضر تنمية بشرية، ومديري مدرسة الأمل للصم والبكم، ومدرسة النور للمكفوفين، وبعض مديري إدارات التربية الخاصة.
المؤتمر تنظمه هيئة قصور الثقافة، بإشراف الإدارة المركزية للشئون الثقافية، برئاسة الشاعر الدكتور مسعود شومان، وينفذ من خلال الإدارة العامة للتمكين الثقافي، بالتعاون مع إقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد الثقافي، برئاسة لاميس الشرنوبي، وفرع ثقافة الفيوم برئاسة سماح دياب مدير عام الفرع.