عندما جائني خبر اختيار أجسام المقاومة لرجل الاعمال العصامي ورجل الخير والعمل الشعبي، أزهري المبارك رئيسا المقاومة الشعبية، تأكدت مجددا أن ما يحدث ليس حربا مؤقتة تنتهي باتفاقية سرية، ورشاوي مالية وسياسية، كما تخطط بعض الدول.
ما حدث ويحدث ثورة شعبية مصاحبة للمجهود الحربي، ثورة انحاز فيها الشعب لقواته المسلحة وانحازت له في خيار المقاومة الشعبية المسلحة التي جاءت لرفض تسويات الاذلال، ولفرض الواقع الجديد.
أزهري رجل من غمار الشعب لا توجه سياسي له سوى مباديء أهل السودان العامة، وحبهم للدين والوطن، رجل يحب بلاده وينتمي للإسلام والصلاة ويؤمن بالشريعة مثل أي مواطن سوداني عادي.
الرجل كان يحمل بندقيته لانه يحرس نفسه في صحراء العتمور وهو يقود شاحنته الوحيدة في رحلة تجارية، ثم في تعدين الذهب، وحاليا في التصويب نحو العدو المحارب في ساحات الوغى جهادا في سبيل الله، وبيانا بالعمل.
هو الأنسب لجمع الصف الوطني وقيادة تنسيقيات المقاومة، ولله دره وهو يطوف عليها ويتفقدها، ويجتهد مع كوكبة من ابناء الوطن لتكميل نواقصها.
ما حدث ويحدث الآن كتبته في اكثر مقالاتي انتشارا وهو (السودان، بداية عهد جديد) بعد اندلاع الحرب بشهرين.
حيث قلت ان الجزء النظامي الاحترافي للمليشيا قهره ودمره الجيش ولكن الأجزاء المتبقية لن تزول إلا بثورة شعبية، فهي تستهدف الشعب أكثر من الجيش.
لم تكن حينها فكرة المقاومة مطروحة، وكان الناس يعولون على الجيش والاستنفار، ولكنني كنت أشعر أن هذا أقل مما يجب، وأن الثورة الشعبية ستندلع لا محالة، لا سيما وأن هنالك بطء شديدة في التسليح، ورفض لعودة منسقيات الإحتياطي الشعبي.
وفي مقالي سرد للخطوات التي قادت للاحتلال، ثم خطوات التعافي والتي لن تكتمل إلا بثورة شعبية.
والمقاومة الشعبية هي التعبير عن الثورة الذي كنت أبحث عنه في مقالي في مطلع يوليو 2023.
( … جاءت قحت في 2019 لتجد الملعب جاهزا، وكانت أصلا مع تيار الاحتلال، والتحمت بالمال والاغراء مع مشروع الدعم السريع ورعاته في الخارج، ودخلت أجزاء من القوات النظامية في الصفقة عبر أشخاص ظاهرين ومستترين، وساقت قحت معها الكثير من المدنيين والناشطين لفترة ثم بدئوا يتساقطون عنها وفقد “المشروع اللاوطني” الشارع والسند الجماهيري، بل تحول ضده تماما ولذلك لم يبق إلا التعويل على القهر وجاءت الحلقة الأخيرة بالاستيلاء على السلطة غصبا وقتلا في 15 أبريل وما بعده. لم يكن الجيش السوداني قد تم تشويهه بالكامل، انتفض قوامه الوطني بقوة وفتك بالجزء النظامي الرسمي من مشروع الاحتلال، ولكن مكوناته المتناثرة تحاول التجمع مرة أخرى بالهدن والاتفاقيات والتحريض القبلي وزعزعة المدن والأرياف والأطراف، وهنا جاء دور الرفض الشعبي الذي سيتطور في نظري الى ثورة شعبية ذات توجه إسلامي لانهاء مشروع الاحتلال بالكامل والدخول في عهد وطني جديد.
لذلك يخطيء تماما من يرى أن التحول في هذه الفترة الزمنية هو مثل النقلات السياسية البسيطة التي كانت تتم داخلها في “العهد اللاوطني” الذي ازدهرت فيه ثقافة مفاوضات، اتفاقيات، وساطة، تسهيل، شراكة، جلسة في منزل سفير، في فندق في أديس أبابا أو دبي أو الدوحة أو القاهرة أو جدة، وثائق، إعلانات .. الخ.
ما يحدث هو نهاية عهد وبداية آخر وليس تحولات داخل عهد واحد استهلكت فيه هذه الألاعيب أو الحلول، حسب النوايا.) انتهى مجتزء مقالي.
واردد مجددا، نحن في بداية عهد جديد، ستنتصر فيه المقاومة الشعبية المسلحة، ولن تفلح اي ضغوط لفرض اي تسوية هزيلة على رقاب السودانيين.
المقاومة ليست فعلا سياسيا ولا قرارا تنظيميا، هي ليست حزب ولا جماعة.
هي السودان .. بالتوفيق ازهري المبارك وكل قادة تنسيقيات المقاومة الشعبية.
الشعب هو الذي يختار، على أزهري ومن معه تنفيذ اوامر الشعب السوداني التي أكدها الفريق أول ياسر العطا (حسم المليشيا) وأكد انه ليس أمام الجيش سوى تنفيذ أوامر الشعب.
وليس أمام أزهري والمقاومة الشعبية سوى تنفيذها دون أي تردد ولا استئذان.
مكي المغربي
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: المقاومة الشعبیة
إقرأ أيضاً:
وزير الخارجية: الجيش أحد أهم المؤسسات التي تحافظ على تماسك الدولة اللبنانية
قال بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة، إنّه عقد خلال زيارته للبنان مجموعة كبيرة من اللقاءات رغم ضيق الوقت، مواصلا: «تمكنا من مقابلة عدد من الشخصيات والقيادات اللبنانية، في مقدمتها رئيس الوزراء نجيب ميقاتي ونبيه بري رئيس مجلس النواب».
وزير الخارجية يلتقي بقائد الجيش اللبنانيوأضاف «عبد العاطي»، في لقاء خاص مع قناة «القاهرة الإخبارية»، أنه التقى أيضا وليد جنبلاط زعيم الطائفة الدرزية وأحد القيادات الحكيمة في لبنان، كما التقى العماد جوزيف عون قائد الجيش اللبناني، متابعا «الجيش اللبناني أحد أهم مؤسسات الدولة اللبنانية التي تحافظ على تماسك هذه الدولة الشقيقة».
وأضاف وزير الخارجية، أنه تواصل مع البطريرك الراعي ومفتي الديار اللبنانية، وكانت لقاءات هامة تعكس العلاقة الأخوية بين البلدين الشقيقين، ونقل رسائل الدعم التي كلفه الرئيس السيسي بنقلها للقيادات اللبنانية وتضامن مصر معهم.