معرض «فنون العالم دبي» يحتفي بمرور 10 سنوات من الإبداع الفني
تاريخ النشر: 26th, March 2024 GMT
دبي (الاتحاد)
أخبار ذات صلة «دبي للثقافة».. مبادرات إنسانية وفعاليات ترفيهية وثقافية وتراثية اللجنة العليا لـ«الأيام» تقيّم الدورة الـ 33أعلن معرض « فنون العالم دبي»، معرض الفن المعاصر الأبرز في المنطقة، إطلاق دورته العاشرة والأكثر طموحاً في تاريخه، بالتعاون مع هيئة الثقافة والفنون في دبي «دبي للثقافة» في مركز دبي التجاري العالمي ما بين 2 و5 مايو المقبل، احتفالاً بمرور 10 سنوات من التميز الفني.
ظاهرة فنية مرموقة
تتجاوز الفعالية مفهوم المعرض الفني التقليدي لتصبح ظاهرة فنية مرموقة. ويعتزم المعرض تعزيز حضوره من خلال عرض مجموعة متنوعة تضم ما يزيد على 4 آلاف عمل فني من أكثر من 65 دولة، مع توقعات بحضور أكثر من 15 ألف زائر. كما يضم المعرض 12 جناحاً مخصصاً لدول مختلفة، بما في ذلك اليابان والهند والصين وتركيا وإيران والولايات المتحدة وآسيا وروسيا ودولة الإمارات وأوروبا والمملكة المتحدة، بالإضافة إلى جناح مخصص للفن العربي. وتمتد الفعالية لأربعة أيام، وتتيح للزوار المشاركة في مجموعة من الأنشطة المميزة التي تتجاوز المفهوم التقليدي للمعارض الفنية. كما تتضمن مجموعة من الأنشطة الفنية التجريبية، والعروض الحية، وسلسلة من الجلسات الحوارية الفنية المخصصة، إلى جانب عدد من ورش العمل. وتم تصميم هذه الأنشطة التفاعلية لتوفير تجربة ثقافية استثنائية، والاحتفاء بالتنوع والحيوية في المشهد الفني العالمي.
تجربة سياحية فنية
تشمل دورة هذا العام إضافة جديدة ومبتكرة، وهي جولة معرض فنون العالم دبي للسياحة الفنية المُصممة لجميع الجهات العارضة. ويحتفي المعرض بتنوع وجمال مختلف أشكال التعبير الفني، ويعتزم تجاوز الحدود الفنية التقليدية وإثراء تجارب الجهات الزائرة العارضة من مختلف أنحاء العالم، وذلك من خلال جولات إرشادية منظمة وفعاليات فنية تفاعلية في مختلف إمارات الدولة.
وتعليقاً على هذا الموضوع، قالت أسماء الشريف، مساعدة نائب الرئيس لإدارة المعارض لدى مركز دبي التجاري العالمي: «يسرنا التعاون مع هيئة الثقافة والفنون في دبي «دبي للثقافة»، بوصفها الشريك الاستراتيجي للمعرض في دورته العاشرة، والتي تحتفي بمرور 10 سنوات زخرت بالإبداع الفني، ونتطلع إلى إطلاق مبادرتنا المميزة، والتي من شأنها إرساء معيار جديد حول مفهوم المعارض الفنية. ونهدف من خلال إطلاق جولة معرض فنون العالم دبي للسياحة الفنية إلى منح الجهات العارضة والمشاركين فرصة للتعرف على النسيج الغني للحضارة الفنية والثقافية في دولة الإمارات، مع تعريف العالم بالمشهد الفني النابض بالحياة في دبي. وتعزز هذه المبادرة التزامنا بتعزيز تجربة المشاركين والتبادل الثقافي، فضلاً عن ترسيخ مكانة دبي وجهة ثقافية عالمية».
دعم المواهب الإبداعية
من جانبه، أكد الدكتور سعيد مبارك بن خرباش، المدير التنفيذي لقطاع الفنون والآداب في «دبي للثقافة» حرص «الهيئة» على دعم أصحاب المواهب الإبداعية في مختلف مجالات الفنون، ما يساهم في توطيد قوة الصناعات الثقافية والإبداعية في دبي. وقال: «أصبح «فنون العالم دبي» من الفعاليات البارزة على أجندة دبي التي يترقبها المبدعون من شتى أنحاء العالم؛ وذلك بفضل ما حققه المعرض على مدار سنواته الماضية من حضور لافت، جعل منه منصة عالمية للتواصل الإبداعي وملتقى للأفكار الفنية، ما يساهم في تعزيز مكانة دبي على الخارطة العالمية ويسلط الضوء على مشهدها الفني المتنامي»، معبراً عن اعتزاز «الهيئة» بشراكتها الاستراتيجية مع المعرض التي تصب في إطار التزاماتها بتمكين أصحاب المواهب من عرض أعمالهم، وجعل الفن في متناول يد الجميع، لافتاً إلى أن ما يشهده المعرض سنوياً من إقبال لافت، جعل منه نقطة التقاء داعمة للاقتصاد الإبداعي الذي تطمح دبي؛ لأن تكون عاصمته العالمية بحلول 2026، وحاضنة لأصحاب الرؤى الفنية المبتكرة.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: هيئة الثقافة والفنون الإمارات دبي أنحاء العالم دبی للثقافة من خلال فی دبی
إقرأ أيضاً:
معرض الكتاب يناقش الشاعر العراقي علي الشلاه في التراث والهوية وتحديات الإبداع
في إطار فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب، شهدت قاعة ديوان الشعر (بلازا 1) ندوة مميزة استضافت الشاعر العراقي علي الشلاه، حيث دارت نقاشات ثرية حول تجربته الشعرية، وعلاقته بالتراث والهوية، وتأثير التنقل بين البلدان على رؤيته الإبداعية.
أدار الندوة الكاتب محمد الكفراوي، الذي قاد الحوار نحو قضايا تتعلق بالشعر والنقد وتحديات الكتابة.
في مستهل حديثه، شدد الشلاه على أن التراث يشكل هوية لا يمكن للشاعر أن يستغني عنها، موضحًا أن الاطلاع على الموروث الثقافي ليس ترفًا، بل ضرورة ملحة لمن يسعى إلى تجاوز التوقعات وصياغة نصوص أصيلة، لكنه في الوقت ذاته، حذر من فخ التكرار، معتبرًا أن الشاعر الحقيقي هو من يتجاوز الإرث دون أن يفقد جذوره.
وردا على سؤال الكفراوي حول مصادر إلهامه، أوضح الشلاه أن هناك لحظات يجد فيها نفسه مدفوعًا لكتابة الشعر، إما بسبب تداعيات نص يدور في ذهنه أو نتيجة لحالة وجدانية تدفعه للإمساك بالقلم.
وأشار إلى أن التجربة العاطفية والمشاعر الإنسانية تلعب دورًا رئيسيًا في توجيه النصوص الشعرية، إذ قد تكون دافعًا للكتابة أو عاملًا معيقًا لها.
وفي رؤيته للشاعرية، أكد الشلاه أن التوقف عند اللحظة المناسبة في القصيدة يعد جزءًا أساسيًا من فن الكتابة، مشيرًا إلى أنه كثيرًا ما حذف أبياتًا من نهايات قصائده بعدما أدرك أن التوقف عند لحظة الانبهار أهم من الاستمرار حتى الترهل.
وأضاف أن القصيدة الناجحة هي التي تترك المتلقي مندهشًا، لا مرهقًا من طولها.
كما استعرض الشلاه جانبًا من رحلته الشخصية وتأثير بابل عليه، مشيرًا إلى أنه لم يكن مدركًا لعمق ارتباطه بها إلا حين لاحظ ذلك في وثيقة سفره.
وتحدث عن بابل باعتبارها الحلم والمدينة والتاريخ، مستذكرًا طفولته حين كان يلعب كرة القدم بالقرب من آثارها، معتبرًا أن هذه التجربة زرعت فيه تساؤلات جوهرية حول هويته وثقافته.
وعن تأثير التنقل بين البلدان في تجربته، أوضح الشلاه أنه غادر العراق عام 1991، حيث عاش في الأردن وتنقل بين سوريا ومصر ولبنان، قبل أن يعود إلى بلده عام 2007، مما أتاح له تكوين تجربة ثقافية عربية واسعة.
وأكد أن هذه الرحلات أثّرت في رؤيته الشعرية، إذ لم يعد الشعر بالنسبة له مجرد انعكاس شخصي، بل صار مرتبطًا بالبيئة المحيطة وتأثيراتها المتعددة.
وفيما يخص اللغة والترجمة، أشار الشلاه إلى أنه عندما أمعن النظر في الأدب العربي من منظور عالمي، أدرك أن ليس كل ما يُكتب بالعربية قابل للترجمة، حيث تفقد بعض النصوص جوهرها عند نقلها إلى لغة أخرى.
واستشهد بتجربة نزار قباني، الذي رغم شهرته في العالم العربي، لم يكن بنفس التأثير على المتلقي الغربي، لأن الموضوعات التي تناولها حول المرأة أصبحت كلاسيكية هناك.
وأكد أن الكاتب يجب أن يكون واعيًا بما يختاره للترجمة، وألا يسعى إلى النشر العالمي دون التفكير في مدى ملاءمة نصوصه للمتلقي الأجنبي.
أما عن تحديات الكتابة، فقد وجه الشلاه تحذيرًا للشباب العربي من الانشغال بالبحث عن النشر قبل إتمام التجربة الكتابية نفسها، مشددًا على أن النصوص يجب أن تُنشر بعد اكتمالها وليس العكس.
كما أشار إلى أحد أكبر العوائق أمام الإبداع، وهو الانخراط في العمل العام، موضحًا أن المسؤوليات اليومية تستهلك طاقة الكاتب وتمنعه من التفرغ للقراءة والكتابة.
واعترف الشلاه بأنه خسر ثماني سنوات من عمره دون نشر أي كتاب بسبب انشغاله بالعمل العام، مما أدى إلى ضياع العديد من الفرص القرائية والكتابية.
وأوضح أن المهن ذات الدوام الكامل قد تبتلع العمر، وعلى الشاعر أن يكون حذرًا إذا أراد الحفاظ على مسيرته الأدبية.
وفي ختام حديثه، أكد أن بعض التجارب تحتاج إلى مسافة زمنية لفهمها والكتابة عنها، إذ لا يمكن دائمًا أن يُكتب النص في لحظة وقوع الحدث، بل قد يكون الزمن عنصرًا أساسيًا في اكتمال التجربة الشعرية.