ريتا حرب: لا أندم على تصريحاتي ضد طليقي.. وبيغيروا من قوتي
تاريخ النشر: 26th, March 2024 GMT
أكدت الفنانة اللبنانية ريتا حرب، أنها لم تندم على تصريحاتها ضد طليقها، موضحة أنها انفصلت عن زوجها من فترة طويلة وتصريحاتها لم تغير في طبيعة طليقها ولم يتواصل مع أولادها، وهي جاهزة لكي تحكي عن طليقها.
ونوهت "حرب"، خلال حوارها مع الإعلامية أسما إبراهيم، ببرنامج "حبر سري"، المُذاع عبر شاشة "القاهرة والناس"، بأن أولادها أكثر نضجًا لكي يفهموا هذه التصريحات عن طليقها بطريقة سيئة، موضحة أن الأضواء والشهرة تجعلها في حالة من الضغوطات والأشياء الصعبة.
وشددت على أنها لا تحب أن يرى الجمهور مشاكلها في الحياة ومرض أهلها وخسارتها الطويلة في الحياة أو انفصالها عن طليقها، منوهة بأنها لم تتحدث عن علاقتها بطليقها، ولكنها تشعر بعضها بتهكم من الجمهور عليها ولذلك ظهرت لكي تكشف الحقائق كاملة.
وتابعت: "بيغيروا من قوتي.. أنا ناجحة وبحب الاستمرار واشق طريقي".
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الفنانة اللبنانية ريتا حرب الاعلامية اسما ابراهيم حبر سري
إقرأ أيضاً:
الحياة لمن عاشها بعقل.. خمسٌ يرفعن خمس
سلطان بن ناصر القاسمي
في كل مرة أستعيد التفكير في الحكمة التي أشرنا إليها سابقًا في مقالاتنا عن "خمس يُعرفن بخمس"، أجد نفسي أمام زخم جديد من التأملات التي تعيد تشكيل نظرتنا إلى الحياة وقيمها. واليوم، نستكمل سلسلة "الحياة لمن عاشها بعقل" بالحديث عن خمس فضائل عظيمة تُعرف بأنها ترفع خمسًا أخرى، لتُضيف إلى حياتنا أبعادًا أعمق، وتجعلها أكثر ثراءً بالمعاني والدروس.
أولًا أنَّ التواضع هو الفضيلة التي ترفع صاحبها، وهو الخلق الذي يجعل الإنسان أكثر قربًا من الناس وأكثر قبولًا للحق. التواضع ليس مجرد تصرف اجتماعي لطيف، بل هو عبادة قلبية تُعزز صلة الإنسان بربه وبمن حوله. قالت عائشة رضي الله عنها: "إنكم لتغفلون عن أفضل العبادة.. التواضع". والتواضع كما عرّفه العلماء هو الخضوع للحق وقبوله ممن جاء به، صغيرًا كان أو كبيرًا.
وبالنظر إلى واقع حياتنا، نجد أن التواضع يرفع الإنسان في كل مكان، سواء كان غنيًا أو فقيرًا، قويًا أو ضعيفًا. فمن يملك المال ويتواضع للفقير، ومن يملك العلم ولا يتعالى على من يجهل، كلاهما يجسدان هذه الفضيلة. يقول الإمام الشافعي: "التواضع من أخلاق الكرام، والتكبر من شيم اللئام". والتواضع يورث المحبة في القلوب، ويجعل صاحبه محبوبًا بين الناس، مما يساهم في تعزيز العلاقات الاجتماعية وبناء مجتمعات أكثر ترابطًا وسلامًا.
لذلك، إذا أردنا أن نبني مجتمعًا مليئًا بالمحبة والإخاء، فعلينا جميعًا أن نتحلى بهذه الصفة النبيلة، لأنها الطريق إلى قلوب الناس وإلى رضا الله.
أما الفضيلة الثانية، فهي المال الذي يرفع صاحبه إذا أُحسن استخدامه؛ فالمال في الإسلام ليس هدفًا بحد ذاته؛ بل وسيلة لتحقيق الخير ومساعدة الآخرين. يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "اليد العليا خير من اليد السفلى" (رواه البخاري). واليد العليا هي اليد المعطية التي تمنح دون أن تنتظر مقابلًا، أما اليد السفلى فهي اليد الآخذة التي تحتاج إلى العون.
وعندما نفكر في قيمة المال، نجد أنه يمكن أن يكون نعمة أو نقمة، حسب كيفية استخدامه. حيث أن المال الذي يُكتسب بجهد ويُنفق بكرم يرفع من قدر صاحبه؛ لأنه يصبح وسيلة لتحقيق الخير وإعانة الآخرين. ولكن المال الذي يُستخدم للتفاخر أو للسيطرة على الآخرين قد يتحول إلى وسيلة للذل واللؤم.
ولهذا، علينا أن ننظر إلى المال كأداة للارتقاء بالنفس ومساعدة المحتاجين، وأن نحذر من أن يصبح وسيلة للفساد أو التباهي؛ فالمال الذي يُستخدم بحكمة يرفع صاحبه في الدنيا والآخرة.
وبالحديث عن الفضيلة الثالثة، نجد أن الصمت هو الذي يرفع الإنسان عن الزلل. في عالمٍ يمتلئ بالصخب والحديث غير المفيد، يصبح الصمت فضيلة عظيمة تحمي الإنسان من الوقوع في الأخطاء. قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت" (رواه البخاري).
والصمت، عندما يكون في موضعه الصحيح، يُجنب الإنسان الكثير من المشاكل، ويجعل كلماته أكثر قيمة وتأثيرًا. ففي كثير من الأحيان، قد يكون الصمت أبلغ من الكلام، خاصة عندما لا تكون الكلمات ضرورية أو عندما يكون الحديث قد يُسبب أذى للآخرين.
ومن هنا، نصيحتي- لكل من يقرأ هذا المقال- أن يجعل الصمت أداة للحكمة والتفكر، خاصة في المواقف التي تتطلب ضبط النفس. فعندما يصمت الإنسان، فإنه يُظهر احترامه للآخرين، ويُجنب نفسه الوقوع في الزلل الذي قد يُضعف مكانته أو يُفسد علاقاته.
أما الفضيلة الرابعة، فهي الحياء الذي يرفع الخلق. الحياء في الإسلام هو زينة الأخلاق، وهو الذي يمنع الإنسان من الوقوع في القبائح أو التفريط في حق الآخرين. يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "الحياء لا يأتي إلا بخيرٍ" (رواه البخاري).
والحياء، كما عرفه العلماء، هو خلق يحمل صاحبه على فعل الجميل وترك القبيح. قال ابن القيم: "الحياء من الحياة، وكلما كان القلب أحيى كان الحياء أتم". الحياء يجعل الإنسان يتصرف بوعي واحترام، ويعزز علاقاته بالآخرين لأنه يُظهر اهتمامه بمشاعرهم وحقوقهم.
وفي حياتنا، نجد أن الحياء هو خلق يحمي الإنسان من الوقوع في الأخطاء، ويجعله محبوبًا بين الناس. فالحياء ليس ضعفًا أو خجلًا زائدًا، بل هو قوة تجعل الإنسان يضع لنفسه حدودًا وقيمًا يلتزم بها.
وأما الفضيلة الخامسة هي ترك الهزل الذي يرفع الكلفة. الهزل في معناه الإيجابي هو المزاح الخفيف الذي يُضفي المرح على الحياة، ولكن إذا زاد عن حده، فقد يُضعف العلاقات ويُقلل من احترام الآخرين.
إن الكلفة، التي تعني المجاملات الزائدة، قد تكون ضارة إذا أصبحت وسيلة للنفاق أو للتغطية على الحقيقة. يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "أنا زعيم ببيت في أعلى الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقًا" (رواه أبو داود). لذلك، فإن ترك الهزل الزائد والتحلي بالجدية في التعامل هو الطريق لبناء علاقات صادقة وواضحة.
وفي ختام هذا التأمل في "خمس يرفعن خمس"، نجد أن هذه الفضائل ليست مجرد صفات يمكن أن يتحلى بها الإنسان في لحظات عابرة؛ بل هي أسس متينة تبني عليها حياة ذات معنى وقيمة؛ حيث إن التواضع يجعلنا أكثر إنسانية، نلامس به قلوب الآخرين ونتقرب به إلى الله الذي يحب المتواضعين. والمال حين يُستخدم بحكمة، يصبح وسيلة لإغاثة الملهوف وتحقيق الخير، فيكون المال رفعة للنفس وسببًا لتعزيز الروابط الإنسانية.
أما الصمت، فإنه حكمة تجعل الإنسان في مأمن من زلات اللسان وتفتح له أبواب التأمل والفهم العميق. وكذلك الحياء، تلك الزينة التي تزيد القلب نقاءً، هو عنوان الأخلاق الرفيعة ودليل الإيمان الصادق. وأخيرًا، ترك الهزل يرفع الكلفة ويُبقي العلاقات صادقة وواضحة، خالية من المجاملات التي تعكر صفوها.
هذه القيم الخمسة هي بمثابة الأوتاد التي تُثبّت خيمة حياتنا على أرض صلبة. إنها تضفي على أفعالنا معاني أعمق، وتجعل من وجودنا قيمة مضافة في حياة الآخرين. الإنسان الذي يتبنى هذه القيم لا يعيش فقط لذاته، بل يصبح جزءًا من بناء مجتمع متماسك مليء بالحب والاحترام.
لنتذكر أن التحلي بهذه الفضائل لا يأتي من فراغ، بل يحتاج إلى جهد مستمر، ورغبة صادقة في تحسين الذات، وعزم على المضي قدمًا في طريق الإصلاح الداخلي. الحياة الحقيقية ليست بما نملك من مال أو مكانة اجتماعية؛ بل بما نتركه من أثر طيب وما نغرسه من قيم تعيش بعدنا.
فلنكن ممن يسعون للرفعة بمعناها الأعمق، رفعة القلب بالحياء، ورفعة النفس بالتواضع، ورفعة الروح بالصمت، ورفعة الأخلاق بترك الهزل، ورفعة الإنسانية باستخدام المال لخدمة الخير. حين نفعل ذلك، نصبح أكثر قربًا من جوهر الحياة الذي أراده الله لنا: حياة مليئة بالخير والنقاء والسلام الداخلي.