قال نائب رئيس الوزراء العراقي وزير الخارجية فؤاد حسين إن المنطقة برمتها تحت النار، مشيرا إلى أن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة واستمرارها لها أبعاد إقليمية كبيرة.

ولفت حسين -في لقاء خاص مع الجزيرة- إلى أن حرب غزة لها تأثير على الأوضاع الأمنية في العراق واليمن والبحر الأحمر، إضافة إلى دور إيران ودول الخليج.

وأضاف "لهذا نحتاج إلى تواصل مستمر حول الوضع الأمني والعسكري في المنطقة، إلى جانب الدور الأميركي فيها، وكيفية التعاون مع واشنطن للوصول لحالة استقرار بالمنطقة".

وأكد أن العراق يتواصل -من منطلق مصلحته العليا مع كثير من الدول والشعوب- مع واشنطن وعواصم غربية مؤثرة على سياسة تل أبيب، للضغط من أجل وقف دائم لإطلاق النار، وإعادة الحياة إلى غزة في المقام الأول.

ولفت إلى أن المرحلة الثانية تتعلق بالقضايا السياسية الفلسطينية، "والفلسطينيون هم من ينبغي أن يختاروا قيادتهم ويقرروا مصيرهم".

ورأى أنه من الصعب القول إن الولايات المتحدة تدعم الإبادة الجماعية في غزة، مستدلا بالتصريحات الأميركية حول وقف إطلاق النار وإرسال المساعدات الإنسانية وفتح المعابر.

العلاقات العراقية الأميركية

وأوضح حسين أن زيارته الحالية إلى واشنطن تندرج في إطار العلاقات الثنائية، وطرح المحاور الأساسية فيها، التي تتعلق بالجانبين الأمني والعسكري، وتواجد القوات الأميركية والتحالف الدولي في العراق، ومستقبله وغيرها من المجالات.

ونبه إلى أن الوضع الداخلي العراقي يختلف عن الدول الأخرى بسبب شن هجمات على قواعد عسكرية تضم مستشارين أميركيين، مضيفا أن هذا الأمر جزء من أبعاد حرب غزة، وأيضا الصراع الإيراني الإسرائيلي، والصراع الإيراني الأميركي.

وأكد أن ليس هناك ضغط أميركي على العراق بسبب موقفه من غزة أو القضية الفلسطينية "وإنما الإشكالية في الهجمات على مواقع المستشارين الأميركيين في العراق، التي أخذت شكل الهجمات والهجمات المضادة".

وأوضح أن "العراق لديه علاقات قوية ومصالح مشتركة مع أميركا وإيران جارتنا"، مضيفا "بين الحليف والصديق لدينا مشكلة"، مؤكدا أن الحرب على غزة أدت لانشقاقات محلية وإقليمية ودولية.

ووصف موقف الحكومة العراقية بالصعب والمحرج، لافتا إلى أن بغداد تواصلت مع الفصائل المسلحة من أجل إيقاف الهجمات بسبب خطورة الموقف، خاصة بعد تأكيد واشنطن أن استمرار الهجمات سيؤدي إلى رد أميركي.

وبيّن أن الهجمات والهجمات المضادة في العراق توقفت، في حين لا يزال النقاش مستمرا حول الوجود الأميركي والتحالف الدولي في العراق، بعدما خلقت الهجمات مشكلة بالعلاقات العراقية الأميركية.

وأضاف "جزء من تواجدنا في واشنطن لترميم المشكلة والعلاقات"، مشيرا إلى أن رئيس الوزراء السوداني محمد شياع السوداني سيزور البيت الأبيض قريبا، قبل أن يؤكد أن بغداد ترغب في علاقات طبيعية وصحية مع واشنطن وعواصم الجوار.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ حريات مع واشنطن فی العراق إلى أن

إقرأ أيضاً:

العودة إلى الدبلوماسية.. هل تقود المفاوضات الإيرانية الأميركية لاتفاق جديد؟

بينما كانت التهديدات المتبادلة -حول القصف والرد- سيدة الموقف بين واشنطن وطهران قبل أسابيع، انتقل الجانبان إلی موقف دبلوماسي يُرجح التفاهم مستقبلا. ولا يخرج الوضع القائم عن أولويات أي من الطرفين. فإيران تريد إلغاءً للعقوبات وواشنطن تريده اتفاقا يضع سقفا للتطور النووي في إيران.

وبدأت في 12 أبريل/نيسان الجاري، جولة جديدة من المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة بوساطة عمانية. ورغم اختلاف المقاربات حول طبيعة تلك الجولة وما سيُتفاوض فيه خلالها، فإن الراشح منها واتفاق الجانبين على استمرارها يوحي بإيجابيتها.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2أفريقيا ساحة تنافس عالمي متزايد على المعادن الإستراتيجيةlist 2 of 2السلام البارد أو التصعيد العسكري.. إلى أين تسير علاقات مصر وإسرائيل؟end of list

وحول آفاق هذه الجولة وقدرتها على إيقاف خطاب التهديد، نشر مركز الجزيرة للدراسات ورقة تحليلية بعنوان "جولة دبلوماسية جديدة بين إيران والولايات المتحدة: المستجد والمآلات" تناول الأستاذ بجامعة طهران حسن أحمديان الدوافع وراء العودة لهذه المفاوضات ومآلاتها المحتملة.

المفاوضات الأخيرة جرت بصورة غير مباشرة بين وزير الخارجية الإيراني عراقجي (يمين) والمبعوث الأميركي ويتكوف (رويترز) عود على بدء

وكانت إيران قد وقعت للتو الاتفاق النووي حينما وصل الرئيس الأميركي دونالد ترامب للبيت الأبيض المرة الأولى عام 2016، وأجهز عليه بعد عامين معلنا إنهاء التزام بلاده ببنوده.

ويعود ترامب اليوم إلى المربع الأول بالتشديد على منع إيران من التسلح النووي، وهو ما تضمنه الاتفاق السابق، لكن المختلف هذه المرة هو السياق الذي يشمل نوعية العقوبات التي فرضها ترامب بولايته السابقة، والمتغيرات الإقليمية التي وصلت بالمواجهة إلى ذروتها خلال الضربات المتبادلة بين إيران وإسرائيل خلال عام 2024.

وبينما واصل الرئيس الأميركي السابق جو بايدن ممارسة "الضغوط القصوى" ولم يعد إلى الاتفاق النووي، أبدت إيران مقاومة شرسة أمام العقوبات كادت أن تصل في بعض المناسبات إلى الصدام المباشر.

إعلان

وبعد الخطاب المعادي الذي أبداه ترامب تجاه إيران، عاد مرة أخرى إلى فكرة مواءمة احتمالات التفاهم مع طهران بعد إظهار انفتاحها على الدبلوماسية الثنائية، وشرع ترامب في العبور من الضغوط القصوى إلى طاولة الحوار، واضعا إياها كخيار إستراتيجي للتعاطي مع طهران ومقايضتها.

ترامب ألغى عام 2018 التزام الولايات المتحدة بالاتفاق النووي مع إيران (أسوشيتد برس) دوافع جديدة

بالنسبة لإيران، ثمة حاجة للحد من الضغوط الاقتصادية عبر تفاهم يقيد برنامجها النووي بصيغة مشابهة لاتفاق 2015، ويجب عليها بالمقابل إبداء الشفافية النووية التي توضح تراجع التقدم الواسع في برنامجها النووي.

وبالنظر إلى تعرض طهران للّدغ من ترامب عام 2018، فإن المفاوضات تشتمل في أغلب الظن على سبل وأدوات الضمان وتوثيق التزامات واشنطن بما يضمن عدم تنصلها في المستقبل، وهو ما يراه آخرون صعبا إن لم يكن مستحيلا.

وبالنسبة لواشنطن، لا هدف سوى منع طهران من امتلاك سلاح نووي. إلا أن هناك خلافا -بين من مستشار الأمن القومي مايكل والتز ووزير الخارجية ماركو روبيو من جهة، ورئيس فريق التفاوض ستيف ويتكوف وجيه دي فانس نائب الرئيس من جهة أخرى- حول استغلال حالة الضعف الإيرانية للحصول على كل المرجو منها، أو التعامل بواقعية والالتقاء في مساحة الممكن الإيراني، بينما يميل ترامب إلى الفريق الثاني بتأكيده أنه لا يريد سوى منع تسلح إيران نوويا.

وبين هذا الخلاف، تشق طهران طريقها في المفاوضات، فالمرشد الأعلى علي خامنئي يتكلم عن الوقوف بين التشاؤم والتفاؤل، في حين يطالب وزير الخارجية عباس عراقجي واشنطن بعدم وضع شروط غير واقعية على الطاولة.

ورغم أن إلغاء العقوبات يعد الهدف الأساسي من وراء المفاوضات مع واشنطن، فإن طهران تنظر إلى الحد من إمكانية المواجهة بوصفها هدفا قد يؤثر على موقفها.

إعلان

ويشترك الطرفان بالرغبة في تجنب المواجهة، فترامب يعلم أن كلفة الحرب باهظة، وقد حرص الإيرانيون في مناوراتهم على إظهار جوانب من قدراتهم وما قد تصل إليه كلفة الحرب.

ويظهر في تجاوز إيران لما كان محرما سابقا في عقد مفاوضات ثنائية -وإن كانت غير مباشرة مع الولايات المتحدة- أنها في حاجة ملحة لإلغاء العقوبات، خاصة وأنها مع الرئيس الذي تنصل من الاتفاق النووي وفرض عليها عقوبات قصوى واغتال قائد فيلق القدس بالحرس الثوري قاسم سليماني.

مقالات مشابهة

  • وزير خارجية العراق يصل سلطنة عُمان لبحث "التطورات الإقليمية"
  • وزير خارجية أفغانستان للجزيرة: لن نكون ساحة للتنافس السلبي بين القوى الكبرى
  • قطر وبريطانيا تدعوان لوقف النار بغزة وتشيدان بمحادثات واشنطن وطهران
  • بقوة 2.7.. زلزال يضرب الحدود العراقية الإيرانية
  • ماذا وراء زيارة وزير خارجية العراق المفاجئة إلى واشنطن؟
  • إقالة وزير الصحة الليبي وإحالته للتحقيق بسبب شحنة الادوية العراقية
  • وزير خارجية سوريا يجتمع بمسؤولين بالخارجية الأميركية
  • العودة إلى الدبلوماسية.. هل تقود المفاوضات الإيرانية الأميركية لاتفاق جديد؟
  • سلطان عُمان يبحث مع وزير خارجية بريطانيا التطورات الإقليمية والدولية
  • ترامب يدعو روسيا لوقف الهجمات ويزعم أن زيلينسكي مستعد للتخلي عن القرم