الجزيرة:
2025-04-02@16:45:25 GMT

من يقف وراء أزمة السيولة وشح الكاش في غزة؟

تاريخ النشر: 26th, March 2024 GMT

من يقف وراء أزمة السيولة وشح الكاش في غزة؟

غزة – سؤال "وين راح الكاش؟" لا يجهل الغزيون إجابته، لكنهم يصرخون به ألما، فتداعيات شح السيولة النقدية تفتك بهم، وتزيد من تردي واقعهم المعيشي، في ظل حرب إسرائيلية ضارية ترافقها عزلة حادة وحصار خانق.

للشهر الثاني على التوالي لم تنجح محاولات أبي ناصر في سحب راتبه الشهري من الصراف الآلي في فرعين لبنك فلسطين بمدينة رفح جنوبي قطاع غزة، ويرجع هذا الموظف الحكومي في السلطة الفلسطينية السبب إلى الازدحام الشديد وعدم توفر السيولة النقدية الكافية.

وتوشك السلطة على صرف راتب شهر مارس/آذار الجاري لموظفيها في القطاع، في وقت يقول فيه أبو ناصر للجزيرة نت "لم أستطع سحب شيكل واحد من البنك في الشهرين الماضيين، وغيري له أكثر من ذلك، واضطررت في النهاية إلى سحب مبلغ من أحد تجار العملة مقابل 10% عمولة".

هذه نسبة كبيرة أليس كذلك؟ يبتسم الموظف الأربعيني ويقول "هذا التاجر صديق والدي، وهو يعتبر نفسه قد خدمني وأسدى لي معروفا، فغيره من التجار ومحال الصرافة يتقاضون أكثر من ذلك وتصل العمولة إلى 15%".

معركة الصراف

خلال الشهرين الماضيين، حاول أبو ناصر بكل السبل الوصول إلى الصراف الآلي، وفي كل مرة يفرغ من النقود قبل أن يأتيه الدور من شدة الازدحام، فمن يسبقونه إلى الصراف يغامرون بحجز أماكنهم منذ ساعات الفجر الأولى، وهو ما لم يفعله لمخاطر الخروج ليلاً في ظل التحليق المكثف للطيران الحربي للاحتلال.

وحتى من يخرجون ليلا فإن الحظ لا يحالف كثيرا منهم، ويقول "الحاجة إلى الصراف في ظل هذه الأوقات أشبه بخوض معركة من أجل البقاء، حيث تقع خلافات شديدة تصل إلى حد الاشتباك بالأيدي، والأسوأ فئة من البلطجية وسماسرة الصراف أفرزتها الحرب".

ويشكو موظفون من هذه الفئة، وكذلك من تجار عملة وأصحاب محال صرافة يسحبون عمدا مبالغ كبيرة لإفراغ الصراف الآلي من المال، خاصة في فروع بنك فلسطين، الذي يستحوذ على العدد الأكبر من حسابات الموظفين في القطاعين العام والخاص وموظفي المنظمات الدولية في القطاع.

وبحسب أبي ناصر فإنه شاهد هؤلاء الذين يسحبون مبالغ كبيرة ويوظفون "بلطجية" للوقوف في الطابور بين الناس، ويتعمدون افتعال المشكلات من أجل "التخريب وإشاعة الفوضى، والاستحواذ على أكبر مبالغ ممكنة من الصراف من أجل خلق أزمة وابتزاز المواطن بلجوئه إليهم للحصول على راتبه في مقابل عمولة عالية".

أزمة السيولة تمس حياة أكثر من مليون و300 ألف من السكان والنازحين في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة (الجزيرة) أين الكاش؟

إضافة إلى ما أشار إليه أبو ناصر من دور لمن وصفهم بـ"البلطجية وتجار العملة" في تعميق أزمة السيولة النقدية، فإن الاحتلال يتحمل المسؤولية بالتدمير الهائل لمقار بنوك وآلات الصرف الآلي، وامتناعه منذ ما قبل اندلاع الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي عن تزويد البنوك بالسيولة النقدية، وتحديدا من عملتي الشيكل والدولار الأكثر تداولا في القطاع.

والأحد الماضي، قالت سلطة النقد الفلسطينية إن عددا من فروع المصارف ومقارها تعرضت للتدمير، وتعذر فتح ما تبقى من فروع للقيام بعمليات السحب والإيداع في القطاع كافة بسبب القصف والظروف الميدانية القاهرة وانقطاع التيار الكهربائي والواقع الأمني.

ونجمت عن هذا الوضع، بحسب بيان سلطة النقد، أزمة غير مسبوقة في وفرة السيولة النقدية بين أيدي الغزيين وفي الأسواق، وتفاقمت الأزمة مع خروج معظم أجهزة الصراف الآلي عن الخدمة.

وتتابع سلطة النقد شكاوى السكان عن عمليات ابتزاز يقوم بها أشخاص وتجار وبعض أصحاب محلات الصرافة غير المرخصة باستخدام أجهزة الخصم المباشر في نقاط البيع، أو التحويلات المالية على التطبيقات البنكية، وقالت "هؤلاء يستغلون حاجة السكان إلى الكاش مع استمرار تعذر وصولهم إلى أفرع البنوك والصرافات الآلية، ويتقاضون نسبة تصل إلى 15% عن أي مبلغ يتم سحبه من حساب المواطن بواسطة البطاقات البلاستيكية أو الحوالة مقابل تسليمه الجزء المتبقي نقدا".

أدوات الاحتلال

ولم يشر بيان سلطة النقد إلى ما يتعرض له الغزيون في الآونة الأخيرة من إغراءات ليس معروفا على وجه الدقة إن كانت فردية أو منظمة، لكن هدفها سحب الكاش من أيدي المواطنين في مقابل فائدة تصل إلى 8% تودع في حساباتهم المصرفية.

ويروج هؤلاء لعروضهم المالية المغرية عبر منصات التواصل الاجتماعي، أو بالوسائل التقليدية من شخص إلى شخص، ويستخدمون في سبيل تحقيق غاياتهم الترغيب بالفائدة الكبيرة، والترهيب من ضياع أموالهم جراء الحرب والنزوح.

وبرأي رئيس قسم الاقتصاد في جامعة النجاح الوطنية الدكتور نائل موسى فإن من يقف وراء هذه الحملات لسحب السيولة النقدية من أيدي المواطنين هم "تجار الدم والحروب لإدراكهم القيمة التجارية العالية للكاش في زمن الحروب والطوارئ، وإذا كانت الحملات منظمة فقد يكون خلفها جهات أو شبكات ذات أهداف اقتصادية سياسية".

وساوى هذا الخبير الاقتصادي بين "المتخابر مع الاحتلال والمتاجر بدم شعبه في وقت الحرب"، وتساءل في حديثه للجزيرة نت "هل يوجد فرق بين من يساعد المحتل على قتل شعبه بالقصف وبين من يخنق شعبه ويحاربه في لقمة العيش؟".

وإلى جانب المسؤولية المباشرة للاحتلال، لا يستبعد الخبير والمحلل الاقتصادي الدكتور طارق الحاج أن تكون "أزمة الكاش" سببها "أيدٍ خفية، سواء من تجار الحروب، أو ربما من أدوات الاحتلال التي يستخدمها لمحاربة أهل غزة عبر تشديد الخناق المالي والحصار الاقتصادي".

وقال الحاج للجزيرة نت إنه بدا واضحا منذ بدايات الحرب أن إسرائيل تعمل على تدمير البنية التحتية لكافة مفاصل الحياة بما فيها الجهاز المصرفي، كما دمرت مقار العديد من البنوك وأجهزة الصراف الآلي، مثل بنك فلسطين الذي يستحوذ على 75% من العمل المصرفي الفلسطيني.

وبحسب جمعية البنوك الفلسطينية، ومقرها رام الله، يوجد على مستوى القطاع 56 فرعا و92 صرافا آليا تتبع لمختلف المصارف العاملة في الأراضي الفلسطينية، ولا تتوفر حتى اللحظة إحصائية دقيقة عن مستوى الدمار الذي حلّ بها بسبب الحرب.

وفي حالة مدينة رفح التي تؤوي حاليا زهاء مليون و300 ألف فلسطيني يمثلون أكثر من نصف تعداد السكان في القطاع، فإن بنك فلسطين وغيره من البنوك تواجه تحديات كبيرة في توفير السيولة النقدية التي تسد حاجة هذا العدد الهائل من السكان، وفقا للحاج.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ حريات السیولة النقدیة الصراف الآلی سلطة النقد فی القطاع

إقرأ أيضاً:

«البريميرليج» يستخدم تقنية «التسلل شبه الآلي»


لندن (أ ف ب)

أخبار ذات صلة متى يحسم ليفربول لقب الدوري الإنجليزي؟ هالاند يغيب عن مانشستر سيتي 7 أسابيع


أعلنت رابطة الدولي الإنجليزي الممتاز لكرة القدم أنها ستستخدم تقنية التسلل شبه الآلي لأول مرة في المباريات ابتداءً من الثاني عشر من أبريل الحالي.
ظهرت هذه التقنية لأول مرة في كرة القدم الإنجليزية في سبع من أصل ثماني مباريات في الدور الخامس من كأس الاتحاد الإنجليزي في مارس الماضي.
بعد اختبارات إضافية غير مباشرة في الدوري الإنجليزي الممتاز، أصبحت هذه التقنية الآن جاهزة للاستخدام في الدوري الممتاز.
ووضعت تقنية التسلل شبه الآلي لتحسين دقة قرارات التسلل الصعبة، من خلال جعل أجزاء من العملية آلية.
وسيتم استخدام خطوط ورسومات التسلل الافتراضية، إلى جانب التتبع البصري للاعبين، للمشاهدين في المنزل أو في الملعب.
ويتحقق حكام الفيديو المساعد (الفار) من اتباع النظام للعملية بشكل صحيح، قبل تأكيد القرار للحكم الذي يُبلغ اللاعبين بعد ذلك.
واستُخدمت هذه التقنية لأول مرة على مستوى النخبة في كأس العالم 2022 في قطر، كما ظهرت في دوري أبطال أوروبا والدوري الإيطالي والدوري الإسباني.
وجاء في بيان صادر عن رابطة الدوري الإنجليزي الممتاز: تعتبر تقنية التسلل شبه الآلي من العناصر الرئيسة لعملية اتخاذ قرارات التسلل لدعم حكم الفيديو المساعد «الفار».
وأضاف «توفر هذه التقنية وضعاً أكثر كفاءة لخط التسلل الافتراضي، باستخدام تتبع بصري للاعبين، وتُولد رسومات افتراضية لضمان تجربة مُحسّنة داخل الملعب وبث المباريات للجماهير».
وتابع «تحافظ هذه التقنية على نزاهة العملية، مع تعزيز سرعة وكفاءة واتساق عملية اتخاذ قرارات التسلل».
باستخدام 30 كاميرا حول الملعب، من المقرر استخدام هذه التقنية في قرارات التسلل القريب، وستساعد في تأكيد أو اقتراح تغيير القرار الذي يتخذه الحكم على أرض الملعب.
وتعاونت رابطة الدوري الإنجليزي الممتاز مع شركتي بروفيشونال غايم ماتش أوفيشالز إل تي دي وجينيوز سبورتس لتطوير هذه التقنية.
وتُستخدم لأول مرة في الدوري الإنجليزي الممتاز عندما يلعب مانشستر سيتي مع ضيفه كريستال بالاس في افتتاح المرحلة الثانية والثلاثين في 12 أبريل، مع مباريات أخرى في اليوم ذاته، بينها أرسنال مع ضيفه برنتفورد.

مقالات مشابهة

  • أزمة الخبز تنفجر.. الحصار الخانق يغلق مخابز غزة وبطون السكان تصرخ جوعا
  • العكاري: إجراءات المركزي ووعي الليبيين هما الحل لإنهاء أزمة السيولة
  • «البريميرليج» يستخدم تقنية «التسلل شبه الآلي»
  • علي ناصر محمد: المستفيد من استمرار الحرب في اليمن "تجار الحروب"
  • 1000 شهيد منذ استئناف الحرب.. والجيش الإسرائيلي يوسع عملياته في غزة
  • أوكسفام تحذر من أزمة إنسانية في اليمن بعد سنوات من الحرب
  • أكثر من 1000 شهيد منذ استئناف إسرائيل الحرب على غزة
  • مسؤول بالدفاع المدني بغزة للجزيرة نت: الاحتلال يرتكب جرائم إعدام ميداني
  • أزمة غذاء في إسرائيل وتدهور الزراعة بسبب حرب غزة
  • 85 شهيداً في قطاع غزة منذ بداية عيد الفطر