شرح الرائية.. أنموذج التواصل الحضاري بين عُمان وبلاد المغرب
تاريخ النشر: 26th, March 2024 GMT
في نص نادرٍ ضمته إحدى المخطوطات، سرد الفقيه العالم عبدالله بن عمر بن زياد الشقصي البهلوي قائمة الكتب التي في خزانته، وذكر منها جملة من كتب أهل المغرب التي يحتمل أن تكون بعض نُسَخها وفدت إلى عُمان في عهده أو قريبا منه، ومن تلك الكتب: كتاب «الموجز» لأبي عمار عبدالكافي (ق6هـ)، وكتاب «الطبقات» لأبي العباس الدرجيني (ت:نحو670هـ)، وكتاب «سير الأئمة الرستميين» لابن الصغير المالكي (ق3هـ)، و«كتاب الترتيب» لأبي يعقوب الوارجلاني (ت:570هـ)، ومن جملة ما جاء في قائمة ابن زياد ما نصه: « كتاب العدل والإنصاف في الأصول، تأليف أهل المغرب، وهو ثلاثة أجزاء، ومضاف إليه كتاب الأدلة والبيان من تأليفهم، ومضاف إليه كتاب الجهالات من تأليفهم، ومضاف إليه كتاب تفسير قصيدة الصلاة التي لأهل المغرب التي فسرتُها، فهذه كلها في مجلد واحد أحمر جديد، كل هذه بخطي».
تكشف لنا تلك القائمة عن وجه من التبادل المعرفي والتواصل الحضاري بين عُمان وبلاد المغرب، إذ إن ابن زياد أَولى كتب أهل المغرب جلّ عنايته وجعل لها مكانًا في خزانته، ثم ظهرت ثمار ذلك في اشتغالاته العلمية من جوابات وشرح وآثار أخرى. ويعنينا من تلك القائمة على وجه الخصوص قوله: «كتاب تفسير قصيدة الصلاة التي لأهل المغرب التي فسرتُها» وهو هنا يُخبِر بأن خزانته تضم النسخة الأصلية من هذا الكتاب الذي أَلَّفه، وهو شرح الرائية في الصلاة وأحكامها، والرائية هذه منظومة لأبي نوح فتح بن نوح الملوشائي من أهل القرن السابع الهجري من جبل نفوسة. وقد احتفى العمانيون بهذه المنظومة واستنسخوها وكانت من بين مطالعاتهم ومحفوظاتهم، لا سيما وأنها في العصر المتأخر طُبِعت ملحقة ملحقة بكتاب الدعائم لأحمد بن النضر، ولطالما سمعنا بعض الآباء يستشهدون بأبيات منها، وهي قوله:
أُحِبُّ فتى ماضي العزائم حازمًا ** لدنيا وأخرى عاملًا بالتشمُّرِ
وأما أخو النومات لا مرحبًا به ** ولا بالجثوم الراكد المتدثِّرِ
وقد نصَّتْ بعض مخطوطات شرح الرائية أن ابن زياد ألفها سنة 953هـ، وذكر هو في مقدمته أن التأليف كان استجابة لطلب الإمام بركات بن محمد، ووصفه بـ«الشيخ العالم العلامة الأجل، القدوة الفاضل المبجل، رفيع القدر والمحل، صاحب العقد والحل، ذو الأيادي الزكية، والنفس الأبية، والهمم العلوية، والمكارم الحاتمية، شيخ الجماعة وترجمان لسانها، وصاحب معروفها وإحسانها، الإمام العدل المؤيد، السامي الأفضل الممجد، الفقيه القدوة بركات بن محمد». ومعلوم تاريخا أن الإمام بركات بن محمد بن إسماعيل (942-965هـ) خلف أباه في الحكم، وتشير جملة من النصوص والآثار أن له اشتغالات علمية، منها تعليقه على رسالة عثمان بن أبي عبدالله الأصم (ت:631هـ) في الرد على كتاب الفردوس لشيرويه الديلمي (ت:509هـ)، وفي شاهد آخر نقل أحد النُّساخ في خاتمة نسخة من (القاموس المحيط) للفيروز آبادي منسوخة سنة 1089هـ بأن «الكتاب أصله قطعة واحدة، فجزأه الإمام بركات بن محمد بن إسماعيل بن عبدالله ثلاثة أجزاء»، وفي خاتمة إحدى المخطوطات جاءت الإشارة إلى: «الخزانة السلطانية الإمامية المباركة، خزانة الإمام العادل بركات بن محمد بن إسماعيل».
صدر الكتاب في نشرة حديثة عن مركز ذاكرة عُمان سنة 1439هـ/2018م بتحقيق د. صالح بن سعيد القنوبي، ونرى إذ نُقلِّبه أن الشارح قد اعتمد على مصادر كثيرة أجمَلَ وصفها في خاتمة كتابه إذ يقول: « لقد أودعت في تفسير هذه القصيدة من لغة العرب وأشعارها وأحاديثها وأمثالها وأخبارها فيما قد وجدته في تأليف العلماء وآثارها ومما حفظته من الأثر عن أهل العلم والبصر»، فنراه قد جمع بين اللغة والفقه، على نهج محمد بن وصاف النزوي (ق6هـ) شارح كتاب دعائم ابن النضر، وقد نقل عن جملة من أهل اللغة مثل الفرّاء وابن الأنباري والكسائي والزجّاج، وجاءت شواهده الشعرية عن جملة من الشعراء الجاهليين والإسلاميين مثل عمرو بن كلثوم وذي الرمة وأمية بن أبي الصلت والعجاج والفرزدق ومحمود الوراق، كما نقل شواهد من أشعار العمانيين مثل أحمد بن النضر وأبي بكر الستالي ومحمد بن مدّاد وأحمد بن مانع بن سليمان، ونقل عن أبي إسحاق الحضرمي. أما مصادره الفقهية فأغلبها من آثار العمانيين، لكنه نقل كذلك عن غيرهم في بعض المواضع.
ومما نقرأه في الشرح من نصوص مهمة تعريفه بابن النضر: «هو أحمد بن النضر السموألي العماني، صاحب الدعائم، الساكن قرية سمائل من قرى عمان، وقد نظم في الأديان والأحكام ألفي بيت وثمانمائة بيت وستة وعشرين بيتا، وفي الولاية والبراءة ثلاثمائة بيت وثمانية عشر بيتا، التي عني بشرحها وتفسيرها الشيخ العالم محمد بن وصاف النزوي العماني البزاز بسوق نزوى من بيضة عمان، وسماه بكتاب الحل والإصابة؛ لأنه حلل النظم إلى النثر وأصاب المعنى في ذلك»، ثم لم يُخفِ ابن زياد تساؤله عن سبب إغفال ابن النضر النظم في الصلاة في كتاب الدعائم إذ يقول: «وقد ترك الشيخ أبوبكر أحمد بن النضر النظم في الصلاة ولم يعبأ بها، لعله ظن أن الصلاة لا تحتاج إلى عبارة ولا دلالة ليمعن فيها النظم؛ لأنه ينشأ عليها الصغير، ويدرسها الكبير، ولعله ظن أن ليس أحد يجهل منها شيئا، فالله أعلم».
والشرح إلى جانب ذلك مكنز لغوي وجامع فقهي، جمع فيه الشارح أشتاتا من المسائل والمباحث، وأبان عن آرائه في مواضع عديدة، وله في اللغة تعليقات في ثنايا الشرح من بينها مثلا نظمه للحروف المعجمات المتزاوجة في الصورة التي تكون النقط فوقها، وتعريفه بكثير من المفردات بالنقل النصي تارة وبالمعنى تارة أخرى.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: أهل المغرب بن زیاد جملة من محمد بن
إقرأ أيضاً:
محمد المزكلدي شيخ المغاربة في القدس وأول قائم على أوقافهم
الشيخ محمد بن عبد السلام بن المهدي المزكلدي، عالم ومجاهد ولد في شمال المغرب وهاجر إلى فلسطين وسكن مدينة القدس في عشرينيات القرن العشرين، وتوفي ودفن في العاصمة الأردنية عمّان سنة 1968.
نشأ في قبيلة بني مزكلدة بمنطقة "جْبالة" في الجزء الغربي من جبال الريف، وشارك في ثورة المجاهد محمد بن عبد الكريم الخطابي في الريف ضد الاستعمارين الإسباني والفرنسي، وبعد تحالفهما ضد الثورة، انهار جيش الخطابي وأعلن استسلامه لحقن الدماء فتم نفيه خارج المغرب، مما جعل الشيخ المزكلدي يقرر بدوره الرحيل صوب فلسطين والاستقرار في مدينة القدس.
شارك في ثورة البراق عام 1929 وقضى أشهرا في السجن، وتطوع للجهاد في الثورة الفلسطينية الكبرى التي اندلعت عام 1936 واستمرت 3 سنوات.
تولى إدارة أوقاف المغاربة عام 1954، وذلك بعدما استجابت مديرية الأوقاف الإسلامية في القدس لرغبة المغاربة -الذين تزايد عددهم في المدينة- في الاستقلال بإدارة أوقافهم، كما اختاره أعيان المغاربة بالاتفاق فيما بينهم وبمصادقة القاضي الشرعي في منصب "شيخ المغاربة" أو "المختار".
الولادة والنشأة
ولد الشيخ محمد بن عبد السلام بن المهدي المزكلدي ونشأ في قبيلة بني مزكلدة التابعة لإقليم وزان، وهي قبيلة تنتمي لمنطقة جْبالة الكائنة في الجزء الغربي من جبال الريف بشمال المغرب.
لا تشير أي من المصار إلى تاريخ ولادته، ولا إلى طفولته وظروف نشأته.
تزوج من السيدة خيرية صادق المغربي، التي توفيت في ليبيا عام 1974، وأنجبت له 6 أبناء: أربعة منهم ذكور، هم محمد وعبد السلام وعبد الله ومحمود، وبنتان هما رحمة وفاطمة.
الدراسة والتكوينحفظ القرآن الكريم -على عادة سكان قبيلة بني مزكلدة- في الكتّاب وتعلم التجويد على رواية ورش المعتمدة في المغرب، ثم التحق بجامعة القرويين في فاس، ودرس على شيوخها العلوم الدينية وعلوم اللغة العربية.
حفظ قصائد كبار الشعراء العرب أمثال أبي الطيب المتنبي وأبي تمام والبحتري وأبي العلاء المعري، وحفظ ألفية بن مالك ومؤلفات ابن هشام مثل "مغني اللبيب عن كتب الأعاريب" و"معاني الحروف".
كما درس كتبا أخرى في الفقه والحديث مثل "الشرح الكبير على مختصر خليل"، و"صحيح مسلم" و"كتاب الموطأ" للإمام مالك بن أنس.
فترة المقاومة ضد الاستعمار
لمّا ثار محمد عبد الكريم الخطابي ضد الاستعمار الإسباني في شمال المغرب، انضم الشيخ محمد المهدي إلى دعوة النفير التي وجهها لقبائل شمال المغرب ومنها قبائل جبالة، وانضوى تحت لوائه.
ظل مقاوما للاستعمار الإسباني والفرنسي 4 سنوات، حرر خلالها الخطابي مناطق واسعة من شمال المغرب وأسس فيها إمارة مستقلة، وأنشأ مؤسسات حديثة، غير أن تحالف الإسبان والفرنسيين ضد هذه الإمارة، وشنهم هجوما مشتركا باستعمال أحدث الأسلحة، ومنها القنابل الكيميائية، أدى إلى تراجع جيش الخطابي وانهيار مقاومته، فاستسلم للفرنسيين في 26 مايو/أيار 1926 لحقن الدماء.
تفرق رجال المقاومة الريفية وقادتها بين المناطق المغربية، فمنهم من لجأ إلى المنطقة الخاضعة للنفوذ الفرنسي، ومنهم من اختبأ وسط الجبال، ومنهم من غادر المغرب في اتجاه المشرق، وكان من بينهم الشيخ محمد المهدي، الذي استقر به المقام في القدس الشريف.
الاستقرار في القدس
استقر في القدس وكان بيته في حارة المغاربة بجوار حائط البراق، وكانت المدينة في تلك الفترة خاضعة للانتداب البريطاني.
شارك في ثورة البراق التي اندلعت شرارتها عام 1929 عندما انتهك اليهود حرمة أرض البراق التي تقع في حي المغاربة، مدعومين بمنظمة الهاغاناه الصهيونية، وتزامن هذا الحدث مع ذكرى المولد النبوي ويوم الجمعة، فخرج الفلسطينيون في مظاهرات غاضبة بزعامة المفتي الأكبر الشيخ أمين الحسيني، تطورت فيما بعد إلى اضطرابات امتدت إلى عموم فلسطين.
وكان الشيخ محمد بن عبد السلام بن المهدي المزكلدي من الذين حرضوا المصلين في المسجد الأقصى بعد صلاة الجمعة على الثورة ضد الإنجليز، ورفض الانتهاكات الصهيونية التي تتم تحت رعايتهم، وخرج مع المتظاهرين الغاضبين من المسجد الأقصى في اتجاه حي اليهود بالقدس القديمة.
اعتقلت سلطات الانتداب البريطاني الشيخ المزكلدي واحتجز في سجن المسكوبية بضعة أشهر، ثم تدخل رئيس اللجنة التنفيذية العربية موسى كاظم الحسيني للإفراج عنه، فكان له ذلك، إلا أن السلطات اشترطت في المقابل أن يتعهد المزكلدي بعدم التحريض ضد اليهود أو الإنجليز مرة أخرى، فرفض ذلك قائلا إن "الجهاد فرض عين على كل مسلم".
تطوع الشيخ للمشاركة في الجهاد في جبال القدس والخليل عام 1936 إلى جانب الشيخ الشهيد سعيد العاص، فيما عرف بالثورة الفلسطينية الكبرى التي استمرت 3 أعوام.
وقد اندلعت عقب حادثَي قتل متبادل بين العرب واليهود نتيجة تراكم عدد من الأحداث، منها السياسات القمعية البريطانية في المنطقة وقتل الشيخ عز الدين القسام واكتشاف إدخال منظمة الهاغاناه كميات من الأسلحة عبر ميناء يافا.
وفي عام 1937 تولى قيادة إحدى المجموعات الفدائية التي شكلها شكيب القطب، ونجحت هذه المجموعات التي كانت مزودة بالبنادق والمسدسات في إغلاق مدينة القدس أمام الإنجليز عدة أيام، وكانت فرقة الشيخ المهدي تعسكر عند الباب المؤدي إلى جبل صهيون، وهو ما جعل سلطات الانتداب ترسل 6 آلاف جندي مزودين بالمدافع والقنابل والأسلحة الرشاشة لوقف هذه المجموعات الفدائية.
أمام عدم تكافؤ القوى بين الجانبين، انسحبت المجموعات الفدائية، وظل الشيخ المهدي كما ذكرت بعض المصادر يطلق النار في اتجاه الجنود الإنجليز من خلف أحد الجدران إلى أن نفدت ذخيرته، فأخذه الشيخ عارف الشريف، الذي كان مدرسا في المسجد الأقصى إلى منزله وأخفاه بعيدا عن أعينهم.
ونقل عنه أنه أسف لنجاته في تلك المعركة، إذ كان يرغب بنيل شرف الشهادة في سبيل الله أسوة بأصحابه سعيد العاص وعبد الرحيم الحاج محمد وعز الدين القسام.
متولي أوقاف المغاربةكانت أوقاف المغاربة تدار عن طريق مديرية الأوقاف الإسلامية إلى غاية عام 1954، إلا أن المغاربة ونتيجة تزايد عددهم في القدس أرادوا أن يستقلوا بإدارة أوقافهم، ونزولا عند رغبتهم وبعد التشاور مع لجنة منهم، استحدثت مديرية الأوقاف منصب متولّ للوقف، فوقع الاختيار على الشيخ محمد المهدي، الذي كان أول متول لوقف المغاربة في فترة الحكم الأردنية.
وكان يحمل أختاما خاصة ويشرف على تصريف شؤون أوقاف المغاربة داخل القدس وخارجها، كما اتفق أعيان المغاربة على اختياره، وبمصادقة القاضي الشرعي "شيخ المغاربة" أو "المختار" أو "النقيب".
وكان يشترط في متولي أو ناظر أوقاف المغاربة أن يكون شيخا قدوة من مشايخ المغاربة المقيمين في القدس، وأن يتابع كل صغيرة وكبيرة من شؤون هذا الوقف، وكل ما يتعلق بالوظائف التي يتطلبها لتسيير شؤونه؛ يتولى بنفسه متابعة شؤون هذا الوقف كافة، أو يولّي من يراه مناسبا لينوب عنه في ذلك وله الحق في عزله إذا أراد.
أما شيخ المغاربة فكانت مهمته حسب الوثائق التاريخية متابعة كافة أمور المغاربة والنظر في الخصومات بينهم والتنسيق فيما بينهم وبين السلطات الرسمية، ويشترط فيه التقوى والصلاح والأمانة.
زاول الشيخ المهدي مهمته متوليا الأوقاف إلى أن كبرت سنه، فخلفه الحاج علي النقيب، ومن ثم محمد إبراهيم عبد الحق الفكيكي، وعيسى هاشم السويسي.
وعندما أصدرت بلدية الاحتلال الإسرائيلي في القدس عام 1967 أوامر إخلاء لسكان حارة المغاربة، وصادرت بيوتهم تنفيذا لأوامر وزارة الخزانة الإسرائيلية، ضمت قائمة المباني التي تم هدمها في حارة المغاربة -حسب ما نشر في كتاب "أوقاف المغاربة في القدس" للمؤرخ المغربي عبد الهادي التازي، وفي دراسة عنوانها "المغاربة في بيت المقدس" أنجزها الدكتور نظمي الجعبة لفائدة وكالة بيت مال القدس- عقارين أحدهما باسم الشيخ محمد المهدي ويتكون من دار ومنافع (يقصد بالمنافع المرحاض والحمام والمطبخ)، وسور وبئر ماء.
وقدرت قيمة العقار حينها بـ3 آلاف دينار أردني، أما العقار الثاني فجاء باسم ابنه محمد محمد المهدي، ويضم أيضا دارا ومنافع وسورا وبئر ماء، وقدرت قيمته بـ1500 دينار أردني.
وبعد تدهور الوضع في القدس وهدم حارة المغاربة وكبر سنه، رحل الشيخ محمد المهدي إلى الأردن مثل العديد من العائلات والشخصيات المغربية والفلسطينية التي هُجرت من ديارها.
الوفاةتوفي الشيخ محمد بن عبد السلام بن المهدي المزكلدي في العاصمة الأردنية عمان في 15 رمضان 1388 الموافق الخامس من ديسمبر/كانون الأول عام 1968م ودفن في مقبرة سحاب الإسلامية.