لجريدة عمان:
2024-11-23@18:34:58 GMT

حدث ذات يوم

تاريخ النشر: 26th, March 2024 GMT

حدث ذات يوم

كثيرة هي المحطات التي تستحق الوقوف عندها في مسيرة كل إنسان عموما، والأكثر هي المحطات التي توقفتْ بها مسيرتي الحياتية الصاخبة بالأحداث الكثيرة الملونة، لكنني توقفت عند هذه المحطة بالذات نظرا لقربها من الذاكرة زمنيا ونظرا لكونها ما زالت حية في أذهان كثير من الناس عبر نقلها تلفزيونيا. وتناقلها في الأحاديث المجتمعية.

الحدث هو ندوة المرأة العمانية التي أقيمت بأوامر سامية للمغفور له بإذن الله تعالى السلطان قابوس بن سعيد -طيب الله ثراه في رحاب المخيم السلطاني بسيح المكارم في ولاية صحار خلال الفترة من 17 إلى 19 أكتوبر 2009م، كانت أوراق الندوة كلها تدور حول أهمية مشاركة المرأة العمانية في مجلس الشورى، وأثارت ورقتي المعنونة بـ «مشاركة المرأة العمانية في مجلس الشورى» الكثير من التساؤلات والتعليقات، لعل أبرزها قول رجل من الحضور معلقا: نحن لا نريد المرأة العمانية أن تشارك في مجلس الشورى والمقصود بنحن -جملة الرجال العمانيين بالطبع- ثم أكمل: فالمرأة أكرم من أن تزاحم الرجال في عمل خاص بهم، وفي موروثنا العماني نحافظ على المرأة لتكون مصانة مكرمة، فهي كالدرة المصونة والجوهرة المكنونة ومكانها هو البيت.

تعليق منطقي طبعا أفسده جوابي له الذي نزل عليه كالصاعقة وكان ملخص الجواب.. «يا أخي الكريم أنا لا أريد أن أكون درة مصونة وجوهرة مكنونة لأنني أغلى وأكرم بكثير من هذه الجواهر، فأنا إنسانة وسبحانه وتعالي كرَّم الإنسان عندما قال: «ولقد كرَّمنا بنى آدم»، وأنا يا أخي الكريم إنسانه مثلي مثلك لي ما لك من حقوق، وعليَّ ما عليك من واجبات».

بعد انتهاء أوراق الندوة تشرفنا نحن النساء المشاركات في هذه الندوة بالسلام على جلالة السلطان قابوس بن سعيد في خيمة استقبال الضيوف، حيث تشرفنا بالسلام عليه والجلوس معه وبدأ بالنقاش معنا قائلا من منكن التي ردتْ على الرجل الذي شبهكن بالدرر والجواهر؟ فكانت الردود تشير إليَّ إنها الدكتورة سعيدة خاطر، وبعد أن طلب جلالته مني أن أعيد جوابي على الرجل أمامه أضاف باللهجة العمانية اللطيفة وهو يضحك: «تو هذا مو وقعه في هذه الورطة، يحسب نفسه يقدر يضحك عليكن بهذه الكلمات درة مصونة وجوهرة مكنونة، مسكين.. هذا ما يعرف العقول التي يتناقش معها!!!»، والحقيقة أن جلالته اشتد عليه الضحك، لدرجة أنه بعد انتهاء الندوة كثير من الناس سألني ماذا فعلتن بالسلطان؟ أول مرة نراه يضحك هكذا.. وقال أحد الوزراء بصراحة لم يسبق لنا أن رأيناه يضحك بهذا الشكل، على كثرة لقاءاتنا معه، وأضاف مع أنني شخصيا حاولت كذا مرة أن أجعله يضحك لكن مجاملة منه كان يبتسم مجرد ابتسامة خفيفة، فماذا حصل معكن؟!

قلت: لقد كان فرحا بنا متباسطا معنا وعاملنا بحنان وعطف أبوي كما يعامل الأب بناته.

والحقيقة أن السلطان كان يعرف كل ما دار في الندوة، وكان يعرف ما قاله الرجل، ومن التي ردت عليه، وكيف ردتْ؟ لكن تساؤلاته كانت نوعا من إزالة الرهبة والخجل منا وطريقة لطيفة لافتتاح الحديث، والجميل أن الأمر مرَّ دون أن نكشف اسم الرجل أو أين يعمل؟ فقد كان أمرا سيئا أن يعرف جلالته أن الرجل كان يعمل إداريا في جامعة السلطان قابوس، ثم استقال ليترشح للشورى وبالفعل فاز وصار عضوا بمجلس الشورى، وما أصعب الوقع على جلالته لو عرف أن الرجل الذي نضحك على موقفة كان واحدا من رجال الدولة في مجلس الشورى، الحقيقة كانت هذه المشاركة حدثا مميزا لي وللمرأة العمانية، وحصدت المرأة بشكل عام بعد هذه الندوة الكثير من المكرمات السلطانية والمنافع للمطلقات والأرامل والبعثات الطلابية للبنات وتكافؤ الفرص تعليميا وعملا.

وتحمل لي الذكرى عبق نساء بارزات مثل الدكتورة شريفة بنت خلفان اليحيائية وزيرة التنمية الاجتماعية آنذاك التي كانت متحمسة جدا لما سيعود على المرأة العمانية من مكاسب إثر التوصيات التي ستخرج من الندوة لصالح النساء عموما، والدكتورة شريفة -والحق يقال- امرأة واعية مثقفة لها بصمتها المميزة، وحضورها الباذخ، وتحضرني ذكرى الدكتورة منى الجردانية وكيلة وزارة التربية والتعليم حينها التي أشرفت إشرافا مدهشا وحازما على دقة محتوى أوراق الندوة ومراجعتها علميا مراجعة محكمة، تليق بالمقام السامي الذي سترفع إليه.

وتحضرني ذكرى يفوح أريج إنسانيتها لدى كل من يتذكرها إلى الآن، إنها شمعة وزارة التنمية التي كانت مديرة دائرة المرأة والطفل والمسؤولة عن الندوة ككل حتى أنهتها على أجمل وأكمل ما يجب أن تكون عليه، وذهبتْ شهيدة العمل المتقن والواجب، وانطفأت شمعتها للأبد، مع كونها شابة في مقتبل العمر الجميل، لكن ظل نورها مشعشعا في قلوب المحبين للأبد، إنها يسرى بنت خميس الفارسية محبة العطاء والعمل بلا حدود، ولا أستطيع أن انهي ذكرى ذلك اليوم دون التوقف في محراب الصداقة حيث تقف سيرين بنت علي القاضي علامة فارقة شاركتني في أعمال تطوعية عديدة كقائدة مؤسسة في جمعية المرشدات العمانية وكعضوة فاعلة في جمعية المرأة العمانية، وسافرنا سويا لنمثل الوطن في عدة مؤتمرات وندوات، ومؤخرا اشتركنا في هذه الندوة التي تم تكريمنا فيها سويا.. لكن سيرين الجميلة روحا وشكلا وعقلا اختارت عزلتها البيضاء، بعد مسيرة خضراء مغدقة بالخير والعطاء والجمال.

رحم الله السلطان الفقيد قابوس بن سعيد وأفاء عليه عن منجزاته العظيمة خير الثواب وعظيم الأجر والرحمات المتوالية من دعاء قلوب محبيه الصادقة، وبركات هذا الشهر الفضيل المزهرة.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: المرأة العمانیة فی مجلس الشورى

إقرأ أيضاً:

القصة الحقيقية للرجل "ذو الألف وجه".. كيف خدع 4 نساء في علاقات جدية؟

تخيل أن تكتشف امرأة أن الرجل الذي أنجبت منه طفلاً لم يكن موجوداً، بل كان شخصية خيالية اخترعها محتال، هذا ما حدث لامرأة باريسية تدعى ماريان، كانت ضحية احتيال رومانسي من قبل رجل عاش عدة حيوات خيالية.

ووفقاً لموقع "دايلي ميل"، الرجل المعروف باسم ريكاردو البرازيلي - ولكن يُدعى أيضاً دانييل وألكسندر، حسب جنسية الشخص الذي يتحدث معه - هو محتال متسلسل قام بخداع أربع نساء في وقت واحد، وعاش علاقات معهن بالتوازي، حيث كان يكيّف شخصيته وقصة حياته لتناسب كل واحدة، مما جعلهن يعتقدن أنهن قد قابلن "الشخص المناسب". 

وتم سرد تفاصيل القصة في الفيلم الوثائقي الجديد بعنوان "الرجل ذو الألف وجه"، والذي بدأ عرضه في 22 نوفمبر (تشرين الثاني)، من إخراج الصحفية الفرنسية سونيا كرونلوند.

وفي الفيلم، تتعرض ماريان (التي لعبت دورها أوريلي غاشي) للخداع من ريكاردو الذي أوهمها بأنه جراح قضى سنوات في إفريقيا مع منظمة أطباء بلا حدود.

وفي أحد الأيام، أخبرها ريكاردو أنه في تولوز للتدريب على طب الأطفال، بينما كان في الواقع يقضي الوقت مع زوجته الأخرى في كراكوف.

وتدق أجراس الإنذار عندما تكون ماريان في شهرها الخامس من الحمل بطفله، ولا تتمكن فجأة من الاتصال به، لأن أرقام الهاتف التي أعطاها لها كانت مزيفة.

وعندما بدأ ريكاردو يواجه شكوكاً حول علاقاته، كانت استراتيجيته للهروب هي الاختفاء بعد تلقي مكالمة هاتفية تفيد بأن أحد والديه قد توفي أو كان في غيبوبة.

وتحت هوية "ألكسندر"، ذكر ملفه الشخصي على موقع المواعدة أنه يبلغ من العمر 36 عاماً ويعيش في عاصمة فرنسا.

ووصف ريكاردو نفسه بأنه "خجول ومجتهد ومؤنس"، وزعم أنه غير مدخن ويعمل في مجال الطب.

لكنه، في الواقع، كان يتنقل بين العديد من الهويات؛ فقد عرفته نساء أخريات كمهندس بيجو، وطبيب، ومصور، أو يعمل في مجال الاتصالات. حتى أن إحدى الضحايا ادعت أنه كان يواعد 15 امرأة في نفس الوقت.

وُصف ريكاردو في الفيلم بأنه "مريض نفسي"، حيث كان يدير عملية عالمية لمواعدة نساء من مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك ريو وبولندا وفرنسا.

وكانت إحدى ضحاياه قد وصفت ريكاردو بأنه "ساحر"، وكان يرسل للنساء صوراً له في أماكن مختلفة، مثل قمرة القيادة في طائرة مرتدياً زي الطيار، وأخرى وهو يرتدي زي حارس أمن، وواحدة وهو يجري عملية جراحية، حتى أنه أرسل صورة له وهو يعزف على مزمار القربة مرتدياً التنورة الاسكتلندية.

كما أرسل لهن صورة شخصية تحمل لافتة مكتوبة بخط اليد تقول "صباح الخير، أحبك" باللغة البولندية، وأخرى "أتمنى لك يوماً سعيداً" باللغة الفرنسية، مع رسم قلب حب.

ومع مرور الوقت، بدأت مجموعة من النساء في كشف شبكة أكاذيبه. فقد اكتشفت إحداهن أنه كان يخونها بعد فتح سجل متصفحه واكتشاف الحسابات التي كان يديرها لشخصياته المتعددة. كما اكتشفت ضحية أخرى أنه كان يرسل صوراً لوالدة ابنته الرضيعة، مما دفعهن للكشف عن ممارساته الملتوية.

وظهرت امرأة في المقطع الدعائي للفيلم عنه، تقول إنها وجدت حوالي 20 رسالة مع "عدة نساء"، وعندما سُئلت ضحية، وهي طبيبة نفسية مؤهلة، عن سبب تصديقها لحكاياته المشكوك فيها، قالت: "كان من المناسب لي ألا أفهم الكثير".

وفقاً لـ Screen Daily، توصلت صانعة الفيلم إلى فكرة الإنتاج بعد أن كانت صديقتها ضحية احتيال حب. 

ودفعت هذه الأفعال الصحفية سونيا كرونلوند إلى تعقب الرجل الغامض ومواجهته في محاولة لفهم الدوافع وراء تصرفاته.

وتساءلت كرونلوند عما إذا كانت ضحاياه يمتلكن ملفاً تعريفياً مشتركاً، وأرادت العثور على هذا الرابط لفهم كيف بدأت خدعته الجماعية. وفي نهاية المطاف، نجحت في تعقب ريكاردو إلى شقة بالقرب من كراكوف، حيث تمكنت من إجراء محادثة معه.

وفي إطار الإنتاج الوثائقي، تلعب الممثلات دور بعض النساء اللواتي وقعن ضحية لرفيقهن المزعوم، لكن المثير في هذا العمل هو أن الجمهور لا يعرف من هو "الحقيقي" ومن هو الممثل حتى انتهاء العرض، مما يضيف عنصراً من التشويق والغموض حول هويته الحقيقية.

مقالات مشابهة

  • جنوب الوادي تشارك في ندوة "العنف ضد المرأة وتأثيره على الحياة" بقنا
  • جامعة جنوب الوادي تشارك في ندوة "العنف ضد المرأة وتأثيره على الحياة المجتمعية" بمجمع إعلام قنا
  • الحظ يقود "سباكاً" للعثور على كنز ذهب
  • مشهور جزائري يتناول خروفًا خلال نصف ساعة.. فيديو
  • احذر.. فعل شائع بين الرجال نهى عنه النبي يعرضك للعنة 70 ألف ملك
  • القصة الحقيقية للرجل "ذو الألف وجه".. كيف خدع 4 نساء في علاقات جدية؟
  • انطلاق فعاليات مهرجان العيد الوطني الترفيهي الأول بالجمعية العمانية للسيارات
  • وفاة شاب يمني في ظروف غامضة بالقرب من الحدود العمانية واتهامات للجيش العماني
  • عندما تفقد المرأة قيمتها!!
  • تامر أمين: المرأة مازالت منقوصة الحريات.. وحقوق الرجل كاملة منذ بدء الخليقة