لجريدة عمان:
2025-02-24@09:00:48 GMT

نحو حوكمة شركات المحافظات المقفلة

تاريخ النشر: 26th, March 2024 GMT

نشاهد من حين لآخر إعلانات للاكتتاب في تأسيس شركات مساهمة مقفلة في المحافظات، يتم الترويج لها على نطاق واسع بغية تشجيع الأفراد وأصحاب رؤوس الأموال من أهالي تلك المحافظات على الاستثمار فيها، وخلال فترة الترويج لها يتم الحديث عن مجموعة من الأهداف والمشروعات التي تعتزم الشركات الاستثمار فيها، وغالبا ما تكون القطاعات المستهدفة للاستثمار قطاعات عامة مثل النفط والغاز والمعادن والسياحة والخدمات اللوجستية وغيرها من القطاعات الأخرى، وهي نقطة مهمة سنتحدث عنها لاحقا.

الفكرة بشكل عام جيدة، غير أن معظم هذه الشركات لا يتم تأسيسها وفقا لمبادئ الحوكمة، ولا يقدم المؤسسون أي ضمانات لصغار المستثمرين تحفظ حقوقهم. ونحن نعلم أن الكثير من الشركات تتعرض لتحديات عديدة في السنوات الأولى من تأسيسها وقد لا تحقق أي أرباح في السنوات الثلاث الأولى من تأسيسها، وقد تتعرض لخسائر تؤثر على سيولة الشركة ورأسمالها وبالتالي يتم تحميل هذه الخسائر للجميع بما فيهم صغار المستثمرين، وفي نظرنا أن هذه الخسائر ينبغي أن يتحملها مؤسسو الشركة، فهم الذين نادوا بالفكرة ودعوا أهالي المحافظة للاستثمار فيها، وأكدوا أنها ستكون شركة ناجحة ولديها القدرة على تحقيق أهدافها.

والغريب أن هذه الشركات لا توجد لديها نشرة إصدار توضح سعر السهم وحجم رأس المال المطروح للاكتتاب لأهالي المحافظة ومقدار مساهمة المؤسسين في رأسمال الشركة والفترة المحددة للاكتتاب وكيف ستقوم الشركة باستثمار رأس المال وغيرها من القضايا الأخرى المهمة لأي مكتتب، ويتم الاكتفاء بتحديد سعر السهم وعلاوة الإصدار ضمن الاستمارات التي يوقعها المكتتب، وحتى النظام الأساسي للشركة هو مجرد نسخة قانونية تنطبق على كثير من الشركات وليس على شركة معينة، ولا يمكن اعتباره نظاما يكفل حماية حقوق المساهمين في هذه الشركات.

ومن القضايا المهمة التي يمكن مناقشتها في هذا الإطار أن القطاعات الاستثمارية التي تستهدفها هذه الشركات هي قطاعات عامة مثل النفط والغاز والسياحة والمعادن وغيرها من القطاعات الأخرى وهذا يشير إلى أن هذه الشركات بدون هوية ولا توجد لديها رؤية حقيقية لكيفية استثمار أموالها، وإنما تعوّل على الفرص المتاحة في هذه القطاعات دون أن تتخصص في قطاع معيّن وهو ما يقلل من فرص نجاحها وقدرتها على استثمار أموالها بالشكل الذي يحقق طموحات المكتتبين فيها، والغريب أن مقر الشركة الرئيسي -كما تشير إليه المواقع والمنصات الإلكترونية الخاصة بهذه الشركات- هو محافظة مسقط وليس المحافظة التي تنتمي إليها الشركة، وهو أمر لا ينسجم مع الهدف العام الذي تنطلق منه فكرة تأسيس شركة مقفلة خاصة بأهالي هذه المحافظة أو تلك.

إن تأسيس شركات في مختلف محافظات سلطنة عمان مهم جدا لتنشيط اقتصاد المحافظات، وتوفير مجالات رحبة لاستثمار مدخرات أصحاب الأموال في هذه المحافظات، غير أن التوسع في إنشاء هذا النوع من الشركات بنظام الاكتتاب العام لأهالي أي محافظة ينبغي أن يتم وفقا لأسس ومبادئ الحوكمة خاصة للشركات التي يزيد رأسمالها عن مليون ريال عماني، انطلاقا من أهمية المحافظة على هذه الأموال، والصيغة التي أراها مناسبة لمثل هذه الشركات هو أن يقوم المؤسسون بتأسيس الشركة في البداية من أموالهم الخاصة وبعد 3 أو 4 سنوات من تأسيسها ونجاحها يمكنها طرح جزء من الأسهم للاكتتاب العام لأهالي المحافظة أو رفع رأسمال الشركة وتخصيص أسهم زيادة رأس المال لأهالي تلك المحافظة أو الولاية، ويمكن في هذه الحالة أن تضاف علاوة إصدار مناسبة على القيمة الاسمية للسهم كما هو الحال في الشركات التي تتحول من مساهمة مقفلة إلى مساهمة عامة، ولا مانع من أن يقتصر الاستثمار فيها على أهالي محافظة أو ولاية معينة، ولكن لا بد من تطبيق مبادئ الحكومة منذ الخطوات الأولى لتأسيس الشركة للمحافظة على حقوق المساهمين فيها وتمكين الشركة من تحقيق أهدافها.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: هذه الشرکات فی هذه

إقرأ أيضاً:

الزراعة تعزز حوكمة استخدام الأراضي والتنمية المستدامة بالتكنولوجيا الحديثة

شارك الدكتور علاء عزوز، رئيس قطاع الإرشاد الزراعي، في المؤتمر العربي الثالث للأراضي، الذي انعقد في العاصمة المغربية الرباط. 

جاء هذا الحدث بتنظيم مشترك بين وزارة التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة المغربية، وبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية، ومبادرة الأراضي العربية، وبدعم من لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا) والبنك الدولي، إضافة إلى مشاركة التحالف الدولي للأراضي، والشبكة العالمية لأدوات الأراضي، وعدد من المنظمات الإقليمية والدولية المعنية بإدارة الأراضي والتنمية المستدامة.

يأتي ذلك في إطار جهود وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي لتعزيز التنمية الزراعية المستدامة وإدارة الأراضي بكفاءة، 

حوكمة استخدام الأراضي

استعرض الدكتور علاء عزوز جهود الدولة المصرية في حوكمة استخدام الأراضي الزراعية، مشددًا على أهمية تبني التكنولوجيا الحديثة لتعزيز الاستدامة الزراعية وتحقيق أقصى استفادة من الموارد الطبيعية. وسلط الضوء على مجموعة من التقنيات المتقدمة التي تعتمدها مصر في هذا المجال، من بينها:

التصوير عبر الأقمار الصناعية لرصد التغيرات في استخدام الأراضي ومتابعة التعديات.

نظم المعلومات الجغرافية (GIS) لتخطيط الأراضي الزراعية وتحليل البيانات بدقة.

تقنيات الاستشعار عن بعد لمراقبة خصوبة التربة ورصد الأنشطة الزراعية.

استخدام الطائرات المُسيّرة في عمليات المسح الزراعي، ما يساهم في تحسين كفاءة التخطيط الزراعي.


توحيد الحيازات الزراعية: خطوة استراتيجية لتعزيز الإنتاجية

كما أكد الدكتور علاء عزوز على أهمية توحيد الحيازات الزراعية كإجراء ضروري لمواجهة تحديات تفتت الأراضي الزراعية، وتأثيره على كفاءة الإنتاج الزراعي في العديد من الدول. وأوضح أن هذه الخطوة تحقق عدة فوائد، أبرزها:

تحسين كفاءة استخدام الموارد عبر تطبيق نظم الري الحديثة والتقنيات الزراعية المتقدمة.


زيادة الإنتاجية الزراعية من خلال تعزيز الزراعة التعاقدية والاستفادة المثلى من الميكنة الزراعية.


 خفض تكاليف الإنتاج عبر تمكين المزارعين من شراء المدخلات الزراعية بأسعار تنافسية.


تعزيز الاستدامة البيئية بتبني ممارسات زراعية مسؤولة مثل تناوب المحاصيل وتقليل الاعتماد على المبيدات والأسمدة الكيميائية.


 رفع مستوى دخل المزارعين من خلال تحسين الإنتاج وزيادة الكفاءة التسويقية للمنتجات الزراعية.

وأكد أن الدولة المصرية تعمل على تنفيذ سياسات داعمة لتوحيد الحيازات الزراعية، بهدف تحقيق تنمية زراعية مستدامة، وتعزيز الأمن الغذائي الوطني، ورفع مستوى معيشة المزارعين.

تعزيز التعاون العربي في إدارة الأراضي

شهد المؤتمر مناقشات واسعة حول التحديات التي تواجه إدارة الأراضي في الدول العربية، مع طرح حلول مبتكرة لتعزيز الإنتاج الزراعي وضمان استدامة الموارد الطبيعية. وأكد المشاركون أهمية التعاون الإقليمي في تبادل الخبرات وصياغة سياسات داعمة للاستدامة الزراعية.

وتأتي مشاركة وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي ضمن جهود مصر المستمرة لتعزيز التعاون العربي والدولي في إدارة الأراضي الزراعية، ودعم المبادرات الرامية إلى تحقيق تنمية زراعية مستدامة، وضمان الاستخدام الأمثل للموارد الطبيعية، بما يسهم في تحقيق الأمن الغذائي للأجيال القادمة.

مقالات مشابهة

  • تركيا.. ماذا سيحدث إذا عاش كل مواطن بالولاية التي ولد فيها؟
  • وزير العمل يفتتح ورشة دولية لتبادل الخبرات وتعزيز حوكمة "الهجرة غير الشرعية"
  • وزير العمل يفتتح ورشة دولية لتبادلِ الخبرات وتعزيز حوكمة الهجرة غير الشرعية
  • فوائد فاكهة التين اللذيذة وأهم الوصفات التي يمكنك استخدامها فيها
  • المحافظات العراقية التي عطلت الدوام يوم الأحد
  • المحافظات العراقية التي عطلت الدوام يوم غد الأحد
  • المحافظات العراقية التي عطلت الدوام يوم غد الأحد - عاجل
  • ما الحالات التي يباح فيها الفطر في رمضان؟ .. مفتي الجمهورية السابق يجيب
  • “الشركة اليمنية للغاز” تعلن تغطية احتياجات السوق من الغاز المنزلي قبل رمضان
  • الزراعة تعزز حوكمة استخدام الأراضي والتنمية المستدامة بالتكنولوجيا الحديثة