غزة (الاراضي الفلسطينية)أ ف ب": تواصل الطائرات إنزال رزم من المساعدات الإنسانية فوق أنقاض مدينة غزة التي دمرتها الحرب، على الرغم من مقتل وإصابة العديد من السكان خلال محاولتهم الوصول إليها على البر وفي البحر.

وعلى الأرض، أظهرت لقطات لوكالة فرانس برس رجالا وفتية جياعاً يركضون نحو الشاطئ عندما شاهدوا المظلات تسقط.

تدافع عشرات منهم للحصول على علب الطعام واحتشدوا فوق الكثبان الرملية بين قطع من الركام.

يقول محمد السبعاوي وهو يحمل كيسا شبه فارغ على كتفه وإلى جانبه فتى "الوضع سيء جدا، لا أكل ولا شرب، مجاعة تامة".

ويضيف "يضحكون علينا بعلبة تونة صغيرة، يذهب الإنسان ويموت في سبيل علبة تونة بربع دولار".

واليوم أكد مكتب الإعلام الحكومي التابع لحركة حماس أن 18 شخصاً استشهدوا بعد محاولتهم جمع مساعدات أنزلتها الطائرات في البحر وعلى الأرض في شمال قطاع غزة، داعية إلى "وقف إنزال المساعدات" جوا.

وقال المصدر إن 12 من بين القتلى "استشهدوا غرقاً قبالة محافظة شمال قطاع غزة حيث دخل (الإثنين) عشرات المواطنين الجائعين إلى البحر للحصول على مساعدات ألقتها الطائرات داخل البحر ... كما استشهد 6 مواطنين آخرين نتيجة التدافع في أكثر من مكان حين كانوا يحاولون الحصول على مساعدات ألقتها الطائرات بشكل خاطئ أيضاً في ظل المجاعة المستمرة".

وقال شاب آخر أثناء عودته إلى بيته في مدينة غزة مع قليل من الطعام "نحن أهالي غزة، ننتظر المظلات... نموت حتى نحصل على علبة الفول التي يأكلها 18 نفرا".

وأكد المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) جيمس إلدر اليوم أنّ الظروف المعيشية في غزة بلغت حداً جعل شباباً يقولون للمنظمة إنهم يأملون "أن يُقتلوا" من أجل التخلص من هذا "الكابوس".

وفي حديث عبر الفيديو من رفح، قال إلدر إن الوضع في غزة بلغ مستوى يمكن وصفه بأنه "أحلك فصول تاريخ الإنسانية".

وأضاف خلال مؤتمر صحافي دوري للأمم المتحدة "التقت يونيسف اليوم فتيانا، قال العديد منهم إنهم يائسون جداً لدرجة أنهم يأملون أن يقتلوا لإنهاء هذا الكابوس".وتابع "ما لا يمكن التعبير عنه يُقال باستمرار في غزة".

ومع تزايد حالة اليأس في صفوف السكان، لجأت عدة دول إلى تنفيذ عمليات إنزال جوي خصوصا في شمال القطاع الذي يصعب الوصول إليه.

ونفذت كل الأردن ومصر والولايات المتحدة وفرنسا بشكل خاص عمليات إنزال جوي للتخفيف من معاناة السكان الذين فضلوا البقاء في شمال القطاع ويعيشون اليوم بين أنقاض أكبر مدينة في القطاع المحاصر.

في وقت سابق من هذا الشهر، أشار اللفتنانت كولونيل في القوات الجوية الأميركية جيريمي أندرسون إلى أن ما تمكنوا من إنزاله لم يكن سوى "قطرة في بحر" مما هو مطلوب في إشارة إلى عدم كفاية عمليات الإنزال.

وتزايدت الدعوات لإسرائيل للسماح بدخول مزيد من المساعدات برا. لكن إسرائيل تلقي باللوم على الأمم المتحدة والأونروا لعدم توزيع المساعدات في الشمال.

وحض الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الأحد على "إزالة ما تبقى من عقبات" طالبا بالسماح بحرية تدفق المساعدات. وقال "هذا الكابوس يجب أن ينتهي".

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: فی غزة

إقرأ أيضاً:

كيف سقطت “F18” الأمريكية في البحر الأحمر؟

علي الدرواني

أعلنت البحرية الأمريكية سقوط طائرة “F18” من على متن حاملة الطائرات المتموضعة في البحر الأحمر، في بيان غير مفصل: “كانت طائرة F/A-18E تُسحب بنشاط في حظيرة الطائرات عندما فقد طاقم النقل السيطرة عليها، فُقدت الطائرة وجرار السحب في البحر”، لاحقًا نقلت وسائل إعلام عن مسؤولين أن سبب السقوط، هو انزلاق بعدما قامت حاملة الطائرات “يو إس إس ترومان” بمناورة مراوغة لتجنب مسار نيران حوثية قادمة، وفق ما أكده مسؤولون أمريكيون لموقع “المونيتور” الذي علّق بدوره أنه: “لا يزال من غير الواضح نوع القذيفة أو إذا ما جرى اعتراضها”.

الأكيد هو أن الطائرة الأمريكية قد سقطت في أثناء تنفيذ عملية الاشتباك العسكرية اليمنية ضد حاملة الطائرات “هاري ترومان”، والتي كانت القوات المسلحة اليمنية قد أعلنت عنها عصر أمس الأول، وهي عملية مشتركة بين القوات البحرية والصاروخية وسلاح الجو المسير، بعدد من الطائرات المسيرة، والصواريخ الباليستية والمجنحة، طوال ساعات، ونتج عن الاشتباك إجبار حاملة الطائرات على التراجع عن مواقعها السابقة والاتجاه نحو شمال البحر الأحمر.

لكن ما ليس مؤكدًا، هو كيف سقطت؟ هناك ثلاثة سيناريوهات تتبادر إلى الذهن مع سماع بيان البحرية الأمريكية، الأول: هو أنه تم إسقاطها بنيران القوات اليمنية، وأصيبت بصاروخ بالستي أو مجنح أو بطائرة مسيرة، وتتعمد البحرية الأمريكية إخفاء الأمر حفاظًا على ما تبقى من سمعة “ترومان”، والبحرية الأمريكية التي تعاني من العجز في تحقيق أهدافها في اليمن على مدى أكثر من ستة أسابيع، كلفتها ثلاثة مليارات دولار حسب موقع “رسبونسبول” الأمريكي.

السيناريو الثاني: هو أنها قد سقطت بفعل نيران صديقة، وبهذا يكون ثاني سقوط لطائرة من هذا النوع، بعد إسقاط واحدة في البحر الأحمر في ديسمبر/2024م فوق حاملة الطائرات نفسها، “هاري ترومان”. وسبب إخفاء مثل هذا الاحتمال، هو لمنع تكرار الإحراج الذي لحق بقادة الحاملة في المرة السابقة، بعد أن ظهروا بوضع المرتبك الخائف المرعوب، وتم إطلاق النار نحو الطائرة على سبيل الخطأ، دون أي تدقيق، رغم الأنظمة المتقدمة للتعرف على الأجسام الصديقة، والتي يبدو أنها فشلت هي الأخرى في تنفيذ تلك المهمة بالشكل المطلوب.

السيناريو الثالث: هو ما يبدو أن البحرية الأمريكية ذاهبة اليوم إلى اعتماده، عبر التسريبات المتعددة لوسائل الإعلام والصحافة الأمريكية وغيرها، ويتلخص كما سبق، بانزلاق الطائرة في أثناء محاولة البحارة قطرها في الحظيرة، وبينما كانت “ترومان” تحاول الهروب بسرعة خوفًا من إصابتها من قبل القوات اليمنية، انعطفت بشكل حاد، كما تقول الرواية المطلوب تمريرها، ومن المنطقي حينها أن يفقد البحارة السيطرة عليها وعلى الجرار، وبالتالي تتعرض للسقوط.

النتيجة الواضحة، لمختلف السيناريوهات، أن السقوط كان بسبب العملية المشتركة أمس الأول، والتي تشير إلى حالة الإرباك والتخبط والرعب التي تعيشها منظومة القيادة والسيطرة في الحاملة “ترومان”، ما يشكل فضيحة مدوية للبحرية الأمريكية، ويكشف عن الفوضى الخطيرة التي تعتري العمليات الأمريكية بشكل عام.

إن مجرد انعطافة الحاملة “ترومان” بهذا الشكل الحاد يعني أن الدفاعات الجوية التابعة لها لم تكن فعالة، ولا توفر الأمن الكامل للحاملة، وبالتالي فهناك توقعات مرتفعة لدى قادة “ترومان”، بإصابتها، ولهذا فلا مجال أمامها سوى الهروب.

هروب حاملة الطائرات أمام العمليات اليمنية، ليس جديدًا، فقد كانت “أيزنهاور”، و”لينكولن”، مبدعتين في تنفيذ إستراتيجية الهروب، كما تندر عليهما بذلك السيد عبد الملك الحوثي في عدة خطابات.

يبقى أنه، وبالنظر إلى الرواية الأمريكية، فإذا كانت هذه الطائرة قد سقطت، وهي تزن من 11 إلى 17 طنًا، نتيجة انعطاف حاد، فهذا يعني أن القوة الطاردة المركزية التي تسلّطت على الطائرة كانت كبيرة بما يكفي لتحريك ذلك الوزن الثقيل جدًا، لدرجة سقوطها في البحر، وعليه فما الذي حل ببقية الطائرات؟ وهذا ما يجب مناقشته مع الخبراء في هذا المجال.

مقالات مشابهة

  • هل سقطت «إف-18» فقط.. أم سقطت معها هيبة أمريكا في البحر الأحمر؟
  • مجاعة ثالثة تضرب غزة.. كيف يتم الإعلان عنها رسميا وما هي معاييرها؟
  • غيبريسوس : سكان غزة يموتون بسبب أمراض يمكن الوقاية منها
  • كيف سقطت “F18” الأمريكية في البحر الأحمر؟
  • مسؤولة أممية: الوضع بغزة يزداد سوءًا ولا يمكن احتواء الوضع
  • مسؤول أممي: غزة في أخطر مراحل أزمتها الإنسانية والمجاعة قرار إسرائيلي
  • مسؤولة أممية: لا يمكن احتواء الوضع في غزة الذي يزداد سوءًا
  • غوتيريش: الوضع في غزة من سيء إلى أسوأ
  • الأونروا تطالب برفع الحصار عن غزة والأمم المتحدة: الوضع يفوق التصور
  • مسؤولة أممية: الوضع في غزة يزداد سوءًا ومخاوف من تفشي الأمراض