انتحاري يقتل 5 عمال صينيين.. وهجوم مسلح على قاعدة بحرية في باكستان
تاريخ النشر: 26th, March 2024 GMT
باكستان"رويترز": قال مسؤولون اليوم الثلاثاء إن ستة أشخاص على الأقل بينهم خمسة عمال صينيين قتلوا عندما هاجم انتحاري مركبتهم في شمال غرب باكستان.
ووقع الحادث بالقرب من منطقة بيشام في إقليم خيبر بختونخوا المتاخم لأفغانستان.
وقال جول نعيم المسؤول بالشرطة المحلية لوكالة الأنباء الألمانية " لقى ما لا يقل عن خمسة صينيين حتفهم في هجوم انتحاري".
ومن بين القتلى السائق الباكستاني الذي كان يقود المركبة.
وقال نعيم إن قافلة تحمل عمالا ومهندسين صينيين كانت في طريقها إلى جيلجيت عندما اصطدمت سيارة قادمة من الاتجاه المعاكس بمركبتهم.
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم حتى الآن، ولكن المسلحين المتشددين الذين تربطهم صلة بحركة طالبان باكستان، المختلفة عن حركة طالبان أفغانستان، والمتمردين القوميين غالبا ما يستهدفون المصالح الصينية في باكستان.
وتشهد المنطقة التي تقع في شمال غرب باكستان، المتاخمة لأفغانستان، زيادة مستمرة في أعمال العنف التي يشنها المسلحون منذ أن سيطرت حركة طالبان على السلطة في أفغانستان خلال عام 2021.
في غضون ذلك، قال مسؤولون باكستانيون اليوم الثلاثاء إن مسلحين هاجموا قاعدة جوية بحرية باكستانية مما أسفر عن مقتل جندي واحد على الأقل من قوات شبه عسكرية بينما قتلت قوات الأمن جميع المهاجمين الخمسة في نيران انتقامية.
والهجوم الذي وقع أمس على قاعدة توربات في جنوب غرب باكستان هو الهجوم الثاني على منشأة عسكرية خلال الأسبوع المنصرم.
وقال بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء شهباز شريف "لقد نجونا من خسارة فادحة".
وقال متحدث باسم البحرية الباكستانية إن المهاجمين الخمسة قتلوا بعدما حاولوا اقتحام القاعدة.
وقال بيان عسكري إن جنديا من قوات شبه عسكرية قتل أيضا في الهجوم.
وأعلنت جماعة جيش تحرير بلوشستان، أبرز الجماعات الانفصالية في منطقة بلوشستان، مسؤوليته عن الهجوم في بيان.
وسبق لجماعة جيش تحرير بلوشستان أن شاركت في هجمات استهدفت مصالح باكستانية وصينية في المنطقة وأماكن أخرى.
واستثمرت الصين بقوة في إقليم بلوشستان الغني بالمعادن في جنوب غرب باكستان، والذي يقع على الحدود مع أفغانستان وإيران، بما في ذلك تطوير ميناء جودار، رغم التمرد الانفصالي المستمر منذ عقود هناك.
وتمثل القاعة البحرية أهمية لمشروع الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني الذي يشمل أيضا مشروعات للطرق والطاقة، وهو جزء من مبادرة الحزام والطريق التي أطلقها الرئيس الصيني شي جين بينغ.
وقالت قوات الأمن الباكستانية الأسبوع الماضي إنها صدت هجوما بالأسلحة والقنابل شنه مسلحو جماعة جيش تحرير بلوشستان على مجمع خارج جودار، والذي قتل فيه جنديان والمسلحون الثمانية جميعا.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: غرب باکستان
إقرأ أيضاً:
من يقتل إبداع المعلّم؟
من يقتل إبداع المعلّم؟
بقلم: #عبدالبصير_عيد
كاتب وخبير تربوي
نحن لا نتحدث هنا عن المعلّم العادي، بل عن ذاك المعلّم المبدع، الذي خُلق ليكون مختلفًا، الذي يرى في #التعليم رسالة لا وظيفة، والذي يُمارسُ مهنته بشغفٍ نابع من إيمانه العميق بقيمة ما يقدّمه. إنه المعلّم الذي يزرع الأمل في عيون طلبته، بابتسامة مشرقة، ويد تمتد لتبني وتُسنِد.
هذا النوع من المعلّمين لا يعمل من أجل الراتب فقط، بل من أجل رؤية، ومن أجل غدٍ أفضل. لكن السؤال الكبير الذي يطرح نفسه هنا: من يقتل إبداع هذا المعلّم؟
السؤال مؤلم، لأنه يُعبّر عن واقعٍ مرير كُسرت فيه آمالٌ كثيرة لمعلمين مبدعين، وتلاشت فيه طاقات شابة كان يمكن أن تُغيّر وجه التعليم لو وجدت البيئة الحاضنة. بعضهم يعتقد أن مَن يقتل الإبداع هم أشخاص بعينهم تصرّفوا بعيدًا عن المهنية، لكن الحقيقة أكبر من ذلك. الإبداع يُقتل أحيانًا بأفكار قديمة، بقوانين لم تعد تواكب تطلعات هذا الجيل، أو بسياسات جامدة لا تحتمل الاختلاف والتجريب.
المعلّم المبدع طاقة متجددة، بحاجة إلى من يحتويه، لا من يُقيّده. بحاجة إلى بيئة تَسمع له، تُفسح له المجال ليبتكر ويجرّب، ولا تعاقبه إن أخطأ. فالمعلّم المبدع لا يخشى الخطأ، بل يعتبره جزءًا من رحلته نحو الأفضل. والقيادة الحقيقية هي من تحتَضِنُ هذه الروح وتدفعها نحو النُّمو والابتكار، لا من تُخضعها للقيود الإدارية والتفاصيل التي تقتل الشغف في مهده.
أخطر ما يمكن أن يُمارس ضد #المعلم المبدع هو الجمود الفكري، وحَصرِه في قوالب ضيّقة لا تَسمح له بالتنفس. والمؤلم أكثر، أن من يُفترضُ أن يكونوا داعمين له، هم أول من يَهدِمُ روحه، وهم يرفعون شعاراتِ الدعم بينما يمارسون الوصاية عليه تحت غطاء “الأنظمة والتعليمات”.
المعلّم المبدع لا يبحث عن مدحٍ ولا شهرة، بل عن فرصة حقيقية ليصنع الفرق. وإن أشغلته المؤسسات بالتفاصيل الصغيرة، وأثقلته بالإجراءات الروتينية، فإنها بذلك تخرجه تدريجيًا من دائرة الإبداع، حتى تَنطَفِئ فيه تلك الشُعلة التي لطالما أنارت لطلبته الطريق.
ولأن هذا المعلّم لا يقف عند حدود المنهج، بل يعيد اختراع الطرق، فإن تجريمه على محاولة لم تُثمر كما يجب، هو حكمٌ بالإعدام على روحه المبدعة. فالتجربة هي معمل الإبداع، والخطأ فيها ليس فشلًا، بل خطوة نحو النضج.
ولأن الإنسان لا يعيش بالمعنويات وحدها، فإن المعلّم بحاجة أيضًا إلى دعم مادي، خاصة في الظروف الاستثنائية. ومن المؤسف أن يتم التعامل معه كأداة، تُستبدَل عِند انتهاء الحاجة، دون أي اعتبار لإنسانيته أو لأحلامه أو لعائلته التي ينتظر أن يؤمّن لها أبسط الحقوق.
ومع كل هذا، يظلّ المعلّم المبدع قويًا بشكل مذهل. لينهض ويرمم ذاته ويواصل طريق الابداع الذي أصبحت سمة من سمات شخصيته. لأنه يعرف نفسه جيدًا، ويعي ما يريد. ولأن الشغف لا يُشترى، فإن بوصلة هذا المعلّم تظل ثابتة نحو الهدف، مهما كانت العوائق.
المعلّم المبدع يخرج من المحن وهو يقرأ:
“إنك لا تعرف كم أنت قوي، حتى تصبح القوة خيارك الوحيد.”
مقالات ذات صلة السقوط العربي 2025/04/14