المستشار الألماني الأسبق شرودر: لست نادما على أي قرار سياسي
تاريخ النشر: 26th, March 2024 GMT
هانوفر"د. ب. أ":حتى بعد مرور ما يقرب من عقدين من الزمن على انتهاء مسيرته السياسية، لا يشعر المستشار الألماني الأسبق جيرهارد شرودر بالندم على أي قرارات مهمة اتخذها خلال فترة حياته السياسية.
وقبيل إتمامه عامه الثمانين قال شرودر في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية: "لا يخطر ببالي حاليا قرار مهم ما كنت اتخذته مجددا على نفس النحو".
ومع ذلك أضاف شرودر: "أود أن أعتذر إذا كنت أسأت حقا إلى واحد أو آخر في النقاش السياسي. لكن الأمر لم يكن بهذا السوء".
وذكر شرودر أن من أهم قراراته التي اتخذها خلال فترة ولايته كانت نشر القوات المسلحة الألمانية في أفغانستان، ورفضه المشاركة في حرب العراق، والإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية لأجندة 2010.
ويتمسك شرودر أيضا بحقيقة أنه بعد وقت قصير من توليه منصب المستشار في الفترة من 1998 إلى 2005، بدأ العمل كعضو في جماعة ضغط لصالح شركات الطاقة الروسية، وقال: "هذا هو عملي، ولقد حرصت دائما على أن ما أقوم به مهنيا - فأنا محامٍ وبالطبع على دراية أيضا بالسياسة الاقتصادية - يتوافق مع القانون الدولي والألماني. وهذا هو الحال وسيبقى كذلك".
تجدر الإشارة إلى أن شرودر صديقا لبوتين منذ أن كان مستشارا، ولا يزال يعمل لدى معظم الشركات الروسية التي تدير خطوط أنابيب "نورد ستريم" عبر بحر البلطيق. وعلى الرغم من أنه وصف الهجوم الروسي على أوكرانيا بأنه خطأ، فإنه لا يزال يحافظ على صداقته مع بوتين، وهو الموقف الذي دفع قيادة الحزب الاشتراكي الديمقراطي المنتمي إليه إلى نبذ شرودر، لكنها أخفقت في طرده من الحزب.
ولا يزال شرودر يشعر بالانتماء لحزبه، الذي ظل عضوا فيه لمدة 61 عاما، حيث قال إنه في عام 1963 أصبح عضوا في الحزب الاشتراكي الديمقراطي "كشخص لم ينشأ في ظروف رائعة، لكنه صار أقوى لاحقا لأسباب تاريخية وسياسية"، وأضاف: "لا أريد أن أتحدث عن نهاية تلك الحياة الآن، لكن طالما سمحوا لي بذلك، سأظل اشتراكيا ديمقراطيا".
ويأمل شرودر اليوم أن يعود حزبه إلى تقاليده المناهضة للحرب وأن يحاول المساهمة في التوصل إلى حل سلمي في أوكرانيا، معربا عن أمله في أن يفي الحزب الاشتراكي الديمقراطي والمستشار الحالي أولاف شولتس بهذه المسؤولية.
في هذه الاثناء، يحتفل المستشار الألماني الأسبق جيرهارد شرودر بعيد ميلاده الثمانين عبر حفل تقيمه زوجته سويون شرودر-كيم في برلين في أبريل المقبل، والذي من المفترض أن يحمل له بعض المفاجآت، مثل الإبقاء على قائمة الضيوف طي الكتمان حتى إقامة الحفل.
قال شرودر: "زوجتي تفعل ذلك، وهذا سر... أعلم أنه سيتم دعوة أصدقاء بالتأكيد، لكنني لا أعرف المزيد من التفاصيل".
ولم تكشف عائلة شرودر عن الموقع الذي سيقام فيه الحفل. وقالت شرودر-كيم لـ(د.ب.أ): "نظرا لأن الاحتفال وتصميمه هما هديتي المفاجئة لزوجي، فلا أستطيع أن أخبركم بأي شيء عنه في الوقت الحالي"، مشيرة إلى أنها تعمل "على قدم وساق" على التحضير للاحتفال.
وحتى لو ظلت قائمة الضيوف سرية، فمن المؤكد أن أحد أصدقاء شرودر لن يكون مدرجا عليها: الرئيس الروسي فلاديمير بوتن؛ إذ أن عليه توقع اعتقاله في ألمانيا بسبب مذكرة اعتقال دولية.
يُذكر أنه بمناسبة عيد ميلاد شرودر الستين سافر بوتين إلى مدينة هانوفر الألمانية مع جوقة قوزاقية - في ذلك الوقت كان شرودر لا يزال مستشارا وكان بوتين عضوا في مجموعة الدول الصناعية الثماني الكبرى إلى جانب رؤساء الدول والحكومات الغربية البارزين.
وعلى النقيض من عيد ميلاده السبعين، فإن شرودر لا يخطط للسفر إلى روسيا للاحتفال مع بوتين. وقال شرودر لـ(د.ب.أ) ردا على سؤال حول هذا الأمر: "لا يبدو الأمر كذلك... لا يوجد سبب لجعل عيد ميلادي الثمانين حدثا سياسيا، ولا أخطط للحديث عن أمور خاصة بمناسبة عيد ميلادي".
يُذكر أنه في عام 2014، بعد وقت قصير من ضم روسيا لشبه جزيرة القرم، احتفل المستشار الأسبق بعيد ميلاده السبعين مع بوتين خلال حفل استقبال لشركة "نورد ستريم" في قصر يوسوبوف بسانت بطرسبرج.
تجدر الإشارة إلى أن شرودر صديق لبوتين منذ أن كان مستشارا من عام 1998 حتى عام 2005، ويواصل العمل لصالح شركات روسية تدير خطوط أنابيب "نورد ستريم" عبر بحر البلطيق.
وفي عام 2014 كرّم الحزب الاشتراكي الديمقراطي رئيسه الأسبق شرودر في حفل أقيم في متحف "هامبورج بانهوف" للفنون في برلين. ووصف زعيم الحزب الاشتراكي الديمقراطي آنذاك، زيجمار جابريل، شرودر في خطابه بأنه "أحد أكثر السياسيين الديمقراطيين الاشتراكيين غرابة"، وقال: "لقد بذل قصارى جهده في كل ما فعله.من أجل نفسه، ومن أجل الحزب الاشتراكي الديمقراطي، وكذلك أيضا من أجل البلاد". وحاليا لم تعد قيادة الحزب الاشتراكي الديمقراطي تدعو شرودر إلى مؤتمرات حزبها، كما جرت العادة بالفعل بالنسبة لزعماء الحزب السابقين.
كما لن يُقام هذه المرة أيضا حفل استقبال في قاعة مدينة هانوفر، الذي أقامته عاصمة ولاية سكسونيا السفلى في عام 2014 لمواطنها الفخري شرودر. وتنازل شرودر عن المواطنة الفخرية بعد أن بدأت ضده إجراءات لسحبها منه.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الحزب الاشتراکی الدیمقراطی لا یزال فی عام
إقرأ أيضاً:
للمرة الأولى منذ عامين.. «شولتس» يجري اتصالا هاتفياً مع «بوتين»
أجرى المستشار الألماني أولاف شولتس، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، محادثات هاتفية هي الأولى بينهما منذ نحو عامين.
وكشفت موسكو تفاصيل الاتصال الذي جمع الرئيس فلاديمير بوتين بالمستشار الألماني أولاف شولتس، والذي يعد الأول منذ ديسمبر 2022.
وجاء في بيان الكرملين أنه “جرى تبادل مفصل وصريح لوجهات النظر بشأن الوضع في أوكرانيا”.
وذكر البيان الصحفي أن “بوتين” أشار إلى أن الأزمة الحالية كانت نتيجة مباشرة لسنوات عديدة من سياسة الناتو العدوانية التي تهدف إلى إنشاء نقطة انطلاق مناهضة لروسيا على الأراضي الأوكرانية، مع تجاهل المصالح الأمنية لبلادنا والدوس على حقوق السكان الناطقين بالروسية”.
كما أبلغ “بوتين” المستشار الألماني، بأن “الاتفاقات المحتملة بشأن أوكرانيا “يجب أن تأخذ في الاعتبار مصالح روسيا في المجال الأمني، وأن تستند أيضا إلى الحقائق الإقليمية الجديدة، وتزيل الأسباب الجذرية للصراع”.
وفيما يتعلق بآفاق التسوية السياسية والدبلوماسية للصراع، أشار بوتين إلى “أن الجانب الروسي “لم يرفض أبدا ويظل منفتحا على استئناف المفاوضات التي أوقفها نظام كييف”، وأشار إلى أن “المقترحات معروفة جيدا وتم تحديدها في عام 2019، وعلى وجه الخصوص، في خطاب ألقاه في وزارة الخارجية الروسية في يونيو”.
كما تطرق “بوتين” إلى التعاون مع ألمانيا، وجاء في البيان: “تم التطرق أيضا إلى الوضع في العلاقات الروسية الألمانية، وأشار فلاديمير بوتين إلى تدهورها غير المسبوق في جميع الاتجاهات نتيجة للمسار غير الودي للسلطات الألمانية”.
ولفت بوتين، الانتباه إلى أن “روسيا أوفت دائما بالتزاماتها في مجال الطاقة بشكل واضح، ومستعدة للتعاون إذا أبدت ألمانيا اهتمامها”.
وجاء في البيان أن “الزعيمين اتفقا بعد المحادثة على أن يكون مساعدوهما على اتصال”.
وكان المستشار الألماني كشف عن خططه للاتصال بالرئيس الروسي بداية الأسبوع.
وأوضح أن “الوقت المناسب” للتحدث مع بوتين سيأتي قريبا، وأشار إلى أنه يجري منذ فترة طويلة العديد من الاتصالات التي ينبغي أن تسبق مثل هذا الحوار”.
وأفاد مصدر حكومي ألماني، أن “الاتصال بين شولتس وبوتين، “استمر ساعة”، وهو الأول بين الجانبين منذ ديسمبر 2022”.
وذكر متحدث باسم الحكومة الألمانية أن “شولتس” قال لبوتين، “إن روسيا يجب أن ترتب لمفاوضات مع أوكرانيا بهدف تحقيق سلام عادل ودائم، مضيفا ألمانيا ستدعم أوكرانيا طالما اقتضى الأمر، داعيا لضرورة إنهاء الحرب في اوكرانيا”.
وكانت اخر محادثة هاتفية بين شولتس وبوتين في ديسمبر 2022، قبل بدء العملية العسكرية في فبراير 2022، حيث تحدثا مطولا، وحاول المستشار الألماني حينها إقناع موسكو بالعدول عن قرارها بشن عملية عسكرية في أوكرانيا، حسب وكالة بلومبرغ.