لعنة العقد الثامن باتت واقعا خطته "إسرائيل" لنفسها.. حيث كذبت يوم 7 تشرين الأول/ أكتوبر وقتلت مستوطنين وأجانب وفلسطينيين، واستمرت في إبادة جماعية حرقت البشر والشجر والحجر في غزة، وتوافقت معها أنظمة استبداد عربية وأمريكا ظنا منها أنها أيام معدودات.
تعمقت اللعنة، وأخطر ما فقدته دولة "إسرائيل" ثقة مواطنيها فيها؛ فهي التي ما زالت تقتلهم وتشردهم وتشوش حياتهم وتقلص اقتصادهم وتجعلهم معزولين في العالم وملاحقين على الجريمة، وتمنع أسراهم من الحرية في إطار حربها التي لا أفق لها.
لا تستطيع "إسرائيل" الاستمرار حتى ومع إلحاح بعض العرب عليها بحرق الفلسطينيين. ما زالت لدى "إسرائيل" نافذة تخرجها خاسرة على الأقل وليست مندثرة، وذلك بتطبيقها فورا للقوانين الدولية والانسحاب من الأرض الفلسطينية المحتلة، وهذا ضغط كبير ستواجهه حتى من أصدقائها كي تبقى على الأقل؛ في ظل تعمق اللعنة.
إذا لم تستثمر "إسرائيل" هذه النافذة فهي ذاهبة إلى جحيم المجهول الذي بات واضحا فيه تلاشي أسس الدولة لديها، فلا أمن ولا أمان جوار ولا اقتصاد وحدود واستقرار؛ في ظل سياستها الحالية التي عادت عليها وبالا رغم أنها سخّرت كل الإعلام الغربي والذخيرة والتشويه للفلسطينيين والتهويل ظنا منها أنها جولة وتنتهي.
تدرك أمريكا وغيرها من أصدقاء "إسرائيل" الحاجة لوقف انهيارها في ظل استمرارها في الإبادة وتجاهل القانون الدولي، وبالتالي هم يحاولون الضغط على الفلسطينيين من خلال الوسيط لإنهاء الحرب على حساب الضحية، وفشلوا حتى اللحظة
"إسرائيل" نجحت في تفريغ جامعة الدول العربية من مضمونها لصالح تسمية أطراف عربية بالوسيط في إطار التفكيك والدمج والتطبيع وتمرير مخططاتها، لكنها فشلت في فهم جذور القصة؛ شعب له حقوق ولم تنطلِ عليه "أوسلو" وتوابعها الخبيثة وما زال ينشد حقه، وإن لم تكن لديه دولة مستقلة ذات سيادة سيكون أصلا وجود "إسرائيل" في المرحلة القادمة أمرا مشكوكا فيه.
تدرك أمريكا وغيرها من أصدقاء "إسرائيل" الحاجة لوقف انهيارها في ظل استمرارها في الإبادة وتجاهل القانون الدولي، وبالتالي هم يحاولون الضغط على الفلسطينيين من خلال الوسيط لإنهاء الحرب على حساب الضحية، وفشلوا حتى اللحظة.
تحاول "إسرائيل" الانتصار في الميدان وتسابق الزمن الذي هزمها، وبالتالي باتت مجرمة ومعزولة وعنصر توتير وتدمير وغير قابلة للاحتواء في نظر دول عديدة، وتتوسع الدائرة مع مرور الوقت.
"إسرائيل" تخسر واللعنة تتعمق..
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه إسرائيل غزة إسرائيل غزة الإبادة الجماعية الانهيار مدونات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات رياضة سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
إدارة بايدن تحذر إسرائيل من وقف اعتقال المستوطنين المدانين بمهاجمة الفلسطينيين بالضفة الغربية
حذرت إدارة الرئيس الامريكي جو بايدن الحكومة الإسرائيلية من أن قرارها بوقف إصدار أوامر الاعتقال الإداري ضد المستوطنين الإسرائيليين المشتبه في قيامهم بمهاجمة الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة يزيد من العنف في الأراضي الفلسطينية، حسبما صرح مسؤولان أمريكيان لموقع أكسيوس الاستخباراتي الأمريكي.
وتستخدم قوات الأمن الإسرائيلية في الغالب الاعتقال الإداري ضد الفلسطينيين، لكن هذا الإجراء يستخدم أيضًا لمواجهة الإرهاب اليهودي ضد الفلسطينيين.
وقال مسؤولون أمريكيون إن وزير الدفاع لويد أوستن دفع برسالة إدارة بايدن في اتصال مع نظيره إسرائيل كاتس يوم السبت وأعرب عن قلقه العميق بشأن القرار.
ورفض البنتاغون ووزارة الدفاع الإسرائيلية التعليق.
ويستخدم جهاز الأمن العام 'الشاباك' الاعتقال الإداري حتى لا يكشف عن مصادر استخباراته الحساسة داخل مجموعات المستوطنين اليهود المتطرفين.
وقال كاتس الجمعة، إنه التقى برئيس الشاباك رونين بار وأخبره أنه قرر وقف استخدام أوامر الاعتقال الإداري ضد المستوطنين اليهود في الضفة الغربية وطلب منه وضع إجراءات بديلة.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي إن قراره اتخذ بسبب 'التهديدات الإرهابية الفلسطينية الخطيرة والعقوبات الدولية غير المبررة المتخذة ضد المستوطنين'.\
وفرضت إدارة بايدن عقوبات على العديد من المستوطنين اليهود والمنظمات المرتبطة بهم هذا العام.
وقال مسؤولان أمريكيان إن قرار كاتس يزيد بشكل كبير من التوترات بين إدارة بايدن وإسرائيل.
ومع ذلك، فإنهم يعترفون بأنه مع تولي الرئيس ترامب منصبه في أقل من شهرين، ليس هناك الكثير مما يمكن للإدارة المنتهية ولايته أن تفعله سوى التعبير عن الاحتجاج في السر والعلن.
وقال أحد المسؤولين الأمريكيين إن قرار كاتس بالتوقف عن استخدام أوامر الاعتقال الإداري ضد المستوطنين العنيفين هو قرار 'مضلل للغاية'.
وأضاف المسؤول أن الاعتقال الإداري هو الشيء الوحيد الذي سمح لإدارة بايدن بالادعاء بأن إسرائيل تفعل شيئا لمنع عنف المستوطنين. وقال المسؤول الأمريكي: 'الآن لا يمكننا فعل ذلك بعد الآن'.
وقال مسؤولان أمريكيان إن إدارة بايدن تتوقع من إسرائيل أن تطبق القانون بالتساوي ضد اليهود والفلسطينيين في الضفة الغربية.
وأضافوا إن الولايات المتحدة تتوقع عدم استخدام أوامر الاعتقال الإداري ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية، وأن جميع المشتبه بهم بالإرهاب – اليهود والفلسطينيين على حد سواء – سيتم اعتقالهم ومحاكمتهم وفقًا لنفس المعايير.