خالد الجندي يكشف عن «أنوار قرآنية» في سورة العاديات
تاريخ النشر: 26th, March 2024 GMT
كشف الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلي للشؤون الإسلامية، عن أنوار قرآنية في تفسيره لسورة العاديات، مؤكدًا أنّ السورة تتسم بالحركة قائلًا: «مجرد فتح السورة الكريمة تشعر وأنّك في حرب ومعركة».
«الجندي» يوضح معنى العادياتوأضاف «الجندي»، خلال حلقة برنامج «لعلهم يفقهون»، والمُذاع على شاشة قناة «DMC»، أنَّ معنى العاديات هو الخيل حين تعدو وتجري للغارة على العدو في سبيل الله، والضبح هو صوتها وصهيلها، «فَالمُورِيَاتِ قَدْحًا» هي التي توري النار من الحجر عند ما تقدحه بحوافرها فيتطاير منه الشرر، «فَالمُغِيرَاتِ صُبْحًا» هي التي تغير صباحا فتصبح العدو في ذلك الوقت.
تابع عضو المجلس الأعلي للشئون الإسلامية: «فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا»، أي أثر الغبار بحوافرها «فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا» أي دخلن وسط جمع العدو «إِنَّ الإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ»، هذا هو المقسم عليه والكنود الجحود أو هو الذي يذكر النقمة ولا يذكر النعمة «وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ» والإنسان يعلم ذلك ويشهد عليه بلسان حاله أو لسان مقاله «أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي القُبُورِ» أي أخرج ما فيها من الأموات للحشر والحساب.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: العاديات الشيخ خالد الجندي
إقرأ أيضاً:
قصة الجدار والكنز في سورة الكهف
في قوله تعالى: «وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَن يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ» (الكهف: 82)، نجد درسًا عظيمًا في الحكمة والتخطيط المالي.
فقد استخدم الأبوان الجدار كوسيلة لحفظ الكنز حتى يكبر الغلامان ويصبحا قادرين على إدارته بحكمة، لو تم الكشف عن الكنز مبكرًا، لربما ضاع بسبب صغر سنهما وقلة خبرتهما، لكن الله، برحمته وعلمه، أخفى الكنز حتى «يبلغا أشدهما»، أي حتى ينضجا ويكتسبا القدرة على تحمّل المسؤولية، فالإدارة المالية السليمة تتطلب حكمة تتيح اتخاذ قرارات مالية سليمة.
هذا يعلمنا أن بعض النعم تحتاج إلى وقت وصبر حتى نكون مستعدين لاستقبالها، فإخفاء الكنز لم يكن حرمانًا، بل كان تدبيرًا إلهيًّا يصب في مصلحة الغلامين، فالله يعطي كل شيء في وقته المناسب، وفقًا لما هو أصلح لعباده.
تتكرر هذه الفكرة في الأدب أيضًا، كما في رواية «الخيميائي» لباولو كويلو، حيث يخوض البطل سانتياجو رحلة طويلة من سهول الأندلس إلى أهرامات الجيزة بحثًا عن كنز.
فخلال رحلته، يتعرّض البطل للكثير من الصعاب ويفقد كل مدخراته ثلاث مرات، لكنه في النهاية يكتشف أن الكنز كان موجودًا في المكان الذي بدأ منه رحلته، ولم يكن الغرض من الرحلة إيجاد الكنز فقط، بل كانت ضرورية لصقل شخصيته واكتساب الحكمة التي يحتاجها لإدارته.
في كلتا القصتين، كان الكنز موجودًا منذ البداية، لكن الوصول إليه تطلّب صبرًا ونضجًا وحكمة، وهذا يوضح لنا أن المال والكنوز تحتاج إلى إدارة واعية، ومن دون الخبرة والنضج، قد تضيع هذه النعم.
إن التجارب والرحلة نحو الهدف هي أهم بكثير من الهدف ذاته، ذلك أن هذه التجارب هي التي تصقل شخصيتنا وتُعدّنا لتحمّل المسؤولية، فعلينا أن نثق بأن الله الحكيم البصير الذي تجلت قدرته بحكمته المطلقة يمنحنا كل شيء في وقته المناسب، حتى لو لم ندرك ذلك في حينه، لذا علينا السعي والتوكل على مدبّر الأمر وحده وسنحصل على مبتغانا في الوقت الذي يراه الحكيم الخبير مناسبا.
حمدة الشامسية كاتبة عُمانية في القضايا الاجتماعية