واصل أستاذ علم التجويد والقراءات القرآنية الدكتور أيمن رشدي سويد في برنامج "الشريعة والحياة في رمضان" الحديث عن القرآن الكريم وفضله وجهود حفظه مكتوبا وتناقله مسموعا بشكل متواتر، وقراءاته المختلفة وكيف بدأت بالظهور.

وبعد أن تناول في الحلقة السابقة جمع الخليفة أبي بكر الصديق رضي الله عنه للقرآن وسبب قيامه بذلك، بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، والكيفية التي تمت به، تناول الدكتور في هذه الحلقة جهود الخليفة عثمان بن عفان في نسخ هذا المصحف وتوزيعه.

حيث شكّل الخليفة عثمان لجنة ممن يعرفون الكتابة في قريش وكان رئيسها الصحابي الأنصاري زيد بن ثابت، ونسخوا عدة نسخ من المصحف، ثم أمر عثمان بإرسالها بعد تدقيقها إلى الأمصار الرئيسية، وهي مكة والكوفة والبصرة والشام والبحرين وأبقى بالمدينة نسختين، إحداهما التي استشهد وهو يقرأ فيها.

وحسب الدكتور أيمن رشدي، فقد قيل للمسلمين اعرضوا ما بين أيديكم من مصاحف على تلك النسخ الموثقة، فما وافق فأبقوه وما خالف فأحرقوه، وبتك الطريقة، صان الخليفة عثمان النص القرآني المكتوب من التبديل والتحريف والتغيير.

ولفت أستاذ علم التجويد والقراءات القرآنية إلى أنه بعد ذلك لجأ علماء -للحفاظ على النص القرآني من عوارض الزمن- إلى ما يمكن تسميته التصوير الكتابي، حيث قاموا بتصوير تلك المصاحف عن طريق الوصف الكتابي، وذلك عبر وصف ما في المصاحف مما هو مخالف لما اعتاده الناس من إملاء.

الحفظ السماعي

وحول الحفظ السماعي للقرآن، أشار الدكتور إلى أن ذلك بدأ بسماع الصحابة لقراءة النبي في الصلوات الجهرية وأثناء تلاوته عليهم، كما كان يسمعه من بعضهم كعبد الله بن مسعود، ثم تولى الصحابة تعليمه للتابعين وعلمه التابعون لمن تبعهم، واستمر الأمر حتى وصل إلينا في هذا العصر.

وأشار إلى أن المنتشر في القراءة 4 روايات، أولها حفص عن عاصم وهي في أغلب العالم الإسلامي، وروايتا قالون وورش عن نافع، وهما منتشرتان في تونس وليبيا والجزائر والمغرب وموريتانيا ودول أفريقية، ثم رواية الدوري عن أبي عمرو البصري، وانتشرت في حضرموت باليمن ثم انتقلت إلى السودان.

وأوضح أن تلك الروايات الأربع هي الحية التي يقرأ بها عموم المسلمون الآن، في حين يقرأ بباقي القراءات العشرة أئمة القراءات في الأمصار المختلفة، لافتا إلى أنه لا يقل عدد قراء أي رواية منها في الجيل الواحد عن 100 قارئ.

وأثنى الدكتور أيمن على مصر من حيث انتشار القرآن بين أهلها وخدمتهم له، وقال إنها البلد الذي دخله القرآن منذ فتح الإسلامي ولم يخرج منه البتة، وهي في تقديره "عش القرآن ومركز القراءة ومرجع الأمة في قراءة القرآن"، مضيفا: "لا تجد قراءة في بلد إلا وتؤول نهاية الأمر إلى مصر".

وشدد أستاذ علم التجويد والقراءات القرآنية على أن القرآن حظي بالضبط والتدقيق بشكل لم يحظ به أي كتاب آخر في الدنيا، لافتا إلى أن ذلك الضبط استوعب كل شيء، ومن ذلك طريقة القراءة وأحكام الوقف والمد والتجويد.

أسباب خطأ القراء

وحول الأخطاء التي يقع بها بعض القراء، ذكر الدكتور أيمن أن من أسبابها عدم الإتقان والتأثر باللهجة إن كان القارئ عربيا أو اللغة إن كان غير عربي، وكذلك إلف الخطأ واعتياده، مضيفا أن معالجة ذلك عبر الرجوع إلى ما دونه الأمة في كتبهم من أحكام التجويد والالتزام بما يتوافق عليه جمهور قراء العصر.

وحول تسمية القراءات بأسماء علماء متأخرين، أوضح الدكتور أن ذلك بسبب انشغال المسلمين في العصور الأولى بالفتوحات، وأن هذه النسبة هي نسبة ملازمة لا نسبة اختراع، فدور أئمة القراءات كان النقل الدقيق لها وتعليمها للناس.

وفي هذا السياق، لفت الدكتور سويد إلى أن الإمام نافع قرأ على 70 من التابعين وقرأ عليه قالون مدة 20 سنة، ثم أجلسه الإمام نافع للإقراء في حياته.

ويرى أستاذ علم التجويد والقراءات القرآنية أن الحد الأدنى المقبول في القراءة من عموم الناس أن تكون حروفه سليمة وخالية من اللحن الجلي، أما دقائق الأحكام فهي أكمل لقراءة المسلم العادي، وتلزم أئمة المساجد ومعلمي القرآن.

وأثنى الدكتور أيمن على المسابقات التي تجرى لحفظة القرآن، حيث يرى أنها دفعت أبناء المسلمين إلى الإقبال على القرآن الكريم وتعلمه، لافتا إلى أنه لمس أثرها في اتساع دائرة إتقان الحفظ والتلاوة بين المسلمين في العالم.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ حريات الدکتور أیمن إلى أن

إقرأ أيضاً:

جامعة الأزهر ترفع قيمة جائزة مسابقة القراءة الحرة إلى 100 ألف جنيه

أعلن سلامة جمعة داود، رئيس جامعة الأزهر، عن عزمه رفع قيمة جائزة مسابقة القراءة الحرة في العام المقبل، لتصل إلى 100 ألف جنيه للفائز بالمركز الأول، مشيرًا إلى أن الكتب التي تجري حولها المسابقة تهدف إلى غرس القيم المجتمعية، من خلال تناول سير الأنبياء والرسل، موضحا أن حضور نسبة 75℅ من المحاضرات شرط أساسي لدخول الامتحانات.

جاء ذلك خلال جولة تفقدية لكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بالقاهرة، وكان في استقباله الدكتورة فريدة حسن، عميدة الكلية؛ حيث تفقد مدرج طالبات الفرقة الأولى شعبة «الشريعة والقانون» مرحبًا بهن في صرح من صروح جامعة الأزهر وهي كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بالقاهرة، تلك الكلية الأم التي تخرج من رحمها كليات البنات بجامعة الأزهر.

رفع قيمة جائزة مسابقة القراءة

وبحسب بيان جامعة  الأزهر، حث رئيس الجامعة، الطالبات على الجد والاجتهاد في طلب العلم، لافتًا إلى أن طلب العلم يحتاج إلى المثابرة وبذل الجهد، كما حثهن على المشاركة في جميع الأنشطة الطلابية التي تنظمها الإدارة العامة لرعاية الطلاب بجامعة الأزهر والتي تتضمن أنشطة عديدة؛ لافتًا إلى أن الإدارة العامة لرعاية الطلاب نظمت مسابقة القراءة الحرة العام الماضي وكانت قيمة جائزة المسابقة ألفين من الجنيهات، وفي هذا العام تم رفع قيمة جائزة المركز الأول إلى 25 ألف جنيه. 

توزيع الهدايا على طالبات الجامعة 

ووزع رئيس الجامعة الهدايا الرمزية على الطالبات، متمنيًا لهن التوفيق والنجاح، وأن يكن خير سفيرات للأزهر الشريف.

جاء ذلك بحضور الدكتورة هبة سعودي منسق الأنشطة الطلابية، ومحمد قاسم مدير عام رعاية الطلاب، ومنال حافظ مديرة أمن فرع البنات والمدينة الجامعية للطالبات.

 

مقالات مشابهة

  • جمعة: النبي كنز مخفي لمن أراد باب الله وعز الدنيا ومفاتيح الجنة
  • جامعة الأزهر ترفع قيمة جائزة مسابقة القراءة الحرة إلى 100 ألف جنيه
  • النائب أيمن محسب: التصعيد العسكري يضع حاضر ومستقبل المنطقة على المحك
  • هلا رشدي تحتفل بعيد ميلادها الـ 34 بإطلالة ساحرة على إنستجرام وتحقق نجاحات فنية مبهرة
  • أيمن يونس: عمر جابر يستحق التواجد مع منتخب مصر..وكولر أهدي الزمالك السوبر
  • التحاق أكثر من 17 ألف أستاذ بالمدارس بعد إنجاحهم لمحطة الإحصاء العام للسكان والسكنى
  • أيمن أبو العلا يطالب المجتمع الدولي باتخاذ اللازم لوقف التجاوزات الإسرائيلية في حق الشعب اللبناني
  • جورجينا توضح أكثر الكلمات العربية التي تستخدمها
  • مغربيتان ضمن عشرة متنافسين من سبع دول عربية على لقب قارئ العالم العربي
  • الأردنيون يقرأون أكثر من 10 ملايين صفحة خلال “ماراثون القراءة”