سواليف:
2024-09-19@11:33:09 GMT

الثبات على الحق

تاريخ النشر: 26th, March 2024 GMT

#الثبات على #الحق
م. #أنس_معابرة

اقتربنا من نصف العام في هذه الحرب الشرسة على قطاع غزة المكلوم، ارتقى فيها عشرات الآلاف من الشهداء، نسأل الله لهم القبول، وقرابة مئة الف جريح، نسـأل الله لهم الشفاء، وإلى الأمهات والآباء والأبناء الذين فقدوا ذويهم، نسأل الله لهم الصبر والسلوان.

ما زال الأبطال هناك في غزة مرابطون، على الرغم من شدة الصيام، وشدة الجوع، وشدة القصف، إلا أنهم ما زالوا يقاتلون العدو الصهيوني بيدٍ من حديد، لم تلنْ أيديهم التي تقبض على الزناد، ولا قلوبهم عن الحق الذي يعتصمون به، فهو حبل الله المتين.

في الحقيقة؛ أنا لا أخشى على هؤلاء المرابطين على الحق، الذي يقاتلون عن عقيدة ثابتة وراسخة في صدورهم، ولا على ذوي الشهداء والمصابين، فهم يعيشون في معاناة وحصار منذ أكثر من عقدين، ويتوقون إلى الحرية، ويعلمون جيداً أن ثمنها غالٍ جيداً، ولم يترددوا في دفع الثمن بأرواحهم ودماءهم.

مقالات ذات صلة مجازر الشفاء يواصلها الصهاينة في حرمة رمضان 2024/03/26

إن الخشية كل الخشية علينا نحن، الفئة التي تشاهد كل ما يجري، وتعجز عن التدخل المباشر، ولكن لدينا بعض وسائل الضغط على قياداتنا وعلى الرأي العام العالمي، وكذلك وسائل للضغط على الدول والشركات التي ترعى جيش الاحتلال الدموي، فهل ما زلنا ثابتون على الحق بعد انقضاء هذه الفترة الزمنية من الحرب؟ أما اصابنا الفتور والملل وبدأنا بالتراجع؟

إن القضية التي نتكلم عنها اليوم ليست بقضية فلسطين فقط، بل هي قضية أعم وأشمل، فهي قضية الولاء والبراء، الولاء لأهل الايمان والاسلام مهما كان موطنهم ومكانهم ولغتهم، وكذلك البراء من أعداء الإسلام مهما كانت لغتهم وعاداتهم وتقاليدهم، وحتى لو كانوا يعيشون بيننا، ويدعون انتماءهم إلى ديننا ولغتنا، وهم في الوقت ذاته يمدون أيدهم إلى الكيان الصهيوني بالمساعدات الغذائية وتوصيل الأسلحة، والدفاع عنهم في المؤتمرات الدولية، ويموّلون مشاريعه لإحكام سيطرته على قطاع غزة ونهب خيراته البرية والبحرية، ويتنكّرون لأهلهم واخوانهم الذين يتعرضون للقتل والتجويع على أيدي جيش الاحتلال الذي لا يعرف معنى الحرام.

اذا وصلتَ إلى هذا المقدار من العقيدة العميقة، عندها لا تخشى الفتور مهما طالت الحرب، فالدرب طويل مع الاحتلال الغاشم، وهذه الحرب ما هي إلا صفحة في كتاب من البطولات في مسيرة تحرير الأرض، ومقاتلة أعداء الدين وأهله، سطَره أبطال غزة لوحدهم، بينما تخاذل بقية العالم عن نصرتهم.

اذا وصلت إلى هذا المستوى من الاعتقاد، عندها لن تفتر عن مقاطعة الدول والشركات التي تدعم الاحتلال، وستتخلى كلياً عن منتجاتها، حتى لو كنت بحاجة إليها، فالأسواق اليوم عامرة بالمنتجات الوطنية البديلة، ولتذهب منتجات الدول والشركات التي تدعم الاحتلال إلى مكبات النفايات.

لقد بدأت أصوات تلك الشركات بالارتفاع بعد أن نالت المقاطعة منهم، بعضها أقفل العديد من الفروع حول العالم، وبعضها يعلن عن توقف معدلات النمو السنوية، والبعض الأخر لا يستطيع إخفاء حجم الخسائر عن المساهمين.

ولو وصلتَ إلى ذلك المستوى من الاعتقاد، ستجد أن الدعاء للمرابطين في غزة، وعلى عتبات المسجد الأقصى، وفي جنبات مدينة القدس، لهو الحد الأدنى من النصرة الواجبة علينا لهم، وهو باستطاعة كل مسلم حول العالم، مهما كانت ظروفه، ومهما حالتْ بينه وبينهم المسافات والاسوار والحدود، فالدعاء أثناء السجود قرع مباشر لأبواب السماء، والدعاء لهم قبيل لحظات الإفطار، لا يحول بينه وبين الله حائل، والدعاء لهم في قنوت قيام الليل هو رجاء ومناجاة للرب القريب الذي يسمع الدعاء ويستجيبه.

اذا أردت أن تسطّر اسمك كواحد من أبطال القضية، حاول أن تحمل هم تلك القضية عن عقيدة خالصة عميقة، لا تحمل القضية قوميةً، ولا تحملها عنصرية، ولا تحملها لنعرات طائفية ضيقة، بل اجعل كل دعوة تدعو بها لأهلك في غزة، وكل منتج تقاطعه من منتجات الدول والشركات التي تدعم الاحتلال، وكل صدقة مالية أو عينية بعثت به لأهلنا في غزة، اجعلها عبادة خالصة لوجه الله الكريم، وصادرة من قلب مؤمن بالله، وأن الله سينصر عباده المؤمنين، وسيمحق الكافرين، ولو بعد حين.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: الحق فی غزة

إقرأ أيضاً:

أستاذ علوم سياسية: مشروع قرار إنهاء الاحتلال مبادرة للتفاوض على حل القضية الفلسطينية.. ودخوله حيز التنفيذ الانتصار الحقيقي (حوار)

قال الدكتور إكرام بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية، إن دعوة الوفد الفلسطينى بالأمم المتحدة لانسحاب إسرائيل من الأراضى الفلسطينية مبادرة سياسية مثل العديد من المبادرات؛ من أجل الوساطة والتفاوض للوصول إلى حل نهائى للقضية.

وأضاف، فى حواره لـ«الوطن»، أن «نتنياهو» يراوغ لإطالة أمد الحرب فى غزة؛ لمنع تفكيك ائتلاف اليمين المتطرف وتجنب المحاكمة، وأن الحكومة الإسرائيلية تعرقل وقف إطلاق النار وإعادة المحتجزين ووصول المساعدات إلى أهالى غزة بإغلاق المعابر، مشيراً إلى أن مصر انضمت إلى جنوب أفريقيا فى دعوى مقاضاة إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية وقدمت مذكرة ومرافعة شفوية.

كيف ترى مشروع القرار الفلسطينى؟

- يأتى مشروع القرار الفلسطينى لحل الأزمة فى غزة فى ظل القرارات التى تم تعطيلها فى مجلس الأمن باستخدام حق الفيتو، والملاحقات القضائية الدولية التى لم تدخل حيز التنفيذ، والعديد من المقترحات التى لم تنفذ مثل مقترح حل الدولتين، فهناك عدة دول وافقت على إقامة دولة فلسطينية مستقلة ومنها دول أوروبية، وحتى الآن لم يتم النظر إلى المقترح لتنفيذه، لذلك فالانتصار الحقيقى لهذه القرارات يكمن فى دخولها حيز التنفيذ، وهذا المشروع له أهمية كبيرة من الجانب الفلسطينى سواء فى التعبير عن وجهة النظر السياسية أو الدبلوماسية، ولكن يبقى الأكثر أهمية هو التطبيق على أرض الواقع.

لماذا لم تستجب إسرائيل للقوانين الدولية وتوقف الحرب على غزة؟

- هناك مراوغات من الجانب الإسرائيلى لإطالة أمد الحرب فى غزة لعدة أسباب؛ منها رغبة الحكومة الإسرائيلية فى زيادة وقت الأزمة، لأن حكومة الاحتلال مدركة تماماً أن انتهاء الحرب سيؤدى إلى إجراء انتخابات مبكرة وتفكيك الائتلاف اليمينى المتطرف، ورغم ما بُذل من جهود للوساطة لوقف إطلاق النار ووقف الحرب على الأراضى الفلسطينية، فإن إسرائيل دائماً ما تضع العراقيل فى كل المطالب، وإذا نظرنا إلى وقف إطلاق النار وإعادة المحتجزين نجد عرقلة إسرائيلية واضحة ومستمرة، رغم أهمية هذا الموضوع للحكومة الإسرائيلية، وبالنظر إلى المساعدات الإنسانية نجد إسرائيل تحاول إغلاق جميع الطرق لمنع وصول المعونات إلى أهالى قطاع غزة وتغلق معبر رفح من الجانب الفلسطينى لوضع عراقيل واضحة وصريحة لإطالة أمد الحرب، وربما قد يكون فى المخطط الإسرائيلى أن تسيطر على شمال قطاع غزة ويتم تهجير جميع الأهالى إلى الجنوب لتحقيق هدفها، وهذا ما يدفعها للمراوغة وعدم إنهاء الحرب.

وماذا عن اتهامات جرائم الحرب ضد «نتنياهو وجالانت»؟

- من المفترض أن تكون هناك ملاحقات دولية للمتسببين فى جرائم الحرب، وهذه الجرائم لا تسقط بالتقادم، وهذا قد يكون أحد الأسباب التى تدفع دولة الاحتلال لإطالة أمد الحرب، وانتهاء الحرب يعنى وجود عقوبات دولية للمتسببين فى ارتكاب الجرائم على الشعب الفلسطينى، وإدانة رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف جالانت، باعتبارهما مجرمى حرب، ومحاكمتهما أمام المحكمة الدولية، وهذا الأمر يتطلب من كل دولة أن تعترف بهذا الاتهام، وتساعد فى تطبيق العقوبة اللازمة، ويجب على الدول التى يزورها «نتنياهو» أن تطبق عليه العقوبة المقررة دولياً أثناء وجوده فيها، ولكن هناك العديد من الدول لا ترغب فى تطبيق وتنفيذ هذه العقوبة، ومن الغريب أن الاجتماع السنوى الذى سيُعقد فى الأمم المتحدة لرؤساء وقادة دول العالم الأعضاء فى المنظمة الدولية، هناك أخبار مسربة أن «نتنياهو» سيحضر هذا الاجتماع، وبالتالى يجب أن يتساءل العالم: هل سيحضر «نتنياهو» هذا الاجتماع دون ملاحقة دولية وتنفيذ قرارات المحكمة الدولية أم لا؟!

لماذا لم تنفذ الدول العقوبات على رئيس الوزراء الإسرائيلى؟

- هناك العديد من الدول الأوروبية لم تنفذ العقوبات على بنيامين نتنياهو؛ لأن هذه الدول تدعم دولة الاحتلال بطريقة مباشرة وصريحة، وقد يكون هناك عامل آخر هو التخوف من الضغوط الأمريكية والحفاظ على علاقتها السياسية الطيبة مع دولة الاحتلال، وبالتالى لا تلجأ هذه الدول إلى تنفيذ العقوبات التى فرضتها محكمة العدل الدولية.

هل هناك دعاوى قضائية تُقدم إلى «العدل الدولية» لملاحقة الاحتلال على جرائمه؟

- هناك العديد من القضايا قُدمت، وكان منها دعوى من جنوب أفريقيا إلى محكمة العدل الدولية لمقاضاة إسرائيل على جميع جرائمها التى ارتكبتها فى قطاع غزة، وانضمت إلى جنوب أفريقيا العديد من الدول، وقدمت مصر مذكرة ومرافعة شفوية أمام محكمة العدل الدولية، ولكن المكسب فى النهاية هو دخول هذه الدعاوى بالفعل حيز التنفيذ.

مقالات مشابهة

  • رابطة العالم الإسلامي ترحِّبُ باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارًا يُطالِب بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين
  • «الوطني الفلسطيني» يدعو المجتمع الدولي للتعامل بشكل عملي مع القرارات الأممية التي تدعم القضية الفلسطينية
  • رابطة العالم الإسلامي ترحب بقرار الأمم المتحدة المطالب بإنهاء الاحتلال في فلسطين
  • الصحة ترد على جدل “علاج الأورام”: سنحقق في القضية، والشركات الموردة مسجّلة منذ 2014
  • في ذكرى مولده صلى الله عليه وسلّم.. لا قُدّسَت أمةٌ لا يأخذُ الضّعيف فيها حقّه غير مُتعْتَع
  • اللواء نصر سالم يكشف لـ «الأسبوع» كيف فجرت إسرائيل أجهزة البيجر التي يستخدمها حزب الله؟
  • أستاذ علوم سياسية: مشروع قرار إنهاء الاحتلال مبادرة للتفاوض على حل القضية الفلسطينية.. ودخوله حيز التنفيذ الانتصار الحقيقي (حوار)
  • مقال بنيويورك تايمز: القضية التي أصبح فيها أقصى اليمين الإسرائيلي تيارا سائدا
  • بالفيديو|سنجر: الرئيس السيسي يدعم القضية الفلسطينية من قبل أحداث 7 أكتوبر
  • دعاء زهران: القضية السكانية واحدة من أهم التحديات التنموية التي تواجه الدولة المصرية