قالت الكاتب والمحلل الإسرائيلي، كوبي ميخائيل، إنه بسبب الخلافات الكبيرة بين السلطة الفلسطينية وحركة فتح من جهة، وحركة حماس من جهة أخرى، فإن الحل لإدارة غزة هو إدارة عسكرية إسرائيلية مؤقتة.

ولفت في مقال له على صحيفة "نظرة عليا" إلى أنه من غير المرجح أن تتمكن السلطة الفلسطينية من التنفيذ الفعال لأي تفويض تحصل عليه في غزة.

وعلى نحو مماثل، فإن استمرار حكم حماس ليس خياراً أيضاً. وبما أنه لا يوجد نظام إقليمي أو دولي مستعد لتحمل مسؤولية إدارة وإعادة إعمار غزة، ونتيجة لذلك، فإن إسرائيل مضطرة بشكل متزايد إلى التفكير في إنشاء إدارة عسكرية مؤقتة في القطاع.

ولفت إلى أن قرار رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بتعيين محمد مصطفى رئيساً للوزراء، بعد استقالة محمد اشتية، لم يكن مفاجئاً. ففي نهاية المطاف، محمد مصطفى هو نسخة أخرى من محمد اشتية؛ في الواقع، قام عباس باستبدال زميل بآخر. وكلاهما عضو في فتح، في حين أن مصطفى عضو في المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية ومستشار اقتصادي لعباس. ويرى الجمهور الفلسطيني أنه متورط في الفساد المالي لعباس وأفراد عائلته، على حساب المجتمع الفلسطيني واقتصاده.

وقد قبلت دائرة المقربين من عباس – كبار أعضاء فتح الذين هم جزء من القيادة الخارجية والذين جاءوا إلى الضفة الغربية وقطاع غزة بعد اتفاقيات أوسلو – مصطفى، وهو أحد رموز القطيعة بين هذه القيادة، المتهمة بالفساد، وبين الجمهور الفلسطيني، بحسب تعبيره.




وأشار إلى أنه "أثار تعيين مصطفى غضب حماس والتنظيمات الفلسطينية الأخرى، وخاصة جبهات المقاومة؛ لكن الصراع بين فتح وحماس طغى على كل شيء آخر. وعارضت حماس التعيين، مدعية أن هذه الخطوة غير ديمقراطية وتؤدي إلى عزل حماس وقطاع غزة. وفي رد شديد اللهجة، اتهمت فتح حماس بأنها وكيل إيراني وأنها تسببت للشعب الفلسطيني بكارثة أسوأ من نكبة عام 1948".

وتابع كاتب المقال بأن العداوة بين فتح وحماس، والتي تمتد جذورها إلى خلافات إيديولوجية، تتمحور حول التنافس على قيادة النضال الوطني الفلسطيني. وفي الوقت الراهن، فإن ما تعتبره حماس حرب تحرير وطني على نطاق تاريخي، مقارنة بانتصار صلاح الدين على الصليبيين، تعتبره فتح كارثة وطنية أسوأ من نكبة عام 1948.

وتبذل حماس كل جهد ممكن للحفاظ على سيطرتها على الأرض الفلسطينية المحتلة. قطاع غزة وتعزيز سلطته المدنية، حتى في المناطق التي استولى عليها الجيش الإسرائيلي بالفعل في شمال غزة، بهدف إقناع السكان المحليين بأن ذلك لا يزال خيارًا قابلاً للتطبيق لليوم التالي للحرب، كما جاء في المقال.

وقال إن عباس يريد أن يبدو مصمماً على عدم مكافأة حماس على تنفيذ هجوم 7 تشرين الأول/أكتوبر، وعدم السماح لها بالبقاء كقوة سياسية شبه دولة في الساحة الفلسطينية.

وفي هذا السياق، تم تسمية ماجد فرج، رئيس المخابرات العامة والمستشار الأمني المقرب لعباس، كشخص يمكن أن يقود المهمة. فرج، الذي يتمتع بثقة أبو مازن والإدارة الأمريكية، ويحظى بتقدير المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، هو أيضاً عدو لدود لحماس.



وماجد فرج، على الرغم من اعتباره محترفًا وعمليًا وبعيدًا نسبيًا عن النشاط السياسي، غير قادر أيضًا على معالجة التحديات الأمنية بشكل فعال في المناطق الخاضعة لمسؤولية السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية. وبدون نشاط جيش الدفاع الإسرائيلي في البلدات الفلسطينية ومخيمات اللاجئين، فمن الواضح أن حماس كانت قد أكملت سيطرتها على السلطة الفلسطينية. ولذلك، فمن غير الواضح كيف يمكن لشخص لم ينجح في مهمة أقل تعقيدًا في الضفة الغربية أن يتمكن من فرض السيطرة الأمنية والمدنية في الظروف الفريدة والمعقدة لقطاع غزة، خاصة في أوقات الحرب وما بعدها.

ولن يكون أي كيان عربي أو دولي أو إسرائيلي على استعداد للاستثمار في إعادة إعمار غزة طالما ظلت حماس محتفظة بأي سيطرة. بالإضافة إلى ذلك، فإن العداء المستمر بين فتح وحماس، طالما احتفظت حماس بالسيطرة الفعلية على القطاع، يعني أنه حتى لو تم التوصل إلى وقف لإطلاق النار وتم إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين الذين تحتجزهم حماس، فلن يكون من الممكن البدء بعملية التسوية. مساعدة المدنيين وإعادة بناء غزة، بحسب المقال.

وختم بأنه "في ضوء الوضع الحالي، يتم الدفع بإسرائيل نحو إنشاء إدارة عسكرية مؤقتة في غزة. وذلك لأنه لا توجد بدائل قابلة للتطبيق. حماس ليست خيارا، وعودة السلطة الفلسطينية إلى القطاع غير واقعية، وليس هناك كيان إقليمي أو دولي مستعد للتحرك".

ولذلك، يتعين على إسرائيل، بحسب الكاتب، أن تعلن عن تشكيل إدارة عسكرية مؤقتة في شمال قطاع غزة، حيث يوجد عدد قليل نسبياً من السكان وحيث البنية التحتية الضعيفة لحماس. وقد يمتد ذلك إلى أجزاء أخرى من القطاع حسب التطورات المستقبلية.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الإسرائيلي غزة إسرائيل احتلال غزة طوفان الاقصي صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة السلطة الفلسطینیة

إقرأ أيضاً:

تصعيد إسرائيلي.. خطط عسكرية لضربات واسعة النطاق في اليمن

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أفادت تقارير إعلامية حديثة بأن إسرائيل تدرس بشكل جاد توسيع نطاق عملياتها العسكرية في اليمن، استجابةً للتصعيد الأخير في الهجمات المنسوبة إلى الحوثيين.

وذكرت المصادر أن الخطط المطروحة تتضمن هجمات أكثر شمولية تهدف إلى استهداف مواقع متعددة في أنحاء مختلفة من البلاد.

ووفقًا للتقارير، تقوم الجهات العسكرية الإسرائيلية حاليًا بمراجعة وتحديث استراتيجياتها العملياتية، بما يشمل تعزيز قائمة الأهداف المقررة وتنسيق الجهود بين سلاح الجو ووحدات العمليات البرية والبحرية.

ويأتي هذا التوجه في أعقاب تصاعد الهجمات المنفذة من قبل الحوثيين، والتي تضمنت إطلاق صواريخ بعيدة المدى خلال الأيام الأخيرة.

وفي تصريحات نُسبت إلى أحد المسؤولين الإسرائيليين البارزين، تم التأكيد على أن التطورات الأخيرة دفعت باتجاه ضرورة التحرك الحاسم، حيث اعتُبرت الهجمات بمثابة تصعيد كبير يتطلب ردًا أكثر قوة وفاعلية لضمان الحد من هذه التهديدات المتزايدة.

وخلال جلسة أمام الكنيست، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن إصدار تعليمات واضحة للجيش الإسرائيلي لتنفيذ عمليات تهدف إلى القضاء على مواقع الحوثيين التي تُستخدم كمنصات لشن هجمات.

وأكد أن الهدف من هذه الخطوة هو منع أي تهديد مستقبلي يطال إسرائيل.

وأشار نتنياهو إلى أن الجيش الإسرائيلي سيستخدم جميع الوسائل المتاحة لضمان حماية أمن البلاد، مؤكدًا أن أي جهة تحاول استهداف إسرائيل ستواجه ردًا قويًا وحاسمًا. 

كما شدد على أن العمليات العسكرية ستتواصل حتى تحقيق الأهداف المرجوة، مهما تطلب الأمر من وقت وجهد.

وفي سياق حديثه، وصف نتنياهو هذه العمليات بأنها جزء من استراتيجية أوسع لمواجهة التحديات الأمنية المتصاعدة في المنطقة. وأعرب عن ثقته في قدرة الجيش الإسرائيلي على تنفيذ هذه المهام بدقة وكفاءة.

مقالات مشابهة

  • تشكيل قوات عسكرية..السعودية تثير الفوضى بحضرموت
  • أمن السلطة الفلسطينية تلقي القبض على عدد من العناصر في جنين
  • تصعيد إسرائيلي.. خطط عسكرية لضربات واسعة النطاق في اليمن
  • حماس تدين انتهاكات السلطة الفلسطينية وخطاب التحشيد المجتمعي ضد المقاومة
  • أمن السلطة الفلسطينية يداهم مناطق في جنين بحثا عن عناصر تابعة للمقاومة
  • فتح تنعى ضابطا في السلطة الفلسطينية.. قُتل في مواجهات جنين
  • الأولمبية العراقية تحلّ إدارة نادي الصناعة وتشكل مؤقتة برئاسة حيدر ناصر
  • القضية الفلسطينية أمام مخاطرالتصفية.. قراءة في كتاب
  • عاجل | سموتريتش: إطلاق سراح مئات الإرهابيين القتلة أصبح مفهوما ضمنا ولكن علينا إدراك أنه يعني بناء قيادة حماس من جديد
  • WP: السلطة الفلسطينية تسعى لدور في غزة وتواجه مسلحين في الضفة الغربية