عقد الجامع الأزهر،اليوم الثلاثاء، فعاليات ملتقى العصر "باب الريان"، تحت عنوان" أثر الإيمان في تقدم المجتمعات وتحقيق الأمن المجتمعي"، بحضور الدكتور محمد صلاح حلمي، رئيس قسم أصول الفقه بكلية الشريعة والقانون بالقاهرة ، والشيخ زكريا متولي، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، وأدار الملتقى الدكتور أحمد عبدالله، الباحث بالجامع الأزهر الشريف.

ملتقى رمضانيات نسائية بالجامع الأزهر: الحياء من أفضل الأخلاق وأجلها وأعظمها ملتقى الظهر بالجامع الأزهر: الإيجابية كانت سببًا في خيرية الأمة الإسلامية

في بداية اللقاء، قال الدكتور أحمد عبد الله، الباحث بالجامع الأزهر، إن الإيمان بالله تعالي هو صمام الأمن والأمان لدى الفرد والمجتمع، موضحا أن  الإيمان به سبحانه وتعالي،يجعل الإنسان يعيش في أمن وسكينة واطمئنان، مبينا أن الله تعالى خص الإسلام بالأعمال الظاهرة، كالشهادتين والصلاة والزكاة والصيام والحج وغيرها، والإيمان بالأعمال القلبية التي لا يطلع عليها إلا الله، وهي كالإيمان بالله والملائكة واليوم الآخر بما فيه من حساب وصراط وميزان وجنة ونار وغير ذلك؛ لذلك قيد الله الإيمان بأنه لا يكون إلا بالغيب؛ قال تعالي: {الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ}.

وأضاف الباحث بالجامع الأزهر أن درجات الإيمان  ثلاثة: درجة علم اليقين؛ ودرجة عين اليقين؛ ودرجة حق اليقين. فالأولى: علم اليقين؛ أي أن الله أعلمنا عن طريق الوحي بالغيبيات كالموت والبعث والحساب والجنة والنار وغير ذلك مما هو غيب. والثانية درجة العين: وهي أن ترى ذلك أمامك بالعين المجردة. والثالثة: درجة الحق؛ وهي أن تجرب ذلك بنفسك وتتنعم بنعيم الجنة وتأكل من ثمارها؛ أو تُعذب في النار بصور العذاب.

من جانبه، أوضح الدكتور محمد صلاح حلمي، رئيس قسم أصول الفقه بكلية الشريعة والقانون بالقاهرة، أن من أصول أهل السنة أن الإيمان قول وعمل، وأنه يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية، وأن الناس عندما يزداد إيمانهم يصلون لدرجة أن الملائكة تصافحهم في الطرقات، مؤكدا أنه عندما يزيد الإيمان ستقل معدلات الجريمة، كما أن الحب والتعاون على البر والتقوى سيكونان شعار المجتمع عندما يرتقي الناس في مقامات الإيمان، داعيا المسلمين إلى البحث عن أماكن زيادة الإيمان ومجالسة الصالحين، وأن يكون الإنسان كما قال الله ( واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه).

الإيمان هبة من الله تعالى فطر الإنسان عليها

وقال الشيخ زكريا متولي، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إن الإيمان هو هبة من الله تعالى، فطر الإنسان عليها، ينهل منها الإنسان ما ينعكس على سلوكه فيسير في الأرض كأنه قرآنا وإيمانا يمشي عليها، وهو كالشجرة أصلها ثابت في القلب وأغصانها باسقة على صاحبها، وثمارها تغذي روحه وجسده،حتى قال الرسول صلى الله عليه وسلم " ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربا وبإلإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا" ، موضحا أن الإيمان لفظ قرآني في المقام الأول، ومن أكثر الألفاظ ورودا في القرآن الكريم، حيث ذكر أكثر من خمسمائة مرة، وجاء على عدة معان، فجاء بأنه مطلق التصديق، كما في قوله تعالى " وما أنت بمؤمن لنا ولو كنا صادقين"، وجاء كذلك بمعنى التوحيد، وجاء بمعنى الصلاة، وبمعنى الإيمان الشرعي الذي هو تصديق بالجنان ونطق باللسان، وعمل بالجوارح والأركان، مؤكدا أن الإيمان وإن كان محله القلب، إلا أن أثره لابد أن ينعكس على سلوك الإنسان، حيث يكون الإيمان الصحيح والعمل الصالح أمران متلازمان لا يفترقان، كما أن أثر الإيمان الصالح يدفع الإنسان إلى العمل، ينطلق في الدنيا وكأنه شعلة تبث الحياة في كل أرجاء الأرض،فالمؤمن لا يتكاسل ولايكون عالة على غيره، يعمل وإن كانت ثمرة عمله لا ترجع إليه، حتى وإن تيقن أن ثمرة عمله لن تأتيه.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الجامع الأزهر ملتقى العصر اثر الايمان تقدم المجتمعات الأمن المجتمعي كلية الشريعة والقانون الأزهر بالجامع الأزهر

إقرأ أيضاً:

الدكتور علي جمعة: منكروا السنة يسعون في الحقيقة لهدم الدين

 عقد جناح الأزهر الشريف بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 56،اليوم الجمعة، ندوة بعنوان "القرآنيون.. لماذا أنكروا السنة؟"، شارك فيها  أ.د/ علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، أ.د/ محمد الضويني وكيل الأزهر الشريف،  أ.د/ محمد عبد الدايم الجندي، أمين عام مجمع البحوث الإسلامية، وأدارها الإذاعي القدير أ/ سعد المطعني.

قال فضيلة الأستاذ الدكتور على جمعة، عضو هيئة كبار العلماء، إن الندوات الحوارية الأزهرية "سنة حميدة" سنها فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، الذي يعد أكبر المعارض في العالم العربي والإسلامي، مؤكدًا أن مصر لها القيادة والريادة في العلوم بأزهرها وعلومها وشيوخها وتراثها.

وأوضح عضو "كبار العلماء"، أن إنكار السنة بدأ بطرق ومراحل مختلفة منذ عصر الخوارج، وهم من نسميهم «النابتة»، مبينا أنهم لم ينكروا السنة بالكيفية التي ينكرها بها القرآنيون الآن، حيث أنهم مع إنكارهم للسنة تمسكوا بالإجماع وتشددوا في الدين، ثم بعد ذلك تم القضاء على الخوارج سنة ٨٢ ه‍، وظللنا لا نسمع عنهم حتى القرن الرابع الهجري، حين ظهرت نابتة منهم في المغرب وقُضي عليها، ثم خرجت منهم بوادر أخرى في القرن الثالث عشر الهجري، لكنهم أيضا لم يكونوا على حد أولئك الموجودين الآن.

وأضاف الدكتور علي جمعة أن القرآنيون يمكن تقسيمهم من ناحية إنكارهم للسنة إلى طائفتين، «طائفة مع إنكارها لم تخرج عن الإسلام»، وذلك لعدم إنكارهم للإجماع، و«طائفة أخرى خرجت عن الإسلام»، لأنهم أنكروا السنة بالإضافة إلى جميع المصادر، موضحًا أن إنكار السنة بدأ في العصر الحديث منذ الاحتكاك بالاحتلال الانجليزي في الهند.

وبيّن الدكتور علي جمعة، أن من أبرز أسباب إنكار السنة، هي الصدام عند عدم التهيؤ، وعدم القدرة على الرد على الشبهات، والخلل العقلي والنفسي، والهوى، والجهل بصحيح الدين وبما فعله المسلمون الأوائل للحفاظ على السنة النبوية المشرفة، مؤكدًا أن هؤلاء المنكرون هم في الحقيقة يريدون هدم الدين وليس إنكار السنة، لكنهم لو صرحوا بذلك سرعان ما يفشلون فشلاً تامًا، مشددًا على أنه من الواجب علينا أن ندرب أبنائنا على التوثيق ونمكنهم من اللغة ونربيهم على الأخلاق حتى نستطيع تحصينهم من الانسياق خلف تلك الدعاوي الهدامة.

الضويني: الأزهر الشريف سيظل منبعًا للعلم والعطاء يحمي السنة ويحصن عقول الأمة من الانحرافات الفكرية

وخلال مشاركته بالندوة، وجه فضيلة الأستاذ الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر الشريف رسالة طمأنينة للشباب حول العالم، بأن الأزهر الشريف هو الحارس الأمين للسنة النبوية المطهرة ويقف بالمرصاد لمن يحاولون هدم صحيح الدين الإسلامي، مؤكدًا أن رسالة الأزهر الشريف تقوم على الاهتمام بكتاب الله وسنة رسوله الكريم دون تفريط أو إقصاء، ويفد إلى الأزهر الآلاف لينهلوا من علم الأزهر ورسالته التي تخدم الشريعة الإسلامية؛ وهناك علماء بالأزهر الشريف يدَّرسون علمه النافع في أروقة الأزهر وكلياته النظرية والعلمية، ويوثقون العلم وينقلونه من جيل إلى جيل ليحصنوا علومه الأصيلة من عبث العابثين وإنكار المنكرين، وهناك استنباط وتحصين مستمر للأحكام الشرعية وعلوم القرآن في كليات الشريعة والقانون، بهدف نشر الوعي التام بكتاب الله تعالى وهدى النبي الكريم مؤكدًا أن الأزهر الشريف سيظل منبعًا للعلم والعطاء يحمي السنة ويدافع عنها ويحصن عقول الأمة من الانحرافات الفكرية وعبث المنكرين.

من جانبه أكد الدكتور محمد الجندي، أمين عام مجمع البحوث الإسلامية، على أن القرآنيون تركوا السنة واخترعوا إطروحات مضللة ومزيفة تحاول إسقاط دور السنة في الحياة والإنسانية كلها، مطالبًا بضرورة حماية الشباب من المخاطر الفكرية من خلال تعزيز الوعي وتوطيد الصلة بين العلم والتلقي الصحيح وصحة السند، موضحًا أن الأزهر الشريف يُحصّن الشباب فكريًا من خلال تقديم علم وسطي نافع بأسانيد صحيحة، ويركز على ضرورة تحصين عقولهم ضد الغزو الفكري باستخدام برامج فكرية تحميهم من التلوث الفكري، كما شدد أمين عام مجمع البحوث الإسلامية، على أهمية التعليم  والتدبر في حماية الوعي من الفيروسات الفكرية في عصر التكنولوجيا، مؤكدًا أن القرآن الكريم وسنة النبي صلى الله عليه وسلم هما المصدران الرئيسيان للعلم والتوجيه، ولا يجب إنكار أحدهما.

وأضاف الجندي أن القرآن الكريم لا يحتوي على أي تفريط، وجاء مؤكدًا على أهمية السنة النبوية وعدم إنكارها، لأن إنكار السنة يعني إنكار القرآن، واتباع السنة هو اتباع للقرآن الكريم وأحكامه، فالسنة هي المصدر الثاني للتشريع بعد القرآن، وقد عمل أهل السنة على تحصين العقول من خلال اتباع هدي النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، حيث تعلمنا  السنة مناسك الدين وتفصل القرآن الكريم، ويجب على الجميع محاربة التيارات  الحداثية التي تسعى لتطبيق أفكار غريبة تهدف إلى هدم الدين، وتقديم تفسيرات مغلوطة للعلماء، في حين أن السنة تفسر وتوضح القرآن بإجماع العلماء، وتفصل أحكامه، مؤكدًا أن الابتعاد عن السنة يؤدي إلى التخبط الفكري والضلال وهدم المجتمعات.

ويشارك الأزهر الشريف - للعام التاسع على التوالي- بجناحٍ خاص في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 56 وذلك انطلاقًا من مسؤولية الأزهر التعليمية والدعوية في نشر الفكر الإسلامي الوسطي المستنير الذي تبنَّاه طيلة أكثر من ألف عام، ويقع جناح الأزهر بالمعرض في قاعة التراث رقم "4"، ويمتد على مساحة نحو ألف متر، تشمل عدة أركان، مثل قاعة الندوات، وركن للفتوى، وركن الخط العربي، فضلًا عن ركن للأطفال والمخطوطات.

مقالات مشابهة

  • علي جمعة: الإيمان بالقدر خيره وشره من أهم مظاهر الرضا بالله ربا وحاكما
  • وكيل الأزهر يشارك في حفل تخريج دفعتين لطب الأزهر بدمياط
  • وكيل الأزهر للأطباء الجدد: اسعوا للحصول على شهادة من الله بخدمة الناس ونفعهم
  • علي جمعة: قبول القدر خيره وشره من أهم مظاهر الإيمان بالله
  • بالفيديو.. باحث بمرصد الأزهر: المعجزات ليست خوارق عقلية بل خوارق عادات
  • الدكتور علي جمعة: منكروا السنة يسعون في الحقيقة لهدم الدين
  • الإيمان وتأثيره العميق في سلوك الإنسان .. رحلة التغيير الداخلي
  • علي جمعة: الإيمان بالغيب ونعيم وعذاب القبر من ركائز الإيمان
  • ملتقى الجامع الأزهر: الإسراء والمعراج رحلة تكريم من الله وتثبيت للرسول في مواجهة الشدائد
  • صنعاء.. فعالية بالجامع الكبير بذكرى الإسراء والمعراج واستمرار نصرة المسجد الأقصى وغزة