فلوريدا تقر قانونا يقيد استخدام القصَّر وسائل التواصل الاجتماعي
تاريخ النشر: 26th, March 2024 GMT
وقّع حاكم ولاية فلوريدا رون دي سانتيس -أمس الاثنين- على قانون يهدف إلى تقييد وصول القصر الذين تقل أعمارهم عن 16 عاما إلى شبكات التواصل الاجتماعي، في ظل القلق المتنامي من تأثير المنصات على الشباب في الولايات المتحدة، حسب ما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.
وينص القانون، الذي يدخل حيز التنفيذ يناير/كانون الثاني المقبل في هذه الولاية الواقعة جنوب شرقي الولايات المتحدة، على أن من دون 14 عاما لن يتمكنوا من فتح حساب على أي من شبكات التواصل الاجتماعي.
وقال الحاكم الجمهوري في أثناء توقيعه على النص: "نحاول مساعدة الأهل على التعامل مع ملف شائك للغاية".
ورحب رئيس مجلس النواب في فلوريدا بول رينر، وهو الداعم الرئيسي للمشروع، باعتماد القانون.
وقال: "نعلم… أن عدد الجرائم المرتكبة ضد الأطفال على وسائل التواصل الاجتماعي أكبر من أي مكان آخر"، مضيفا "نعلم أيضا أن وسائل التواصل الاجتماعي لها تأثير مدمر على الصحة العقلية لأطفالنا".
وتحدد معظم المنصات الحد الأدنى للسن لفتح الحساب عند 13 عاما، ولكن من السهل التحايل على هذه القاعدة.
ويقول بعض منتقدي القانون إن الأمر متروك للأهل، وليس السلطات، لمراقبة استخدام أطفالهم وسائل التواصل الاجتماعي.
ويشعر آخرون بالقلق بشأن احتمال انتهاك التعديل الأول للدستور الذي يضمن حرية التعبير.
وتجاهل بول رينر هذه الحجج، قائلا إن المنصات تتسبب في إدمان مؤذ للمستخدمين القصر. وقال "إن الاطلاع الدائم والإعجابات والقلوب التي تثير الحماس" لدى المستخدمين "تشجع على البقاء على الإنترنت لفترة أطول".
وكان رون دي سانتيس -وهو مرشح خاسر في السباق على ترشيح الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية المقبلة- قد رفض مشروع قانون آخر يحظر استخدام الشبكات لمن تقل أعمارهم عن 16 عاما، بحجة أن النص لم يأخذ في الاعتبار بشكل كاف رغبات الأهل.
وقد قال الحاكم مرارا وتكرارا إن الأهل يجب أن تكون لديهم سيطرة أكبر على القرارات المتعلقة بأبنائهم، وخصوصا في المسائل التعليمية.
في فلوريدا، كما هي الحال في ولايات أخرى، سعى المشرعون إلى منح الأهل تأثيرا أكبر في المجالات التي تعد مثيرة للجدل، مثل حصص التدريس بشأن الموضوعات المتعلقة بالتوجه الجنسي والهوية الجنسية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ حريات وسائل التواصل الاجتماعی
إقرأ أيضاً:
المبتعثون يحيون مظاهر العيد السعيد ويحملون الوطن في قلوبهم
يتشارك عدد من الطلبة العمانيين المبتعثين في الخارج تجاربهم الشخصية في الاحتفال بعيد الفطر بعيدًا عن وطنهم، حيث يعبّرون عن مشاعر الحنين للوطن وأجواء العيد التي يغمرها الدفء والتجمعات العائلية. وقد عبروا لـعمان" عن كيفية محاولاتهم لإحياء مظاهر العيد من خلال التواصل مع الأهل، والتحضير للأطعمة التقليدية، والاحتفال مع أصدقائهم في الخارج.
تحدث صالح بن عيسى العبدلي، طالب لغة في معهد كابلان بمدينة مانشستر، عن تجربته الشخصية في الاحتفال بالعيد فقال: "العيد في عُمان له نكهة خاصة، حيث يُعتبر يومًا يجتمع فيه الأهل والأصدقاء، وتكتمل الفرحة بلقاءات العائلة حول المائدة العمانية التي لا تخلو من الأطعمة الشهية". وأوضح العبدلي أنه في هذا العام ورغم البعد عن الوطن، كان حريصًا على المشاركة في بعض شعائر العيد، قائلًا: "حرصت على أداء صلاة العيد مع مجموعة من الشباب العمانيين في مدينة مانشستر، وشاركنا في تجميع الفوالة، وهي عادة لا يمكن الاستغناء عنها في أي عيد عُماني".
وأضاف أن هذه التجمعات، على الرغم من أنها تُخفف من شعور الغربة، إلا أنها لا تعوض عن الروح العمانية التي يغذيها العيد في الوطن.
وأشار إلى أنه في أول أيام العيد، حاولوا تحضير الأطعمة العمانية التقليدية مثل "العرسية" و"الهريس"، لكنه أشار إلى أن النكهة كانت تفتقر إلى تلك التي اعتدنا عليها في عُمان. وقال: "رغم محاولاتنا لإعادة تحضير الأطباق العمانية، فإن الطعم الذي يحمله الطعام من يد الوالدة لا يمكن مقارنته بأي مكان آخر، وهذا هو ما يجعل العيد في عُمان مميزًا".
وأضاف العبدلي أنه خلال تواصله مع عائلته عبر المكالمات والرسائل، يشعر بالشوق العميق للوطن. قائلاً: "ومع متابعة ستوريات الأهل والأصدقاء في عُمان على وسائل التواصل الاجتماعي، يزداد الشوق والألم، مما يجعلني أدرك كيف أن العيد في عُمان ليس مجرد يوم احتفالي، بل هو يوم مليء بالروح الجماعية والمشاركة التي لا يمكن تقليدها في الغربة".
وفي رسالة للمبتعثين، قال العبدلي: "العيد في الغربة لا يمنعنا من محاولة إبقاء الروح العمانية حية في قلوبنا، ويجب أن نخلق أجواء العيد مع من حولنا، مهما كانت المسافات بعيدة والعيد مع الأهل هو أغلى ما في الدنيا، ولذا من المهم أن نخلق تلك الأجواء مهما كانت الظروف". واختتم العبدلي رسالته لأهله في عُمان قائلاً:"مهما طال البعد، تبقى محبتكم في القلب، والعيد من دونكم لا طعم له. ولكن وجودكم في كل اتصال ورسالة يعطينا شعورًا بالراحة والسكينة".
الشوق للوطن
ومن لندن، ينقل أحمد المياحي، رئيس جمعية الطلبة العمانيين في لندن وطالب بجامعة ريدينج، صورة مليئة بالحنين. ويرى أن العيد في الغربة له طعم مختلف، إذ يفتقد تفاصيل العيد التي تربى عليها، من لمة الأهل، وزيارات الأقارب، والوجبات التقليدية من "عرسية ومقلاي وشواء ومشاكيك"، إلى "العيود" والنزهات في ربوع الوطن. وتحدث المياحي قائلًا: "رغم هذا البعد، لم يتخلَ المبتعثون عن فرحة العيد، حيث نظمت الجمعية تجمعًا بسيطًا للاحتفال بالعيد في حديقة الهايد بارك بلندن، حمل كل معاني الألفة، حيث اجتمع الطلبة بعد الصلاة لتبادل التهاني وتناول القهوة العمانية والحلويات.
العادات العمانية
وفي حديثها عن أول تجربة عيد لها خارج سلطنة عُمان، وصفت خلود بنت راشد العميرية، الطالبة المبتعثة بجامعة محمد الخامس بالمملكة المغربية تخصص قانون عام، التجربة بأنها جديدة، رغم أنها لم تختلف كثيرًا عن الأجواء بحكم وجودها في بلد عربي، إلا أن الفارق كان في البعد عن الأهل، معبرةً عن افتقادها للمة العائلة، والأكلات العمانية مثل الشواء والحلوى. وترى العميرية أن للعيد في الخارج طابعًا خاصًا، وفيه أجواء تقليدية مغربية تضفي عليه نكهة مختلفة.
وتحدثت خلود عن محاولتها تعريف أصدقائها المغاربة بالعادات والتقاليد العمانية من خلال الصور ومقاطع الفيديو، وتعرفهم على الأطباق التقليدية، وقضاء وقتها معهم بطريقة تُحاكي التجمعات العائلية. ورغم بساطة الاحتفال، إلا أن الهدف الأساسي بالنسبة لها هو الإحساس بفرحة العيد. بالإضافة إلى أنها فضلت قضاء العيد مع الأصدقاء للتعرف على عادات الدول الأخرى، مشيرة إلى كرم أهل المغرب وسعيهم لمشاركتها الأجواء العائلية وإدخال الشعور بالعيد إلى قلبها.
أما عن الطهي، فأوضحت أن العرسيّة العمانية من أهم الأطباق التي تعدها، مؤكدة على توفر المكونات في الأسواق المغربية. لكنها ترى أن طعم الأكل في الغربة يحمل طابع الشوق، بينما في الوطن له طعم اللقاء العائلي والدفء. وتطرقت العميرية إلى آلية التواصل مع الأهل، حيث يتم عن طريق الاتصال المرئي، مشيرةً إلى أن الاختلاف في فارق التوقيت لا يؤثر على مشاركة الفرحة، حيث تقضي وقتها مع الأصدقاء لتخفيف الشعور بالغربة، معتبرة وجود الأهل نعمة تستحق الشكر. وتضيف أن من أهم الدروس التي تعلمتها هو محاولة خلق أجواء العيد رغم البُعد، وتعريف الناس بالعادات العمانية. ونصحت بمحاولة التأقلم والتعرّف على أصدقاء من جنسيات مختلفة، ليصبح العيد فرصة للتبادل الثقافي وتجربة لا تُنسى.
طابع خاص
ورغم بُعد المسافة وغياب الأهل، عبّر مناف بن سالم المصلحي، رئيس جمعية الطلبة العمانيين في نوتنجهام، طالب بكالريوس في تخصص الذكاء الاصطناعي في جامعة نوتنجهام عن طابع عيد الفطر في الخارج، قائلاً: "لعيد الفطر في الغربة طابعٌ خاص يمزج بين الحنين والامتنان". وأضاف: "بينما نفتقد رائحة القهوة العمانية وصوت التهاني في البيوت، نجد في لقاءاتنا مع الأصدقاء وجمعياتنا الطلابية دفئًا مختلفًا، يعيد لنا شيئًا من روح العيد". وأشار المصلحي إلى أن العيد في الغربة ليس مجرد مناسبة، بل هو تجربة يختبرها المبتعثون بقلب ممتن، قائلاً: "نخلق فيها ذكريات جديدة، ونصنع من البعيد وطنًا مؤقتًا مليئًا بالمحبة والفرح".