أماني: نأسف لغياب أي تحرك فاعل ممن يعتبرون القضية الفلسطينية قضيتهم
تاريخ النشر: 26th, March 2024 GMT
أطلقت سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في بيروت، بالتعاون مع "لجنة دعم المقاومة في فلسطين"، السلة الرمضانية السنوية التي توزعها على أبناء الشعب الفلسطيني في كل المخيمات الفلسطينية في لبنان، خلال احتفال أقامته في باحة القنصلية الإيرانية - بئر حسن.
وقال السفير الايراني مجتبى أماني : "في أجواء هذا الشهر الفضيل، وعلى أعتاب "يوم القدس العالمي"، نجتمع اليوم لتقديم السلّة الرمضانية السنوية إلى أهلنا وإخواننا من أبناء الشعب الفلسطيني في مخيمات لبنان.
اضاف: "هي أيضاً، مناسبة للتأكيد على التضامن الكامل لشعبنا في الجمهورية الإسلامية الإيرانية مع أهلنا وإخواننا في قطاع غزة، الذين يتعرضون منذ أكثر من 170 يوماً إلى إبادة جماعية وأبشع المجازر وأكثرها دموية على مر التاريخ، راح ضحيتها حتى الآن ما لا يقل عن 32 ألف شهيد وعشرات آلاف الجرحى والمفقودين".
وأعرب عن "الأسف العميق لغياب أي تحرك فاعل من الذين كانوا يعتبرون أنفسهم أن القضية الفلسطينية قضيتهم، لوقف الحرب المدمّرة على قطاع غزة".
وقال: "هذا الصمت المُطبق والمُريب يؤلم قلوبنا ويُشعرنا بالأسى، ويدفعنا للتساؤل: إلى متى سيدوم عدم الاكتراث إلى أنين النساء والاطفال والمظلومين؟ ولماذا هذا التقاعس من مجلس الأمن وسائر المنظمات الدولية المسؤولة عن القيام بدورها لوقف هذه المأساة الإنسانية ومواجهة سياسة المجاعة والتجويع التي يمارسها الكيان الصهيوني اللاإنساني ضدّ سكان القطاع وخاصة الأطفال. هل إن تلك المؤسسات الدولية عاجزة عن العمل ولا جدوى مرتجاة من وجودها، أم أن هناك أسباب أخرى، على رأسها السيطرة الأميركية والإسرائيلية، تحول دون أدائها لواجبها الإنساني، وتجعلها مكبلة بالسياسات والتدخلات الخارجية".
اضاف: "ان المشاهد المأساوية التي نراها في غزة يوماً بعد آخر، ليست قصصاً تحكى بل هي مآسٍ وأوجاع يجب أن تُحيي الضمائر لمن بقي له قلب. إننا أمام معركة الحقّ مقابل الباطل، وهو ما يتطلّب منّا جميعاً الوضوح في الخيارات والوقوف بحزم إلى جانب أصحاب الحقوق ونصرتهم لإستعادة أرضهم ومقدساتهم. وكلما طال أمد هذه المعركة تتقلص مساحة الوقوف في الوسط، ويصبح من المتعذر على بعض المترددّين اتخاذ المواقف الرمادية إزاء الاحتلال والظلم".
وتابع: "نحن بلا شك لا نبالغ في توقعاتنا من هؤلاء، بالتأكيد لا نتوقع منهم دعم المقاومين في غزة بالسلاح والعتاد، لكن ما ندعوهم إليه هو مدّ الشعب الفلسطيني بالمساعدات والدعم الإنساني وسبل الحياة اللازمة للإستمرار بالصمود وتمهيد دخول المساعدات، هذه هي أدنى الواجبات التي تُحتمها الإنسانية والقيم الأخلاقية تجاه فلسطين وأهلها. فهذه المعركة الشجاعة التي يخوضها الشعب الفلسطيني بوجه إسرائيل، هي معركة وجود ومصير، ويجب على جميع الأطراف التي تبتغي تحرير فلسطين، سواء التحرير الكامل أو الجزئي، أن تتّحد وتتضامن وراء هذا العنوان الجامع وأن تحمي حركة حماس والجهاد الإسلامي وسائر فصائل المقاومة الفلسطينية".
وختم: "القدس وغزة تستحقان من الأمة جميعًا أن تقف موقفًا واحدًا موحدًا إلى جانبها بوجه العدو الصهيوني سبب كل الويلات والمصائب التي تعاني منها شعوب أمتنا. والتغييرات التي نراها شاخصة في فلسطين والمنطقة ودخول الشعوب إلى الساحة لأداء دور أساسي على صعيد تقرير المصير وتعزيز المقاومة، يخلق بلا شكّ فرصاً واعدة للتحرير واستعادة الأرض عبر التمسك بخيار المقاومة الذي أثبت نجاعته في ميدان العمل".
وقال أمين سر حركة "فتح" وفصائل "منظمة التحرير الفلسطينية" فتحي ابو العردات: "كالعادة في كل عام في شهر رمضان المبارك، تنطلق من أمام القنصلية الإيرانية في بيروت قوافل من السلل الرمضانية الغذائية إلى المخيمات الفلسطينية في لبنان، مقدمين الشكر للجمهورية الإسلامية الإيرانية على هذه المبادرة ونحن على بعد أيام من يوم القدس العالمي. هذا الدعم المستمر والمتواصل هو محط تقدير منا جميعاً لهذه المبادرات التي تصب في دعم الشعب الفلسطيني والتخفيف من معاناته في ظل حرب ابادة جماعية يمارسها الإحتلال ومن يدعم الإحتلال، وهذه الحرب مستمرة منذ أشهر وهذا العدوان مستمر قتلاً وتدميراً وإبادة في غزة وحصارا واستباحة للضفة الغربية والقدس".
وأكد أن "القدس هي عاصمة فلسطين وكل العرب والمسلمين وكل الأحرار في العالم، ومن دونها لا يمكن أن تكتمل هويتها العربية والإسلامية والإنسانية".
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: الشعب الفلسطینی
إقرأ أيضاً:
تادغ هيكي.. كوميدي أيرلندي وظف موهبته لدعم القضية الفلسطينية
واختار الكوميدي الأيرلندي هيكي -الذي عُرف بسخريته السياسية المناهضة للإمبريالية- توظيف موهبته الكوميدية سلاحا للمقاومة، مستهدفا "النفاق الغربي" والدعاية الإسرائيلية، فبعد العدوان على قطاع غزة عام 2021 تحولت كوميديته إلى منصة للتوعية، مقدما تفسيرات ساخرة وعميقة للصراع، مما أكسبه التقدير من جهة والهجمات القاسية من جهة أخرى.
ويتناول هيكي عبر حلقة جديدة من برنامج "وجهات نظر" رحلته التي قادته لدعم القضية الفلسطينية، إذ يصف نفسه بأنه "ناشط ساخر"، ويروي قصة وعيه السياسي منذ طفولته، حيث تشكلت معالم رؤيته في شوارع بلفاست حين رأى الأعلام الفلسطينية ترفرف بجانب الأعلام الأيرلندية، فأدرك مبكرا أن النضال ضد الاستعمار يجمع البلدين، إذ تعرض كلاهما للتهجير والقمع.
اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4أيرلندا تقر تعيين أول سفيرة فلسطينية لديهاlist 2 of 4مواقف ألمانيا وإسبانيا تكشف تناقضات أوروبا تجاه فلسطينlist 3 of 4البروفيسور ميلر للمقابلة: الإسلاموفوبيا أداة صهيونية لدعم الاحتلال الإسرائيليlist 4 of 4ما علاقة الفلسطينيين بعداء إسرائيل لهذه الدولة الأوروبية؟end of listويصف هيكي تجربته المؤلمة بعد انحيازه للقضية الفلسطينية، إذ خسر عمله وتعرض للتهديد، لكنه يؤكد أنه لا يندم، معتبرا أن الوقوف ضد الإبادة الجماعية هو جوهر الإنسانية.
ويكشف هيكي أن اللحظة الحاسمة في وعيه بقضية فلسطين كانت خلال العدوان الإسرائيلي على غزة عام 2021 ويقول "رأيت أن هذا ليس صراعا، بل استعمار استيطاني يشبه تماما ما عانته أيرلندا تحت الاستعمار البريطاني، الاحتلال الاستيطاني دائما يعتمد على القتل وتشريد السكان الأصليين".
إستراتيجية إفشالوازدادت قناعاته بعد هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إذ رأى أن الرد الإسرائيلي الوحشي على الهجمات الفلسطينية لم يكن مجرد رد فعل، بل إستراتيجية لإفشال أي فرصة لتحقيق حل الدولتين، وتساءل "كيف يمكن قبول سلام مع من يقتل عائلتك ويفتخر بذلك على تيك توك؟".
وقرر هيكي استخدام الكوميديا لرفع الوعي بالقضية الفلسطينية، مستشيرا أصدقاء فلسطينيين للتأكد من أن رسائله لا يساء فهمها، ويشير إلى أحد أشهر مقاطعه الساخرة الذي شبه فيه رد إسرائيل على هجوم فلسطيني برد شخص يحرق منزلا كاملا لمجرد لدغة نحلة.
ولم يكن اختيار هذا المسار خاليا من التحديات، فقد تعرض هيكي لانتقادات حادة وتهديدات، مما أثر على صحته النفسية وألحق أضرارا بعائلته، كما فقد فرص عمل عديدة، حيث يقول "لم أعد أتلقى عروضا تمثيلية، لكنني أجد نفسي مفيدا بطريقة لم أشعر بها قط من قبل".
ورغم هذه التحديات فإن هيكي يواصل تقديم عروضه المسرحية والتفاعل مع جمهوره عبر منصة "باتريون"، إذ يحظى بدعم كبير من متابعين يؤمنون برسالته، ويقدم خلال عرضه وجهة نظره رسالة قوية بقوله "إذا لم تكن مع الفلسطينيين فلا أعتقد أنك مرتبط تماما بإنسانيتك".
25/11/2024