مشعان الجبوري يكشف أسراراً جديدة عن هروب ومقتل حسين كامل
تاريخ النشر: 26th, March 2024 GMT
مارس 26, 2024آخر تحديث: مارس 26, 2024
حامد شهاب
كتاب مثير وجديد سيشغل الساحة السياسية العراقية والعربية وحتى على صعيد دولي بالكثير من الجدل بشأن ماحاول السياسي العراقي المخضرم مشعان الجبوري أن يكتبه عن رواية هروب ومقتل حسين كامل صهر الرئيس العراقي الاسبق صدام حسين ضمن كتاب جديد عنوانه : أسرار هروب ومقتل حسين كامل .
تلك الرواية وفصولها الدامية ما تزال يكتنفها الكثير من حالات الغموض وفيها الكثير من الأسرار وقد يكون بمقدور مشعان الجبوري أن يفك طلاسمها ويغوص في أعماق مجرياتها ليكشف خبايا تلك القصة المثيرة التي شغلت إهتمام الرأي العام العراقي والعربي وعلى صعيد دولي في وقتها وهي مع كل هذا توفر لمن يطرق أبوابها أنه أمام خفايا جديدة لم تكن ربما في الحسبان وبخاصة إذا ماكان الكاتب قريبا من الحدث وعاش بعض وقائعه ولديه غوص في أعماق أسراره التي لن يكون بمقدور آخرين تقديمها بطريقة تقترب من الموضوعية والمصداقية في كثير من الأحيان.
لقد إطلعت على المقدمات الأولى للكتاب التي كتبها مشعان الجبوري عن هروب ومقتل حسين كامل ووجدت أن إسلوب الرجل يمتاز بأن لديه معلومات غاية في الأهمية يريد أن يرويها للرأي العام عن مشاهد تلك الحادثة ومجرياتها ، وقد داخلني شيء من الشك بشأن قدرة مشعان الجبوري أن يكون لديه عرض لكتاب بهذه الطريقة من الإسلوب المتقن في العرض وتقديم الروايات عما جرى عن أغرب قصة لرجل مثل حسين كامل شغل مناصب عليا في الدولة العراقية وكان أحد أهم عناصر حمايات الرئيس ومن تولى مهمة أمنه الشخصي.
وينطلق شكي بقدر ان السيد مشعان الجبوري من خلال تساؤل ليس متأكدا منه فيما إذا كان الرجل يمتلك حاليا مثل هذا الأسلوب الاحترافي في الكتابة بالرغم من انه متحدث يجيد اختيار عباراته المتقنة في الحوارات التلفزيونية، لكن لدي شكا بأن كاتبا آخر من المحترفين ربما هو من يقود سبك الأحداث وكتابة وقائعها بأسلوب درامي تراجيدي يغري الكثيرين لقراءتها والتمتع بما يعرضه من أحداث تكاد تقترب من الموضوعية في كثير من الأحيان.
لقد شغل الرجل عالم السياسة منذ التسعينات وقاد أكثر من قناة فضائية وصحيفة عراقية منها قناة الزوراء ومنها انطلقت مشاغبات السيد مشعان الجبوري وحروبه النفسية مع من يعتقد أنهم أعداءه أو خصومه، والرجل برغم ما يظهر من أساليب المناورة والمراوغة لكنه غالبا ما يتسم بالشجاعة والجرأة والمصداقية في كثير من الأحيان في قول الحقائق حتى وإن كانت عليه، ويفرض نفسه بقوة في المشهد السياسي كلاعب لا يمكن إنكار دوره المشاغب في هذا المجال، برغم أنه اتجه أكثر من مرة الى أقصى اليمين وفي أخرى الى أقصى اليسار.
كنت أعرف السيد مشعان الجبوري منذ منتصف السبعينات عن بعد يوم كان شابا (يتسكع) بسيارته (نصر) أو (لادا) صغيرة الحجم لم أتذكر نوعها ويسير بها بسرع جنونية في شوارع الوزيرية ليلا يوم كانت الوزيرية تحتضن منتصف السبعينات الاقسام الداخلية لطلبة وطالبات كليات جامعة بغداد وبخاصة الآداب والتربية وكليات أخرى مثل الهندسة والطب والقانون والسياسة وتراه يتجول بسيارته الصغيرة معاكسا الطالبات اللواتي يعدن من كلياتهن أو يخرجن من قسمهن الداخلي ، ومنذ ذلك الوقت توقعت أن هذا الشاب يملك طبائع غريبة في المغامرة وحب الظهور.
وبرغم أنني لم أكن أتعاطف مع سلوكه في تلك السنوات لكنه يظهر نفسه وكأنه (الولد الشقي) الذي فرض وجوده في الساحة الإعلامية بدهائه ومكره مرة وفي جرأة ما يود قوله أو ما يتحدث به عما يمر بالعراق من أحداث وحاول الرجل من خلال كتابه الأخير إقناع الآخرين الى حد ما بأن الرجل يمتلك كفاءة في الكتابة وهو يريد إثارة انتباه الكثيرين الى قدراته الخارقة في فرض نفسه على الآخرين وتقبل ما يطرح.
كان مشعان الجبوري في بداية شبابه في السبعينات وكما أوضح لي مقربون من أصدقائه ومنهم الزميل العزيز منذر آل جعفر وكان حينها زميلنا في جريدة الجمهورية في الثمانينات أن مشعان الجبوري كان يعتمد على أصدقاء له في تمشية الكثير من أحواله وهم من يقدمون له يد العون في كثير من الحالات ، واعترافا منه بالجميل فقد اختار الكاتب المعروف منذر آل جعفر ليكون محاميا له بعد أن تحسنت أحواله بسبب علاقاته مع مدراء الصناعات العراقية نهاية الثمانينات وبداية التسعينات ومعرفته بالشركات التي كانت تعمل في ميدان التصنيع العسكري في وقتها وجنى منها مشعان الجبوري من علاقاته معها الكثير حين كان حسين كامل يكتب تلك المشاريع باسم مشعان الجبوري حيث أقام علاقات له في سوريا والأردن مع شركات من البلدين.
يقول السياسي العراقي مشعان الجبوري في مقدمة كتابه عن هروب حسين كامل: ” لقد حزمت أمري.. كنت في لندن جالساً مع السيد زكي شهاب الصحفي في مجلة الوسط عندما اتصل بي مدير مكتبي في تركيا وأخبرني أن العقيد صدام كامل يطلب رقم هاتفي النقال فقلت له لا مانع من إعطائه الرقم وكنت أعرف أنه غادر العراق مع شقيقه حسين كامل وصهره عز الدين محمد. بعد لحظات اتصل بي وأخبرني أنه في الأردن.. ودعاني للحضور وللتعاون. وبعد أن أنهينا المكالمة.. وجدت نفسي وجهاً لوجه مع السؤال المحرج: كيف سأجلس مع قاتل شقيقي وقاتل شقيق زوجتي ومدبر محاولات اغتيالي. احترت واحتارت بي الأرض وضاق علي الكون.. وصارت أحاسيسي ومشاعري غامضة غريبة.. ماذا فعلنا بأنفسنا؟ “هكذا يقول مشعان الجبوري عن حيرته مع الحدث وكيف يتصرف معه.
ثم ينتقل الجبوري بعرضه لأحداث تلك الرواية عن هروب حسين كامل فيقول: وجدت نفسي وجهاً لوجه مع السؤال المحرج: كيف سأجلس مع قاتل شقيقي وقاتل شقيق زوجتي ومدبر محاولات اغتيالي وإحترت واحتارت بي الأرض وضاق علي الكون.. وصارت أحاسيسي ومشاعري غامضة غريبة.. ماذا فعلنا بأنفسنا؟”
ويستطرد مشعان الجبوري فيقول ” وما هي إلا أيام حتى كان نبأ مقتل الشقيقين حسين كامل وصدام كامل وشقيق ثالث لهما ووالدهم وشقيقتهم زوجة عز الدين وأولادها الخمسة. مذبحة جماعية قيل أن عشيرتهم نفذتها بعد قرار بهدر دمهم اتخذته عشيرتهم عندما تم خروجهم إلى الأردن. لقد رحل حسين كامل ومن معه.. تاركين وراءهم تلالا من الأسئلة التي لا تزال غامضة حتى اليوم. واليوم مشعان الجبوري الذي كان شاهداً على كل التفاصيل وشديد الالتصاق بالأحداث والمجريات”.
ويسرد السيد مشعان الجبوري كيف سيكتب روايته عن تلك الواقعة ويقول: ” سأدون التفاصيل.. لن أدين أحداً ولن أبرأ أحداً سأقف على الحياد التام وأترك لكم الإدانة والبراءة والحكم. خرج خلافاً للتوقعات..”
ثم يضيف: “. لقد رحل حسين كامل ومن معه.. تاركين وراءهم تلالا من الأسئلة التي لا تزال غامضة حتى اليوم. واليوم مشعان الجبوري الذي كان شاهداً على كل التفاصيل وشديد الالتصاق بالأحداث والمجريات وروى له الثلاثة القصة الحقيقية لما جرى في العراق وما لم يشاهده في الاردن- قرر الخروج عن صمته.. ونشر قصة الخروج والعودة وكل ما جرى وراء الكواليس. ”
أما (تقلبات) السياسي العراقي مشعان الجبوري بين أروقة السياسة فهي معروفة للكثيرين وهو لم يترك جهة سياسية دون أن يتحالف معها وبعد فترة ينفض معها ويخرج عن جلبابها لأنه لم يجد نفسه فيها كما يتمنى مشعان الجبوري أن يكون وكيف يفكر حيث أنه يريد أن يلفت انتباه الآخرين بأنه يبقى الرجل الأول وليس الثاني أو الثالث وهو عندما يحضر الحوارات التلفزيونية يكون مثارا للانتباه وهو يطرف أفكارا ترغم الآخرين على التمعن بها ليظهر نفسه أنه الرجل الذي ليس بمقدور الآخرين تجاهل مكانته ودوره كونه لاعبا سياسيا ذكيا ويمتلك قدرة خارقة في ( المناورة) وعلى كشف ألاعيب الآخرين ومن يحالون التقليل من دوره وترى تصريحاته الرنانة مثار الإعجاب حتى ممن يدخلون في صف أعدائه كونها تقترب من سمات الشجاعة التي يتحلى بها برغم مرارة ما يقول عن نفسه وعن الآخرين أحيانا.
لكن ما لفت انتباهي كثيرا عن كتاب مشعان الجبوري أن تصميم غلاف الكتاب الأول لم يكن بمستوى حدث مهم وكبير يستلزم أقصى أساليب الإثارة والتشويق في التصميم ، إذ لم ينتبه مشعان الجبوري الى كتب سابقة قد صدرت بأساليب تصميم غاية في الروعة والإثارة بالرغم من أن الرجل نفسه يبحث عن الإثارة في أقصى أساليبها وطريقة عرضها ووجوده ما يزال مثيرا ومؤثرا لدى كثير من الساسة وهو يشكل بالنسبة لمن يتحالف معه مصدر خطر وتحدي من أن الرجل قد تسلط عليه الأضواء أكثر من مرؤوسيه أو ممن قبل أن يكونوا ضمن عناوينهم التي انضم معها اليهم وبعد فترة انقلب عليهم لأنهم لم يحققوا له ما يفكر به من طموحات في أن يكون صاحب رأي يفرض نفسه ويريد أن يكون هو الآخر عنوانا لا يمكن تجاهله بأي حال من الأحوال ..
وهنا أود ان أشير الى أن الأسلوب الذي ظهر به غلاف الكتاب الأول بشكل غامق وغير منسق وألوانه باهتة وباردة بضمنها لون عنوانه الأول الرئيسي الأصفر (المانشيت) وهو يعكس برودا أكثر مما يهتم بالإثارة لحدث جلل كان له تأثيرات كبيرة في فترة تاريخية في تسعينيات القرن الماضي وما يزال هروب حسين كامل ومن ثم مقتله بعد عودته من الأردن الى العراق محل تساؤلات متعددة عما جرى ولماذا وصلت الأمور بينه وبين صدام حسين الى هذا المستوى المنحدر من العلاقة المتوترة بل والمصير الدموي الذي أدى الى مقتله مع أخرين من أقربائه بطريقة لم يألفها العراقيون ربما الا في نهاية العهد الملكي من حيث دموية الأحداث وطريقة التعامل معها.
نصيحتي للسيد مشعان الجبوري أن يعيد تصميم غلاف كتابه ليكون أكثر إثارة وجاذبية فأهمية الكتاب والأسلوب الذي يعرض به تطورات الأحداث يظهر بأنه أكثر رقيا من تصميم غلافه ولهذا فهو مدعو لإعادة النظر بتصميم غلاف الكتاب الأول وحتى الثاني من أشخاص محترفين في التصميم الطباعي والإثارة الدعائية المطلوبة بما يرتقي الى مكانة وأهمية هذا الكتاب المثير الذي سيجد إهتماما كبيرا من كثيرين في العراق وفي الساحة العربية وربما على صعيد دولي بما سيحتويه من معلومات ووقائع لم يتم التطرق اليها من قبل بتلك الطريقة الدراماتيكية التي يعرضها السيد مشعان الجبوري هذه المرة.
مرتبطالمصدر: وكالة الصحافة المستقلة
كلمات دلالية: فی کثیر من الکثیر من عن هروب أن یکون ما جرى
إقرأ أيضاً:
تقني يكشف خاصية جديدة في سناب شات تمكن المستخدم من تعديل الرسائل .. فيديو
وكالات
كشف التقني عبدالله السبيعي عن خاصية جديدة في تحديث تطبيق سناب شات تمكن الأشخاص من تعديل الرسائل بعد إرسالها .
وشارك السبيعي مقطع فيديو عبر حسابه الرسمي على سناب شات مقطع فيديو يوضح كيفية تعديل الرسائل بعد إرسالها .
وأكد خلال حديثه أن الطرف الثاني لن يستطيع معرفة ما إذا كانت الرسائل تم تحريرها أم لا .
https://cp.slaati.com//wp-content/uploads/2024/11/ssstwitter.com_1732125622665.mp4