حالة من الجذب انتابت أغلب البيوت المصرية منذ بداية شهر رمضان الكريم بعرض مسلسل الحشاشين، هؤلاء الفئة التي كان يجهلها الكثيرون، فأصبحت مواقع البحث بين ليلة وضحاها مركز للبحث عن كل ما يخص هؤلاء أو له صلة بهم.

ومن بين الأسماء الكثيرة التي ورد ذكرها اسم الوزير(بدر الدين الجمالي) وزير الخليفة الفاطمي آنذاك المستنصر بالله وهو منقذ القاهرة وصاحب الفضل في استمرار الخلافة الفاطمية لعقود طويلة من الانهيار، فمن هو بدر الدين الجمالي، وما هو الدور الذي لعبه ليقوم المصريون بتسمية حي من أحياء القاهرة القديمة باسمه، (حي الجمالية).

تعود أصوله إلى أرمينيا وجاء لقبه من جمال الدولة بن عمار، وكان أمير الجيوش في بلاد الشام، وتقول أغلب الروايات أنه مسلمًا سنيًا، وعندما سمع بقوته المستنصر بالله وبطشه بالأعداء تلألأت أمامه أضواء القاهرة من جديد التي اختفت بسبب الصراعات والأزمات الذي شاهدها عهده، لذلك قام باستدعائه للسيطرة مرة أخرى على زمام الأمور من خلال توليه منصب الوزير.

وجد الجمالي نفسه في مواجهة صراعات عدة ما بين فصائل الجيش التركية وهجمات البربر على الدلتا والمجاعة التي ظهرت نتيجة انخفاض مستوى النيل إضافة إلى استيلاء السلاجقة على أجزاء من الشام مما جعل مصر مهددة داخليًا وخارجيًا.

فقرر بدر الدين استخدام الحيلة وراجحة العقل مرة والسلاح والقوة مرة أخرى، وصل إلى القاهرة واندهش من قلة عدد السكان نتيجة الأوبئة والأمراض والمجاعات، وأول عمل قام به هو إعادة بناء سور القاهرة لتقويته وزيادة مساحتها حتى أنه ضم مسجد الحاكم بأمر الله إلى السور حيث أنه كان يقع خارجها، فأصبحت القاهرة مدينة دفاعية صد هجمات السلاجقة المحتملة، وحتى الآن توجد أجزاء من هذا السور وأبوابه مثل باب زويلة وباب النصر.

ثم اتجه للتخلص من دعاة الفتنة مما سهل عليه فرض الأمن والاستقرار في كل أنحاء مصر وليس القاهرة فقط، كما شجع الفلاحين على الزراعة ورفع عنهم الضرائب وإعادة بناء الترع والجسور. وكان لهذا التقدم والمان صدى واسع جعل التجار يتوافدون على مصر من أغلب البلدان.

بنى بدر الدين الجمالي مشهد الجيوشي فوق جبل المقطم ولكنه يشبه المساجد فله مأذنة ولكن لفظ مشهد يقال حسبما جاء في النص التأسيسي، واختلف المؤرخون حول إذا كان مشهدًا أم مسجدًا، فالبعض يرى أنه مجرد برج مراقبة على هيئة مسجد للتخفي من الأعداء، والبعض يراه مسجدًا بناه بدر الدين ليؤرخ انتصاراته خلال فترة تواجده بمصر.

لقب الجمالي بكافل قضاة المسلمين ( قاضي القضاة)، وهادي دعاة المؤمنين( داعي الدعاة) وما زادته هذه الألقاب إلا قوة في البطش بكل فاسد أو معتدي على أرض مصر.

توفى بدر الدين الجمالي عام 487م عن عمر يناهز الثمانون عامًا، بعدما سطر بحروف من ذهب في كتب التاريخ اسمه وحياته المليئة بالانتصارات وصد هجمات العدو واستمرار الدولة الفاطمية  من بعده لعقود طويلة.

images (1) images FB_IMG_1711439138006 FB_IMG_1711439136049 FB_IMG_1711439133831

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الانتصارات الاستقرار الجيش التركي القاهرة القديمة المستنصر بالله حي الجمالية مسلسل الحشاشين مسجد الحاكم بدر الدين الجمالي جبل المقطم بدر الدین الجمالی

إقرأ أيضاً:

الجريدة الرسمية تنشر قرارا حكوميا حول الوزير المختص بصندوق مصر السيادي

نشرت الجريدة الرسمية، قرار مجلس الوزراء رقم 3610 لسنة 2024، بشأن إنشاء صندوق مصر السيادي للاستثمار والتنمية، وذلك في العدد رقم 43 تابع ب في 24 أكتوبر 2024.

وجاء في المادة الأولى من القرار، يكون وزير الاستثمار والتجارة الخارجية هو الوزير المختص في تطبيق أحكام القانون رقم 177 لسنة 2018 بإنشاء صندوق مصر السيادي للاستثمار صلة التنمية المشار إليه.

مقالات مشابهة

  • الوزير: 40% من مستخدمي وسائل النقل الأكثر تلوثا في مصر تحولوا لـ«الأخضر»
  • برلمانية: مصر من أوائل الدول التي تبنت الأجندة التنموية الحضرية الجديدة
  • اليوم.. أسعار صرف الدولار=152250 ديناراً
  • عندما يسقط الوزير!!
  • عاجل.. رحيل 3 لاعبين عن الأهلي مجانا بقرار كولر
  • الوزير الحريزي يناقش تعزيز دور المؤسسة العامة للطرق والجسور بعدن
  • الوزير البكري يشهد بطولة عدن الـ (12) للسباحة في المياه المفتوحة
  • بحضور الوزير.. تفاصيل اجتماع لجنة الزراعة بمجلس النواب
  • الجريدة الرسمية تنشر قرارا حكوميا حول الوزير المختص بصندوق مصر السيادي
  • برنامج «صباح الخير يا مصر» يقدم تقرير بعنوان اليوم في ذكرى رحيل جميلة السينما التي دخلت الفن بالصدفة «مريم فخر الدين»