صدى البلد:
2025-01-09@09:36:35 GMT

شيخ الأزهر: العلو مكانة عظيمة لا يصل إليها بشر

تاريخ النشر: 26th, March 2024 GMT

قال فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر، رئيس مجلس حكماء المسلمين، إن «العلي» من أسماء الله الحسنى ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية وأجمع عليه المسلمون، ومعناه مأخوذ من العلو والارتفاع، مبينا أن العلو قد يكون حسيا جسميا، ويعني علو الأجسام على بعضها البعض، وقد يكون بمعنى الارتفاع في الشأن وفي العظمة والشرف والقدر وغيرها من الصفات التي لا تقدر بمادة أو بجسم، بما يعني علو المكانة، يقال فلان ذو مكانة عالية أي ذو شرف وقدر.

وأضاف فضيلة الإمام الأكبر، خلال حديثه اليوم في الحلقة السادسة عشرة من برنامجه الرمضاني«الإمام الطيب»، أن أهل السنة جميعا، حين يقرأون اسم «العلي» يثبتون لله تعالي علو المكانة وليس المكان، لافتا إلى تأويل بعض الصفات؛ بمعنى أن ظاهرها غير مراد، مثل قوله تعالى: «فإنك بأعيننا» يؤول بالعلم، أي أن الله تعالى يعلمه، مؤكدا أن هذا الكلام ليس فيه تحكم، حيث إن لغة العرب ورد فيها هذا، من أن العين تستعمل بمعنى العلم والمشاهدة والمراقبة والملاحظة، وأيضا الحراسة مثل قولهم «واحرسنا بعينك التي لا تنام»، كما ورد في لغة العرب أن اليد بمعنى القدرة، «يد الله فوق أيديهم» يعني: قدرته فوق قدرتهم.

وأكد شيخ الأزهر أن العبد يجب عليه أن يعتقد أنه لا يمكن أن يصل إلى الدرجة العليا الكاملة في هذا العلو وإنما هي لله وحده، فيشعر دائما بأن علوه ناقص، وهذا ما يليق به، وأيضا فإن هناك علوا لا يصل إليه فرد من بني الإنسان وهو العلو الذي وضعه الله سبحانه وتعالى لنبيه محمد عليه الصلاة والسلام، فهو علو أعلى بالنسبة لنا، لكن بالنسبة للعلي الأعلى هو دونه بكثير.

المصدر: صدى البلد

إقرأ أيضاً:

ذكرى ميلاد شيخ الأزهر الـ 79.. محطات في حياة الإمام المُجدِّد القُدوة رمز الوسطية والسلام

تحل علينا اليوم –السادس منْ يناير ذكرى ميلاد الإمام الأكبر أ.د. أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، الإمام المُجدِّد القدوة، الذي قضى عمره في خدمة العلم والدين والوطن، ويُحارب الفكر المتطرف وينشر سماحة الإسلام والوسطية والاعتدال.

 ولد شيخ الأزهر أ.د. أحمد الطيب، 6 يناير عامَ 1946م، المُوافِقِ الثَّالثَ منْ صفرٍ سنةَ 1365هـ-، في قريةِ القرنةِ، إحدى قُرى الأقصرِ، الَّتي كانَتْ تتبعُ في ذلك الوقتِ مُحافَظةَ قِنا، قبلَ أنْ تُصبِحَ الأقصرُ مُحافَظةً.

نشأة شيخ الأزهر 


نَشَأَ شيخ الأزهر في بيتِ علمٍ وصلاحٍ، بينَ أسرةٍ صُوفيَّةٍ زاهدةٍ، وكانَ جدُّه الشَّيخُ أحمد الطيب ووالدُه الشَّيخُ محمد الطيب يتزعَّمانِ مجالسَ المُصالَحاتِ والأحكامِ العُرفيَّةِ الَّتي تُقامُ في ساحةِ الطَّيِّبِ، وقدْ كانَ فضيلةُ الإمامِ يحضرُ هذه المجالسَ، وعندَما أصبحَ شابًّا شارَكَ في فضِّ النِّزاعاتِ معَ والدِه وأشقَّائِه، ولا يزالُ حتَّى الآنَ يُشارِكُ شقيقَه الأكبرَ الشَّيخَ محمد الطيب في هذه المهمَّةِ الجليلةِ.

متى حفظ القرآن الكريم 


تعهدَه والدُه بالعنايةِ، فحفظَ القرآنَ في سنٍّ مُبكِّرةٍ، وقَرَأَ المُتونَ العلميَّةَ على الطَّريقةِ الأزهريَّةِ، والتَحَقَ بمعهدِ إسنا الدِّينيِّ الابتدائيِّ، ثمَّ معهدِ قنا الدِّينيِّ الثَّانويِّ، ليرحلَ بعدَ ذلك إلى القاهرةِ طالبًا بقِسمِ العقيدةِ والفلسفةِ بكُلِّيَّةِ أصولِ الدِّينِ حتَّى حصلَ على الإجازةِ العاليةِ (اللِّيسانس) عامَ 1969م.

تخرجه من جامعة الأزهر


عُيِّنَ مُعيدًا فورَ تخرُّجِه، وبعدَها بسنتَيْنِ حصلَ على درجةِ التَّخصُّصِ (الماجستير)، وفي عامِ 1977م حصلَ على الدُّكتوراه عنْ أطروحةٍ، عُنوانُها: «موقفُ أبي البركاتِ البغداديِّ مِنَ الفلسفةِ المشَّائيَّةِ»، فرُقِّيَ مُدرِّسًا بقِسمِ العقيدةِ والفلسفةِ بكُلِّيَّةِ أصولِ الدِّينِ.
وفورَ حصولِه على الدُّكتوراه سافرَ فضيلةُ الإمامِ إلى فرنسا في مهمَّةٍ علميَّةٍ لدراسةِ مناهجِ العُلومِ وطُرقِ البحثِ في جامعةِ باريس، وهناك أجادَ اللُّغةَ الفَرَنْسِيَّةَ، وحضرَ لكبارِ المُستشرِقين والمُختصِّين في الفلسفةِ.


حصلَ على الأستاذيَّةِ عامَ 1988م، وبعدَها بعامَينِ أصبحَ عميدًا لكُلِّيَّةِ الدِّراساتِ الإسلاميَّةِ والعربيَّةِ للبنين بقنا، ثمَّ عميدًا لكُلِّيَّةِ الدِّراساتِ الإسلاميَّةِ بنين بأسوان عامَ 1995م، كما تولَّى عمادةَ كُلِّيَّةِ أصولِ الدِّينِ بالجامعةِ الإسلاميَّةِ العالَميَّةِ بباكستانَ عامَ 2000م.

تعيين أ.د. أحمد الطيب مفتيًا ثم شيخًا للأزهر


اختِيرَ الأستاذُ الدُّكتور أحمد الطيب مُفتيًا للدِّيارِ المِصريَّةِ عامَ 2002م، وأصدرَ حوالَيْ (2835) فتوى، وظلَّ في هذا المنصبِ عامًا واحدًا؛ حيثُ أصبحَ فضيلتُه رئيسًا لجامعةِ الأزهرِ لمدَّةِ سبعِ سنواتٍ، إلى أنْ اختِيرَ فضيلتُه شيخًا للأزهرِ الشَّريفِ في التَّاسعَ عَشَرَ منْ مارس عامَ 2010م.


ومنذُ أنْ تولَّى  الأستاذِ الدُّكتور أحمد الطيب مشيخةَ الأزهرِ وهو يُفكِّرُ في إعادةِ هيئةِ كبارِ العُلماءِ مرَّةً أُخرَى بعدْ أنْ تمَّ حَلُّها عامَ 1961م، وقدْ تكلَّلَ جهدُ فضيلتِه بالنَّجاحِ عامَ 2012م؛ حيثُ أسفرَتْ جهودُ فضيلتِه عنْ تشكيل هيئة كبار العُلماءِ بالأزهرِ الشَّريفِ برئاسةِ الإمامِ الأكبرِ الأستاذِ الدُّكتور أحمد الطيب شيخِ الأزهرِ، وأُنيطَ بالهيئةِ كثيرٌ مِنَ الاختصاصاتِ، ومنْ أهمِّها: انتخابُ شيخِ الأزهرِ، وترشيحُ مُفتِي الدِّيارِ المِصريَّةِ، وتقديمُ الرَّأيِ الفِقهيِّ والشَّرعيِّ فيما يُستجَدُّ منْ قضايا تشغلُ المُسلِمِينَ في جميعِ أنحاءِ العالمِ.


ولمْ تكنْ هيئةُ كبارِ العُلماءِ المُؤسَّسةَ الوحيدةَ الَّتي استحدثَها الإمامِ الأكبرِ الأستاذِ الدُّكتور أحمد الطيب، فقدْ أنشأَ وشارَكَ في إنشاءِ عدَّةِ مُؤسَّساتٍ أُخرَى، ومنْها: المُنظَّمةُ العالميَّةُ لخرِّيجي الأزهرِ، وبيتُ العائلةِ المِصريَّةِ، وبيتُ الزَّكاةِ والصَّدقاتِ المِصريُّ، ومجلسُ حُكماءِ المُسلِمِينَ، ومركزُ الأزهرِ العالَميُّ للرَّصدِ والفتوى الإلكترونيَّةِ والتَّرجمةِ، وشُعبةُ العُلومِ الإسلاميَّةِ، ولجنةُ المُصالَحاتِ العُليا، ومركزُ الأزهرِ لتعليمِ اللُّغاتِ الأجنبيَّةِ، ومركزُ الأزهرِ العالَميُّ للحوارِ، وأكاديميَّةُ الأزهرِ الشَّريفِ لتأهيلِ وتدريبِ الأئمَّةِ والدُّعاةِ والوُعَّاظِ وباحثي وأُمناءِ الفتوى، واللَّجنةُ العُليا للأُخوَّةِ الإنسانيَّةِ، ومركزُ الأزهرِ للتُّراثِ والتَّجديدِ.

في ذكرى ميلاد شيخ الأزهر .. الإمام الأكبر أحمد الطيب قائد الوسطية وصانع الحوارفي ذكرى ميلاده الـ 79.. الإمام المجدد شيخ الأزهر قضى عمره في خدمة الدين والوطن ونشر سماحة الإسلام


وعلى الرَّغمِ منْ كثرةِ مسئوليَّاتِ فضيلةِ الإمامِ الأكبرِ إلَّا أنَّه لمْ ينشغلْ عنِ الجانبِ العِلميِّ، فقدْ أثرَى المكتبةَ الإسلاميَّةَ بكثيرٍ مِنَ المُؤلَّفاتِ، ومنْها: «الجانبُ النَّقديُّ في فلسفةِ أبي البركاتِ البغداديِّ» وهي رسالتُه في الدُّكتوراه، «مباحثُ الوجودِ والماهيَّةِ منْ كتابِ «المواقفُ»: عرضٌ ودراسةٌ»، «مباحثُ العلَّةِ والمعلولِ منْ كتابِ «المواقفُ»: عرضٌ ودراسةٌ»، «مفهومُ الحركةِ بينَ الفلسفةِ الإسلاميَّةِ والماركسيَّةِ»، «مدخلٌ لدراسةِ المنطقِ القديمِ»، «تعليقٌ على قِسمِ الإلهيَّاتِ منْ كتابِ «تهذيبُ الكلامِ» للتَّفتازانيِّ»، «نظراتٌ في فكرِ الإمامِ أبي الحسنِ الأشعريِّ»، «التُّراثُ والتَّجديدُ: مُناقَشاتٌ ورُدودٌ»، «حديثٌ في العللِ والمَقاصِدِ».


كما حقَّقَ فضيلتُه رسالةَ: «صحيحُ أدلَّةِ النَّقلْ في ماهيَّةِ العقلْ» لأبي البركاتِ البغداديِّ، «المُستصفَى في علمِ الأصولِ» لأبي حامدٍ الغزاليِّ، «معيارُ النَّظرِ في عِلمِ الجدلِ» لأبي منصورٍ عبدِ القاهرِ بنِ طاهرٍ البغداديِّ.


كما ترجَمَ الإمامِ الأكبرِ عددًا مِنَ الكتبِ عنِ الفَرَنْسِيَّةِ إلى العربيَّةِ، ومنْها: ترجمةُ المُقدِّماتِ الفَرَنْسِيَّةِ للمُعجَمِ المُفهرَسِ لألفاظِ الحديثِ النَّبويِّ، وترجمةُ كتابِ: «مُؤلَّفاتُ ابنِ عربيٍّ: تاريخُها وتصنيفُها»، وترجمةُ كتابِ: «الولايةُ والنُّبوَّةُ عندَ الشَّيخِ محيي الدِّينِ بنِ عربيٍّ».

جوائز وأوسمة حصدها شيخ الأزهر 
 

وخلال مسيرةِ  الإمامِ الأكبرِ الأستاذِ الدُّكتور أحمد الطيب حَصَدَ كثيرًا مِنَ الجوائزِ والأوسمةِ، ومنْها: جائزةُ الشَّخصيَّةِ الإسلاميَّةِ الَّتي حصلَتْ عليها جامعةُ الأزهرِ عامَ 2003م، ووِسامُ الاستقلالِ مِنَ الدَّرجةِ الأولى منْ جلالةِ الملكِ عبدِ اللهِ الثَّاني ملكِ الأردن عامَ 2005م، وجائزةُ شخصيَّةِ العامِ الإسلاميَّةِ لخدمةِ القرآنِ الكريمِ منْ دبي عامَ 2013م، واختارَ فضيلتَه مهرجانُ «القرين الثقافي» بالكويتِ شخصيَّةَ العامِ الثَّقافيَّةَ عامَ 2016م، ووِسامُ دولةِ الكويتِ ذو الوِشاحِ مِنَ الدَّرجةِ المُمتازةِ عامَ 2016م، ووِسامُ السجلِّ الأكبرِ منْ جامعةِ بولونيا الإيطاليَّةِ عامَ 2018م، وجائزةُ الأُخوَّةِ الإنسانيَّةِ منْ دارِ زايدٍ عامَ 2019م، كما منَحَتْ دولةُ أوزبكستانَ فضيلتَه صفةَ مُواطِنٍ فخريٍّ لمدينةِ سمرقندَ.


كما تسابَقَتْ جامعاتُ العالمِ الإسلاميِّ في تتويج فضيلةِ الإمامِ الأكبرِ الدُّكتوراه الفخريَّةَ؛ تعبيرًا عنْ تقديرِهم لفضيلتِه، فقلَّدَتْه إياها جامعةُ الملايا بماليزيا عامَ 2012م، وجامعةُ مولانا مالك إبراهيم الإسلاميَّةُ الحكوميَّةُ بإندونيسيا عامَ 2016م، وجامعةُ بني سويفٍ المِصريَّةُ عامَ 2016م، وجامعةُ أمير سونجكلا التَّايلانديَّةُ عامَ 2017م، وأكاديميَّةُ أوزبكستانَ الإسلاميَّةُ الدوليَّةُ عامَ 2018م، وجامعةُ أوراسيا الوطنيَّةُ في كازخستانَ عامَ 2018م، وجامعة العلوم الإسلامية الماليزية USIM عام 2024م. 


تسعة وسبعون عامًا مَضَتْ، ولا يزالُ الإمامُ الأكبرُ الأستاذُ الدُّكتور أحمد الطيب شيخُ الأزهرِ الشَّريفِ مُدافعًا عنِ الدِّينِ الإسلاميِّ الحنيفِ، دافعًا الإساءةَ عنْ نبيِّ الرَّحمةِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، مُحافظًا على المُجتمعِ المُسلِمِ، مُناصِرًا لقضايا المُسلِمِينَ أينَما كانُوا، فحفظَ اللهُ فضيلتَه، وبارَكَ في عُمُرِه وعِلمِه، ونسألُ اللهَ تعالَى أنْ يمدَّ في عُمُرِه، ويرزقَه الصِّحَّةَ والعافيةَ والعملَ الصَّالحَ.

مقالات مشابهة

  • الإفتاء: أكدت السنة النبوية حب النبي صلى الله عليه وآله وسلم للتزين
  • مفتي الجمهورية يهنئ فضيلة الدكتور أحمد الطيب بعيد ميلاده
  • هل المسلم على ملة إبراهيم عليه السلام.. الشيخ خالد الجندي يجيب (فيديو)
  • أمين البحوث الإسلامية: شيخ الأزهر طاقة حب أسهمت في دعم أواصر المحبة
  • بمناسبة يوم ميلاده.. الجندي: شيخ الأزهر أسهم في دعم أواصر المحبة والسلام
  • في يوم مولده.. الأزهر ينشر جهود الإمام الطيب في دعم السلام العالمي
  • وكيل الأزهر: نفخر بأن نسب أسرة الإمام الطيب ينتهي إلى رسول الله
  • مختار جمعة يُهنئ شيخ الأزهر بمولده: "بارك الله في عمره ونفع به الإسلام"
  • ذكرى ميلاد شيخ الأزهر الـ 79.. محطات في حياة الإمام المُجدِّد القُدوة رمز الوسطية والسلام
  • شيخ الأزهر .. 79 عامًا من الحكمة والريادة لخدمة الإسلام والإنسانية