تتزايد الكلفة الاقتصادية للحرب المستمرة منذ نحو عام بين الجيش وقوات الدعم السريع في السودان، لكن مخاطرها الاقتصادية أصبحت عابرة للحدود حيث ضربت عصب اقتصاد دولة جنوب السودان المجاورة بعد أن أوقف القتال المحتدم عبور صادرات النفط التي تشكل 95 بالمئة من إيرادات دولة الجنوب.

الدخيري يؤكد على دور مشروع الجزيرة كبذرة أمل للأمن الغذائي في السودان رغم تحديات الحرب قصة فيدية عزز إنباء تنامي الأعمال الانتقامية في السودان

مع إطالة أمد الحرب تتزايد الكلفة الاقتصادية بشكل كبير، ففي فبراير قال وزير المالية السوداني جبريل ابراهيم إن ايرادات الدولة تراجعت بنحو 80 بالمئة.

وتسببت الحرب في أكبر انكماش في تاريخ اقتصاد السودان إذ بلغ نحو 40 بالمئة، مع تدهور كامل في كافة القطاعات.

كلفة محلية عالية

ووفقا للمحلل الاقتصادي وائل فهمي فإن الحرب أضرت بكافة القطاعات بعد أن ضربت عصب النشاط في العاصمة الخرطوم التي تشكل مركز الثقل الاقتصادي في البلاد. ويقول فهمي لموقع سكاي نيوز عربية "تراجع الإيرادات فاقم العجز المالي ورفع معدلات التضخم وأثر بشكل كبير على معيشة السكان".

وبشير فهمي أيضا إلى تفاقم ازمة البطالة في ظل فقدان اكثر من 70 بالمئة من السكان لمصادر دخلهم إما بسبب إغلاق الأسواق أو نتيجة لتوقف المؤسسات الخدمية والإنتاجية وإغلاق المصانع وغيرها من الأسباب.

وفي الواقع، أوقفت الحرب أكثر من 70 بالمئة من الإنتاج الصناعي بعد الأضرار الكلية والجزئية التي لحقت بأكثر من 600 مصنع في الخرطوم ومدن أخرى وفق بيانات اتحاد أصحاب العمل ووزيرة الصناعة المكلفة فإن الخسائر قد تكون أكبر بكثير.

تأثير كارثي للحرب

وأثرت الحرب بشكل كبير كذلك على القطاع الزراعي حيث تقع معظم المشاريع الكبرى والصغرى التي تشكل نحو 80 بالمئة من إنتاج البلاد في مناطق إما تشهد قتالا مستمرا أو مرشحة لتصبح ساحة للقتال مما أدى إلى تراجع قدر بنحو 46 بالمئة في إنتاج مشروع الجزيرة خلال الموسم الحالي.

وتآكلت موجودات البنوك السودانية المقدرة بنحو 45 تريليون جنيه بمقدار النصف بعد أن فقدت العملة الوطنية أكثر من 50% من قيمتها خلال الفترة الأخيرة حيث يجري تداول الدولار الواحد حاليا بنحز 1400 جنيه مقارنة مع 600 جنيها قبل اندلاع الحرب التي خرج عن الخدمة بسببها أكثر من 70 في المئة من أفرع البنوك العاملة في البلاد والبالغ عددها 39 بنكا حكوميا وتجاريا. وجرفت الحرب 20 في المئة من الرصيد الرأسمالي للبنية الاقتصادية التحتية المقدر بنحو 550 مليار دولار كما أن الناتج المحلي البالغ 36 مليار دولار تراجع 20 في المئة.

دولة الجنوب

نظرا لاعتماد دولة جنوب السودان على خطوط الأنابيب والموانئ السودانية في عبور صادراتها النفطية التي تشكل الكتلة الأكبر من إيرادتها، فإن تأثير حرب السودان على اقتصاد جنوب السودان كان كبيرا.

وحذر صندوق النقد الدولي من الانعكاسات السالبة لحرب السودان على اقتصاد دولة جنوب السودان المثقل أصلا بمشكلات كبيرة أبرزها ارتفاع الديون الخارجية التي وصلت إلى ما يقارب 3 مليارات دولار رغم ان عمر الدولة لم يتجاوز 13 عاما حتى الآن.

وبعد احتدام القتال في ولاية النيل الأبيض جنوب غرب الخرطوم في يناير تعطلت خطوط الأنابيب تدريجيا، لكن السودان أخطر دولة جنوب السودان رسميا في مطلع مارس بعدم قدرته على الوفاء بالتزاماته بنقل صادرات نفطها إلى ميناء التصدير في بورتسودان بشرق البلاد.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الجيش قوات الدعم السريع السودان اقتصاد دولة جنوب السودان وزير المالية السوداني دولة جنوب السودان بالمئة من التی تشکل

إقرأ أيضاً:

الأمم المتحدة تحذر من تدهور الوضع في جنوب السودان

حذرت هيئة حقوقية تابعة للأمم المتحدة اليوم السبت من تزايد العنف والخلافات السياسية في جنوب السودان، وذلك بعد أيام من إلقاء القبض على عدد من المسؤولين المتحالفين مع رياك مشار نائب رئيس البلاد.

وحذرت ياسمين سوكا رئيسة لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة في جنوب السودان، من تراجع مثير للقلق قد يمحو التقدم الذي تحقق بشق الأنفس على مدى السنوات الماضية. ودعت القادة إلى التركيز بشكل عاجل على عملية السلام، ودعم حقوق الإنسان، وضمان انتقال سلس إلى الديمقراطية، بدلا من تأجيج الانقسام والصراع.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، ألقت قوات أمن موالية للرئيس سلفاكير ميارديت القبض على وزيرين وعدد من كبار المسؤولين العسكريين المتحالفين مع رياك مشار.

وأثارت الاعتقالات مخاوف بشأن مستقبل اتفاق السلام المبرم عام 2018 والذي أنهى حربا أهلية استمرت 5 سنوات بين القوات الموالية لكل من كير ومشار وأودت بحياة ما يقرب من 400 ألف شخص.

وتأتي عمليات الاحتجاز الأخيرة بعد اشتباكات عنيفة في بلدة الناصر الإستراتيجية بشمال البلاد بين القوات الوطنية ومليشيا "الجيش الأبيض"، وهي جماعة غير منظمة معظم أفرادها من قبيلة النوير التي ينتمي إليها نائب الرئيس رياك مشار.

إعلان

وقال المتحدث باسم الحكومة ميخائيل ماكوي إن عمليات الاحتجاز كانت بسبب "مخالفة المسؤولين الموالين لمشار للقانون"، واتهمهم بالتعاون مع الجيش الأبيض ومهاجمة ثكنة عسكرية قرب الناصر في الرابع من مارس/آذار الجاري. من جانبه، نفى حزب مشار هذه الاتهامات.

وقتل نحو 27 جنديا خلال هجوم على طائرة مروحية تابعة للأمم المتحدة حاولت إجلاء قوات في بلدة الناصر أمس الجمعة.

واتهم حلفاء كير قوات مشار بإثارة الاضطرابات بالتعاون مع ما يسمى "الجيش الأبيض" الذي يضم شبانا مسلحين.

من جهته، دعا رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي إلى إنهاء العنف في دولة جنوب السودان فورا والالتزام بترتيبات وقف إطلاق النار.

وأكد في تصريحات له أنه يتشاور مع قادة دولة جنوب السودان ومنظمة إيغاد بشأن إجراءات مشتركة لتهدئة الوضع في المنطقة.

وجنوب السودان، الذي أصبح أحدث دولة في العالم بعد استقلاله في عام 2011، يعاني من الفقر والصراعات المستمرة على السلطة، ورغم غناه بالموارد النفطية، فإن الفساد والنزاعات الإثنية تهدد استقراره وتنميته.

مقالات مشابهة

  • ايها الجنوبيون اتحدوا واتركوا الحروب خلفكم.. ولكم محبة لا تغيب ولا تنطفئ
  • أميركا تسحب موظفيها غير الأساسيين من جنوب السودان
  • الإمارات تدين الاعتداء على قوات أممية ومن جنوب السودان
  • الأمم المتحدة تحذر من تدهور الوضع في جنوب السودان
  • الإمارات تفتتح مستشفى مادهول الميداني في جنوب السودان
  • مسؤولة أممية تحذر من تراجع "مقلق" في جنوب السودان
  • «الدقير» يدعو قادة جنوب السودان للحوار ويحذر من تداعيات تجدد النزاع
  • الثامن من مارس: والجالسات على أرصفة العدالة في السودان
  • دولة القانون
  • الثامن من مارس: و الجالسات على أرصفة العدالة في السودان