شيخ الأزهر يوضح تفسير اسم الله «العلي»
تاريخ النشر: 26th, March 2024 GMT
أوضح فضيلة الإمام الأكبر د أحمد الطيب، شيخ الأزهر، رئيس مجلس حكماء المسلمين، أن«العلي» من أسماء الله الحسنى ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية وأجمع عليه المسلمون، ومعناه مأخوذ من العلو والارتفاع، مبينا أن العلو قد يكون حسيا جسميا، ويعني علو الأجسام على بعضها البعض، وقد يكون بمعنى الارتفاع في الشأن وفي العظمة والشرف والقدر وغيرها من الصفات التي لا تقدر بمادة أو بجسم، بما يعني علو المكانة، يقال فلان ذو مكانة عالية أي ذو شرف وقدر.
وأضاف فضيلة الإمام الأكبر، خلال حديثه اليوم في الحلقة السادسة عشر من برنامجه الرمضاني«الإمام الطيب»، أن أهل السنة جميعا، حين يقرأون اسم «العلي» يثبتون لله تعالي علو المكانة وليس المكان، لافتا إلى تأويل بعض الصفات؛ بمعنى أن ظاهرها غير مراد، مثل قوله تعالى: «فإنك بأعيننا» يؤول بالعلم، أي أن الله تعالى يعلمه، مؤكدا أن هذا الكلام ليس فيه تحكم، حيث أن لغة العرب ورد فيها هذا، من أن العين تستعمل بمعنى العلم والمشاهدة والمراقبة والملاحظة، وأيضا الحراسة مثل قولهم «واحرسنا بعينك التي لا تنام»، كما ورد في لغة العرب أن اليد بمعنى القدرة، «يد الله فوق أيديهم» يعني: قدرته فوق قدرتهم.
وأكد شيخ الأزهر أن العبد يجب عليه أن يعتقد أنه لا يمكن أن يصل إلى الدرجة العليا الكاملة في هذا العلو وإنما هي لله وحده، فيشعر دائما بأن علوه ناقص، وهذا ما يليق به، وأيضا فإن هناك علوا لا يصل إليه فرد من بني الإنسان وهو العلو الذي وضعه الله سبحانه وتعالى لنبيه محمد عليه الصلاة والسلام، فهو علو أعلى بالنسبة لنا، لكن بالنسبة للعلي الأعلى هو دونه بكثير.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: احمد الطيب شيخ الأزهر الإمام الطيب
إقرأ أيضاً:
رحيل بابا الإنسانية.. علاقته بشيخ الأزهر صنعت جسورًا من السلام والتسامح
أعلن الفاتيكان منذ قليل وفاة البابا فرنسيس عن عمر ناهز 88 عامًا، بعد رحلة مليئة بالعطاء الروحي والإنساني، خاض فيها مسيرة نادرة في الحوار والتقارب بين الأديان، خصوصًا علاقته الاستثنائية التي نسجها مع الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، والتي اعتُبرت واحدة من أعمق الروابط بين رمزين دينيين في التاريخ المعاصر.
علاقة البابا فرانسيس وشيخ الأزهر
العلاقة بين الإمام الطيب والبابا فرنسيس لم تكن مجرد لقاءات بروتوكولية أو عبارات دبلوماسية، بل كانت تجسيدًا حيًا لفكرة الأخوة الإنسانية، التي ترجمها الطرفان إلى مواقف ومبادرات حقيقية، في عالم يموج بالصراعات والكراهية.
بدأت فصول هذه العلاقة في مارس 2013، عندما بادر الإمام الأكبر بتهنئة البابا فرنسيس فور تنصيبه، وهي خطوة كسرت جليدًا دام سنوات بين الأزهر والفاتيكان، مؤكّدًا أن عودة العلاقات مرهونة باحترام متبادل وتقدير صادق للإسلام والمسلمين.
وسرعان ما لقيت هذه الخطوة تجاوبًا من البابا، الذي كان قد صرّح عقب تنصيبه بأيام بأهمية الحوار مع الإسلام، معتبرًا أن لا سلام في العالم دون جسور تواصل بين الأديان.
وبالفعل، أُعيد تفعيل لجنة الحوار بين المؤسستين في 2014، وتم الإعلان رسميًا عن استئناف التعاون بين الجانبين.
اللقاء التاريخي الأول
ثم جاء اللقاء التاريخي الأول في مايو 2016، عندما استقبل البابا فرنسيس الإمام الطيب في الفاتيكان، وهو اللقاء الذي وصفه البابا نفسه بأنه "رسالة في حد ذاته".
ومن هناك بدأت سلسلة لقاءات حافلة بالود والتفاهم العميق، امتدت من القاهرة إلى روما، ومن قاعات المؤتمرات إلى الموائد الخاصة، حيث شارك البابا في مؤتمر الأزهر العالمي للسلام في 2017، وعانق الإمام الطيب أمام أنظار العالم، في مشهد تصدّر عناوين الصحف العالمية.
وثيقة الأخوة الإنسانية
لم تكن العلاقة مجرد لقاءات، بل شراكة فكرية وروحية حقيقية، أسفرت عن توقيع "وثيقة الأخوة الإنسانية" في أبوظبي عام 2019، والتي مثلت إعلان نوايا عالمي من أجل ترسيخ ثقافة السلام، ومواجهة التطرف والكراهية، والدفاع عن حقوق الإنسان، وخصوصًا الفقراء والمهمشين.
تميز كلا الرمزين بتواضعهما وزهدهما، وبمواقف إنسانية تتجاوز حدود الدين والمذهب، وهو ما جعل العلاقة بينهما تُضرب بها الأمثال، بوصفها نموذجًا نادرًا في التلاقي الفكري والإيماني بين قيادتين دينيتين من أكبر ديانات الأرض.
ورغم اختلاف العقائد والمسارات، إلا أن الإمام الطيب والبابا فرنسيس تقاطعا في لحظة نادرة من تاريخ الإنسانية، لحظة اتفق فيها رمزان دينيان على أن الدين لا يمكن أن يكون أبدًا مصدرًا للكراهية، بل هو جسر للرحمة والعدل.
هذا التفاهم لم يكن سهلًا، بل كان ثمرة سنوات من الجهد والإرادة الحقيقية التي قادها الاثنان في مواجهة موجات العنف والتشدد باسم الدين.
سبب اختيار البابا فرانسيس هذا الإسم لنفسه
البابا فرنسيس، الذي اختار اسمه تيمنًا بالقديس فرانسيس الأسيزي، ظل حتى لحظاته الأخيرة وفيًا لخطّه الإنساني الداعم للفقراء واللاجئين والمستضعفين، مؤمنًا بأن الكنيسة يجب أن تكون ملجأ للجميع، لا منبرًا للفصل والإقصاء.
وبهذا النهج، اقترب قلبًا من قلب الإمام الطيب، الذي طالما دعا إلى خطاب ديني عالمي جديد يضع الإنسان أولًا، أيًّا كانت ديانته أو لونه أو ثقافته.
واليوم، وبعد رحيل البابا فرنسيس، يفقد العالم صوتًا عاقلًا كان ينادي بالمحبة والتعايش، وتفقد الإنسانية رجلاً حمل على عاتقه همّ الفقراء والمهمشين، كما يفقد الإمام الطيب "أخًا وصديقًا"، طالما شاركه الحلم بعالم يسوده السلام والرحمة.