الأطفال يحيون "ليلة التهلولة" في العوابي
تاريخ النشر: 26th, March 2024 GMT
العوابي- خالد بن سالم السيابي
نظمت اللجنة الاجتماعية بفريق العوابي الرياضي الثقافي التهلولة الرمضانية لأبناء ولاية العوابي، حيث شارك الأطفال الكبار في ليلة رمضانية جميلة.
وقدَّم الطفل أحمد بن صالح الهطالي "المهلل" التسبيح والدعاء والابتهال لله تعالى بصوت جميل وبألحان دينية، مرددين معه الصغار والكبار بكلمة "آمين"، مكما تجولوا في حواري الولاية وأزقتها، واصطف الأهالي لمشاهدة جولات الأطفال.
ويتقدم الأطفال المهلل ويعني المنادي، والذي يدعو بعبارات التسبيح والتضرع ومناجاة الله، مرددين خلفة عبارة "آمين" أو عبارة "لا إله إلا الله"، مع تحديد نقطة البداية والنهاية.
وفي القديم كان يتقدم هؤلاء الأطفال معلم القرآن، وفي ختام التهلولة يعطى الأطفال بعض الحلويات لتشجيعهم.
وتعد التهلولة نوعًا من الإنشاد الديني، حيث ترتبط بالمناسبات الدينية كالحج ورمضان، كما أنها تنمي صلات التماسك المجتمعي من خلال التجمعات وتقوي الروابط الدينية عبر الذكر والتضرع إلى الله.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
رحمة الله على أستاذنا دكتور جعفر بن عوف سليمان – بروفيسور طب الأطفال في السودان
د. طبيب عبدالمنعم عبدالمحمود العربي
المملكة المتحدة
وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ
[البقرة: 155]
صدق الله العظيم
بلغني الليلة الخبر المحزن برحيل أستاذنا الفاضل الكريم إبن الأكرمين البروفيسور جعفر بن عوف أستاذ طب الأطفال في السودان ومؤسس أول مستشفى متخصص فى طب الأطفال بالسودان "مستشفي حوادث الأطفال بالخرطوم". دكتور جعفر قامة وكرم وشجاعة وشهامة وكتاب كبير لا يشبع القارئ من مواصلة البحث والأنس تجوالاً في صفحاته المضيئة بدرر الكم الهائل من أعمال الخير في الطب التي سعدت وتعافت بفضلها أطفال ملايين الأسر السودانية و دكتور جعفر صفحات صارت الآن بعد رحيله تاريخية خالدة كانت هي أساس بروتوكولات تنظيم وتمكين قواعد التعليم والتدريب السريريّ في علوم طب الأطفال بما في ذلك الحالات الطارئة والرعاية الصحية والاجتماعية وتغذية الأطفال. كثيرون من الذين تدربوا على يد الأستاذ جعفر الآن هم بروفيسورات أو اختصاصيين كبار يعملون بكفاءة في المملكة المتحدة ودول الخليج العربي. دكتور جعفر عرفته لأنني تدربت على يديه أثناء فترة الإمتياز وأيضا بعدها عملت في مستشفاه لفترة قصيرة قبل مغادرتي النهائية من السودان وبعد ذلك توثقت العلاقة بيننا كأسرة بعد زواج شقيقي مولانا الطاهر عبدالمحمود من إبنة أخيه محمود المهندسة أهيلة الأستاذة بكلية الهندسة بجامعة الخرطوم. كان مشهورا بتفانيه الغير محدود لإنجاز مشروع مستشفى حوادث الأطفال ، كرس جهد حياته كلها لإنجاز وإستدامة ذلك الصرح الكبير وجدا مفيد لكل أطفال السودان وحتى الدول المجاورة. كان تخصصه الدقيق في أمراض الجهاز الهضمي للأطفال وكان كل حالات البلهارسيا تحول لتنام للعلاج في قسمه المعروف ب( سي فيفتين) بمستشفى الخرطوم التعليمي . لأن الحديث عن الأستاذ جعفر سيطول وسوف لن أكفيه قدره مهما أعدد من أفضاله ومآثره سأكتفي هنا بإعادة نشر ما كتبته سالفا قبل عشرة أعوام عندما تم تكريمه وقد تقاعد وأسلم الأمانة (مستشفي كاملاً كان العلاج فيه بالمجان) لأجيال كانت تقدره
دكتور جعفر رغم أنه كان رسمياً في أداء وظيفته كان هينا لينا رقيق المشاعر . واحدة من قرايبنا كان يشرف على علاج طفل لها كان قصير القامة وبالمتابعة نجح هورمون النمو في أن يطول الطفل. إبتسم دكتور جعفر وقال لوالدة الطفل "والله لو أهلي زمان عرفوا العلاج دا كان بقيت. زول طوييل". هكذا كان هينا لينا تستخفه بسمة الطفل لكنه قويا كان "يصارع الأجيالا".
اللهم يارب وبفضل هذا الشهر الفضيل ترحم أستاذنا دكتور جعفر بن عوف سليمان وتغفر له وتسكنه أعلى درجات الفردوس مع الصديقين والشهداء والصالحين وأن تجعل الكوثر مشربه وان تجعل قبره روضة من رياض الجنة. اللهم لا تفتنا بعده ولا تحرمنا من أجره. العزاء لزوجه الدكتورة حياة وبناته و عموم آل بن عوف سليمان والعزاء لطلابه وزملائه وكل من تدرب على يديه وعمل معه. إنا لله وإنا إليه راجعون
عبدالمنعم
الدكتور جعفر بن عوف سليمان: علم يرفرف في السماء بقلم: د. عبدالمنعم عبدالمحمود العربي
UKنشر في سودانيل يوم 23 - 09 - 2014
بلغني عبر منتدي الأطباء السودانيين الذي أسسه مشكورا الأخ د. ابراهيم حسن الفحل العام 1997 نبأ حفل تكريم أستاذ الأجيال بل من هو بمثابة الوالد والعم والخال والجد لكل أطفال السودان أعني بذلك الأخ الموقر دكتور جعفر بن عوف الذي لا يحتاج إلي تعريف. لقد أثلج صدري ذلك النبأ وطربت له وسعدت كما يطرب الغريب ويسعد عند لقاء الأحبة بعد طول غياب. فتكريم الدكتور جعفر يرمز في معناه العريض تكريما وإجلالا لكل طبيب محترم يعرف قدر نفسه وقدر مهنته ولكل المهن الطبية الشريفة التي كادت تعصف بها الرياح وتحصدها كحصاد الهشيم. دارت بي الأيام إلي الوراء تعيد الذكريات الجميلة لأيام خلت قضيناها نحن الأطباء الجدد نتعثر نتحسس خطانا علي عتبات التدريب الطبي السريري بعد سنوات الدراسة المضنية في معية وإشراف أطباء سودانيين أكفاء ومحترم بن من ضمنهم كان الأخ الأكبر والمعلم د. جعفر بن عوف حفظه الله وأبقاه وزاده من فضله
كان في السودان عمومه للطب والأطباء وحتي المستشفيات في ذلك الزمن مكانة مرموقة ونظام وخدمات راقية لا تقل عن مثلها في أي مستشفي عالمي آخر. العلاج متوفر للجميع في أي ساعة من الزمان والمكان وبالمجان. المستشفيات نظيفة ذات حدائق وأشجار تزيدها بهجة ولها إدارات ونظم و مواعيد عمل ومناوبات وانضباط في مرور الأخصائيين علي عنابر المرضي مرتين في اليوم (صباحا ومساءا) ومواعيد معينة للعيادات المحولة والمتابعة ومواعيد ليزور فيها الناس مرضاهم. كنت كغيري محظوظاً في تلقي تدريب الإمتياز علي يد أطباء مرموقين من جامعة الخرطوم ووزارة الصحة. يطيب لي أن أخص بالذكر في هذه السانحة وبإختصار تلك الفترة الرائعة التي قضيتها بقسم الأطفال في مستشفي الخرطوم
كانت شعبة الأطفال أنذاك تنقسم إلي إدارتين إحداهما في المبني الرئيسي داخل مستشفي الخرطوم برئاسة البروفيسور محمد ابراهيم عمر رئيس قسم الأطفال بجامعة الخرطوم والدكتور المرحوم محمود محمد حسن كبير أطباء الأطفال بوزارة الصحة عندما كانت للوزارة قيمة محلية وعالمية ومسؤولية تؤديها بكل جدارة. الإدارة الثانية كانت تضم عنبر سي خمسة عشر( C15) وحوادث الأطفال تحت إشراف دكتور جعفر بن عوف. كان يوجد كادر مهول من نواب أخصائيي الأطفال (جامعة ووزارة صحة) أتذكر منهم علي سبيل المثال الدكاترة الأفاضل مصطفي عبدالله صالح وعطيات مصطفي والناجي عبدالله وعطيات محمد الحسن والتهامي وسوار ومبيوع عليه رحمة الله وحيدر الحلفاوي وآخرين ومن الأطباء العموميين د ساتي والنجومي وعبدالحي الزبير الطاهر وأطباء الإمتياز صلاح التيجاني فرح وإبراهيم قمر الدولة وكميل شمعون وحليمة سليمان فضيل وعبدالله سبيل وشخصي الضعيف وأخرين للأسف فقدت الذاكرة أسماءهم. كل هؤلاء كانت تلتقي مجتمعة أوتار معزوفاتهم الرقيقة بهارمونية وصفاء تعزف لحناً طروباً جميلاً سعدت به أجيال من الأطفال وأمهاتهم وأبائهم بل الآلاف من الأسر السودانية التي كانت تهرع إلي مستشفي حوادث الأطفال فتجد فيه الترحاب والسكينة والطمأنينة وحسن المعاملة التي تضمد جراحهم وتهديء من روعهم ومن ثم يعودون إلي إهلهم وبلادهم مسرورين من بعد الشفاء. كل ذلك كان علاجاً كاملاً بالمجان
جعفر بن عوف الذي عرفته كان دايناميك كالدينمو المحرك لشبكة كهربائية كبري تغذي قطراً كاملاً من غير إنقطاع أو توقف. أشبهه كذلك لتميزه بتلك القوة التي كان يختص بها وصاحبته يمارس بها نشاطه البناء في صمت ونكران ذات مشهود ومقدر وصدق فيه القول "الكريم لا يتحدث بكرمه". ولأنني عاصرته أشهد وأوثق للتاريخ أن كل تطورات تأسيس و توسيع وتأهيل مستشفي حوادث الأطفال بالكادر الطبي المميز والأجهزة الطبية الحديثة جاءت علي يد واحدة هي يد الدكتور جعفر بن عوف الذي كان يشتري الحديد والأسمنت من سوق السجانة ويصعد بنفسه السقالات صباح مساء ليشرف بنفسه مع العمال علي سير البناء وكان يجمع التبرعات وكنا نحن الأطباء نشارك في ذلك المجهود الخيري والدكتور صلاح التيجاني (الآن إستشاري الأطفال بالمملكة العربية السعودية) خير من يتذكر أو يسهم في شرح تفاصيل تلك النشاطات ، وأتذكر أننا كثيرا ما كنا نشهد وزير الصحة آنذاك خالد حسن عباس الذي يأتي بنفسه في الهجير ويصعد السقالات مع د جعفر ليتابع سير البناء وهكذا تم المشروع الجبار بهمة الرجل الطبيب الإنسان جعفر بن عوف سليمان فقد كان صادق الإيمان والعزم علي ترسيخ قواعد رسالته السامية في طب الأطفال وتتويجها بإنشاء مستشفي حوادث مخصص لخدمة أطفال السودان ، فكرة جداً ممتازة تحتذى وإنسانية بحتة ولدت ونفذت من عقل فذ سبق زمانه في التفكير والعمل والتنفيذ فأحكم وأجاد. ألا درك الله يا جعفر الصادق الزاهد وسيبقي فضلك المرسوم علي جباه كل أطفال السودان وعملك الصادق وخيرك وتعليمك للأطباء وصبرك الجميل علي إبتلاءات الدهر ذخراً وزاداً ينفعك في دنياك وأخراك وسيبقي إسمك علماً أخضراً جميلا ً يرفرف خفاقا إلي الأبد في سمواتنا العريضة فهنيئا لك بالتكريم وهنيئا للذين كرموك من الزملاء الأطباء وغيرهم الذين خصهم الله بهذه الفرصة الذهبية فقد فازوا ولهم منا كل الشكر ولك من الله موفور الصحة والعافية ونعماء الدنيا والآخرة ففضلك علينا لكبير لا ينسي ولك وجيلك الموقر ألف تحية وألف سلام وإحترام وستبقي أنت دوماً في مخيلتنا ذهباً لا يصدأ
المخلص
د عبدالمنعم عبد المحمود العربي
darabdelmoneim@yahoo.com