جريدة الرؤية العمانية:
2025-02-08@20:07:47 GMT

خير أيام الدنيا أقبلت

تاريخ النشر: 26th, March 2024 GMT

خير أيام الدنيا أقبلت

 

حمد الحضرمي **

 

الحمد لله الذي أعزَّنا بالإسلام وأكرمنا بشهر رمضان، وجعل العشر الأواخر منه من أفضل الأزمان، وقد خصَّ الله العشر الأواخر من شهر رمضان لوجود ليلة القدر فيها، والتي أنزل فيها القرآن، لذلك فهي لها أهمية خاصة ومكانة كبيرة في قلوب المُسلمين، لذلك يتسارع المؤمنون من خلال تلك الليالي العشر حتى ينالوا الحسنات والأجر العظيم من الله.

إنَّ العشر الأواخر من شهر رمضان أيام خير وبركة ورحمة ومغفرة، ما أسعد من تعرض لنفحاتها والتمس بركاتها، فأحسن ختام الشهر الكريم مقبلًا على ربه جل وعلا مجتهدًا في طاعته، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأواخر من رمضان ما لا يجتهد في غيرها، وقد جاء في الحديث "أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل العشر أحيا الليل وأيقظ أهله وشد مئزره".

والواجب على المُسلم استثمارها واغتنام كل لحظة ونفس فيها بالطاعات والقربات، وأهم عمل في العشر الأواخر من رمضان هو ترك الخصومة والتباغض والتشاحن وتصفية القلوب من الغل والحقد والحسد والكراهية تجاه الأهل والأقارب والأصدقاء وكافة المسلمين، فبادروا بالعفو عن النَّاس في هذه الأوقات الفاضلة والنفحات الربانية المباركة، لأنَّ الحسنات فيها تتضاعف والذنوب فيها تغتفر، وعليكم بالاعتكاف والخلوة مع الله، لأنَّ المعتكف ينقطع فيه عن الخلق ويتصل بالخالق لمُناجاة ربه وذكره ودعائه.

ومن أفضل أعمال العشر الأواخر من رمضان قيام الليل، فهو سبيل المُتقين إلى رضا الله رب العالمين، والاجتهاد في الدعاء خاصة الليالي الوترية التي يتوقع فيها ليلة القدر، فهي ليلة الدعاء والتضرع إلى الله عز وجل، وكذلك تقديم الأعمال الصالحة كالتكافل والتراحم والعطاء والصدقة وقضاء حوائج النَّاس والإنفاق في سبيل الله، حيث تتجسد بهذه الأعمال معاني الرحمة والرأفة والإنسانية في هذه الأوقات الفاضلة.

وصدق الشاعر في وصف الأيام والليالي المُباركات من شهر رمضان المبارك، إذ قال:

أما قد خصنا الله بشهرِ أيما شهرِ

بشهرِ أنزل الرحمن فيه أشرف الذكرِ

وهل يشبهه شهر وفيه ليلة القدرِ

فكم من خيرٍ صح بما فيها من الأجرِ

روينا عن ثقات أنها تطلب في الوترِ

فطوبى لأمرئ يطلبها في هذه العشرِ

ففيها تنزل الأملاك بالأنوار والبرّ

وقد قال سلام هي حتى مطلع الفجرِ

ألا فادخرنها إنها من أنفس الذخرِ

فكم من معتقٍ فيها من النار ولا يدري

 

فاللهم بلغنا العشر وأعنَّا فيها على الذكر، واكتب لنا فيها الأجر، اللهم بلغنا ليلة القدر، واجعلنا فيها من المقبولين، اللهم اجعل هذه الليالي تفريجًا لكل هم، واستجابة لكل دعاء، وغفران لكل ذنب، وهداية لكل عبد، ورزقًا لكل محتاج، اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفُ عنَّا، يا الله اجعلنا ممن غفرت لهم، ورضيت عنهم، وحرمتهم على النار، وكتبت لهم الجنة نحن ووالدينا ومن نحب من الأهل والأقارب والأصدقاء.

إن شهر رمضان قد عزم على الرحيل، ولم يبقى منه إلا القليل، فمن أحسن فيه فعليه التمام، ومن كان فرط فليختمه بالحسنى، فالعمل بالختام، فاستمتعوا منه فيما بقي من الأيام والليالي المباركات، واستودعوه عملًا صالحًا يشهد لكم به عند الملك العلام. ولا تنسوا إخوانكم المستضعفين في كل مكان من دعائكم وخصوا في دعائكم إخوانكم المجاهدين في غزة وفلسطين، اللهم سدد رميهم وثبت أقدامهم واربط على قلوبهم واقذف الرعب في قلوب الصهاينة ومن والاهم، اللهم لا تُحقق لليهود في فلسطين غاية، ولا ترفع لهم راية، واجعلهم لمن خلفهم عبرة وآية، يا مُجيب دعوة المضطرين نرجوك أن تجيب دعواتنا بفضلك وكرمك وجودك يا أكرم الأكرمين.

** محامٍ ومستشار قانوني

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

دعاء ليلة النصف من شعبان.. كلمات أوصى بها النبي السيدة عائشة

تحظى ليلة النصف من شعبان بمكانة عظيمة لدى المسلمين، إذ تعد من الليالي المباركة التي يكثر فيها الدعاء والتضرع إلى الله، طلبًا للمغفرة والرحمة والنجاة من الأقدار السيئة.

ووردت العديد من الأحاديث عن فضل هذه الليلة وأهميتها، ومن بينها الحديث الذي يروي أن النبي محمد ﷺ علّم السيدة عائشة رضي الله عنها دعاءً شاملًا يجمع بين خير الدنيا والآخرة، حيث جاء فيه:

دعاء النبي في ليلة النصف ممن شعبان

"اللهم إني أسألك من الخير كله عاجله وآجله، ما علمت منه وما لم أعلم، وأعوذ بك من الشر كله، عاجله وآجله، ما علمت منه وما لم أعلم، اللهم إني أسألك من خير ما سألك عبدك ونبيك محمد ﷺ، وأعوذ بك من شر ما استعاذ منه عبدك ونبيك، اللهم إني أسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل، وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل، وأسألك أن تجعل كل قضاء تقضيه لي خيرًا، اللهم إنا نسألك من خير ما سألك منه نبيك محمد ﷺ، ونعوذ بك من شر ما استعاذ منه نبيك محمد ﷺ، وأنت المستعان، وعليك البلاغ، ولا حول ولا قوة إلا بالله."

ويحرص المسلمون في هذه الليلة على الإكثار من الدعاء، طمعًا في نفحات الرحمة والمغفرة التي تتنزل فيها، حيث يروى أن الله سبحانه وتعالى يغفر فيها للعباد إلا لمشرك أو مشاحن. ولذلك، فإن الدعاء في هذه الليلة مستحب، ومن الأدعية التي يرددها الكثيرون:

"اللهم اجعلني من الشاكرين، اللهم اجعلني في عيني صغيرًا وفي أعين الناس كبيرًا، اللهم يا دليل الحائرين ويا رجاء القاصدين، اللهم إني عبدك، وابن عبدك، وابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماضٍ في حكمك، عدلٌ في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدًا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همي."

كما أن هذه الليلة تصادف صيام كثير من المسلمين، حيث يستحب الصيام فيها طلبًا للثواب والتقرب إلى الله، ويكون للصائم عند إفطاره دعوة لا ترد، ولذلك من المستحب أن يدعو عند أذان المغرب بدعاء النبي عند الإفطار:

"اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى، والفوز بالجنة، والنجاة من النار."

ومن الأدعية الأخرى التي يكثر ترديدها في هذه الليلة العظيمة:

"يا مقيل العثرات، يا قاضي الحاجات، اقضِ حاجتي وفرّج كربتي وارزقني من حيث لا أحتسب، قال عزّ وجلّ: (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا، يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا، وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَّكُمْ أَنْهَارًا، مَّا لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا، وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا)."

وفي هذه الليلة، يتوجه المسلمون إلى الله بالدعاء، طلبًا لجبر الخواطر وقضاء الحوائج، ومن الأدعية التي يرددونها:

"إلهي، أدعوك دعاء مَن اشتدّت فاقته وضعفت قوّته وقلّت حيلته، دعاء الغريق المضطر البائس الفقير الذي لا يجد لكشف ما هو فيه مِن الذنوب إلا أنت، فصلِّ على محمد وآل محمد، واكشف ما بي مِن ضرّ، إنك أرحم الراحمين، لا إله إلا أنتَ سبحانك إنّي كنت من الظالمين، سبحان الله وبحمده عدد خلقه، ورضا نفسه، وزنة عرشه، ومداد كلماته."

أدعية ليلة النصف من شعبان 

ومن أشهر الأدعية التي يحرص المسلمون على ترديدها في ليلة النصف من شعبان:

"اللهم مالك الملك، تؤتي الملك من تشاء، بيدك الخير إنّك على كلّ شيء قدير، رحمن الدّنيا والآخرة ورحيمهما، تعطيهما من تشاء، وتمنع منهما من تشاء، ارحمني رحمةً تغنيني بها عن رحمة من سواك، وارزقني زواجًا قريبًا يكون لنفسي طمأنينة وسكن."

كما يلجأ البعض إلى الله في هذه الليلة بالدعاء لتيسير أمورهم، ومنها دعاء الزواج وتيسير الحال:

"اللهم أنت الأوّل فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظّاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء، يسر لي أمري، وارزقني زواجًا قريبًا يا الله. اللهم سخّر لي زوجًا كما سخرت البحر لسيدنا موسى عليه السلام، وألن لي قلبه كما ألنت الحديد لداوود عليه السلام، فإنه لا ينطق إلا بإذنك، ناصيته في قبضتك، وقلبه في يديك تصرفها كيف شئت. اللهم بلطيف صنعك في التسخير، وخفي لطفك في التيسير، الطف بي ويسّر لي أمر الزواج، وتمّمه بخير ولطف، واصرف عني السوء والشر، إنك على كل شيء قدير."

وفي الختام، فإن ليلة النصف من شعبان تعد من الفرص العظيمة التي ينبغي اغتنامها بالدعاء والاستغفار وطلب العفو من الله، فهي ليلة تتنزل فيها الرحمة والمغفرة، وتستجاب فيها الدعوات، ويجبر الله فيها خواطر عباده، لذا يحرص المسلمون على إحيائها بالطاعات والتقرب إلى الله، سائلين إياه أن يجعلهم من عباده المقبولين في هذه الليلة المباركة.

مقالات مشابهة

  • أدعية مستحبة ليلة النصف من شعبان.. رددها حتى تكون من الفائزين
  • موعد ليلة النصف من شعبان 2025.. فضلها والأعمال المستحبة فيها.. ودعاؤها المستجاب
  • دعاء ليلة النصف من شعبان.. كلمات أوصى بها النبي السيدة عائشة
  • صحة حديث نزول الله إلى سماء الدنيا في ليلة النصف من شعبان
  • خطيب المسجد النبوي: الدنيا دار ابتلاء لا يجزع فيها العبد المؤمن
  • أهمية دعاء ليلة الجمعة وفضله في تحقيق الفرج والاستجابة
  • تعرف على أفضل طريقة لإحياء ليلة النصف من شعبان
  • 6 أماكن يستجاب فيها الدعاء في الحرم المكي.. لا ترد فيها دعوة وتفتح الأبواب المغلقة
  • سر تسمية ليلة النصف من شعبان بالبراءة.. يستحب فيها الصلاة والذكر والدعاء
  • موعد ليلة النصف من شعبان 2025 .. وهذا أفضل دعاء مستجاب لا يُرد فيها