جريدة الرؤية العمانية:
2024-10-03@19:01:21 GMT

لقد جاوز الظالمون المدى

تاريخ النشر: 26th, March 2024 GMT

لقد جاوز الظالمون المدى

 

علي بن حمد المسلمي

غزة هاشم تستغيث ولا مُغيث، الرجال والنساء والأطفال والشيوخ تصرخ وا عمراه وا معتصماه وا صلتاه، لكن لا مجيب. خنوع وخضوع واستسلام، الصهاينة يعيثون في الأرض فسادًا، أهلكوا الحرث والنسل ويتمادون في غيهم، لسان حالهم الانتقام من البشر والحجر دون رحمة لطفل، أو شيخ، أو امرأة، أو راهب في صومعته، أو إمام في مسجده، أو قسيس في كنيسته.

يمارسون أبشع أنواع السادية، تجويع وقتل، وتشريد ومجازر دموية.

أمة العرب صامتة تدين وتستكين، وأخرى تعين الظالم على ظلمه؛ إلا ما رحم الله مثل الحوثيين في اليمن، وحزب الله في لبنان، وبعض الجماعات في العراق تبذل ما تستطيع بذله؛ من أجل التخفيف من وطأة الحرب ضد أهل غزة، وقليل من العلماء والدعاة وأهل الحكم.

المقاومة في غزة صابرة، تقاوم المحتل بكل ثبات وإقدام، ولكن تحتاج الى الدعم والمساندة أمام جيش عرمرم يقف وراءه مناصروه من الدول الكبرى الولايات المتحدة وبريطانيا وإيطاليا وألمانيا وفرنسا وغيرهم من خلفهم.

وبعد إن انكشف الغطاء لهذا الاحتلال البغيض، وتعرت صوره، وكشف للعالم وجهه القبيح، وادعائه بأن جيشه أخلاقي، ومنهجه الديمقراطية التي يتشدق بها، وإنه نموذج في الشرق الأوسط يحتذى به؛ إلا أن ممارساته يندى لها الجبين عبر ما تنقله شاشات التلفزة الإخبارية من مشاهدات لأشلاء الشهداء، ودهسهم بالجرافات والدبابات، وسحقهم ومنع الغذاء والدواء وموت الأطفال في المستشفيات وخارجها؛ بسبب الجوع، وانتشالهم من تحت الأكوام، وتعرية الشباب والشيوخ وتجريدهم من الملابس، وتكويمهم في سيارات النقل، والاعتداء على النساء وإطلاق النار على الأبرياء والقاء القنابل عليهم وتفجيرهم، والقتل المتعمد الممنهج، وتفجير البيوت على ساكنيها، ومداهمة المستشفيات وتدميرها، وجرف التربة ومزروعاتها، وهدم المساجد على رؤوس المصلين فيها.

هذا ليس أسلوب إنسان متحضر وصل إلى درجة من التقدم العلمي والتكنولوجي كما يدعي، وليست خاصية الإنسان الذي كرمه الله بالعقل، وحمله في البر والبحر؛ ليمتهن كرامة بني جنسه ويحتقرهم، ويطلق عليهم حيوانات بشرية وليس من صفات بشر القرن الحادي والعشرون الذي بلغ العلم مبلغه؛ هذه بربرية رغم تاريخه الذي يشي بذلك فكم من مجازر دموية ارتكبها في لبنان وفلسطين ومن أمثلتها الكثير؛ كمجزرة قانا وصبرا وشاتيلا والآن الإبادة الجماعية في غزة، ولم يكترث لحرمة حقوق الإنسان وحقوق الطفل وحقوق المرأة وحقوق الحيوان، وبات واضحا في جلسات مجلس الأمن من استخدام حق النقض "الفيتو" من قبل الولايات المتحدة الأمريكية لدعم هذا الكيان المتصهين.

ورغم نداءات الشعوب الحرة في عقر دار الدول المساندة لهذا الكيان الممسوخ، والمطالبة بوقف إطلاق النار في غزة وإعطاء الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة.

ومناشدات أمين عام الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية وحقوق الإنسان والصليب الأحمر وهيئة الإغاثة الأنروا والشعوب الحرة ومحكمة العدل الدولية إلا أن الصهاينة لا مجيب؛ بل يهددون ويتوعدون ويزمجرون ويزأرون بإزالة حركة المقاومة من الوجود، وجعل مدينة غزة غير قابلة للحياة، واجتياح منطقة رفح وفي مفاوضاتهم الأخرى تلو الأخرى يطلقون تصريحاتهم دون الاكتراث إلى الوسطاء باطنهم غير ظاهرهم، وهذا هو ديدنهم الأبدي لا يرعون إلاً ولا ذمة.

لكن المقاومة الباسلة، هيهات هيهات، أن يغمض لها جفن أو تقر لها عين، أن ترضخ لمطالب هذا الكيان بعد أن خَبِرَتهُ ومن يقف وراءه، رغم المآسي وحجم الدمار الذي يخلفه دون رحمة وهوادة، وسياسة التجويع الذي ينتهجها بالإضافة إلى تدمير قوافل المساعدات الانسانية أو الميناء الجاري إنشاؤه لتفريغ غزة من أهلها.

بعد كل هذا أيحق للعرب والمسلمين والشعوب الحرة السكوت على حجم هذه المآسي... أما آن الآوان لوقف هذا الكيان المتصهين عند حده، وتقديمه للعدالة الدولية ومحاكمته هو ورموزه على ما اقترفت يداه ضد أناس أبرياء عزل يطالبون بالحرية والكرامة والعيش الكريم، ولا نقول إلا "حسبنا الله ونعم الوكيل".

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

دمُ السيد نصر الله.. وحتميةُ زوال الكيان الإسرائيلي

محمد صالح حاتم

قد يكون استشهاد السيد حسن نصرالله، أمين عام حزب الله، بغارة جوية للطيران الإسرائيلي الأمريكي، خسارة كبيرة ليس على الحزب بل وحسب؛ ولكن على لبنان والأمة الإسلامية جمعاء، وقد يعتبر ذلك انتصار لـ “إسرائيل”؛ لكن في الحقيقة إن السيد نصر الله نال مبتغاه وفاز بالشهادة على أيدي اليهود الصهاينة.

إن المقاومة والمشروع الجهادي التحرّري ضد الكيان الصهيوني، لم يتراجع في يوم من الأيّام رغم فقدان القادة العظماء، فحزب الله لم يتراجع أَو يضعف بعد استشهاد أمينه العام السيد موسوي عام 1992م، بالعكس زاد قوةً وعنفواناً وتماسكاً بعد تعيين السيد حسن نصرالله أميناً عاماً له خلفاً للسيد موسوي، بل إن الحزب استطاع أن يحرّر الأراضي اللبنانية في عام 2000م، وأن يحرّر آلاف الأسرى اللبنانيين والعرب في حرب 2006م.

فحركات المقاومة والجهادية ولاّدة بالقادة، وكذلك حركة أنصار الله في اليمن لم تتراجع أَو تضعف وترضخ لضغوط ومشاريع ومخطّطات الأعداء “إسرائيل” وأمريكا وعملائهم بعد استشهاد السيد حسين بدرالدين الحوثي-رضوان الله عليه- في الحرب الثانية عام 2004م، والتي كانت محاصرة في منطقة واحدة في مران، فجاء السيد عبدالملك الحوثي-يحفظه الله- زعيماً لأنصار الله وقائداً للمسيرة القرآنية، والتي أصبحت اليوم تقاتل العدوّ الإسرائيلي وتقصفه بالصواريخ الفرط صوتية والطيران المسيَّر إلى عمق الأراضي العربية التي يحتلها في أم الرشراش «إيلات» ويافا «تل أبيب».

وهكذا سيكون حزب الله بعد استشهاد السيد حسن نصرالله، أقوى وأكثر تماسكاً، وسيكون الرد والقصاص من العدوّ هو زواله ونهاية مشروعة الاحتلالي، ولن يؤثر على قوة ومشروع الحزب، وكذلك محور المقاومة بشكل عام؛ فالكيان الإسرائيلي باغتياله للسيد حسن نصر الله فتح على نفسه النار.. وعجل في نهايته؛ بل أظهر أن هذا العدوّ قد وصل إلى آخر أسلحته، وهي الاغتيالات، والحرب السيبرانية، وأكّـد مدى فشله في معركة طوفان الأقصى، وأثبت هشاشة جيشه، والذي عجز عن تحقيق النصر على أرض المعركة في غزة.

فالمعركة مع العدوّ الإسرائيلي لم تنته باستشهاد السيد حسن نصرالله، ولكنها بدأت وعلى العدوّ الإسرائيلي تحمل حماقاته، وعلى أمريكا والدول الداعمة والمشاركة والمساندة والمؤيدة للكيان الإسرائيلي في حربه وعدوانه على غزة ولبنان أن يتحملوا نتائج التغيرات التي ستحدث في المنطقة، وسيكتوي بنارها الجميع، وسيدفع ثمنها الجميع، فدماء شهداء معركة طوفان الأقصى لن تذهب هدراً، ولكنها ستكون فيضانات تجرف عروش الكيان الإسرائيلي ومشروعه الصهيوني، وستؤسس لبناء الدولة الإسلامية الكبرى.

مقالات مشابهة

  • "حقوق الإنسان" تنفذ برنامجًا تدريبيًا في فرنسا
  • من هو جعفر قصير الذي اغتالته إسرائيل؟.. صهر حسن نصر الله
  • حدث ليلا| حقيقة زلزال المعادي.. وحقوق المنوفية توضح تفاصيل واقعة سب أستاذ للطلاب بألفاظ نابية
  • سي إن إن: حزب الله لم يستخدم صواريخه بعيدة المدى حتى الآن
  • “ستاندرد آند بورز” تخفض تصنيف إسرائيل الائتماني على المدى الطويل مع نظرة مستقبلية سلبية
  • حركة فتح الانتفاضة: نبارك الرد الإيراني الذي شكل لحظة تاريخية في مسار الصراع مع الكيان الصهيوني
  • وقفة بجامعة البيضاء تنديداً بجرائم الكيان الصهيوني
  • قيادي في أنصار الله: الكيان الصهيوني يخفي دفن العشرات من عناصره يوميًا
  • لجان المقاومة في فلسطين: نبارك الرد الإيراني الصاعق الذي استهدف عمق الكيان الصهيوني
  • دمُ السيد نصر الله.. وحتميةُ زوال الكيان الإسرائيلي