جريدة الرؤية العمانية:
2025-01-16@00:04:22 GMT

لقد جاوز الظالمون المدى

تاريخ النشر: 26th, March 2024 GMT

لقد جاوز الظالمون المدى

 

علي بن حمد المسلمي

غزة هاشم تستغيث ولا مُغيث، الرجال والنساء والأطفال والشيوخ تصرخ وا عمراه وا معتصماه وا صلتاه، لكن لا مجيب. خنوع وخضوع واستسلام، الصهاينة يعيثون في الأرض فسادًا، أهلكوا الحرث والنسل ويتمادون في غيهم، لسان حالهم الانتقام من البشر والحجر دون رحمة لطفل، أو شيخ، أو امرأة، أو راهب في صومعته، أو إمام في مسجده، أو قسيس في كنيسته.

يمارسون أبشع أنواع السادية، تجويع وقتل، وتشريد ومجازر دموية.

أمة العرب صامتة تدين وتستكين، وأخرى تعين الظالم على ظلمه؛ إلا ما رحم الله مثل الحوثيين في اليمن، وحزب الله في لبنان، وبعض الجماعات في العراق تبذل ما تستطيع بذله؛ من أجل التخفيف من وطأة الحرب ضد أهل غزة، وقليل من العلماء والدعاة وأهل الحكم.

المقاومة في غزة صابرة، تقاوم المحتل بكل ثبات وإقدام، ولكن تحتاج الى الدعم والمساندة أمام جيش عرمرم يقف وراءه مناصروه من الدول الكبرى الولايات المتحدة وبريطانيا وإيطاليا وألمانيا وفرنسا وغيرهم من خلفهم.

وبعد إن انكشف الغطاء لهذا الاحتلال البغيض، وتعرت صوره، وكشف للعالم وجهه القبيح، وادعائه بأن جيشه أخلاقي، ومنهجه الديمقراطية التي يتشدق بها، وإنه نموذج في الشرق الأوسط يحتذى به؛ إلا أن ممارساته يندى لها الجبين عبر ما تنقله شاشات التلفزة الإخبارية من مشاهدات لأشلاء الشهداء، ودهسهم بالجرافات والدبابات، وسحقهم ومنع الغذاء والدواء وموت الأطفال في المستشفيات وخارجها؛ بسبب الجوع، وانتشالهم من تحت الأكوام، وتعرية الشباب والشيوخ وتجريدهم من الملابس، وتكويمهم في سيارات النقل، والاعتداء على النساء وإطلاق النار على الأبرياء والقاء القنابل عليهم وتفجيرهم، والقتل المتعمد الممنهج، وتفجير البيوت على ساكنيها، ومداهمة المستشفيات وتدميرها، وجرف التربة ومزروعاتها، وهدم المساجد على رؤوس المصلين فيها.

هذا ليس أسلوب إنسان متحضر وصل إلى درجة من التقدم العلمي والتكنولوجي كما يدعي، وليست خاصية الإنسان الذي كرمه الله بالعقل، وحمله في البر والبحر؛ ليمتهن كرامة بني جنسه ويحتقرهم، ويطلق عليهم حيوانات بشرية وليس من صفات بشر القرن الحادي والعشرون الذي بلغ العلم مبلغه؛ هذه بربرية رغم تاريخه الذي يشي بذلك فكم من مجازر دموية ارتكبها في لبنان وفلسطين ومن أمثلتها الكثير؛ كمجزرة قانا وصبرا وشاتيلا والآن الإبادة الجماعية في غزة، ولم يكترث لحرمة حقوق الإنسان وحقوق الطفل وحقوق المرأة وحقوق الحيوان، وبات واضحا في جلسات مجلس الأمن من استخدام حق النقض "الفيتو" من قبل الولايات المتحدة الأمريكية لدعم هذا الكيان المتصهين.

ورغم نداءات الشعوب الحرة في عقر دار الدول المساندة لهذا الكيان الممسوخ، والمطالبة بوقف إطلاق النار في غزة وإعطاء الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة.

ومناشدات أمين عام الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية وحقوق الإنسان والصليب الأحمر وهيئة الإغاثة الأنروا والشعوب الحرة ومحكمة العدل الدولية إلا أن الصهاينة لا مجيب؛ بل يهددون ويتوعدون ويزمجرون ويزأرون بإزالة حركة المقاومة من الوجود، وجعل مدينة غزة غير قابلة للحياة، واجتياح منطقة رفح وفي مفاوضاتهم الأخرى تلو الأخرى يطلقون تصريحاتهم دون الاكتراث إلى الوسطاء باطنهم غير ظاهرهم، وهذا هو ديدنهم الأبدي لا يرعون إلاً ولا ذمة.

لكن المقاومة الباسلة، هيهات هيهات، أن يغمض لها جفن أو تقر لها عين، أن ترضخ لمطالب هذا الكيان بعد أن خَبِرَتهُ ومن يقف وراءه، رغم المآسي وحجم الدمار الذي يخلفه دون رحمة وهوادة، وسياسة التجويع الذي ينتهجها بالإضافة إلى تدمير قوافل المساعدات الانسانية أو الميناء الجاري إنشاؤه لتفريغ غزة من أهلها.

بعد كل هذا أيحق للعرب والمسلمين والشعوب الحرة السكوت على حجم هذه المآسي... أما آن الآوان لوقف هذا الكيان المتصهين عند حده، وتقديمه للعدالة الدولية ومحاكمته هو ورموزه على ما اقترفت يداه ضد أناس أبرياء عزل يطالبون بالحرية والكرامة والعيش الكريم، ولا نقول إلا "حسبنا الله ونعم الوكيل".

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

4 أعمال تكفر فتن الحياة اليومية في الأهل والمال والولد

في حديث شريف متفق عليه، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «فِتْنَةُ الرَّجُلِ فِي أَهْلِهِ وَمَالِهِ وَنَفْسِهِ وَوَلَدِهِ وَجَارِهِ، يُكَفِّرُهَا الصِّيَامُ، وَالصَّلَاةُ، وَالصَّدَقَةُ، وَالْأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيُ عَنِ الْمُنْكَرِ»، وهذا الحديث يحمل معاني عظيمة حول طبيعة الابتلاءات اليومية التي يواجهها الإنسان في حياته، ويُبرز الطريق لتكفير هذه الفتن عبر الطاعات والعمل الصالح.

الفتن اليومية: طبيعتها وأثرها

يشير النبي صلى الله عليه وسلم إلى أن الإنسان قد يواجه أنواعًا من الفتن في حياته اليومية، تشمل:

الأهل: أي التقصير أو الخلافات مع الأسرة.

المال: الفتن المتعلقة بكسب المال أو إنفاقه أو الحقوق المالية.

النفس: الشهوات والغرائز التي قد تدفع الإنسان إلى الخطأ.

الولد: التحديات في التربية والمسؤولية تجاه الأبناء.

الجار: العلاقات الاجتماعية وما قد يطرأ من مشكلات.

كل هذه الفتن قد تؤثر على الإنسان وتجعله عرضة للذنب أو التقصير، لكنها ليست نهاية المطاف.

تكفير الفتن: الطريق إلى الصفاء الروحي

يُرشدنا النبي صلى الله عليه وسلم إلى أن الطاعات وأعمال الخير تُكفر هذه الفتن، ومن أبرزها:

1. الصيام: عبادة تُهذب النفس وتدربها على ضبط الشهوات.


2. الصلاة: صلة العبد بربه، وهي وسيلة للغفران والتوبة.


3. الصدقة: إظهار الرحمة والإحسان للآخرين، وهي تطهر المال والنفس.


4. الأمر بالمعروف: الدعوة إلى الخير والإصلاح في المجتمع.


5. النهي عن المنكر: محاربة الفساد والشر، بما يحقق الصلاح العام.

 

رسالة الأمل والتفاؤل

الحديث النبوي الكريم يعكس رحمة الإسلام وشموله، إذ لا يجعل الإنسان في مواجهة مستمرة مع ذنوبه دون مخرج. بل يمنحه وسائل للتكفير والعودة إلى الله، مما يعزز الأمل ويحفز المؤمن على الاستمرار في العمل الصالح.

ماذا يعلمنا الحديث؟

1. الوعي بالابتلاءات: إدراك أن الفتن جزء من حياة الإنسان وامتحان لإيمانه.


2. العمل الصالح: الطاعات ليست فقط وسيلة للتقرب إلى الله، بل هي درع يحمي الإنسان من الفتن.


3. التوازن: الإسلام يُعلمنا التوازن بين العلاقات الاجتماعية والعبادات الروحية.

 

الحديث النبوي يبعث برسالة واضحة: لا يأس مع رحمة الله، فالطريق إلى الغفران مفتوح عبر الطاعات والعمل الصالح. وهو دعوة لكل مسلم للتوبة الدائمة والعمل على تحقيق الخير في نفسه ومجتمعه.

مقالات مشابهة

  • البابا فرنسيس عن المثليين: «مَن أنا لأحكم عليهم؟»
  • حكم التسبب في جرح الميت عن طريق الخطأ .. دار الإفتاء تجيب
  • ماذا يحدث في جسم الإنسان خلال الأيام البيض؟.. فوائد كثيرة
  • وزير العدل وحقوق الإنسان يشارك موظفي الوزارة تدريبات عسكرية
  • وزير العدل وحقوق الإنسان يشارك مع موظفي الوزارة في تدريبات عسكرية
  • عن عناصر حزب الله وإمداده بالسلاح... ما الذي قاله مسؤول أميركيّ؟
  • جنان الحربي: 70 نوعاً من الجراثيم والبكتيريا في أحشاء وجلد «البريعصي»
  • السبت المقبل.. السلام للتنمية وحقوق الإنسان تنظم جلسة حوار "قراءة أولية في تقارير أصحاب المصلحة"
  • الشيخ الماجد يوضح الحكم في الأب الذي يفرق في التعامل بين الأولاد والبنات.. فيديو
  • 4 أعمال تكفر فتن الحياة اليومية في الأهل والمال والولد