التضامن والدعم المعنوي للمقاومة الفلسطينية
تاريخ النشر: 26th, March 2024 GMT
د. سالم عبدالله العامري
التضامن مع إخواننا الفلسطينيين في غزة ودعم المقاومة الفلسطينية في عموم فلسطين ضد الصهاينة المعتدين، واجبٌ أخلاقيٌ وإنسانيٌ وشرعيٌ، توجبه علينا الظروف المُؤلمة التي يمر بها إخواننا في غزة، من قصف بربري متواصل، وتقتيل وتشريد للأطفال والنساء والشيوخ، وهدم المنازل والممتلكات وأماكن اللجؤ والعبادة والمستشفيات.
لا يمكن وصف كل ذلك التقتيل والتشريد والتجويع والتعذيب والتدمير إلّا بالإبادة الجماعية، كل هذا والعالم الذي يدعي الرقي والتحضر والعدالة الدولية وحقوق الإنسان يتفرج، مع الأسف؛ بل يسارع أغلبه إلى مدّ يد العون للمعتدي الغاصب؛ فالصهاينة في العالم يقدّمون الدعم المادي والمعنوي والإعلامي والحربي لصهاينة إسرائيل لإبادة الشعب الفلسطيني وهم يعلمون أنهم على باطل وضلال، ونحن أصحاب قضية مُحقة وعادلة، ومنذ ما يقرب من ستة أشهر، لم نفعل شيئًا حقيقيًا من أجل وقف العدوان الصهيوني الظالم على أهل غزّة.
لذلك أقل ما يجب علينا فعله الدعم المعنوي والتضامن المستمر من خلال تثبيت أهلنا في غزة، بكل الوسائل الإعلامية المتاحة، وكشف الحقائق وإجرام العدو الصهيوني بالأدلة والوثائق وتسخير حساباتنا على وسائل التواصل الاجتماعي للتنديد بالعدوان، والتعريف بما يجري على أرض الواقع وإعلان التضامن مع الفلسطينيين مع التأكيد في وسائل الإعلام والمنتديات العربية والإسلامية على الحذر من الوقوع في إثم التثبيط عن قصد أو دون قصد، فضلًا عن عواقب الخيانة والغدر بأهلنا في غزة، خصوصًا في هذه المرحلة الحالية من الحرب التي شهدت تراجعًا كبيرًا من إعلام الدول الغربية المساندة لإسرائيل بعد تأكدهم بالدليل القاطع والشواهد الدامغة على إجرام الكيان الصهيوني وكذب إدعاءات الرواية الإسرائيلية وإعلامهم العنصري في تضليل الحقائق وتزييف الأخبار، ولنحذر كل الحذر من خذلان إخواننا وعدم التفاعل معهم أونصرتهم أومساندتهم؛ فخذلان المسلمين سبب لخذلان الله للعبد، فعن جابر بن عَبْدِ اللَّهِ وأبي طَلْحَةَ بْنَ سَهْلٍ الْأَنْصَارِيَّ رضي الله عنهم جميعًا، قالا: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَا مِنْ امْرِئٍ يَخْذُلُ امْرًا مُسْلِمًا فِي مَوْضِعٍ تُنْتَهَكُ فِيهِ حُرْمَتُهُ، وَيُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ، إِلَّا خَذَلَهُ اللَّهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ. وَمَا مِنْ امْرِئٍ يَنْصُرُ مُسْلِمًا فِي مَوْضِعٍ يُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ، وَيُنْتَهَكُ فِيهِ مِنْ حُرْمَتِهِ، إِلَّا نَصَرَهُ اللَّهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ نُصْرَتَهُ".
لا شك أنَّ ثبات أهل غزة ثبات للأمة، وأن خذلانهم خطر على الأمة في دينها ودنياها، وفي حاضرها ومستقبلها، لهذا يبقى الدور الأبرز في التضامن والدعم المعنوي على الإعلاميين والصحفيين والمثقفين في كتابة المقالات في الصحف، وتدعيم مقالاتهم وتقاريرهم الصحفية بالصور والأدلة التي توضح حجم معاناة الفلسطينيين، والتصدي للإعلام الصهيوني، والرد على شبهاته وأباطيله وعقد الندوات والمحاضرات والمؤتمرات، عبر مختلف وسائل الإعلام من إذاعة وتلفاز وفي مختلف وسائل الإعلام التقليدي أو الرقمي، وكذلك دور الناشطين من مستخدمي الإنترنت، في توظيف استخدام قنوات المحادثة والدردشة والحوار المباشر وغير المباشر، من خلال تفعيل ساحات الحوار والمنتديات، للحديث عن المجازر التي يرتكبها الكيان الصهيوني والاعتداءات المستمرة على المدنيين العزل وحصر المستشفيات ومنع دخول المساعدات وقتل النساء والأطفال وتعذيب المرضى وقصف المشردين الجياع .
علاوة على ذلك، يمكن أن يأخذ الدعم المعنوي أشكالًا متعددة من بينها التنسيق مع كافة المؤسسات والهيئات التي تساند القضية الفلسطينية من منطلق إنساني عادل، ومشاركتها في فعاليتها وأنشطتها. وتعريف العالم بأسره بأن فلسطين إنما هي بالمقام الأول قضية إنسانية يجب أن يُدافع عنها كل الذين يدافعون عن حقوق الإنسان ويتضامنون مع العدالة ويقفون ضد الظلم والاستكبار والطغيان الصهيوني.
الواجب على كل مسلم بث التفاؤل والصمود والدعم المعنوي، والتعريف بالقضية الفلسطينية والدفاع عنها بكل ما أوتي من قوة واستطاعة، وعلى الإعلام نشر حقيقة ما يحدث في غزة، وكشف القناع عن المشاركين في المؤامرة الدائرة على الشعب الفلسطيني، ونقل ما يحدث من عمليات إبادة وتدمير وقتل وتشريد لإخواننا الفلسطينيين دون خوف أو تحيز للرواية الصهيونية ليشاهد العالم أجمع جرائم الكيان الصهيوني وداعميه، وتشكيل ضغط إعلامي على الرأي العام العالمي لردع الكيان الصهيوني المستعمرعن أفعاله الإجرامية والوقوف مع الشعب الفلسطيني في قضيته العادلة وإقامة دولته واسترداد كافة حقوقه المشروعة.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
خامنئي: غزة جعلت الكيان الصهيوني يجثو على ركبتيه.. وحزب الله ازدادت عزيمته
شدد المرشد الإيراني علي خامنئي، الثلاثاء، على أن قطاع غزة أجبر دولة الاحتلال الإسرائيلي على أن تجثو على ركبتيها بعد العدوان الوحشي الذي استمر 15 شهرا، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن حزب الله في لبنان ازدادت عزيمته بعكس ما ظنون "الأعداء والأصدقاء".
وقال خامنئي، حسب تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الإيرانية "تسنيم"، إن "المقاومة التي انطلقت من إيران أيقظت الشعوب المسلمة، وجعلت بعضها تتحرك على الساحة، كما أيقظت ضمائر الكثير من غير المسلمين".
وأضاف أن "نظام الهيمنة كان مجهولا لدى الكثير من الشعوب، لكن المقاومة أسهمت في كشفه وتعريفه للعالم".
وتطرق إلى قطاع غزة، قائلا "انظروا إلى غزة، هذه المنطقة الصغيرة والمحدودة استطاعت أن تُركع الكيان الصهيوني، وهو كيان مدجج بالسلاح ويحظى بدعمٍ كاملٍ من أمريكا"، متابعا "غزة جعلت الاحتلال يجثو على ركبتيه، فهل هذا أمر بسيط؟! هذه هي بركة المقاومة".
تجدر الإشارة إلى أنه بتاريخ 19 كانون الثاني/ يناير الجاري، انطلق سريان وقف إطلاق النار بين حركة حماس ودولة الاحتلال الإسرائيلي، وسيستمر في مرحلته الأولى لمدة 42 يوما، يتم خلالها التفاوض لبدء مرحلة ثانية ثم ثالثة، بوساطة مصر وقطر والولايات المتحدة.
ولليوم الثاني على التوالي، يواصل مئات آلاف النازحين الفلسطينيين العودة من محافظات الجنوب والوسطى إلى محافظات غزة والشمال، بعد انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من شارع الرشيد الساحلي، بموجب اتفاق وقف إطلاق النار في القطاع.
وفي سياق متصل، تحدث المرشد الإيراني عن اغتيال الأمين العام السابق لحزب الله في لبنان، حسن نصر الله، على أيدي الاحتلال الإسرائيلي بالعاصمة بيروت، عقب قصف استهدف الضاحية الجنوبية في نهاية أيلول /سبتمبر الماضي، مشيرا إلى أن الحزب "تكبد خسارة عظيمة برحيل نصر الله".
لكن خامنئي استدرك بالقول إن "الأعداء والأصدقاء ظنوا أن استشهاد السيد حسن نصر الله سيؤدي إلى نهاية حزب الله، لكن الحزب أثبت العكس، بل ازدادت عزيمته واستطاع أن يواجه الكيان الصهيوني بثبات أكبر"، وفق وكالة "تسنيم".