"حبيبتي يا أختي".. طفلة ترثي شقيقتها في غزة
تاريخ النشر: 26th, March 2024 GMT
"حبيبتي يا أختي"، بهذه الكلمات المثقلة بوجع الفراق والقهر، ودّعت الطفلة الفلسطينية ليان ابنة الـ 11 عامًا، شقيقتها الطفلة سجى التي قتلت بغارة إسرائيلية على قطاع غزة.
وفي ساحة "مستشفى شهداء الأقصى" بمدينة دير البلح وسط القطاع، تتناثر جثث ضحايا قتلتهم طائرات إسرائيلية، ومن بينهم جثمان سجى التي راحت ضحية الحرب المستمرة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي على قطاع غزة.
نظرة وداع
من بعيد، وقفت ليان تنظر إلى المشهد المروّع الذي كان أمامها، وهي في حالة صدمة وحزن عميق على فقدان شقيقتها، في واحدة من الأيام التي لا يمكن أن تنسى.
لكن من أجل نظرة الوداع، نادى عليها والدها لتطبع على جبين شقيقتها قبلة أخيرة قبل أن يوارى جثمانها الثرى.
بقلب يحمل حُزنًا أكبر من سعته وبعينين تملؤهما دموع الألم وببطء مهيب، تقترب ليان من جثمان شقيقتها المسجّى على الأرض لتلقي النظرة الأخيرة على هذا الوجه الذي كان مصدرًا لسعادتها.
لم تتخيل ليان ذات الشعر الطويل المجدول يومًا أن تقف بمثل هذا الموقف التراجيدي، وهي تنحني وتقبل رأس شقيقتها التي كانت معها حتى وقت قريب بين المرح والمزاح.
الحرب قتلت سعادة الشقيقتين
لحظات المرح التي عاشتها الشقيقتان لم تدم بسبب الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة منذ أكثر من 6 أشهر، حاصدة آلاف القتلى من الأطفال.
وفجأة ودون سابق تحذير، تحولت تلك اللحظات المفعمة بالحب والطفولة إلى دمار وركام ودماء متناثرة هنا وهناك.
لم تكن الطفلة ليان تتوقع ذلك، حيث كانت للتو تحاول الاستمتاع بأوقاتها، رغم أصوات الطائرات والانفجارات الناجمة عن الصواريخ الإسرائيلية التي تسقط على القطاع.
والجمعة، قصفت الطائرات الإسرائيلية عددا من المنازل في مدينة دير البلح، ما أسفر عن مقتل وإصابة عشرات الفلسطينيين.
ذكريات جميلة غلبتها الحرب
لم يبقَ للطفلة المكلومة سوى ذكريات جميلة من اللعب والضحك مع شقيقتها، بعد مرارة الفراق التي تسببت بها الحرب الإسرائيلية.
تلك الذكريات الجميلة التي تبقت من أختها تمثل كنزًا ثمينًا بالنسبة لليان، ستحتفظ بها في أعماقها وستبقى خالدة في ذهنها، حيث سترويها للأجيال القادمة.
فيما ستحفر داخل قلبها الصغير مرارة فقدان شقيقتها ونجاتها من الموت خلال القصف الإسرائيلي الذي استهدف منزلهم في دير البلح.
وأثناء توديع شقيقتها تنطلق الكلمات من قلب ليان المكسور وتقول بين جموع المواطنين: "حبيبتي يا أختي، الله يرحمك".
حرب على أطفال غزة
في 13 مارس/ آذار الجاري أعلن مفوض عام وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، فيليب لازاريني، عبر منصة "إكس" أن عدد الأطفال الذين قُتلوا في غزة منذ 7 أكتوبر أكبر من عدد الأطفال القتلى في حروب العالم خلال 4 سنوات.
ووصف لازاريني الإحصائيات المتعلقة بالأطفال الذين قتلتهم إسرائيل في غزة بـ"الصادمة".
واعتبر بناء على هذه المعطيات أن "هذه حرب على الأطفال وعلى مستقبلهم"، ودعا إلى وقف فوري لإطلاق النار من أجل أطفال غزة.
ووفق رسم بياني شاركه لازاريني، فإن عدد الأطفال الذين قتلوا في الحروب خلال السنوات الأربع الماضية حول العالم بلغ 12 ألفًا و193، بينما فاق عدد الأطفال الذين قُتلوا في غزة في الحرب الحالية 12 ألفًا و300 طفلاً.
ورغم دخول شهر رمضان، تشن إسرائيل حربا مدمرة على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 خلفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، وكارثة إنسانية ودمارا هائلا بالبنية التحتية ومجاعة، الأمر الذي أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة "الإبادة الجماعية".
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: الأطفال الذین على قطاع غزة عدد الأطفال فی غزة
إقرأ أيضاً:
طفولة مبتورة وأحلام باقية: أحمد شاهد على جراح أطفال غزة
غزة – سجى قديح
منذ اندلاع الحرب على قطاع غزة في أكتوبر 2023، يرزح السكان تحت كارثة إنسانية غير مسبوقة. القصف المتواصل دمّر البنية التحتية، واستهدف المرافق الصحية والتعليمية، فيما تكبّد "المدنيون وخاصة الأطفال والنساء" الخسائر الأكبر.
وفقًا للبيانات الحقوقية، تجاوز عدد الأطفال الشهداء 18,000، فيما أصيب أكثر من 33,900 طفل، كثيرون منهم في حالات حرجة تتطلب العلاج في الخارج.
وسُجلت أكثر من 4,000 حالة بتر لأطفال، تتراوح أعمار معظمهم بين 14 و15 عامًا.
هذه الإصابات لم تقتصر على الأجساد فقط، بل تركت ندوبًا نفسية عميقة. يعاني كثير من الأطفال من اضطرابات نفسية حادة، مثل الاكتئاب والقلق، إضافة إلى صعوبات في الاندماج الاجتماعي والعودة إلى مقاعد الدراسة.
من لاعب طموح إلى جريح على عكازين
أحمد أبو شحمة، فتى في الرابعة عشرة من عمره من شرق خان يونس، كان يحلم بأن يصبح لاعب كرة قدم محترف. اعتاد ارتداء قميص برشلونة وممارسة التمارين يوميًا في حارته.
لكن الحرب غيّرت كل شيء. فقد أحمد ساقه اليمنى بعد إصابته في قصف دمّر منزله وأودى بحياة ستة من أبناء عمومته وزوجة عمه.
"لما فقت من البنج، سألت أخوي: وين رجلي؟ قال لي إنها موجودة، بس ما بتحس فيها، وضحك علي، وبعدها عرفت الحقيقة من ابن عمي"، يقول أحمد، ويضيف: "بكيت، وسكت، وقلت الحمد لله، وبكيت مرة تانية. أول شي فكرت فيه: كيف بدي ألعب كرة القدم؟".
رغم الإصابة، ما زال أحمد متمسكًا بحلمه. يقول ابن عمه فريد: "لو رجعت له رجله، برجع يلعب. وأنا وقتها بترك ريال مدريد وبشجّع فريقه".
طفولة مسروقة وأحلام مؤجلة
في ظل غياب الرعاية الصحية الكافية، ونقص الأطراف الصناعية، وقلة الكوادر المتخصصة في إعادة التأهيل، يعاني آلاف الأطفال في غزة من إعاقات دائمة، وواقع نفسي مرير.
أطفال غزة لم يكونوا طرفًا في الحرب، لكنهم أول من يدفع ثمنها.
بتر أطرافهم لا يسرق قدرتهم على الحركة فحسب، بل يسلبهم طفولتهم، أحلامهم، وحقهم في حياة كريمة.
المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين بالفيديو: مشاهد للكمين الذي نفّذته "القسام" ضد قوة إسرائيلية شرق بيت حانون إسرائيل تلغي تأشيرات نواب فرنسيين قبيل زيارتهم إلى الضفة جنين - شهيد برصاص الجيش الإسرائيلي الأكثر قراءة إصابة شرطي إسرائيلي في عملية دهس قرب الخليل شهداء وجرحى بقصف الاحتلال مناطق في قطاع غزة الخارجية تعقب على هجوم نتنياهو ونجله على ماكرون وهذا ما دعت إليه قوات الاحتلال تقتحم مستشفى جنين الحكومي وتعتقل فتى عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025