دراسة تكشف تأثير التغيّرات الجينية على علاج السرطانات الهضمية لدى العمانيين
تاريخ النشر: 26th, March 2024 GMT
مسقط – أثير
كشفت دراسة علمية أجراها فريق بحثي بمركز السلطان قابوس المتكامل لعلاج وبحوث أمراض السرطان، عن وجود علاقة بين التغيّرات الجينية في جين DPYD لدى المرضى العمانيين المصابين بالسرطانات الهضمية، وإمكانية زيادة حدّة المضاعفات الجانبية عند أخذ العلاج الكيماوي، والتي تتمثل في نقص في عدد خلايا الدم البيضاء (النيوتروفيلية) والإسهال.
وقال الباحث الرئيس د. أحمد الغوش، اختصاصي أول طب أورام ببرنامج سرطانات الجهاز الهضمي بالمركز: “شملت الدراسة 53 مصابًا بالسرطانات الهضمية تلقوا جرعات من العلاج الكيماوي (فلورويوراسيل FP) حيث ظهرت الأعراض الجانبية على 28 منهم، فيما لم تظهر الأعراض على 25 مريضًا. هدفت الدراسة إلى بحث العلاقة بين وجود طفرات وراثية في جين DPYD لدى المريض وزيادة حدّة الآثار الجانبية عند أخذ العلاج الكيماوي سابق الذكر”.
ووفقًا للدراسة فإن متوسط أعمار المرضى الذين ظهرت عليهم أعراض جانبية شديدة شُخصوا بالسرطان في عمر 58 عامًا، بينما كان متوسط العمر عند التشخيص للأشخاص الذين استجابوا للعلاج لم يتجاوز 52 عامًا. ونبّه الباحثون بأن نتائج هذه الدراسة تؤكد أهمية تصميم برنامج علاجي خاص لكلّ مريض على حدّة لتعزيز جودة الرعاية السريرية، مع ضرورة الاستعانة بالفحص الجيني الذي يساعد في تحديد الحالات الأكثر عرضة للمضاعفات الجانبية، ومن ثم تخصيص جرعات العلاج الكيميائي للحدّ من السمّية.
وتُستخدم الأدوية المعتمدة على فلورويوراسيل (FP) في علاج العديد من أنواع السرطانات مع تفاوت في ظهور الأعراض الجانبية بين الحالات، حيث يُعزى سبب ظهور مضاعفات شديدة عند بعض الحالات إلى نقص إنزيم (DPD). وعلى الرغم من رصد تغيرات وراثية في جين DPYD لدى حالات مختلفة في العالم، فإن هذه الدراسة تعد الأولى من نوعها لبحث وجود هذه التغيّرات الجينية لدى العمانيين.
وذكر الدكتور شعيب عبدالرحمن الزدجالي، رئيس مختبرات الأبحاث بالمركز: “أشارت نتائج الدراسة إلى احتمالية ارتباط وجود تغييرات في جين DPYD لدى بعض الحالات بزيادة شدة الأعراض الجانبية المصاحبة للعلاج الكيماوي. فضلا عن ذلك، فإن مستوى المضاعفات الجانبية الملاحظة لدى العمانيين الذين شملتهم الدراسة يعد مرتفعًا مقارنة بالمستويات المرصودة عالميًّا خاصة الانخفاض في عدد خلايا الدم البيضاء، مما يتطلب تقليل جرعة العلاج بشكل أكثر تكرارًا”.
وخلص الباحثون إلى أنه على الرغم من أن انتشار التغيرات الوراثية في جين DPYD كان منخفضًا في هذه الدراسة، إلا أن الأمر يتطلب إجراء دراسات إضافية على أعداد أكبر من المرضى لتأكيد نتائج الدراسة وتحديد أهميتها السريرية. إذ يمكن أن يساعد اكتشاف التغييرات الجينية قبل تقديم العلاج للمريض في ضبط جرعة العلاج الكيماوي للتقليل من الأعراض الجانبية وتحسين نتائج العلاج.
المصدر: صحيفة أثير
كلمات دلالية: الأعراض الجانبیة العلاج الکیماوی
إقرأ أيضاً:
طفل سوري يتغلب على مرض نادر بفضل علاج متقدم في مدينة خليفة الطبية
نجح أطباء مدينة الشيخ خليفة الطبية، في مساعدة طفل سوري يبلغ من العمر سبع سنوات، على التغلب على مرض ستيل "التهاب المفاصل الجهازي مجهول السبب" وهو حالة صحية نادرة ومعقدة.
وتم تشخيص الطفل في أغسطس 2023 بمرض ستيل وهو اضطراب نادر يؤثر على حوالي 1.6 من كل 100 ألف طفل على مستوى العالم، وتتشابه أعراض هذا المرض مع أمراض أخرى أو عدوى مما يسبب تأخيرات في التشخيص.
وتشمل الأعراض، الحمى المستمرة، والطفح الجلدي وتيبس وتورم وألم في المفاصل، فضلاً عن مشكلات قد تطال القلب والرئتين والدم.
وعند وصول الطفل إلى "مدينة الشيخ خليفة الطبية"، تم إجراء فحوصات شاملة لاستبعاد الأسباب المعدية والخبيثة، وبدأ العلاج الأولي باستخدام جرعات عالية من الكورتيكوستيرويدات التي تم تقليلها تدريجيًا.
ومنذ نوفمبر 2023 توقفت الحاجة إلى الكورتيكوستيرويدات، وأصبح العلاج يعتمد على الأدوية البيولوجية المستهدفة، مما ساعد في السيطرة على حالته وبدأ الطفل الآن في مرحلة التعافي.
وتُعتبر الإصابة بمرض ستيل حالة نادرة من التهاب المفاصل عند الأطفال، ويتطلب تشخيصًا مبكرًا وعلاجًا سريعًا، لمنع حدوث مضاعفات طويلة الأمد وتحسين نوعية الحياة.
ولعبت شركة "صحة" دورًا محوريًا في نجاح هذا العلاج بفضل خبرتها الطبية المتقدمة ورعايتها متعددة التخصصات.وقالت الدكتورة عائشة راشد المهيري أخصائية أمراض روماتيزم الأطفال في مدينة الشيخ خليفة الطبية، إنه بفضل التشخيص المبكر والعلاج الفعّال تمكنا من تحقيق تعافٍ ملموس، معربة عن أملها في زيادة الوعي حول هذا المرض النادر وأهمية التدخل الطبي المبكر.