مكتبة الملك عبدالعزيز العامة تعتني بديوان العرب بإصداراتها وفعالياتها
تاريخ النشر: 26th, March 2024 GMT
استعرضت مكتبة الملك عبدالعزيز العامة في إطار عنايتها بالتراث العربي والإسلامي، جانبا من توثيقها للشعر العربي وحفظه، وذلك بإصدار مجموعات من الكتب حرصت فيها على توثيق الأشعار والقصائد الوطنية.
وفي مناسبة اليوم العالمي للشعر أبرزت المكتبة عددا من إصداراتها؛ التي تتمثل في مجموعات من الكتب الخاصة بفن الشعر منها: كتاب (الملك عبد العزيز في الشعر العربي الحديث) الذي يحتوي على مجموعة من أفضل القصائد التي قيلت في الملك عبد العزيز.
وصنفت القصائد ودرست من حيث الغرض الذي قيلت فيه ومناسبة القصيدة وشاعرها ومصدرها، كما أصدرت: (ديوان المئوية.. ذكرى التَّوحيد والتَّأسيس) حيث ضم الكتاب (100) قصيدة مختارة، لتكون عنوانًا واضحًا في ذكرى توحيد وتأسيس المملكة العربيّة السُّعوديّة، قدمتها المكتبة للقارئ في حزمة أنيقة.
ومن بين الكتب التي أصدرتها المكتبة في سياق عنايتها بالتراث الشعري كتاب : (الشِّعر في حاضرة اليمامة حتَّى نهاية العصر الأموي) من تأليف د. عبد الرحمن بن إبراهيم الدباسي يتناول فيه الشعر في منطقة حاضرة اليمامة، حتَّى نهاية العصر الأموي، حيث حظيت اليمامة بمكانة مميزة في الجزيرة العربية، وتمتعت بمركز حضاري مهم، أفضى إلى وجود الشعر في بيئتها ، وتعدد شعرائها، كما أصدرت المكتبة كتاب : (الخيل في أشعار العرب) من تأليف د. حسن بن محمد النصيح.
وقد تحدث الكتاب عن ظاهرة مهمة وهي وصف الخيل في أشعار العرب متتبعًا أصولها وأنواعها وولادتها وأنسابها، وأهميتها في حياة العرب والمسلمين خاصة في الغزوات والمعارك الحربية، كذلك يتحدث عن الخيل في وقت الصيد والطراد، وما يستحب من صفاتها الخلقية والخلقية وما يستقبح منها، ومن هذا المنطلق رجع الكتاب إلى دواوين شعرية كثيرة لشعراء تتميز عندهم ظاهرة وصف الخيل، مثل: امرئ القيس، والأعشى، وزهير بن أبي سلمى، وطفيل الغنوي، وعلقمة، وعبيد بن الأبرص وغيرهم فضلًا على أمهات الكتب التراثية.
كذلك صدر عن المكتبة كتاب: (شعر الكتاب في القرن الرابع الهجري) من تأليف: د. وفيقة بنت عبد المحسن الدخيل ، وتحقيق لكتاب: (زواهر الفكر وجواهر الفقر لابن المرابط) من دراسة وتحقيق: د. حسن محمد محمود إفليفل الذي يقدم لعدد من أواخر شعراء عصر الموحدين وكتّابه ومن أهم المصادر الأدبية في العصر الموحد من أغناها فقد انفرد بـ(123) نصا شعريا ونثريا ليست موجود في أي من المصادر المخطوطة أو المطبوعة المعروفة ولهذا كان المصدر الوحيد لشعر عدد من شعراء العصر الموحدي.
وفي مجال التراث الشعري تقتني المكتبة أكثر من (500) مخطوطة نادرة من دواوين الشعر أبرزها: مخطوطة نادرة لديوان الشاعر أبي الطيب المتنبي (أحمد بن عبدالصمد الجعفي ) (303- 354هـ) (ت 965م)، وقد جاءت المخطوطة المكتوبة في القرن الحادي عشر الهجري (السابع عشر الميلادي) من القطع الكبير ، مصدرة بمقدمة تعريفية عن أبي الطيب المتنبي وشعره، وقد زيّنت صفحاتها الأولى بمنمنمات وزخارف بالألوان الحمراء والزرقاء والصفراء، وبرسومات للزهور، ومخطوطة ديوان ابن المقرب العيوني ، ومخطوطات عدد من الدواوين الأخرى منها: ديوان محمد بن أحمد الورغي (ت 1190هـ ) وديوان أحمد ابن أبي حجلة (ت 776هـ) بالإضافة إلى دواوين كل من: عبدالقادر العلمي (ت 1266هـ ) ومحمد البروسوي (ت 975)، ومحمد بن علي ابن عربي (ت 638) وعلي بن موسى الأنصاري (ت 593) وغيرهم من الشعراء الذين يشكلون اتجاهات الشعر العربي في مختلف العصور.
من جانب آخر أقامت مكتبة الملك عبدالعزيز العامة بالرياض بين عامي 2023-2024 م معرضًا لنوادر الشعر العربي ضم مجموعة من أهم مقتنياتها من المخطوطات الشعرية والوثائق والكتب النادرة العربية والمترجمة، ومن أبرز ما تم عرضه مجموعة منتقاة تغطي ما يزيد على خمسة قرون كُتبت بين القرن 8 والقرن 13 الهجري، و مخطوطة نادرة للمعلقات السبع، وأيضا مخطوطة لشرح المعلقات السبع، وشرح معلقة الشاعر لبيد بن ربيعة، كذلك مخطوطة لديوان (سقط الزند مع الدرعيات) لأبي العلاء المعري، ومخطوطات ونوادر تعرض لأول مرة عن العروض الأندلسي ولسان الدين ابن الخطيب وابن الفارض والبوصيري وشرح لقصيدة (بانت سعاد) التي ألقاها كعب بن زهير في حضرة الرسول الكريم ومخطوطة القصيدة الهمزية في المدائح النبوية وغيرها من المخطوطات والكتب النادرة، ومن أبرزها كتاب مترجم للغة الفرنسية في العام 1900 للمعلقات السبع.
الجدير بالذكر أن مكتبة الملك عبدالعزيز العامة بالرياض أكثر من (3) مليون مادة معرفية ما بين الكتب، والدوريات، والصحف، والمخطوطات، والوثائق النادرة، والمسكوكات، والصور الفوتوغرافية، والخرائط وغيرها من المواد التي تشكل النتاج الكبير للغة العربية، وتعمل مكتبة الملك عبدالعزيز العامة على تعزيز محتواها المعرفي وتنويعه ،واقتناء كل ما يسهم في خدمة الباحثين والدارسين، من مواد ثقافية وعلمية متنوعة، فيما تعمل على إثراء المشهد الثقافي وتشكيله ومده بكل جديد من البرامج والأنشطة واللقاءات الثقافية المتنوعة.
المصدر: صحيفة عاجل
كلمات دلالية: مكتبة الملك عبدالعزيز مکتبة الملک عبدالعزیز العامة
إقرأ أيضاً:
بدر بن عبد المحسن.. تجربة متفردة توجته بلقب أمير الشعر العربي
شهدت قلعة الجاهلي التاريخية ليلة استثنائية من برنامج "ليالي الشعر: الكلمة المغناة"، إحدى أهم فعاليات مهرجان العين للكتاب 2024، خصصها لتناول سيرة ومسيرة أمير الشعر العربي الراحل بدر بن عبد المحسن آل سعود، ضمن محور "الغائب الحاضر"، وهو الذي قاد ثورة الشعر الشعبي عبر قصائد خالدة توجت بالشهرة والانتشار.
تفاصيل الأمسية
وتحدث في الأمسية، التي نظمها مركز أبوظبي للغة العربية، الشاعران علي السبعان وعلي العبدان، وحاورتهما الإعلامية والشاعرة لمياء الصيقل، حيث بدأت الفقرة بعرض فيلم قصير لخص رحلة الأمير بدر، الذي صدحت بأشعاره أصوات أشهر المطربين العرب، وافتتاحيات أكبر المهرجانات السعودية، وأصدر دواوين شعرية عكست صورة المجتمع بعمق وشفافية، حتى منحه الملك سلمان "وشاح الملك عبد العزيز"، وكرمته "اليونسكو" في اليوم العالمي للشعر، قبل أن يودع جمهوره ومحبيه هذا العام، ويرثيه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في قصيدة مطلعها "الشعر ما يفنى ولا يموت الإبداع، لكن بدر من بدوره ترجل".
قصيدة “حروف الذهب” لعلي السبعان
واستهل الشاعر علي السبعان حديثه بإلقاء قصيدة "حروف الذهب"، التي نظمها الأمير الراحل، وأهداها لدولة الإمارات، قبل أن يحكي عن شخصية الأمير الإنسانية والفكرية بإسهاب، موضحًا أن تجربة الراحل الشعرية تجربة نادرة ومكتملة ومتفردة؛، فهو شاعر موسوعي لم يؤطر نفسه في إطار محدد، وأبدع في الأغنية، وجعلها تنتشر في أرجاء العالم العربي.
وأضاف أن الأمير كان متميزًا بالقصيدة الكلاسيكية بعراقتها وأصالتها، وقد أبدع في الكلمة المغناة وخرج عن التفعيلة، مشيرًا إلى أن شعره كان يشبه إنسانيته وشخصيته.
ورأى السبعان أن الأمير الشاعر كان فدائيًا في تحديث الشعر، وكان جريئًا في أشعاره، وأيضًا كان له تأثير كبير على الأغنية، فقد حدّثها ورفع سقف اللغة والفكر، واقترب إلى الفصيح لذلك تجد له مريدين كثر في العالم العربي كله.
من جانبه، أوضح الشاعر والباحث علي العبدان، أن الأمير بدر أبدع في القصيدة القديمة كما أبدع في الشعر الحر. وقال إن "الأمير بدر يمثل شعره ويمثل قصائده، وليس غريبًا أنه أدخل الحداثة إلى الشعر الشعبي، فهذا نتيجة طبيعية للحياة والبيئة التي عاشها الراحل، فقد عاش في مصر، ودرس فيها فترة الطفولة، ثم سافر إلى بريطانيا وأميركا، وتابع دراسته العليا هناك، وهذا انعكس في أشعاره، فالاغتراب والعزلة وعلاقته بأخيه الوحيد كلها عوامل صقلت نفسية الشاعر وأثرت في شعره".
وأضاف العبدان أن الشاعر الشعبي عادة ما يتواجد بين شعراء شعبيين، لكن البيئة التي عاشها الأمير بدر كانت مختلفة، فقد عاش في مصر بين شعراء عرب، واطلع على الشعر الحديث، كما عاصر الغرب وبالتأكيد اطلع على أشعارهم، لذلك خلق توجهًا جديدًا يتناسب مع البيئة التي عاش فيها والتنقلات التي تنقلها، كما عرف قيمة المسافات والجدار والعزلة، ثم أنتج العديد من الأغاني الخالدة مثل أغنية "الرسائل" التي غناها محمد عبده، وأغنية "وترحل" لطلال مداح، ففي فترة السبعينيات كانت الحداثة العربية موجودة في القاهرة وبيروت، وكان هو في طريق وسط بين الأصالة والحداثة، ونجح بأن يدخل الحداثة للشعر من دون أن يتخلى عن الأصالة، كما أن موهبته في الرسم ساعدته على المزيد من التألق في الشعر، فهو ينقل مشاعره سمعًا وبصرًا.