انتشرت على مدار الأيام الماضية، تصريحات منسوبة إلى أستاذ التفسير وعميد كلية الدراسات العليا السابق بجامعة الأزهر محمد سالم أبو عاصي مفادها: "إن آدم قد لا يكون أول إنسان على الأرض".

إقرأ المزيد شيخ الأزهر: لو كفر إنسان لـ70 عاما وأسلم لحظة واحدة فهو في الجنة

التصريحات التي نسبت إلى أبو عاصي، أثارت موجة من الانتقادات موجهة إلى العالم الأزهري على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة بعد تداولها على نطاق واسع.

وتقصّت جريدة "الشروق" المصرية المصرية حقيقة ورود تلك التصريحات على لسان العالم الأزهري، بالعودة إلى مصدر الفيديو والذي نشر يوم الجمعة الماضي، بتاريخ 22 مارس 2024، على الصفحة الرسمية لفضائية "إكسترا نيوز" عبر موقع "يوتيوب".

الفيديو كان لبرنامج "أبواب القرآن" الذي يقدمه الإعلامي محمد الباز، على مدار شهر رمضان المبارك عبر "إكسترا نيوز" لتفسير القرآن برؤية جديدة، وتحدثت الحلقة إجمالا عن "الحوار في القرآن الكريم".

وفي مستهل الحلقة، قال العالم الأزهري، إن الحوار حالة واسعة في القرآن الكريم، مستشهدا بالحوار الذي دار بين الله وإبليس، وبين الله والملائكة، والحوار بين إنسان وإنسان يضربه الله – عز وجل - نموذجا.

وبسؤال الباز عما إذا كان حوار الله مع الملائكة له دلالة أخرى، أجاب العميد السابق بالأزهر: "الله - عز وجل - أراد أمرين أن يقول للملائكة إني أعلم ما لا تعلمون، أنتم لستم أعلم وأفضل الخلق، وإنني يمكن أن أخلق خلقًا آخر".

ولفت إلى أن الآية الكريمة: "وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك"، فيها إشكال عند المفسرين.

وأضاف: "بمقاييس الملائكة: نحن الذين نسبحك ونقدسك ونطهرك ونسبح بحمدك، وهذا الخلق الآخر يفسد في الأرض ويسفك الدماء، وهنا الإشكال هل كان هناك خلق قبل آدم؟ ومن أين علمت الملائكة هذا؟ من أين علمت الملائكة أن هناك جنسًا بشريًا سيفسد في الأرض ويسفك الدماء؟".

وأشار إلى أن "بعض المفسرين كانت عنده الجرأة ليقول إن هذا بلا شك اعتراض من الملائكة على الله، لكن الجمهور والأكثرية قالوا إن الملائكة تستفهم، ولو السؤال على سبيل الاستفهام فمن أين علموا؟"، ليرد الباز بالقول: "تعرف حضرتك إن في دراسات كثيرة جدًا تقول إن هناك فرقًا بين آدم والإنسان وأن آدم ليس هو أول إنسان على الأرض".

وعقب العالم بالقول: "هذا ما أريد الإشارة إليه، لو السؤال على هيئة استفهام فهناك خلق آخر يسفك الدماء ويفسد في الأرض، تلك الآيات تحتاج إلى إعادة نظر وفكر".

المصدر : الشروق

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: أخبار مصر أخبار مصر اليوم القاهرة غوغل Google فی الأرض

إقرأ أيضاً:

القرآن..البوصلة الحقيقة للأمّة

الانشغال بالقران في شهر القرآن هو تجديد العهد بأيام نزوله

المجتمعات المسلمة بحاجة ملحّة إلى العودة إلى القرآن الحكيم كمنهج وطريقة حياة، لهذا وجب لنا فقه "قراءة القرآن" بمعنى أن نفطِن أو ندرِك حقيقة الفضل والثواب لقارئ القرآن، وفضل من رزِق العمل به، وما ينتظره في الآخرة من عاقبة طيّبة وحسن مآب، لأنّه من أعظم الطّاعات، وأجلّ القربات، فيجب تعويد النفس- قبل رمضان- قراءة القرآن، فهو حبل اللّه المتين، وحامله من أهل اللّه وخاصّته، ويأتي القرآن شفيعًا لصاحبه، الذي يجيد فهم القرآن وتلاوته مع السّفرة الكرام البررة، وتنزل عليه السّكينة، وتغشاه الرّحمة، وتحفّه الملائكة، وله به في كلّ حرف حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، ويقال له يوم القيامة اقرأ واصعد في درجات الجنّة فمنزلك عند آخر آية تقرأها من القرآن، وكثير من الفضائل الجليلة.
كما وصف الله القرآن بأوصاف عديدة هي أسماء لها دلالات ومغزى تدلّ على عظيم فضل القرآن وعلوّ منزلة قارئه وعاقبة التلذذ بتلاوته، وهي أنفع الطرق لصلاح القلب وذهاب القسوة عنه، ولا بد من وقفة أو لحظات متأنّية متأمّلة ومتدبرة كي نهّذب نفوسنا ونزكّيها ونطهرها، وتتجسد ذواتنا في هذه الخصال والمناقب، وصف اللّه القرآن بأنه "روح" "وبشرى"، وبأنّه" نور" و "حق"، ويهدي إلى "الرشد"، والتي «هي أقوم» أي أعدل وأصوب الطرق، وصفه بأنه "شفاء" و"هدى" و"بصائر" "كتاب عزيز" كلّ هذا الوصف الحافل الجامع لفضائله لحث المسلم على تعظيمه والاهتداء بآياته، والالتفات إلى أحكامه، والتفكر في محكم بيانه، والالتزام بما اشتمل عليه من تعاليم .
والاحتفاء بهذه النعم الجزيلة والشكر عليها لا يكمل إلا من خلال الإجادة أو القراءة -هناك قلم مصحح للتلاوة- والاعتماد على تفسير واضح وسهل؛ لتحقيق التدبر والإنصات، وإتقانه أو فهمه حتمًا عبادة كاملة، والالتفات إلى العلوم والمعارف المعاصرة لتحقيق فهم عميق للقرآن ليشمل الإعجاز التشريعي والأخلاقي والعلمي أو شتى ميادين العلوم.. الخ أصل الذكر تلاوة القرآن، فحين نفهم القرآن ونتعلمه ونتدارس أحكامه ورسالته سنقوّي صلتنا بالله تعالى، وأنّ القرآن ميسّر لمن أراد أن يحفظه أو يفهمه أو يسترشد به، من قرأ القرآن ليتذكر ويتفكر به ويتدبر وينصت لآياته سهل عليه ذلك، أفلا نعتبر ونتعظ وقد يسر الله القرآن للذكر؟ بدليل قوله: { فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ {.
قراءة القرآن وشهر رمضان احتفاء بشهر انزل فيه القرآن، ومن ابتغى الهدى في غيره أضلّه وأضاعه اللّه، لهذا فإن الانشغال بالقران في شهر القرآن هو تجديد العهد بأيام نزوله، كي نرزق العمل به، والشكر على نعمه وأفضاله أن أنزل علينا كتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
ومن ليس في قلبه شيء من حفظ القرآن كالبيت المهجور الخرب، الخالي من الخير والصلاح، أو القلب الفارغ يحتاج إلى ملء جوانبه بالنور والحق كي يستنير القلب، وينشرح الصّدر ليصل إلى مرحلة التذوق والتلذّذ بذكر الله، وهو علاج لأمراض العصر مثل: الوحشة والقلق والاكتئاب، ويشكّل عقلية الإنسان المسلم ويصوغ حياته حاضرًا ومستقبلًا.
لهذا ذمّ الله الذين لا يتدبّرون مواعظه وآياته ويتفكرون في معانيه ومحكم تنزيله، بأنها "قلوب مقفلة" لا تقبل الخير وفهم آياته ( أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالهَا ) بمعنى أم أقفل الله على قلوبهم فلا يعقلون، ويؤكّد هذا الزركشيّ بقوله: "مَن لم يكن له علمٌ وفهمٌ وتقوى وتدبر، لم يدرك من لذّة القرآن شيئاً".
ما يحدث الآن في مجتمعاتنا الإسلامية من الفتن والنزاعات والحروب الدمويّة، ملزم للمسلم بالرجوع إلى القرآن، هناك أئمة الضلال الذين يبغون الفتنة وفيهم سماعون لهم، ويتبعون متشابهه بتأويلات محرّفة ابتغاء الإيقاع بالشباب في تديّن معوّج يحمل شعارات حزبيّة وسياسيّة تتستر تحت مظلّة الدين، فيوقعونهم في شراك الضلالة تحت مسمّى أنه طريق الجهاد والجنة والصلاح، للنجاة من الفتن ما ظهر منها وما بطن، والحل لهذه الإشكالية هو بالرجوع إلى البوصلة الحقيقة للأمّة "القرآن الكريم" والاستهداء بنوره لتمييز الحق من الباطل والهدى من الضلال، وفي الحديث: (ألا إنها ستكون فتنة. فقلت: ما المخرج منها يا رسول الله؟ قال: كتاب الله، فيه نبأ ما كان قبلكم، وخبر ما بعدكم، وحكم ما بينكم(.

مقالات مشابهة

  • وفاة القمص يوأنس كمال راعي كنيسة رؤساء الملائكة بأم المصريين
  • القرآن..البوصلة الحقيقة للأمّة
  • علموها لأبنائكم.. عالم بالأوقاف يوضح أسهل صدقة وأعظمها أجرا
  • فياض من كفركلا: على الدولة القيام بالمهام الكاملة لحماية الأرض والشعب والوطن
  • سحر البيان في تناسب آي القرآن
  • دعاء بعد صلاة الظهر في رمضان.. 3 كلمات تسخر لك الأرض ومن عليها
  • العيسى في الأمم المتحدة: لا لربط الإرهاب بدين يعتنقه قرابة ملياري إنسان.. مواجهة “رهاب الإسلام” بترسيخ قيم التعايش السلمي
  • فيكتور فازاريلي والهوية البصرية .. كيف صنع أشهر الشعارات في العالم؟
  • قصص الصحابة والتابعين في رمضان
  • دعاء ختم القرآن مكتوب كامل .. ردده وتضرع إلى الله به