الجزيرة:
2024-07-06@01:00:02 GMT

حنين إلى دفء الماضي.. كويتيون يبحثون عن رمضان أول

تاريخ النشر: 26th, March 2024 GMT

حنين إلى دفء الماضي.. كويتيون يبحثون عن رمضان أول

الكويت- بحماس شديد تنقل أبو محمد رفقة ابنيه بين محال سوق المباركية الشهير في العاصمة الكويت بحثا عن أنواع الحلويات لشرائها احتفالاً بـ"القرقيعان"، وهو تقليد رمضاني متوارث عبر الأجيال.

يقول أبو محمد للجزيرة نت، إن تلك المناسبة التي تبدأ مع قرب انتصاف شهر رمضان المبارك تحمل كثيرا من الذكريات الجميلة، وإنه يحاول من خلال الاحتفال بها مع أطفاله أن يشبع بعضا من الحنين لرمضان الكويت قديما أو "رمضان أول"، كما يطلق عليه في الخليج كونها من الاحتفالات التراثية التي لا تزال مستمرة حتى اليوم.

وتعكس الكلمات حالة عامة من الحنين لـ"رمضان أول" مصحوبة بعملية دائمة من البحث عن الأجواء التي ميزته وهو شعور تكشف عنه كلمات تتردد دائما على ألسنة الكثيرين مع قدوم رمضان وخلال أيام الشهر الفضيل.

أبو محمد يبحث عن حنينه لأجواء رمضان قديما في سوق المباركية بالعاصمة الكويتية (الجزيرة) افتقاد الطقوس

وعادة ما يشعر المسلمون في مختلف البلدان العربية بحالة من الحنين مرجعها افتقاد الكثير من الطقوس والأجواء الرمضانية التي اعتادوا عليها قديما، والتي غابت في الوقت الحالي لأسباب عدة في مقدمتها تأثير التقدم التكنولوجي والضغوط الحياتية المختلفة.

ويصف المؤرخ باسم اللوغاني ذلك الشعور بأنه بحث دائم عن حالة الدفء الاجتماعي التي كانت تغلف رمضان قديما، بدءا من طريقة التزاور واصطحاب الأب لأبنائه سيرا على الأقدام لزيارة الأقارب والعائلة في البيوت والديوانيات المجاورة خلال أيام الشهر الفضيل وذلك قبل انتشار استخدام السيارات.

يقول اللوغاني للجزيرة نت إن الحنين دورة عمرية ملازمة للجميع في مراحل الحياة المختلفة، وهو في رمضان يشمل أمورا كثيرة منها أسلوب العبادات نفسه إذ كانت مساجد الكويت قبل اكتشاف النفط تتميز بصغر مساحتها والبناء البسيط من الطوب اللبن، وكانت أصوات الذكر والتسبيح تصدح فيها بشكل جماعي بعد كل فرض فيما يشبه حلقات الذكر والتي يتشارك فيها جميع الحضور وهو تقليد ديني اندثر في الوقت الحالي.

وبحسب المؤرخ الكويتي، فإن الفوارق تشمل حتى طريقة الجلوس حول مائدة الطعام والتي كان يتحلق حولها كل أفراد العائلة من الذكور، وبالقرب منهم تجمع مائدة أخرى كل أفراد العائلة من النساء، إذ كان إجمالي الحضور في البيت الواحد يصل إلى 20 فردا، وهو أمر لم يعد موجودا في ظل ضغوط الحياة الحالية وما تشهده من تطور أثّر بدوره على العادات الاجتماعية.

توفير كافة مستلزمات رمضان كانت تتم قديما قبل قدوم الشهر بوقت كبير (الجزيرة) الاستعداد لرمضان

ويرصد رئيس مركز الكويت لتوثيق العمل الإنساني خالد الشطي في كتابه "الأعمال الخيرية الكويتية قديما" الكثير من مظاهر الاحتفال برمضان قديما، فيذكر أن أهل الكويت كانوا يستعدون لقدومه مع بداية شهر شعبان عبر تجهيز المؤن الغذائية التي تكفي الشهر بالكامل، وأبرزها التمور التي كانت تجلب من البصرة والأرز وكان يجلب من الهند.

ويشير الشطي إلى أنه بحلول 15 شعبان كان أهل الكويت يبدؤون في دق الهريس والجريش في احتفالية تشارك فيها نساء العائلة وأطفالها أيضا ابتهاجا بقرب حلول شهر رمضان.

واشتهر رمضان قديما بما يعرف بـ "النقصة" وهي هدية يخصصها أهل البيت للجيران والأصدقاء والأقارب ابتهاجا بالشهر الكريم وتكون من الطعام أو البخور والعطور أو الملابس، وهي عادة تحرص عليها الأسر حتى اليوم كمظهر من مظاهر التراحم والتواد فيما بينها.

سوق المباركية نافذة من الماضي لأجواء رمضان قديما (الجزيرة) سوق المباركية

وبحسب الباحث في التراث الكويتي محمد كمال، يمثل سوق المباركية اليوم بما يضمه من معالم تاريخية وأسواق تراثية فرصة لاستعادة بعض من التاريخ القديم لا سيما خلال شهر رمضان.

ويضيف كمال للجزيرة نت، إن كثيرا من الكويتيين يحاولون استعادة ذكريات الطفولة من خلال التجول في المكان وشراء بعض مستلزمات رمضان لأطفالهم من محاله ومنها الحلويات والرهش وكذلك مستلزمات القرقيعان من حلوى الملبِّس وغيرها من الأصناف التي تخلط سويا وتعبأ في أكياس صغيرة للأطفال الذين يترددون على المنازل خلال أيام الاحتفال بتلك المناسبة وهو يرددون الأهازيج ليقوم أرباب البيوت بتوزيع الحلوى عليهم.

وشهدت شوارع الكويت خلال الليالي الماضية ابتكار أساليب جديدة للاحتفال بالقريقعان؛ منها وضع حلوى القرقيعان أعلى بعض السيارات المكشوفة والتي كانت تجوب شوارع الضواحي للاحتفال بهذه المناسبة مع أطفال الأحياء عبر توزيع الحلوى عليهم.

ويذكر كمال أن الاحتفال بعيد الفطر كان يبدأ عقب انتصاف الشهر مباشرة من خلال التوجه للأسواق لشراء قماش ثوب العيد والمسبحة والخاتم، ثم الانتظار عدة أيام لحين الانتهاء من حياكة الثوب وهي أجواء لم تعد هناك فرصة حاليا لمعايشتها بنفس الطريقة القديمة بفعل الحداثة التي أتاحت شراء كثير من الأشياء الجاهزة خلال وقت قصير ودون عناء وربما دون مغادرة المنزل.

وبحسب من تحدثت معهم الجزيرة نت، تفتقد احتفالات اليوم والتي ترتبط بالشهر الفضيل إلى البساطة التي كانت من أهم سمات الاحتفالات قديما، بينما تمثل احتفالات اليوم ومن أشهرها "حفل القرقيعان "عبئا إضافيا على الأسرة التي تجد نفسها مطالبة بشراء كميات كبيرة من الحلوى مع ضرورة وجود بعض المظاهر المصاحبة للحفل والتي تزيد من التكاليف المادية على عكس ما كان موجودا في السابق.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ حريات سوق المبارکیة رمضان قدیما التی کانت

إقرأ أيضاً:

18 اقتحامًا للأقصى ومنع رفع الأذان في الإبراهيمي 54 وقتًا الشهر الماضي

رام الله - صفا

قالت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، إنها وثقت 18 اقتحامًا للمسجد الأقصى المبارك من قبل قوات الاحتلال والمستوطنين خلال شهر حزيران الماضي، فيما تم منع رفع الأذان في الحرم الابراهيمي 54 وقتًا.

وأفادت الأوقاف في بيان صدر عنها، يوم الاربعاء، بأن الاحتلال والمستوطنين صعّدوا من اعتداءاتهم على المسجد الأقصى، سواء بعدد الاقتحامات التي تجاوزت 18 اقتحامًا، أو بأعداد المقتحمين، إضافة لمخططات تهويدية خطيرة طالت المسجد الأقصى والبلدة القديمة، ومصلى قبة الصخرة بالمسجد الأقصى.

وأشارت إلى أن آلاف المصلين أدوا صلاة عيد الأضحى المبارك في الأقصى، وسط تشديدات عسكرية إسرائيلية، فيما اعتدت شرطة الاحتلال على المصلّين بالضرب في باب السلسلة، واقتحمت محيط قبة الصخرة قبيل صلاة عيد الأضحى المبارك.

وتابعت الأوقاف، أن الاحتلال منع رفع الأذان في 54 وقتًا بالحرم الإبراهيمي، في محاولة لفرض التقسيم الزّماني والمكاني عليه، كما أغلقه الاحتلال في وجه المصلين والزائرين لأيام عدة خلال شهر حزيران، إضافة إلى اعتلاء عدد من جنود الاحتلال سطح الحرم، وإضاءة جدرانه بالأعلام الإسرائيلية، ونصب منصات ومدرجات خشبية في ساحته، وتركيب كاميرات في ممر الجاولية وتفقدها، واقتحام منطقة الباب الشرقي وعمل اجتماع مع إنارة المنطقة بالكهرباء بالقوة.

وأكدت أن ما يقوم به الاحتلال يُعد اعتداء صارخًا على صلاحيات الأوقاف في الحرم الابراهيمي الشريف، وتعديًا خطيرًا على قدسيته، واستفزازا لمشاعر المسلمين، ومحاولة للسيطرة عليه.

وفيما يتعلق بالمقدّسات والأماكن الدّينية الإسلاميّة والمسيحيّة، رصد التّقرير اعتداء قوات الاحتلال على مصلّى مقام على أرض منطقة خلة طه جنوب مدينة دورا المهدّدة بالاستيلاء قرب إحدى المستعمرات، إذ حطم الاحتلال السماعات وأجهزة الصوت، واعتدى على القائم على المصلى، علما أن هذا المصلى هدم سابقا من قبل الاحتلال.

كما اقتحمت قوات الاحتلال أيضا مسجد الرباط الواقع في مخيم الفارعة بمحافظة طوباس، وهذا الاعتداء ليس الأول على مساجد المحافظة.

مقالات مشابهة

  • استقرار أسعار الغذاء العالمية الشهر الماضي
  • منظومة الشكاوى الحكومية الموحدة تعاملت مع 155 ألف طلب خلال يونيو الماضي
  • خلال الشهر الماضي.. ضبط 1100 مخالف لممارستهم نشاط نقل الركاب دون ترخيص في المطارات 
  • طقس فلسطين : حزيران شهد موجتي حر شديدتين
  • 1895 مخالفة قطع إشارة حمراء الشهر الماضي
  • قطر.. 2.9 مليون نسمة عدد السكان في يونيو
  • القطاع الخاص الأميركي يضيف وظائف بأقل من المتوقع في يونيو
  • وزارة الأوقاف الفلسطينية: 18 اقتحامًا للمسجد الأقصى الشهر الماضي
  • فتوى بحظر النقاب في داغستان على خلفية هجمات الشهر الماضي
  • 18 اقتحامًا للأقصى ومنع رفع الأذان في الإبراهيمي 54 وقتًا الشهر الماضي