الأب بطرس دانيال: هناك آية من القرآن تخاطب كل الأديان وتعد كنزا للجميع
تاريخ النشر: 26th, March 2024 GMT
قال الأب بطرس دانيال، مدير المركز الكاثوليكى للسينما، عن تنوع مصادر ثقافته ومن بينها آيات القرآن التي درسها ضمن مقارنة الأديان، مشيراً إلى أن آية «يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ» من سورة الحجرات، آية لها مكانة فى قلبه، ويرددها دائماً لتذكير المسلمين والمسيحيين بأن الله للجميع.
وأشار الأب بطرس إلى أن هذه الآية كنز للجميع، فهي تعني أن الناس جميعاً بمختلف طوائفهم ومللهم ومعتقداتهم وألوانهم عند الله سواء، وأنه سبحانه خلق الشعوب مختلفة عن قصد من أجل أن يتعارفوا على بعضهم البعض دون صراع أو عراك.
وأكد بطرس دانيال لـ«الوطن» «أن هذه الآية تعجبنى بشكل كبير وأرددها دائماً عندما أحل ضيفاً على البرامج التليفزيونية من أجل تذكير الناس بها والالتفات إليها، وتعريفها لغير العارفين بها لأننى أعتبرها «آية للجميع»، ويمكن أن يستخدمها المسلم والمسيحي واليهودي وحتى من يتدينون بمعتقدات بخلاف الأديان الثلاثة أو من لا دين لهم، لأنها تشمل جميع الشعوب وبكل بساطة لأن ربنا لنا جميعا».
وأوضح دانيال أنه عرف هذه الآية منذ سنوات طويلة «كرهبان وقساوسة ندرس مقارنة أديان، ومن بينها دراسة القرآن، وهذا غير أني أحب الاطلاع، وهذه الآية مسَّت قلبي وعقلي، وحبي للآية يأتي من منطلق أنها لنا جميعا».
هذه الآية تعد ترسيخا لمبدأ التعدديةوأضاف الأب بطرس أن هذه الآية تعد ترسيخا لمبدأ التعددية الذي عليه الكون لنستشعر جماله، والآية تساعد الإنسان على قبول الآخر المختلف حتى لا يعتقد أحد منا أنه أفضل من الآخر، لأننا جميعا نكمل بعض ومحتاجين لبعض، «عشت طفولتي بتلقائية في الإسكندرية، المدينة الكزموبوليتانية، وهذا التنوع نفعنا جميعاً كإسكندرانية، لأننا نقبل الاختلاف وطوال عمري لم أسأل أحد عن دينه، وأتعامل مع الشخص باحترامه وأخلاقه وليس لي شأن بمعتقده على الإطلاق ولا بمكانته الاجتماعية أو المادية، ولي الشرف أني كنت التقي دائماً بشخصيات مهمة ووزراء وفنانين كبار، وفي نفس الوقت التقي البسطاء، ولا أميز الناس إلا بأخلاقهم».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الأب بطرس دانيال القرآن الكريم القرآن رمضان الأب بطرس هذه الآیة
إقرأ أيضاً:
يسرا زهران تكتب: أصحاب الثروات في خدمة المجتمع.. مليونيرات أمريكا الوطنيون: زيادة أجور الموظفين رفاهية للجميع
ليس من المعتاد أن تجد كتاباً اقتصادياً لا يركز فقط على العمل، وإنما على العامل. لا ينظر فقط إلى تكاليف الأعمال، وإنما إلى التكلفة البشرية التى يتحملها من يعملون، أو يعانون، فى مؤسسة ما. ليس من المعتاد أن تجد صاحب عمل يخرج ليعلن أنه لا بد من زيادة أجور موظفيه ما دام عمله قد أصبح مزدهراً بفضل جهودهم، ولا صاحب ثروة يقول إن نجاح أى اقتصاد لا يقوم على زيادة ثروته هو ومن معه، وإنما على أن يجد عامة الناس فى جيوبهم ما يكفيهم لشراء ما يحتاجون.
إلا أن هذا بالضبط هو ما يقوله كتاب أمريكى صدر فى الشهر الماضى بعنوان «ادفعوا للناس: لماذا تُعد الأجور العادلة أمراً جيداً للأعمال وأمراً عظيماً بالنسبة لأمريكا؟!».
مؤلفا الكتاب هما «جون دريسكول» و«موريس بيرل». كلاهما من أغنياء أمريكا، وكلاهما لديه خبرة كبيرة فى الإدارة التنفيذية لمؤسسات وشركات تساوى قيمتها مليارات الدولارات.
وكلاهما ينتمى لمجموعة من رجال الأعمال والأثرياء الأمريكان الذين يطلقون على أنفسهم اسم «المليونيرات الوطنيين»، والذين يعتبرهم كثيرون الصوت المقابل لغالبية الأثرياء الذين يحتلون المشهد الاقتصادى الأمريكى ولا يهتمون إلا بزيادة ثرواتهم دون اهتمام كبير بمن يعملون فى ظروف اقتصادية قاسية لا ينالون فيها إلا الحد الأدنى لأجور لا تصل بهم إلى الحد الأدنى من الأمان المالى والنفسى.
لا يتردد الكتاب الأمريكى فى القول صراحةً إن بعض رجال الأعمال لا يفهمون حقاً كيف يسير الاقتصاد
. هم يركزون فقط على التقارير التى تُظهر أرباحهم وتكلفة أعمالهم، مثل مصاريف العمالة والضرائب التى تدفعها مؤسساتهم، والقوانين والتشريعات التى تحكم ذلك. هم أشبه بمن يجلس فوق قمة جبل ولا يفكر إلا فى الكيفية التى يجعل بها هذا الجبل أكثر طولاً. إلا أن الواقع أن قوة الاقتصاد وحيويته لا تهبط من قمة الجبل إلى ما تحته، لكنها تنبت من القلب والقاع، ثم تنمو إلى ما فوقها.