الجزيرة:
2025-04-10@19:05:13 GMT

قرار مجلس الأمن بشأن غزة ومعضلة الإلزام من عدمه

تاريخ النشر: 26th, March 2024 GMT

قرار مجلس الأمن بشأن غزة ومعضلة الإلزام من عدمه

واشنطن- تبنى مجلس الأمن، أمس الاثنين وللمرة الأولى، قرارا بوقف إطلاق النار في قطاع غزة. وقد خرجت تقديرات متناقضة حول إلزامية القرار من عدمه للأطراف المرتبطة به.

وامتنعت الولايات المتحدة عن استخدام حق النقض (الفيتو) وذلك للمرة الأولى منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة قبل أكثر من 5 أشهر.

وفي تغريدة على منصة إكس، قال السفير السابق والخبير بمجلس العلاقات الخارجية مارتن إنديك إنه مع "امتناع الولايات المتحدة عن التصويت على قرار مجلس الأمن، وإلغاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المشاورات المخطط لها مسبقا مع واشنطن، تكتمل العزلة الذاتية لإسرائيل".

وأضاف إنديك "القرار غير ملزم؛ ويدعو إلى وقف إطلاق النار في رمضان وإطلاق سراح المحتجزين. وامتناع الولايات المتحدة عن التصويت لا يعد تطورا جيدا لنتنياهو".

وعندما سأله خبير القانون الدولي بجامعة نيويورك روبرت هاوز عما يقصده، أوضح إنديك أن "القرار غير ملزم بمعنى أنه ليست هناك عواقب لعدم الامتثال لمطالبه".

بدوره، أشار هاوز إلى أنه على الرغم من عدم احتواء القرار نفسه على تدابير إنفاذ، فإنه "ملزم بمعنى أن عدم الامتثال له ينتهك المادة 25 من ميثاق الأمم المتحدة، وتترتب على ذلك عواقب بموجب القانون الدولي العام المتعلق بمسؤولية الدول، حتى وإن لم يكن منصوصا عليه في القرار".

وتنبع أهمية القرار الذي يحمل الرقم 2728 وامتناع الولايات المتحدة عن عرقلة صدوره كما فعلت 3 مرات منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، في رسائله السياسية غير المباشرة، ورغبة إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن في إخراج خلافه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى العلن.

وسبق أن دعم بايدن خطاب السيناتور تشاك شومر الذي طالب بضرورة إجراء انتخابات في إسرائيل "ربما تغير طبيعة الحكومة اليمينية الحاكمة في تل أبيب في الوقت الراهن".

هل لقرار مجلس الأمن قوة تنفيذية ملزمة؟

لا، حيث يُعتبر عدد قليل جدا من قرارات الأمم المتحدة ملزِمة قانونا. ولا يتفق خبراء القانون الدولي على ما يَلزم لجعل القرار ملزِما.

ولكنْ هناك إجماع عام على أنه يجب أن يُذكر الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة الذي يمنح مجلس الأمن الحق في اتخاذ إجراءات عسكرية وغير عسكرية لمواجهة "تهديد السلم والأمن الدوليين". ويجب أن ينص القرار أيضا على أن المجلس "يقرر" مسار العمل، بدلا من مجرد الدعوة إليه.

ولا يفي القرار بأي من هذه الشروط، لكن بعض الفقهاء القانونيين يجادلون بأنه باستخدام كلمة "يطالب" فإن المجلس ينشئ التزاما قانونيا خارج الفصل السابع. لكن إسرائيل انتهكت عشرات القرارات السابقة لمجلس الأمن، بما في ذلك العديد من القرارات "التي تطالبها" بوقف بناء المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة.

ما الهدف من مثل هذه القرارات إذن؟

غالبا ما تكون قرارات مجلس الأمن شكلا من أشكال الإشارات السياسية تعكس توجهات وتفضيلات الرأي العام العالمي تجاه هذه القضية.

وبالنسبة للأعضاء الخمسة الدائمين المنقسمين بشكل واضح وحاد بين معسكر غربي يضم الولايات المتحدة، وفرنسا وبريطانيا، ومعسكر شرقي يضم روسيا والصين، فإن الاتفاق على أي شيء أمر نادر الحدوث، لذلك إذا وافقوا على المطالبة بوقف إطلاق النار، يكون ذلك حدثا دبلوماسيا استثنائيا.

كما يمكن أن تكون عملية التوصل إلى حل وسيلة لحل الخلافات بين القوى الكبرى. ومنح قرار مجلس الأمن 2728 بشأن غزة حيزا سياسيا صغيرا يمكن لكل من الولايات المتحدة وروسيا التعايش معه حتى مع امتناع واشنطن عن التصويت.

وتاريخيا، استخدمت واشنطن قرارات الأمم المتحدة كوسيلة لإرسال إشارات إلى إسرائيل. وعندما تمتنع واشنطن عن التصويت في مناسبات نادرة، منها ما جرى أمس الاثنين، على قرار ينتقد السياسة الإسرائيلية أو يدعم الحقوق الفلسطينية، عادة ما تكون رسالة إلى تل أبيب مفادها أن صبر الإدارة ينفد من كل ما تفعله.

ماذا بعد؟

وبعد امتناع الولايات المتحدة عن التصويت، والذي رآه الكثير من المعلقين إشارة واضحة لترجمة خطاب بايدن لصالح وقف إطلاق النار إلى عمل سياسي، تبقى أسئلة سياسية مهمة تبحث عن إجابات خلال الأيام والأسابيع المقبلة، منها:

كيف سيؤثر تمرير هذا القرار على موقف واشنطن من اقتحام إسرائيلي متوقع لمدينة رفح التي لجأ إليها أكثر من مليون نازح فلسطيني منذ بدء العدوان؟ هل ستستمر إدارة بايدن في بيع الأسلحة لإسرائيل، حتى لو استمرت تل أبيب في رفض وقف إطلاق النار؟ هل يستمر بايدن في غض الطرف عن عمليات القتل الإسرائيلية العشوائية في قطاع غزة؟ هل يستمر بايدن في تكرار مقولة إن الهجمات الإسرائيلية هي تنفيذ لحق تل أبيب في الدفاع عن نفسها؟

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ حريات الولایات المتحدة عن قرار مجلس الأمن الأمم المتحدة إطلاق النار عن التصویت قطاع غزة بایدن فی تل أبیب

إقرأ أيضاً:

جنوب السودان تندد بإلغاء واشنطن تأشيرات رعاياها وتصف القرار بغير العادل

أعربت حكومة جنوب السودان عن استيائها الشديد من قرار الولايات المتحدة الأمريكية القاضي بإلغاء جميع التأشيرات الممنوحة لمواطنيها، معتبرةً الخطوة غير مبررة وغير عادلة. 

وقالت وزارة الخارجية في بيان رسمي إن القرار جاء نتيجة حادثة لا تتعلق بأي مواطن جنوب سوداني، بل تعود لمواطن من جمهورية الكونغو الديمقراطية تم ترحيله من الولايات المتحدة.
الولايات المتحدة تلغي جميع التأشيرات لمواطني جنوب السودان.. لهذا السببالأمم المتحدة: نريد تهيئة الظروف لاستمرار السلام في جنوب السودان

وأوضح البيان أن الشخص المعني أُعيد لاحقًا إلى الأراضي الأمريكية، وجرى تقديم كافة الأدلة التي تؤكد هويته للسلطات الأمريكية المختصة، مؤكدة أن الحادثة لا يجب أن تُستخدم ذريعة لمعاقبة جنوب السودان بشكل جماعي.

وأعربت الوزارة عن أسفها لتعرض علاقات التعاون الممتدة بين البلدين لهذا التوتر بسبب "حادثة معزولة ومضللة"، مشيرة إلى أن قرار الإلغاء الشامل للتأشيرات يعكس تحاملاً على دولة ذات سيادة.

من جهته، انتقد وزير الإعلام مايكل ماكوي لويث القرار الأمريكي، واعتبره محاولة لتصيد الأخطاء في ظل الأوضاع المعقدة التي تعيشها البلاد، مؤكدًا أن أي دولة ذات سيادة لا يمكن أن تقبل ترحيل أجانب إليها بشكل قسري.

في المقابل، أكدت واشنطن أن قرارها جاء نتيجة رفض حكومة جوبا التعاون في استعادة مواطنيها المرحلين، مشددة على أن "جميع الدول مطالبة بقبول رعاياها في حال قررت دولة أخرى، بما فيها الولايات المتحدة، إعادتهم".

واتهمت الإدارة الأمريكية حكومة جنوب السودان باستغلال العلاقة مع واشنطن، لكنها أكدت أن الإجراءات يمكن مراجعتها في حال أبدت جوبا تعاونًا كاملاً، في وقت تواصل فيه الولايات المتحدة تطبيق سياسة متشددة تجاه الهجرة غير الشرعية تنفيذًا لتوجهات الرئيس دونالد ترامب منذ توليه السلطة.

مقالات مشابهة

  • غدا.. انطلاق مشاورات صفقة المعادن بين الولايات المتحدة وأوكرانيا
  • الجمعة في واشنطن: انطلاق مشاورات صفقة المعادن بين الولايات المتحدة وأوكرانيا
  • بطلب من الجزائر والصومال…مجلس الأمن يعقد اجتماعا بشأن الوضع في سوريا
  • كارلسون: الولايات المتحدة خسرت الحرب ضد روسيا ودمرت أوكرانيا
  • الجزائر تأسف لـتأكيد الولايات المتحدة موقفها من الصحراء الغربية
  • روسيا ترحب بالمحادثات بين الولايات المتحدة وإيران بشأن الملف النووي
  • مسؤول أممي: وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل يحتاج لمسار سياسي
  • السفير الصيني عن الولايات المتحدة: أكبر "إمبراطورية قراصنة" في العالم
  • جنوب السودان تندد بإلغاء واشنطن تأشيرات رعاياها وتصف القرار بغير العادل
  • الجزائر تدعو مجلس الأمن إلى مزيد من الحزم في مواجهة انتهاكات اتفاقيات وقف إطلاق النار