جريدة زمان التركية:
2024-12-03@17:21:34 GMT

الخطر المشفر

تاريخ النشر: 26th, March 2024 GMT

بقلم: ماهر المهدي

القاهرة (زمان التركية)_ العملة الوحيدة التي كانت في العصور القديمة قابلة للتداول كانت متمثلة في الذهب أساسًا، لندرته العالية وعدم تأكله كمعدن في الأساس وقدرته على حفظ القيمة المادية، فضلًا عن فضله في صناعة الحلى وفي صناعات أخرى كثيرة، بحيث أصبح الذهب عملة عالمية لا تحكمها الحدود حتى اليوم.

فحيثما يحل المرء في مشارق الأرض ومغاربها وفي حوزته قدر من الذهب يستطيع بيعه والانتفاع بقيمته دون صعوبة سوى حمل هذا الذهب عبر الطرق والمطارات والأسواق وتأمينه ضد الفقد وضد السرقة.

واليوم نطالع أخبار العملات الرقمية أو العملات المشفرة التي ظهرت قصتها للعلن عام 2008 وصارت اليوم عدة آلاف من العملات المشفرة المختلفة الغريبة الأسماء أيضًا.

والعالم يدور حول هذه العملات الهابطة من الفضاء على عالم العقلاء في شتى الاتجاهات بين مؤيد ومعارض ومتحمس وخائف ومتشكك.

أذكر يوم قرر بعض الجيران من أهل أصدقائي قبل حوالى أربعة عقود من الزمن -ونحن أطفال- الانتقال من حينا اللطيف الهادئ القريب من وسط البلد إلى حي المعادي وكيف تلقينا الخبر باستغراب وحيرة.

فقد كان حي المعادي جديدًا بالنسبة إلينا حينها ولم تطرق بابه كثير من الخدمات حتى ليتعجبن البعض من رغبة أحدنا الانتقال للحياة فيه بدلًا من حي نظيف عامر بالخدمات وبالحياة وبالقرب من كل شيء في القاهرة.

فالناس تخاف كل جديد وتخشى التغيير وتحب البقاء على ما تعرف أكثر مما ترحب بالترحال وتبدل الأحوال.

ولكن كثير من التغييرات قد أخذت بيد العالم راغبًا أو رافضًا إلى عتبات كانت فيما قبل من المستحيلات. وهذا ما رأه العالم ما قبل اختراع الطائرة وما قبل اختراع الكهرباء وما قبل اختراع الموبيل وغيرها من الاختراعات والاكتشافات. ولكن كل اختراع أو اكتشاف يحتاج إلى زمن مناسب ليتأكد الناس مما فى هذا الاكتشاف من نفع ويعرفون سبيلهم الى حسن التعامل مع هذا الاكتشاف أو الاختراع والانتفاع بحسناته وتجنب سيئاته.

والعملات المشفرة -شأنها شأن الاكتشافات والاختراعات الجديدة- تحتاج إلى زمن مناسب ليتبين للعالم حسنها من سوئها، خاصة وأنها تحجب السيطرة المركزية، وتستهلك طاقة عظيمة في عملها، وقد يساء استخدام هذه العملات.

كما أن الاستثمار في هذه العملات يكتتفه الخطر من البداية الى النهاية، خاصة وأنها عملات غير مرئية وليست ذات وجود حسي وليست فعليًّا بالاستثمار المنتج إلى الآن على الأقل. ومع كل ذلك، فقد سارعت بعض دول إلى اعتبار اقتناء تلك العملات المشفرة من قبيل حيازة الأصول المستحقة للضريبة – ربما على اعتبار أن تحصيل مزيد من الضريبة أولى بالاتباع من التحذير والزجر- وسارعت دول أخرى الى اعتبار بعض تلك العملات عملة رسمية للبلاد في إجراء جد غريب ومفعم بالمغامرة، وتجاهل تلك الدول ما يصاحب تلك العملات المشفرة من مخاطر قد يبدو بعضها أكبر من خطر جسيم.

Tags: الحداثةالعملات المشفرة

المصدر: جريدة زمان التركية

كلمات دلالية: الحداثة العملات المشفرة العملات المشفرة ما قبل

إقرأ أيضاً:

زامبيا ترفع أسعار الوقود اعتبارًا من أول ديسمبر

تعتزم زامبيا رفع سعر الديزل بنسبة 7.7% والبنزين بنسبة 3% اعتبارًا من أول ديسمبر الجاري.

ومن المقرر أن يباع الديزل بسعر 32.43 كواشا للتر، بزيادة من 30.11 كواشا، وفقا لما ذكره رئيس مجلس تنظيم الطاقة، جيمس باندا، في بيان نقلته وكالة بلومبرج للأنباء.

وسيزيد سعر البنزين بنسبة 3% ليصل إلى 33.67 كواشا للتر، من 32.70 كواشا.

وارتفع التضخم في زامبيا بعد زيادة تعريفة الكهرباء بنسبة 115%.

مقالات مشابهة

  • لهذه الأسباب.. تشكيل احتياطي أمريكي من عملة البتكوين محفوف بالمخاطر
  • اتحاد المعلمين يقرع ناقوس الخطر بشأن مصير العام الدراسي في إقليم كوردستان
  • خصم جديد على أسعار البنزين اعتبارًا من الليلة في تركيا
  • أسباب اعتبار حلب المفتاح الرئيسي لحل أزمة سوريا
  • اختراع مصري يحقق إنجازًا عالميًا بتوليد الطاقة من الضوء
  • ما علاقة ترمب؟.. صناديق بتكوين وإيثريوم تحصد 7.6 مليار دولار
  • مهندس مصري يفوز بالميدالية البرونزية عن ثالث أفضل اختراع في مجال الطاقة عالميا
  • زامبيا ترفع أسعار الوقود اعتبارًا من أول ديسمبر
  • صيني يأكل موزة ب 6 ملايين دولار
  • رصاص الحوثي يطال أرزاق الفقراء في إب.. وزير الإعلام يدق ناقوس الخطر