رعى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي حفل إختتام "خطة العمل الوطنية الأولى لتطبيق القرار 1325 "بشان المرأة والسلام والأمن في حفل أقيم في السرايا ظهر اليوم.

شارك في الحفل نائب مجلس الوزراء  سعادة الشامي ووزراء: السياحة وليد نصار، المال يوسف خليل، الدولة لشؤون التنمية الادارية نجلا رياشي، الشؤون الاجتماعية هكتور حجار، الطاقة والمياه وليد فياض، والنواب: فادي علامة، أديب عبد المسيح، رئيسة الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية كلودين عون، المنسقة الخاصة للامم المتحدة في لبنان جوانا ورونيكا، منسق الأمم المتحدة للشؤون الانسانية عمران ريزا،وسفراء: الارجنتين، فنلندا، رومانيا، الاردن، هولندا، كوريا، المانيا، الأمين العام لمجلس الوزراء القاضي محمود مكية رئيس المجلس الاقتصادي والإجتماعي شارل عربيد، وعدد من ممثلي الهيئات الدولية والديبلوماسية العاملة في لبنان.


 
كلمة رئيس الحكومة
وألقى رئيس الحكومة في المناسبة كلمة قال فيها:يسعدني أن ألتقي بكم في هذا الحفل الكريم، في اختتام العمل بالخطة الوطنية لتطبيق قرار مجلس الأمن رقم 1325حول المرأة والسلام والأمن، الذي توخّينا أن يشكّل الحجر الأساس لتحقيق أهداف التنمية المستدامة في لبنان لسنوات مقبلة، وأن يوفّر إطار عمل وطني شامل من أجل استقرار لبنان وأمنه.كما ان ذلك من شأنه دعم مشاركة المرأة في صنع القرار، وحمايتها من أنواع العنف، وإعادة النظر بالقوانين التي تنال من حقوقها، وغيرها من الشؤون ذات الصلة.

وقال :ومن المفيد الإشارة، إلى أنّ رئاسة مجلس الوزراء، أقرت في العام  2019 وضع استراتيجية شاملة لتطبيق هذا القرار، وكلفت "الهيئة الوطنية لشؤون المرأة" مهمة إعداد هذه الخطة التي تمت في اطار تشاركيّ فعال مع الإدارات الرسمية المعنية، والمجتمع المدني، فضلاً عن المنظمات الدولية، والمنظمات المانحة، بهدف تحقيق الأهداف المرسومة لها، وتطويرها بما يتناسب مع حاجات المجتمع اللبناني وأولوياته.  وغير خافٍ، أنّ المرأة في المجتمع اللبناني رغم تميّزها عموماً بالعلم والكفاءة والقدرة على إثبات الذات، والمنافسة في العديد من القطاعات التي نشهد لها بها، إلا أنها تعاني من إجحاف في بعض القوانين التي تكبّلها، وتنتقص من حقوقها.

وقال : كما نشهد على العديد من حالات العنف ضدها، ما يُبرز الحاجة إلى إعادة النظر في بعض النصوص القانونية، وإضافة أخرى، بهدف حمايتها، وتعزيز وضعها وتمكينه لضمان كامل حقوقها الإنسانية المنصوص عنها في الشرعة الدولية لحقوق الإنسان. ومن ضمن ما نصت عليه هذه الشرعة حق المرأة في العدالة والمساواة وعدم التمييز، والعمل من جهة أخرى، على دعم مشاركتها في صنع القرار وتفعيل دورها الريادي في المواقع السياسية والاقتصادية والإدارية والاجتماعية، وهذا ما يمثل جوهر أهدافنا وأهداف الهيئة الوطنية لشؤون المرأة من تحقيق خطة العمل الوطنية للقرار 1325.  

وختم بالقول : اهنى اللجنة على عملها على أمل ان تسلك المقررات طريقها الى التنفيذ في كل المجالات لما فيه دعم دور المرأة في المجتمع على الصعد كافة.   
 
كلمة عون
والقت رئيسة الهيئة الوطنية لشؤون المرأة كلودين عون كلمة جاء فيها: نجتمع اليوم في ظروف صعبة مليئة بالتحديات، فأهلنا في الجنوب وفي البقاع، يسقطون ضحايا حرب شرسة، ينزح بنتيجتها آلاف المواطنينن نصفهم من النساء، والشعب اللبناني بأكمله يعيش تحت تهديد اندلاع حرب موسعة في كل لحظة.

نجتمع اليوم في وقت يشهد لبنان أزمة سياسية حادة، حالت دون انتخاب رئيس للجمهورية، ليمتد الفراغ الرئاسي لسبعة عشر شهرا حتى اليوم، وذلك في غياب خطة وطنية إصلاحية واضحة للنهوض من الأزمات.

كما نجتمع في وقت يعاني اللبنانيات واللبنانيون من أزمة اقتصادية جعلت غالبيتهم يعيشون في حالة الفقر، ومن غياب للخدمات العامة مما يعيق حسن سير الأعمال وإنجاز المعاملات الرسمية، ومن أزمة مالية حادة أدت إلى احتجاز أموال المودعين اللبنانيين والأجانب في المصارف اللبنانية، من دون أي التزام رسمي لاستردادها، في حين أن هذا الالتزام من شأنه أن يعيد الثقة بالقطاع المصرفي الذي يشكل أحد الركائز الاقتصادية الأساسية للبلد.

كذلك يأتي لقاؤنا في ظل تداعيات النزوح السوري الذي أثقل الاقتصاد اللبناني، وساهم في تهالك البنى التحتية وغير هوية قرانا ومدننا.

فهل لاجتماعنا اليوم لاختتام خطة العمل الوطنية الأولى لتطبيق قرار مجلس الأمن 1325، أي صلة بكل ما يجري من حولنا؟

وهل لتطبيق القرار 1325 حول المرأة والسلام والأمن، أي تأثير إيجابي على الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي والأمني السائد؟ أم أنه قرار خاص بالنساء وبقضاياهن، ليس تطبيقه بأولوية في الوقت الحالي في ظل الأزمات التي نعيشها؟

وهل قضايا المرأة هي قضايا خاصة؟ أم أنها قضايا وطنية تمس المجتمع ككل؟

وهل تحقيق المساواة بين الجنسين هو فقط حق من حقوق الإنسان؟ أم أنه يعتبر أيضا استثمارا استراتيجيا يؤثر إيجابا على النمو الاقتصادي والناتج المحلي الإجمالي كما تبرزه المؤشرات العالمية للبلدان المتقدمة.
 
بداية، لقد أدخل القرار 1325 قضايا حماية النساء والفتيات أثناء النزاعات. وما أحوجنا اليوم إلى توفير هذه الحماية لهن، في ظل المشاهد التي نراها يوميا عن تجويع وإماتة الأطفال واغتصاب النساء وقتلهن واستخدامهن كأدوات للحروب.

‏فهل من الممكن أن نتوقع عدم تفاقم حالات العنف ضد النساء أثناء النزاع، في مجتمع يهمل معاقبة المعتدي في حالات السلم؟ من هنا تندرج مطالبتنا بتطبيق وتعديل لتعزيز قانون "حماية النساء وسائر أفراد الأسرة من العنف الأسري" وقانون "تجريم التحرش الجنسي وتأهيل ضحاياه" بفعالية أكبر لتوفير الحماية للنساء والفتيات.
 
كما دعا القرار إلى دعم مشاركة النساء في مواقع صنع القرار، وفي مفاوضات السلام، وفي إعادة البناء والإعمار التي تلي مرحلة النزاع والصراع، وضرورة مشاركتهن في حلها، وذلك في صلب المسارات الدولية الرامية إلى الحد من الحروب. وما أحوجنا أيضا اليوم إلى نساء مفاوضات ومشاركات في الحوارات الوطنية، فلا شك أن وجودهن في هذه المواقع، كان ليوفر على الوطن الكثير من الأزمات والصراعات.

فكيف يمكن للنساء اللواتي لا يشاركن في صنع القرار في مجتمعهن، ولا يؤثرن في حل الأزمات المعيشية اليومية، أن يقمن بمهمات قيادية في حال نشوب نزاع ما؟

من هنا أيضا تأتي مطالبتنا بتضمين قانون الانتخابات كوتا نسائية تضمن مشاركة النساء في مواقع صنع القرار.
 
كذلك شدد القرار على الوقاية من العنف ضد النساء والفتيات، وهنا يندرج العمل القائم لتحديث المناهج التعليمية، كما تندرج مختلف البرامج والنشاطات التوعوية في المدارس والجامعات ومع وسائل الإعلام المختلفة، لنشر ثقافة احترام حقوق الانسان. والمطلوب هنا تفعيل هذه المبادرات وتطويرها لكي تكون مستدامة وهادفة.

أما المجال الأخير الذي تناوله القرار، فهو الإغاثة والإنعاش، حيث أكد أن على الخطط الوطنية وخطط الاستجابة للأزمات، أن تأخذ بعين الاعتبار حاجات النساء والفتيات، وأن تستجيب لهذه الحاجات، لإزالة التمييز ضدهن واحترام حقوقهن.
 
ندرك تماما خطورة الوضع القائم في لبنان وصعوبته على المستويات كافة، كما ندرك أن الحل للأزمات لن يكون سهلا ولا قريبا كما نتمناه. ندرك تماما تفاقم التحديات التي تواجه انتظام العمل في القطاع العام، فالهيئة الوطنية هي واحدة من تلك المؤسسات التي تواجه صعوبات يومية لمواصلة مهامها.

لكن، وفي ظل هذا الواقع، حتى ولو أن البعض قد فقد إيمانه وأمله بتغيير هذا الوضع، في بلد تسوده الطائفية وفي ظل غياب للمحاسبة الحقيقية، إلا أن المثابرة وبذل الجهود وتنفيذ الإصلاحات المطلوبة، كل ضمن مهامه وصلاحياته وقدراته، تبقى خيارا نابعا من شعورنا بالمسؤولية انطلاقا من مواقعنا. وهذا الأمر لن يتحقق إلا بسواعد بنات وأبناء هذا الوطن.
 
ريزا
واعتبر المتسق المقيم ومنسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة عمران ريزا  في كلمته "بأن الخطة الوطنية بشأن تطبيق القرار 1325 ابلت بلاء حسنا رغم كل الظروف والصعوبات التي عاني منها لبنان والانجازات التي تمت بالغة الأهمية.

لقد زادت الهيئة الوطنية لشؤون المرأة من مشاركة المرأة في المؤسسات الحكومية وفي قطاع الأمن. وقدمت دعما للمرأة على أنها صانعة السلام على مستوى المجتمعات، وامنت اطارا للتقدم لوضع إصلاحات خاصة بمساواة الجندرة لحماية المرأة من أي عنف. وان لبنان يؤسس بنى تحتية صلبة وان نجاح هذه الجهود هو بسبب مناصرة المجموعات النسائية في لبنان.

ونحن نحتفل باختتام خطة العمل الوطنية الأولى لا بد أن نقر بأن المسار ما زال طويلا، وأتمنى تسريع التقدم نحو الأفعال الهادفة التي تضمن مواقع قيادية للمراة، وان الاوان لاحياء دور النساء في لبنان كما كان في خمسينيات القرن الماضي حيث كان لبنان رائدا في محيطه في هذا الشأن. وأشار إلى ضرورة تعزيز المرأة على الصعيد الاقتصادي من خلال الانخراط اكثر من تقديم الخدمات الصديقة للبيئة.
 
ورونيكا
واعلنت المنسقة المقيمة للأمم المتحدة ورونيكا في كلمتها؛ نناقش في هذا الحفل تطبيق خطة العمل الوطنية والاستراتيجية اللبنانية حول المرأة والسلام والأمن. واهنأ السيدة عون على قيادتها وتنسيقها لعمل المؤسسات والمجتمع المدني.

واحيي التزام الحكومة اللبنانية بالامن والسلام وتطور البلاد، وتطبيق المساواة الجندرية. وقالت: "نحن مستعدون لتقديم هذا الدعم والالتزام بوضع خطة وطنية ثانية. وسررت بلقاء الكثير من الشركاء والالتزام بالعمل لمنع النزاعات بسبب التحديات على المستوى الدولي. وقالت:"يواجه لبنان اعمالا عدائية في الجنوب وهي زادت في سوء الوضع الاقتصادي الذي كان هشا في البلاد وهذه الصعوبات تلقي بظلالها على تطور مستدام.

ورات بأن لبنان هو من بين 150 دولة قامت بتطوير خطة وطنية وحصلت على دعم من قبل الأمم المتحدة . ولقد أحرز لبنان تقدما وبدأ مرحلة جديدة مع الخطة ومن المهم ان نتحدث عن تمكين المرأة والشباب في المساحات المختلفة. ويجب ادماج السلام والمرأة والأمن في اي خطة عمل وعلى الشباب التمتع بالقدرة على المشاركة بالاقتصاد والتعليم وتولي المهام القيادية والتمتع بالأمن والسلام.
 
  وعرضت منسقة الخطة السيدة ريتا راشد سلامة لابرز إنجازات الخطة الوطنية.

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: المرأة والسلام والأمن خطة العمل الوطنیة صنع القرار المرأة فی القرار 1325 فی لبنان

إقرأ أيضاً:

العنف الاسري يتطلب تغيير الثقافة الاجتماعية مع الردع القانوني و تغيير المناهج

بغداد اليوم - بغداد

بقلم: سارة طالب السهيل

العنف الاسري هو موضوع الساعة وكل ساعة بالعراق يؤرق الضحايا ويفزعهم ليل نهار ، لأنهم يتوقعون تعرضهم للعنف بكل أشكاله اللفظي والجسدي في اية لحظة تحت وطأة مسببات قد نظن انها السبب مثل  الأزمة الاقتصادية وقصور التشريعات القانونية في حماية المعنفين ومنحها للرجل زوجا او أبا او اخا سلطات التأديب ، ولكني أرى ان العنف الأسري في العراق فاق الحد المعقول عن العالم.

ربما جرائم العنف موجودة في كل بلدان العالم بنسب متفاوتة تحت تأثير الكحول والمخدرات، بينما هي بالعراق بالعشرات وبشكل يومي ويكاد يكون أسلوب حياة وسلوك معتاد .

الناصح محب و أنا أحاول النصح للإصلاح وليس من باب النقد فلا نقد للأهل والأحباب   ، خاصة وانني ليس لدي قدرة على الدخول لكل بيت وتقديم له النصيحة الا عبر صفحات تقرأها الناس كلها ، بينما القانون يقف على استحياء ويقول  لا نتدخل بالشؤون العائلية ، إذا فليدفن كل أب أطفاله و يضرب زوجته و يشوهها نفسيا و جسديا   . (فالإنسان ~للتذكير ~ له قيمة)

والطامة الكبرى انه من كثرة اعتياد تعرض النساء للتعنيف من ازواجهن بعضهن اصبحن عنيفات و قاسيات، فقد   لا تجد امرأة تفرح بالضرب و القتل إلا في عندنا ، وتعليقاتهن تحت أي موضوع عنف  تؤكد ذلك مقولة مثل عاشت إيده و تستاهل !!!

وقد يكون سبب ضرب الاب لابنه مثلا عدم استكماله الدرجات الاكبر  في مادة اللغة الإنجليزية ، أو ضرب زوجته لان الشاي بارد !!! و تعلق بعض النساء على ضرب بنات جنسهن (عاشت ايده) و على ضرب الأطفال و هم مفترض أصحاب القلوب الرقيقة و الرحيمة (احسن خلي يأدبه)

والبعض الآخر من الأمهات يرين عنف الأب بحق الأبناء الصغار ولا تسرع لإنقاذهم من بطشه ، وتكتفي بالشكوى للجيران من قسوة الأب بسبب خوفها من تطلقيها او هدم الأسرة ، فالخوف هو المتحكم في الاسرة  العنيفة .

و أنا لا أتطرق إلى جرائم متعلقة  بالنساء من ناحية الانضباط الأخلاقي او الديني و الشرف لان هذا الموضوع شائك و معقد و متشعب وله ناسه الي تحكم به ،فأنا  أركز على شكل السلوك اليومي  العنيف داخل الاسرة في تفاعل الحياة اليومية والتي تستدعي التوجيه والتربية و طول البال وترتبط بمفهوم تربية الأبناء ، والشراكة بين الزوجين في إقامة علاقة اسرية دافئة ومحترمة وإنسانية  قوامها الود والسكن النفسي .

بتقديري ، ان المجتمع العراقي في أشد الحاجة اليوم إلى تحديد هذه المفاهيم لتحديد شكل الاسرة والحفاظ على تماسكها . فالنتائج بعد أجيال واجيال من استخدام العنف والترهيب والضرب واضحة للعيان على الصعيد الشخصي والاجتماعي في البيت و العمل و الشارع بالحياة  الخاصة و العامة حتى في السياسة ابتداء من الستينيات والسبعينيات والثمانينيات و التسعينيات وحروب الطائفية و الإرهاب و داعش فلا شيء يخرج من فراغ إلا بتراكمات و ممارسات سلوكية غير صحيحة 

فالعنف الأسري منتشر في ربوع العراق ، ولكن بغداد تتصدر قائمة المحافظات الأكثر عنفا حيث تبلغ بحسب الاحصائيات الرسمية نحو 100 حالة يوميا ، والأطفال بالعراق يعيشون في خوف وتدمير نفسي  مستمر بتعرضهم للعنف والتعنيف اللفظي والضرب والاصابات الجسدية .وتحظى محكمة استئناف بغداد – الكرخ بالنصيب الأكبر من دعاوي قضايا العنف ضد الأطفال سواء من جانب الأب أو زوجة الاب  .

يبدو ان الأطفال بالعراق يضربون ويعنفون كما يأكلون ويتنفسون ، حيث يضرب أربعة أطفال من بين كل خمسة ، كما يذكر تقرير منظمة اليونيسف ، وهو ما دفع المنظمة   الدولية إلى مطالبة الحكومة العراقية إلى رصد مرتكبي الجرائم بحق الأطفال وتقديمهم للمحاكمة ، خاصة وان هذه الجرائم تُخالف اتفاقيات الطفل وميثاق العهد الدولي وحقوق الإنسان .

و لاشك ان تعرض الأطفال للعنف في مراحل تنشئته الاولى حتى عمر ال 15 عاما تحطم نفسيتهم وتجعلهم حاقدين على المجتمع  ومؤهلين لارتكاب الجرائم مستقبلا ، كما يؤكد خبراء علم النفس الجنائي .

فوفق المديرية لحماية الأسرة والطفل من العنف الأسري ، التابعة لوزارة الداخلية العراقية، فان معدل حالات اعتداء الزوج على الزوجة  بلغ 57 % من إجمالي الحالات، و اعتداء الزوجة على الزوج فقد بلغت نسبته 17%‎ واعتداء الأبوين على الأطفال نسبته 6% والاعتداء على كبار السن كالجد والجدة 2%‎ ..هذا ما تم الاعتراف به و رصده

وقد   تنجح السلطات الأمنية في انقاذ  بعض الحالات المعرضة للعنف بعد نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي ، ولكن الحالات الأكثر مخفية ولا تجد من يحميها من قهر أسرهم .

اما النساء بالعراق فهن الأكثر تعرضا للعنف اللفظي والاعتداء الجسدي خاصة المتزوجات منهن ، ولا يلجأن  للقضاء خوفا من مساءلة الأهل والعشيرة ، والكثير من النساء ضيعت كرامتهن وحقوقهن الإنسانية خضوعا للمفاهيم المغلوطة ، فقد يزوجنها صغيرة السن رغما عنها زواجا قسريا ، ومع ذلك فهي مطالبة بالخضوع مرة اخرى لعنف الزوج  (المخمور او المتعاطي و ربما صاحي من الإدمان إلا من ادمان العنف ) واعتداءاته دون شكوى وابلاغ السلطات خوفا من أهلها .

وتواجه المرأة العراقية أيضا الكثير من مظاهر العنف الاقتصادي ، حيث يأخذ الاهل منها ابا او أخ اكبر راتبها بالقوة واذا رفضت يتم تهديدها بالمنع عن العمل ، وتنتقل المأساة للمرأة عندما تتزوج فيحل الزوج محل الأهل في اخذ راتب زوجته بالقوة ، خاصة اذا كان عاطلا عن العمل ، فاذا رفضت تتعرض للضرب والتنكيل والاصابات الجسدية التي لا تنمحي آثارها النفسية حتى لو طلقت ورجعت لبيت أبيها .

فالمجتمع  يمارس سلطة العنف الاقتصادي بحق المرأة بأشكال عديدة منها أيضا السيطرة على الميراث او الممتلكات الخاصة ، وحتى المرأة الريفية لا تسلم من هذه المظالم الاجتماعية حيث نتاج عملها بالزراعة  وإنتاج المحاصيل يذهب لأسرتها وزوجها دون ان تتمتع بحقها في التصرف فيه بحرية .

بتقديري ان العنف الاسري بالعراق ليس مرجعه الأزمات الاقتصادية او أثار مواجهة العراق من احتلال او فترات الإرهابية لداعش واخواتها ، بل مرجعه بالأساس ثقافي يحتاج لبذل المزيد من الجهد التوعوي لتغيير ثقافة المجتمع العنيفة بحق الفئات الأكثر ضعفا الطفل والمرأة .

فالثقافة العراقية تمنح سلطة اجتماعية مُطلقة  للآباء على الأبناء حتى لو بالأذى ، كما يمنح الكبار سلطة على  الصغار و تقل  هذه السلطة وتزداد بحسب صلات النسب  والقرابة .

وبموجب ذلك ، فان الآباء يقسون على الأطفال لمنعهم من ارتكاب أخطاءً تعرض الكبار لتكلفة اجتماعية عندما يتجاوز الصغار  القيم والأعراف المتوارثة ، بينما تعطي الثقافة الاجتماعية للرجل حق ضرب واهانة المرأة من مفهوم انها  إنسانة تابعة غير مستقلة الحقوق والكرامة و على انها لا تفهم واحيانا تعامل على انها عورة و عيب و احيانا اخرى تعامل على انها غير واعية ولا مدركة او كانها لم تتلق تربية او تعليم فوجب تأديبها طوال حياتها . 

ومن ناحية اخرى فان للاضطرابات النفسية للرجل لها دور كبير في ممارسة العنف بحق اسرته ، فاذا كان قد تعرض للعنف  أو شعر بالعجز عن تلبية متطلبات اسرته ، فان سلوكه يحول نحو العنف لتغطية شعوره بالنقص وعدم الثقة بالنفس .

ومن هنا انصح الرجال بعدم الزواج ان كان يعلم انه سيعيش مجرم و معنف و يتسبب بعاهات نفسيه وجسدية و امراض نفسية و عصبية لأولاده وزوجته ، و بالتالي يوثر في تشكيل شخصيات و خلق نماذج  مدمرة نفسيا لا يمكنها خدمة مجتمعها ووطنها ، وتكون بالتالي عبئا على الوطن ، و من هنا   أيضا يجب محاكمة هؤلاء الرجال  على انجاب أطفال و تربيتهم على العنف و القهر .

و برأيي  أيضا ، ان تحاكم الأم التي تسمح لأي أحد بمس شعرة من أطفالها حتى لو كان أبوهم فلتذهب إلى بيت والدها ليحميها ويحمي كرامتها و أطفالها من الأذى .

أما من يدعي ان هروب الزوجة إلى بيت أهلها تفكك اسري ويؤدي الي زيادة نسب الطلاق ، فمن الأجدر عدم خوض التجربة الفاشلة من البداية لمن يعلم انه معنف وأن التفكك الحقيقي والأذى الحقيقي هو العنف و الضرب و الإهانة التي لم يرضاها الله سبحانه وتعالى على الحيوانات فما بالنا بالإنسان الذي خلقه الله وكرمه وبكل كياني ادعم كل الاصوات العراقية الوطنية المخلصة الذين يدعون لوقف العنف الأسري و وضع علاج عاجل لأزماته سواء من حيث سن تشريعات قانونية لحماية المرأة والطفل من التعرض للعنف ، او العمل على تغيير المفاهيم الاجتماعية التي تسلب حق المرأة والطفل في حياة انسانية كريمة وآمنة ، ونشر الوعي في  المجتمع بضرورة تثقيف الزوجين بالحياة الأسرية المتناغمة ، واحترام الأطفال ورعايتهم وحمايتهم من العنف حسبما كرست الشرائع السماوية والانسانية .

وتشجيع المجتمع للإفصاح عن جرائم العنف الأسري لتوفير فرص التدخل والانقاذ السريع .والاهم من ذلك كله محاربة الخوف الاجتماعي من الأعراف والمفاهيم المغلوطة بغرس ثقافة الشجاعة على فعل الحق وقوله لحماية المجتمع من التفكك والانهيار وتوسيع دور الدولة في علاج واعادة تأهيل الأطفال والنساء الذين تعرضوا للعنف والاساءة من ذويهم وعلاجهم نفسيا من أثار هذا العنف ، خاصة في ظل حالات لم تتحمل هذه الاساءات وأقدمت على الانتحار ، مع الاسراع بإصدار قانون مناهضة العف الاسري لردع   مرتكبي جرائم العنف بحق الصغار والنساء وكبار السن . و انصح بضرورة تاسيس مركز لاستضافة المعنفات و اطفالهن و اعادة تأهيلهم او على الاقل بدايةَ تأمين الحماية و المكان الامن لهم للعيش الكريم حتى يستطعن الوقوف على أقدامهن مجددا  على ان يكون هذا المركز فاعلا بتلقى الشكاوى حاليا بسرية حتى نتمكن بتمرير وقت كاف للتوعية و تدريب المجتمع على احترام كيان الانسان (المراة والطفل ) على ان تكون التوعية مشمولة بالمناهج التعليمية 

كالتي أوجهها للأطفال في كتبي التعليمية و ابتداء من العمر الصغير حتى يتربى الطفل على احترام غيره و على الرحمة و الرأفه و اللين مع البشر و اهل بيته و ان يعلم ان المرأة كائن خلقه الله سبحانه وتعالى موازيا و مساويا للرجل بالحقوق والواجبات تستحق الاحترام والتقدير وحفظ الكرامة و عدم التعدي عليها بالعنف النفسي او الجسدي أو المعنوي او اللفظي إمساك بالمعروف او تسريح بإحسان.

اما الأطفال فهم لهم حق علينا بحسن معاملتهم و تربيتهم و تنشئتهم على القيم و الأخلاق و المبادئ الطيبة و تعليمهم علوم الدين و الدنيا وتزويدهم بالحب و الحنان و العطف و اللين حتى يشتد عودهم  فالضرب هو وسيلة الكسالى و من ليس لديه وقت للتربية يلجأ للتخويف و قد كرم الله سبحانه وتعالى بني آدم بالعقل و هذا العقل وجد لمخاطبته و محاكاته بالعقل والمنطق بالإرشاد و التوجيه فمن يعالج الاخطاء بالضرب و الخوف يبني مجتمع مريض متفكك مُعنَّف و يُعنّْف ،يحمل بقلبه الكثير و يحتاج ان يفرغ طاقته السلبية في اقرب فرصة 

و التربية الحقيقية هي الإقناع فالمقتنع لن يفعل الخطايا امامك و لا خلفك بينما المضروب سيفعل الخطايا من خلف ضهرك لانه لم يفهم شيئا ولم يدرك و لم يقتنع يا ايها آلناس ارتقوا قليلا في بيوتكم في الألفية الثالثة انظروا من حولكم الجميع يمضي للأمام فنحن كنا دوما بالمقدمة فلا نستحق التراجع أبدا ناهيك عن ردود افعال الانتقام من قبل الزوجة او الطفل التي تصدر بأشكال مختلفة كل حسب طاقته و بيئته إلا ان المؤكد انها او انه سينتقم فالعنف يولد العنف و الكره يولد الكره و هناك نظرية العنف و العنف المضاد كفانا اذى فالله شاهد على كل منا فهذه المرأة التي تحملت الكثير و اعطت الكثير تستحق التقدير .

و لو افترضنا انها ليست على قدر المسؤولية او اقل من توقعاتك فتسريح باحسان فأنت لست خالقها لتعذبها متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم احرارا .

و أطالب رجال الدين و منابر العلم ان يوجّهوا خطابهم الديني للتربية و تصحيح المفاهيم الخاطئة و تغيير السلوك من اجل الارتقاء بالمجتمع و الاسرة بدلا من زرع الأفكار الظلامية او تكرار توافه الأمور التي ليس لها دور في حياة الانسان على ارض الواقع والتركيز على المظهر دون الجوهر كما أطالب وسائل الإعلام بعقد المؤتمرات والندوات التثقيفية و التوعوية لهذا الغرض و في المدارس كما اشرت و ابتداء من الأعمار المبكرة لان الكبار صعب أصلاحهم و انما سهل بناء جيل جديد وانا جاهزة لعمل دراسة لتنفيذ هذا فهذا ما نستطيع عمله كوني لست دائرة او سلطة تنفيذية .

و اخيرا وليس اخراً اطالب بإنتاج اعمال تلفزيونية او سينمائية للكبار و الصغار لتعليم الناس الحقوق والواجبات في البيت و الاسرة و تأهيل المتزوجين حديثا للقيام بأدوارهم المطلوبة من حسن العشرة و الاحترام المتبادل و الالتزام و تربية الاطفال بالشكل الصحيح 

اضافة للحد من ظاهرة خيانة الزوج لزوجته التي هي احد المسببات للعنف الأسري

و اطالب بتشكيل لجان من خبراء علم النفس و الارشاد الأسري في كل منطقه و لا ننسى ان الناس عانت كثيرا في ال ٥٠ سنة الماضية يعني جيلين مروا بحروب و كوارث حتى تنفسوا مؤخرا الصعداء فكل هذه التراكمات لم يتم التعامل معها ولا مواجهتها ولا اعادة بناء الانسان الذي تهشم من كثر ما تكالبت عليه الظروف و الأمم له المبررات لكن يجب العمل الجاد على تغيير نفسه فالجميع لديه معاناته في كل بقاع الارض ولكن الفرق ان هناك من يستسلم وهناك من يعمل جاهدا لتطوير و اصلاح نفسه 

محبتي و خوفي على كل امراة هي اخت لي و كل طفل اعتبره طفلي جعلتني اكتب بحرقة قلب على كل من يعاني من الالم 

وللعلم ان المعنف نفسه هو ضحية لانه واجه تعنيف و سوء رعاية و سوء تربية جعلته يشعر بالضعف و الخوف و الانكسار فيستقوي على النساء و الأطفال

 

 


مقالات مشابهة

  • الذكاء الاصطناعي يُهدد النساء ويعرضها لخطر الابتزاز الإلكتروني
  • أبوظبي تطلق نموذج «مِديم» لأعراس النساء
  • «تنمية المجتمع بأبوظبي» تطلق نموذج مِديم لأعراس النساء
  • تنمية المجتمع تطلق نموذج مِديم لأعراس النساء
  • طالبان تشيد باستبعاد الأمم المتحدة النساء عن محادثات الدوحة
  • مفوضية الانتخابات تبحث آليات تحفيز النساء للتسجيل في الانتخابات البلدية
  • العنف الاسري يتطلب تغيير الثقافة الاجتماعية مع الردع القانوني و تغيير المناهج
  • منع الاختلاط ومواجهة الحرب الناعمة.. الحوثيون يشرعنون دعشنة اليمن
  • ميقاتي يؤكد متانة العلاقات الأخوية بين لبنان والسعودية
  • ميقاتي: السعودية كانت وستبقى الشقيق الأكبر للبنان ونتطلع الى رعايتها ليتمكن من النهوض من جديد