قادمون في العام العاشر.. بين خطة تحالف العدوان والنتيجة العكسية
تاريخ النشر: 26th, March 2024 GMT
يمانيون/ تقارير
قدم خطاب السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- بمناسبة الذكرى التاسعة ليوم الصمود الوطني، إيجازاً شاملاً وواضحاً ودقيقاً لطبيعة المعركة التي يخوضها الشعب اليمني منذ تسعة أعوام.
ووجه السيد القائد في خطابه العديد من الرسائل، سواء فيما يتعلق بملف السلام مع تحالف العدوان الذي وجه إليه نصيحة هامة بإنهاء المماطلة، أو فيما يتعلق بالدور المسؤول تجاه قضايا الأمة وفي مقدمتها قضية فلسطين التي كانت حاضرة منذ بداية المعركة في عقيدة الصمود الوطنية، وأيضا في أهداف الأعداء الذين فشلوا في تحقيقها.
ووضع الخطاب بذلك معسكر الأعداء بكل أطرافه أمام جملة من الحقائق التي تتلخص في أن كل أوهام كسر اليمن وإخضاعه والالتفاف على استحقاقات شعبه أو تحجيم دوره، لن تكون في صالحهم.
السيد القائد أكد في بداية كلمته على أن العدوان على اليمن جاء ضمن خطة أمريكية بريطانية صهيونية تهدف إلى إخضاع المنطقة كلها للعدو الإسرائيلي في إطار مشروع تصفية القضية الفلسطينية، وهو توضيح بالغ الأهمية يمثل مرجعاً أساسياً لقراءة وتقييم كافة تفاصيل المعركة، بما في ذلك المعاناة التي واجهها الشعب اليمني طيلة السنوات التسع الماضية نتيجة اعتداءات وانتهاكات تحالف العدوان والتي حرص قائد الثورة على استعراض أبرز إحصاءاتها، بالإضافة إلى تفاصيل معركة الصمود وما تضمنته من إنجازات عسكرية هامة، وصولاً إلى الموقف الاستثنائي والمتقدم لليمن في إسناد الشعب الفلسطيني، ليؤكد بذلك على أن الشعب اليمني اليوم لم ينتقل من معركة إلى معركة، بل أن المواجهة كانت ومنذ البداية بكل تفاصيلها تتعلق بالصراع الأوسع الذي تشهده المنطقة، وأن الشعب اليمني من خلال تحركه اليوم يتوج صموده في وجه المشروع الصهيوني الذي ولد العدوان من رحمه.
وبناء على هذه الحقيقة، تطرق قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي إلى ملف السلام مع تحالف العدوان باعتبار أن السلام مطلب ثابت للشعب اليمني ينطلق من الحرص على مواجهة المشروع الأمريكي الصهيوني الذي يعمل على إطالة أمد الصراعات في المنطقة، ولذا وجه القائد نصيحة للنظامين السعودي والإماراتي بإنهاء المماطلة في تنفيذ التزامات السلام الواضحة والمتمثلة بإنهاء الحصار والعدوان والاحتلال وتبادل الأسرى ودفع التعويضات، والانتقال من مرحلة خفض التصعيد إلى اتفاق سلام واضح، وأرفق هذه النصيحة مع دعوة واضحة للتحرر من “التبعية العمياء” لتحقيق مصلحة الجميع المتمثلة في إنهاء المشكلة تماماً والوصول إلى حل منصف.
وقد أكد القائد في هذا السياق على أنه “لا يوجد مبرر لاستمرار المماطلة” وهي رسالة واضحة تضع دول تحالف العدوان أمام ضرورة تغليب مصلحتها، لأن مواصلة الوضع الحالي لا يخدم سوى العدو الأمريكي والصهيوني، وهو ما يترتب عليه “خسارة” حتمية.
ومن هذا المنطلق أيضاً أكد القائد في كلمته على أن موقف اليمن تجاه جميع الدول العربية والإسلامية هو الحرص على التفاهم والسلام وإقامة العلاقات الأخوية الإيجابية، مقدماً في سبيل ذلك دليلاً واضحاً يتمثل في الموقف العملي المشرف والمتقدم والمتكامل الذي يتخذه الشعب اليمني تجاه الصراع الرئيسي في المنطقة، حيث وجه اليمن كل طاقاته لمواجهة ثلاثي الشر (أمريكا وبريطانيا والعدو الإسرائيلي) وهو الأمر الذي يجب أن يلتقي عليه الجميع.
وبخصوص المرحلة القادمة اختتم قائد الثورة خطابه بجمله رسائل تحت عنوان “قادمون في العام العاشر” أكد فيها على استمرار تمسك اليمن بموقفه فيما يخص المعركة العسكرية تطويراً للقدرات وتنظيماً للقوات المسلحة “لحماية الشعب اليمني ومساندة الشعب الفلسطيني” وهو الموقف الذي يؤكد أن الهدف الأساسي للعدوان على اليمن والمتمثل في إخضاع المنطقة للعدو الإسرائيلي، لم يسقط فحسب، بل أن النتيجة أصبحت عكسية، وأصبح اليمن يقود تحولاً تأريخياً عملياً من خلال مساندته الاستثنائية للقضية الفلسطينية الذي يشهد الجميع اليوم بأنه أحدث أيضاً ثورة في وعي الجماهير على مستوى المنطقة والعالم.
# السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي# اليوم الوطني للصمودالعدوان على اليمنالمصدر: يمانيون
كلمات دلالية: تحالف العدوان السید القائد الشعب الیمنی على أن
إقرأ أيضاً:
العدوان الأمريكي.. هزيمة جديدة لواشنطن ومؤشر على حجم الضرر الذي ألحقه اليمن بالكيان الصهيوني
يمانيون../
انتكاسة أمريكية جديدة جنتها إدارة الرئيس المجرم ترمب من خلال العدوان على اليمن واستهداف الأحياء السكنية وقتل عشرات المدنيين بالعاصمة صنعاء وبعض المحافظات، والذي تحول في نظر الجميع إلى مؤشر على حجم الضرر الذي ألحقه اليمن بالعدو الصهيوني، وعجز القوات الأمريكية عن منع اليمن من مساندة الشعب الفلسطيني.
التصعيد الأمريكي الإجرامي على اليمن اعتبره المراقبون والمحللون ووسائل الإعلام والعديد من السياسيين، والأنظمة والكيانات الحرة خطيئة كبرى ودليلا على حماقة وغباء المجرم ترمب الذي لم يفهم حتى الآن طبيعة الشعب اليمني وما يتميز به من شدة وبأس وصلابة تجعل من المستحيل تطويعه وثنيه عن أي موقف قد يتخذه خصوصا إذا كان الأمر يتعلق بمساندة أبناء غزة وفرض الحصار البحري على العدو الصهيوني على خلفية ما يفرضه من حصار وتجويع بحق سكان غزة.
الجميع يسخرون من حماقة وجهل المعتوه ترمب الذي لم يأخذ العبرة من المآل والمصير المخزي والفشل الذريع الذي انتهي إليه تحالف العدوان السعودي الإماراتي الذي لعبت فيه الإدارة الأمريكية وإلى جانبها العديد من كبريات الدول دورا بارزا بالدعم اللوجستي والعسكري وشحنات الأسلحة وقطعان المرتزقة وفرض الحصار والحرب الاقتصادية على الشعب اليمني دون أن يحقق أي نتيجة.
خرج الشعب اليمني من ذلك العدوان أكثر قوة وعنفوانا واستعدادا لمواجهة قوى الهيمنة والاستكبار، وهو ما حدث وتجسد بالفعل خلال انخراط اليمن في معركة “طوفان الأقصى” إسنادا ونصرة للشعب الفلسطيني الشقيق وما لعبه اليمن من دور محوري في هذه المعركة والذي جعل جنود وضباط البحرية الأمريكية وكذا قطعان الصهاينة يعيشون الأهوال ويعجزون عن مواجهة هذا التهديد المتعاظم القادم من اليمن.
في المقابل انتهى المطاف بالأنظمة التي شاركت في تحالف العدوان وتورطت في قتل اليمنيين وفي مقدمتها النظامان السعودي والإماراتي إلى تلك الهزيمة المذلة والموقف المخجل بعد عجزهم عن إخضاع الشعب اليمني وقيادته الحرة رغم كل ما تكبدوه من خسائر باهظة شكلت تهديدا حقيقيا لاقتصادات دول العدوان، خصوصا بعد أن أصبحت في مرمى ونطاق الصواريخ والطائرات المسيرة اليمنية التي استطاع الجيش اليمني تطويرها طيلة سنوات العدوان.
لم يعد يخفى على أحد أن العدوان الأمريكي البريطاني الغاشم على اليمن وما اقترفه من مجازر في صنعاء وصعدة وغيرها من المحافظات هو امتداد للدور الأمريكي البريطاني المستمر في دعم جرائم الإبادة والتجويع التي يقوم بها كيان العدو الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني.
يحاول العدو الأمريكي الصهيوني البريطاني عبر وسائل الإعلام التابعة لهم ولأدواتهم في المنطقة تصوير هذا العدوان الأرعن على اليمن بأنه يهدف إلى حماية الملاحة الدولية، إلا أن الحقيقية بدت أكثر وضوحا للقاصي والداني بأن هذا العدوان الغاشم والاستمرار في المساندة العسكرية للعدو الإسرائيلي وما يرافق ذلك من عسكرة للبحر الأحمر هو مصدر التهديد الحقيقي للملاحة والأمن في المنطقة.
لم تعد الأكاذيب التي يسوقها الإعلام الأمريكي الإسرائيلي بشأن حماية الملاحة تنطلي على أحد، خصوصا والجميع يشاهدون ويسمعون بشكل يومي تأكيدات القيادة في صنعاء بأن قرار الحظر والحصار البحري الذي فرضته القوات المسلحة اليمنية لا يستهدف سوى السفن الإسرائيلية، ردا على العربدة الصهيونية والحصار الظالم الذي يفرضه الكيان على سكان غزة، ورفضه إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع والذي شكل انقلابا واضحا ومباشرا لاتفاق إطلاق النار.
وبقدر ما يمثله العدوان الأمريكي البريطاني من انتهاك صارخ لميثاق الأمم المتحدة والقوانين الدولية، فإنه يمثل اختبارا جديدا للأمم المتحدة ومجلس الأمن والمنظومة الدولية بشكل عام تجاه انتهاكات وجرائم العدوان بحق المدنيين في اليمن وما يمثله من تهديد للسلم والأمن الدوليين، رغم قناعة الشعب اليمني وكل الشعوب الحرة بأن هذه المنظومة إنما وجدت لتخدم الأجندة والمصالح الأمريكية.
وعلى الرغم من التضحيات الكبيرة التي قدمها الشعب اليمني على مدى سنوات العدوان الأمريكي السعودي وصولا إلى العدوان الأمريكي البريطاني المباشر على اليمن، إلا أن النتيجة الحتمية لكل هذا الإجرام لن تكون سوى لعنة ووصمة عار جديدة لأمريكا التي عرفت بغطرستها وبرصيدها الدموي والإجرامي بحق الشعوب منذ نشأتها.
كما أن الهزائم المتلاحقة لأمريكا وقواتها باتت تمثل تأكيدا على أن حقبة الهيمنة الأمريكية شارفت على الأفول، وستطوى صفحتها عما قريب على أيدي الشعوب التواقة للحرية والتي يقع يمن الإيمان والحكمة في طليعتها خصوصا وقد غير اليمنيون معادلات المنطقة وكان لهم الدور الأبرز في دعم فلسطين ويقفون اليوم في طليعة الدول المواجهة للاستكبار والصهاينة.
أما الشعب اليمني فقد زاده هذا العدوان وهذا الموقف البطولي باستئناف الحصار على العدو الصهيوني، احتراما وتقديرا واعتبارا في نظر شعوب وأحرار الأمة والعالم، بعدما أثبت أنه البلد والشعب الوحيد القادر على دعم فلسطين بشكل فعلي، وليس فقط بالبيانات والشعارات والبيانات الخاوية حال الأنظمة المتخاذلة، التي تكتفي بالكلام والتواطؤ إزاء الحصار والتجويع لسكان غزة.
سبأ- يحيى جار الله