خورشيد باشا.. قاد جيش العثمانيين وكره محمد على ومات مسموما
تاريخ النشر: 26th, March 2024 GMT
تحل اليوم ذكرى وصول الوالي العثماني "خورشيد باشا" إلى مصر ليحكمها، حيث أطاحت الثورة بالحاكم السابق وجاء خورشيد باشا ليفتح صفحة جديدة في تاريخ مصر. وقد وقع ذلك في 26 مارس 1804.
خورشيد باشاولد خورشيد باشا في القوقاز، وكان والده راهبًا مسيحيًا قبل أن ينضم إلى الإسلام. عمل خورشيد باشا في مناصب عليا في الدولة العثمانية وكان حارسًا شخصيًا للسلطان محمود الثاني قبل أن يتولى حكم مصر.
وفقًا لمجلة "ذاكرة مصر" التي تصدر عن مكتبة الإسكندرية، بعد انسحاب الفرنسيين تجدد التنافس بين المماليك، خاصة بعد وفاة مراد بك في أبريل 1801. تنحصر المنافسة في ذلك الوقت بين "عثمان بك البرديسي" و"محمد بك الألفي". عمل العثمانيون على تعيين "محمد خسرو باشا" واليًا لمصر في يناير 1802، لكنه فشل في مهمته حيث نشبت صراعات بين قواته والمماليك، وقد شهدت ثورة قادها طاهر باشا من الألبانيين ضده. في 6 مايو 1803، اختار العلماء والمشايخ طاهر باشا ليكون حاكمًا، ولكنه لم يستمر طويلاً حيث تم اغتياله في مايو 1803 على يد الأنكشارية.
خورشيد باشابعد ذلك، تولى "محمد علي" قيادة الحماية الألبانية في 1803، وكانت مصر في حالة من الفوضى. رأى محمد علي ضرورة التحالف مع "عثمان بك البرديسي" للتخلص من الحاكم العثماني الجديد "أحمد باشا" والزعيم المملوكي المنافس "محمد بك الألفي". وبفضل هذا التحالف، نجح محمد علي في طرد الوالي أحمد باشا بعد يوم واحد فقط من حكمه.
في مصر (1801–05) عُيِّن عمدة الإسكندرية بعد أن غادر الفرنسيون مصر عام 1801، وعُيِّن حاكمًا لمصر عام 1804 بناءً على طلب محمد علي، متحالفًا مع الممثل الدبلوماسي البريطاني، حاول خورشيد إخراج محمد علي وألبانه من مصر، وجلب الفرسان الخفيفين من سوريا العثمانية لموازنتهم. فاز محمد علي بالديليس إلى جانبه، وبدعم من مظاهرة للعلماء وزعماء النقابات في القاهرة، عين نفسه حاكمًا لمصر في مايو 1805. خورشيد، الذي تخلت عنه قواته، حاصر في قلعة القاهرة، ولم يتركها إلا بعد أن رأى الفرمان العثماني يستثمر محمد علي في منصب محافظ مصر.
كتب التاريخ المصري لم تتطرق لحياة خورشيد باشا بعد عزله، لكن المراجع التركية تكشف عن توليه منصب حاكم الروملي وهي الأراضي العثمانية الواقعة في أوروبا سنة 1808 م، وبعد ذلك بعام أرسلته تركيا إلى صربيا من أجل قمع الانتفاضة الصربية الأولى في 5 سبتمبر سنة 1812 م.
خلال فترة إقامته بصربيا تم تعيينه في منصب الوزير الأول، وسرعان ما تولى قيادة الجيش التركي وتمكن من صلاحيات منصبه في استرداد بلجراد سنة 1813 م، ثم تولى حكم البوسنك ونجح كذلك في مقاومة الثورة الصربية الثانية ضد العثمانيين، وبدأ نجم خورشيد باشا يزداد في سماء رجال السياسة العثمانيين، حتى تم تكليفه بمقاومة عساكر علي باشا والذي تمرد على الدولة العثمانية وتعاون مع اليونانيين.
خلال قيام خورشيد بمحاولة قمع الانتفاضة اليونانية، سقطت طرابلس في يد اليونانيين أنفسهم بخيانة علي باشا عدو خورشيد اللدود وفي نفس الوقت نجح في إفشال الاحتلال اليوناني لطرابلس وتمكن من إلقاء القبض على كل المتمردين التابعين لعلي باشا.
كان الثراء هو أحد الأسباب التي أدت إلى نهاية خورشيد، حيث تمت إدانته نتيجةً لإساءة استخدام المال العام وتم عزله من مناصبه ووضعه تحت الإقامة الجبرية في لاريسا اليونانية وقت أن كانت تابعة للدولة العثمانية، ورغم محاولات عودته السياسية لكن ظل اتهام العثمانيين له في ذمته المالية أمراً مزعجاً خاصةً بعد ثبوت الاتهام عليه مما جعله ينهي حياته بتناول السم في 30 نوفمبر 1822 م.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الحملة الفرنسية الدولة العثمانية الفرنسيين المماليك تاريخ مصر محمد علی مصر فی حاکم ا
إقرأ أيضاً:
فهد محمد.. ما قصته مع طائر الطاووس؟
خولة علي (أبوظبي)
يتطلع فهد محمد، مؤسس مركز العاصفة ومؤثر في مجال الطقس، إلى تأسيس محمية لتربية وإكثار الحيوانات والطيور، وهي هواية انتشرت بين الشباب فأصبحوا يتنافسون فيما بينهم في كيفية جلب المميز منها والنادر والعمل على الإكثار منها. ومن جملة طيور الزينة التي يهتم بها فهد، طائر الطاووس، والذي يتقن فنون العناية به وتربيته ليمتلك حتى اللحظة نحو 400 طائر منه، بألوان وفصائل مختلفة. وهو من أجمل الطيور التي تتبختر وتفرد ريشها بكل غرور وجاذبية، وتتباهى بمظهرها. واللحظة التي يفتح فيها الذكر ذيله، تكون كلوحة فنية بديعة، وقد استطاع فهد أن يحول مزرعته إلى بيئة فطرية تعيش فيها مختلف أنواع الحيوانات والطيور التي يفضلها.
فوبيا الزواحف
رحلة فهد محمد العاشق للطبيعة ومطارد الأجواء مع المغامرة وشغفه في استكشاف عالم الطيور، وبالتحديد الطاووس بدأت منذ استشعر تعلقه بالطيور وتربيتها، والتعرف على هذا العالم عن كثب، وذلك باقتناء طيور الزينة، والتي بدأها بالببغاء. كما اقتنى معظم أنواع الحيوانات الأليفة والمفترسة، وعمل على بتربيتها في المزرعة حتى غدت جزءاً لا يتجزأ من حياته اليومية. ولاختياره الطاووس قصة حيث يقول: لدي فوبيا من الحشرات والزواحف، ومنها البرص. وقد سمعت أن طائر الطاووس يصطادها ويتغذى عليها، ولجأت إلى تربيتها وتركها تجول في فناء البيت والمزرعة من دون أقفاص، وبالفعل اختفى البرص تماماً من البيت، مما جعلني أقوم بتربيتها والإكثار منها والاهتمام بها، كما أن رعايتها لا تحتاج إلى مجهود كبير بخلاف الأنواع الأخرى من الطيور.
طبيعته
الطاووس هو طائر صديق للبيئة يتغذى على الحبوب والفواكه والأعشاب، والحشرات والزواحف. ألوانه وأنواعه متعددة، ومنها الطاووس الهندي أو الأزرق، ويعيش في الهند وسريلانكا. وهناك الأبيض، وطاووس الكونغو، والأخضر وموطنه جزيرة جاوا الإندونيسي، وهو طائر اجتماعي بطبيعته مخلص لمكانه وصاحبة فلا يغادر المكان الذي تربى فيه، وعادة ما يعيش في مجموعات، تساعد بعضها البعض عند وقوع الخطر، فتبدأ بالصراخ، وتنام على الأشجار.
مصاعب
اهتمام فهد بالطيور والحيوانات جعله أكثر قدرة على فهم طبيعتها وتربيتها، وكثيراً ما يواجه مربو الطيور مشكلة الحفاظ عليها من الأمراض الشائعة وانتشار العدوى بين الطيور بشكل سريع، مما يؤدي إلى نفوق أعداد منها. وهذا الأمر قد يؤدي إلى الإحباط بين الهواة، كما يحتاج إلى تبادل الخبرات والتعرف على أمراض الطيور، وكيف يمكن رفع مناعتها وحمياتها وتوفير البيئة المناسبة لها، لافتاً إلى أن تربية طائر الطاووس لا تحتاج إلى مجهود كبير، ولكنه قد يعاني ضعفاً في الجهاز التنفسي وعلاجه بسيط.